عربي21:
2025-07-03@03:16:58 GMT

فجيعة المنوفية وحوادث الطرق في مصر

تاريخ النشر: 2nd, July 2025 GMT

لم ينته الأسبوع الماضي في مصر حتى أصبح المصريون يوم الجمعة على فاجعة الطريق الإقليمي بمركز أشمون في محافظة المنوفية بدلتا مصر‏، حيث اصطدمت شاحنة نقل (تريلا) بحافلة صغيرة تحمل فتيات عاملات باليومية من أماكن سكنهن في قرية كفر السنابسة إلى مكان عملهن، ونتج عن الحادث وفاة 18 فتاة وسائق الحافلة. وتتراوح أعمار الفتيات ما بين 22 و14 سنة، وبعضهن كن المعيلات الوحيدات لأسرهن، وبعضهن لم يكملن تعليمهن من أجل مساعدة أسرهن، وأخريات كن طالبات ومنهن طالبة بكلية الهندسة.

وخرجت الجنازات للفتيات الـ18 بشكل جماعي، في موقف محزن للقلوب ومدمع للعيون.

وقد أثار هذا الحادث تساؤلات لا تنتهي بشأن حال الطرق في مصر، وحال المسؤولين عنها، وحال الطبقة الحاكمة من أصحاب السلطة والمال، وحال الفقراء الكادحين، في ظل حالة تعكس مدى التناقضات في المجتمع المصري، فهؤلاء الفتيات خرجن يعملن باليومية بمبلغ 130 جنيه يوميا (2.60 دولار) من أجل لقمة العيش، في مجتمع باتت الظروف الاقتصادية الصعبة تمس عموم المصريين، في حين أن هناك فئة أغرتها السلطة والمال؛ تلعب بالأموال في ملاهي ومنتجعات الساحل الشمالي بلا حساب.

الحوادث المرورية ليست وليدة اليوم، ولكنها شائعة بسبب حالة الطرق السيئة، وللأسف فإن المسؤول الأول عن ذلك حاليا هو وزير النقل العسكري الذي يقيل مسؤولين على الهواء لأتفه الأسباب، واستقال عدد من سابقيه لأقل من تلك الأسباب، ولكنه أبى إلا أن يظل في مكانه دون أدنى حساب
إن الحوادث المرورية ليست وليدة اليوم، ولكنها شائعة بسبب حالة الطرق السيئة، وللأسف فإن المسؤول الأول عن ذلك حاليا هو وزير النقل العسكري الذي يقيل مسؤولين على الهواء لأتفه الأسباب، واستقال عدد من سابقيه لأقل من تلك الأسباب، ولكنه أبى إلا أن يظل في مكانه دون أدنى حساب.

للوهلة الأولى قد يخرج من يدافع عن تطور الطرق وانخفاض حوادثها في مصر، حيث انخفض عدد حالات الوفاة في حوادث الطرق في مصر من 5,861 عام 2023 إلى 5,260 في 2024، أي بتراجع بنسبة 10.3 في المئة، وفي المقابل، ارتفع عدد المصابين من 71,016 إلى 76,362 إصابة في نفس الفترة (+7.5 في المئة)، وبلغت نسبة الوفيات إلى الإصابات 6.9 لكل 100 مصاب في 2024، مقابل 8.3 في 2023 (انخفاض 16.9 في المئة)، وتراجعت نسبة الوفيات لكل 100,000 نسمة من 5.6 إلى 4.9 (-12.5 في المئة). كما تقدمت مصر من المركز 118 إلى 18 عالميا بمؤشر جودة الطرق عام 2024 وفق تقارير المنتدى الاقتصادي العالمي، وقياس هذه الجودة يتم بناء على معايير التمهيد والانسيابية، وعرض الطريق وعدد الحارات، والبنية التحتية الحديثة، والربط بين المدن الكبرى والمشاريع الجديدة.

ومع ذلك فإنه لا يمكن إغفال أن هذا التقييم لجودة الطرق في مصر يخص الطرق السريعة والرئيسة الجديدة، وليس القرى أو الطرق الفرعية أو الداخلية، حيث تفتقر هذه الأخيرة للبنية التحتية، والإنارة، والصيانة، والرقابة، وبشكل عام للسلامة المرورية، فكثير من ضحايا الحوادث في مصر يفقدون حياتهم  على الطرق الجانبية، لا الطرق السريعة، وللأسف فإن الحكومة تُركّز في التطوير على الطرق الدولية والسريعة، بينما تهمل الطرق الحيوية التي يستخدمها الملايين في القرى والنجوع يوميا. يكفي القائمين على أمر البلاد ما آل إليه حال البلاد والعباد حتى انخرط ما لا يقل عن 1.3 مليون قاصر في شكل من أشكال عمالة الأطفال في مصر، لضيق وبؤس الحالة الاقتصادية للآباء والأمهات، أم سيظل الفقراء في مصر لا بواكي لهم؟كما أن اتجاه الحكومة هو نحو تطوير الطرق لكن لم يتم في نفس الوقت تطوير أمن وسلوك استخدام هذه الطرق، وليس ببعيد عنا طريق الجلالة -أحد أحدث الطرق في مصر- حيث شهد حوادث مميتة بسبب السرعة والانحرافات والضباب، رغم أنه ضمن الطرق الأفضل من حيث التقييم الفني.

