كيف نجا طفل صغير من الموت رغم سقوطه من الطابق الـ15؟
تاريخ النشر: 20th, May 2025 GMT
في واقعة أثارت دهشة واسعة، نجا طفل يبلغ من العمر عامين من الموت المحتم بعد أن سقط من الطابق الـ15 لأحد المباني السكنية في منطقة وايت أوك بولاية ميريلاند الأميركية، وذلك بفضل شجيرات ومهاد نباتي امتصت قوة الاصطدام، وخففت من حدة السقوط.
ووفقا لما أفادت به شرطة مقاطعة مونتغومري، وقع الحادث يوم الخميس 15 مايو/أيار حوالي الساعة الثانية ظهرا، عندما سقط الطفل من شرفة مزودة بزجاج واقٍ بدلا من درابزين، في مبنى يقع في شارع "أوك ليف درايف".
وقالت المتحدثة باسم شرطة المقاطعة شيرا جوف إن والدة الطفل كانت في المنزل وقت وقوع الحادث، وإن التحقيقات لا تزال جارية للوقوف على الملابسات الدقيقة لما حدث، دون توجيه أي تهم حتى الآن.
من جانبه، أوضح ديفيد بازوس مساعد رئيس خدمة الإطفاء والإنقاذ في مقاطعة مونتغومري أن سبب نجاة الطفل يُعزى إلى مجموعة من العوامل، أبرزها خفة وزنه، وصغر حجمه، وامتصاص الشجيرات المحيطة بالمبنى لقوة السقوط. وأكد أن تلك العوامل "ساهمت بشكل مباشر في نجاته المعجزة".
وتُظهر اللقطات أن الطفل سقط بين الشجيرات الكثيفة التي تقع أسفل المبنى، مما أدى إلى كسر في ساقه وبعض الإصابات الداخلية، لكنها لم تكن مهددة للحياة. وقد تم نقله على الفور إلى مستشفى محلي لتلقي الرعاية الطبية، ومن المتوقع أن يتعافى بالكامل.
إعلانووصلت فرق الإطفاء والإنقاذ سريعا إلى الموقع، ووصفت حالة الطفل بأنها "مؤلمة" لكنها مستقرة. وأكدت السلطات أن مثل هذه الحوادث تُعد نادرة