إن مصر بحاجة إلى ترسيخ مفهوم السلامة المرورية والتي تتطلب سلوكا ملتزما، ونظام مراقبة إلكتروني، وصيانة مستمرة، وعدالة مرورية في جميع المحافظات، والبعد عن الطبقية والواسطة في خدمات المرور والطرق بناء ومعاملة، وقبل كل هذا وذاك محاربة الفساد ليس في جهات الاختصاص الخاصة بالمرور فقط، بل بطريقة رسو المزادات في بناء الطرق وتسليمها، واحتكار جهة واحدة لذلك لا يمكن لأحد أن يحاسبها.

لقد آن الأوان للخروج من هذا النفق المظلم الظالم. ثم ألا يكفي القائمين على أمر البلاد ما آل إليه حال البلاد والعباد حتى انخرط ما لا يقل عن 1.3 مليون قاصر في شكل من أشكال عمالة الأطفال في مصر، لضيق وبؤس الحالة الاقتصادية للآباء والأمهات، أم سيظل الفقراء في مصر لا بواكي لهم؟ فاتقوا الله في الغلابة يا أولي الألباب.

x.com/drdawaba

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات قضايا وآراء كاريكاتير بورتريه قضايا وآراء مصر الطرق الحوادث ضحايا مصر فقر حوادث ضحايا طرق قضايا وآراء قضايا وآراء قضايا وآراء قضايا وآراء قضايا وآراء قضايا وآراء مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات سياسة صحافة سياسة اقتصاد مقالات سياسة اقتصاد اقتصاد سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الطرق فی مصر فی المئة

إقرأ أيضاً:

فوائد غير متوقعة لتناول كوب من القهوة السادة دون أية إضافات

أظهرت دراسة جديدة أن تناول كوب من القهوة السادة دون أية إضافات بشكل يومي له فوائد صحية قد تصل إلى حد الحماية من أمراض القلب والوفاة، وفق ما ذكره موقع "هيلث" الطبي.

ووجد الباحثون أن الأشخاص الذين يشربون كوبًا أو كوبين من القهوة يوميًا انخفض لديهم خطر الوفاة بنسبة 14 في المئة مقارنة بمن لا يشربونها. لكن ذلك لم ينطبق إلا على أولئك الذين يشربون قهوتهم سادة، أو مع كميات صغيرة من الكريمة أو الحليب أو المُحليات.

في هذا الشأن قالت الدكتورة فانغ فانغ زانغ، الأستاذة في كلية فريدمان لعلوم التغذية في جامعة تافتس الأميركية، والمؤلفة الرئيسية للدراسة: "إذا أضفنا كثيرًا من السكريات أو الدهون المشبعة إلى نظامنا الغذائي، فإن ذلك يزيد من إجمالي استهلاكنا من السعرات الحرارية، وهو ما قد يكون مرتبطًا أيضًا بنتائج صحية سلبية".

وفي الدراسة التي نُشرت في مايو الماضي في مجلة "التغذية"، تابعت زانغ وزملاؤها أكثر من 46 ألف بالغ أميركي على مدار نحو 10 سنوات. وكان الهدف هو معرفة ما إذا كان خطر الوفاة مرتبطًا بعادات شرب القهوة لدى المشاركين.

 

انخفض خطر الوفاة

وبعد تتبع صحة المشاركين، وجد فريق الباحثين أن شرب كوب واحد من القهوة يوميًا ارتبط بانخفاض خطر الوفاة لجميع الأسباب بنسبة 16 في المئة، بينما ارتبط شرب كوبين أو 3 أكواب من القهوة يوميًا بخفض خطر الوفاة لجميع الأسباب بنسبة 17 في المئة. كما انخفض خطر الوفاة بأمراض القلب لدى شاربي القهوة بنسبة 29 إلى 33 في المئة.

وعند دراسة الإضافات التي تضاف للقهوة تحديدًا، وجد الباحثون أنه مقارنة بمن لا يشربون القهوة، انخفض خطر الوفاة بشكل عام لدى المشاركين بنسبة 14 في المئة، إذا شربوا القهوة سادة أو قليلة السكر والدهون المشبعة.

 

ولم يُلاحظ أي ارتفاع في معدل الوفيات لدى الأشخاص الذين تناولوا قهوتهم مع كمية كبيرة من السكر أو مع جرعة كبيرة من الحليب أو الكريمة.

ولا تلغي إضافة مزيد من السكر أو الدهون المُشبعة إلى قهوتك بالضرورة آثارها الصحية ولكن الاستهلاك المُفرط للسكر والدهون المُشبعة بشكل عام يرتبط بتدهور صحة القلب والأوعية الدموية وارتفاع معدل الوفيات.

مقالات مشابهة

  • بين حرائق وانفجارات.. أزمات عالمية وحوادث بارزة تشغل العالم
  • إحصائيا: هل انهيار الكيان الصهيوني مسألة وقت؟
  • رئيس برلمانية الحزب المصري الديموقراطي بمجلس الشيوخ: تحسين ترتيب الطرق لا يعوض نقص الرقابة المرورية الفعالة
  • محمود سامي عن حادث المنوفية: السائق مسئول جنائيا والدولة عليها تعزيز الرقابة وتحسين البنية التحتية
  • البطالة في تركيا تتراجع 0.2%
  • فوائد صحية لـ القهوة السادة
  • للمسافرين على الطرق الصحراوية.. اتصل تصلك سيارة الإغاثة المرورية
  • الإسترليني ينخفض مقابل الدولار واليورو
  • فوائد غير متوقعة لتناول كوب من القهوة السادة دون أية إضافات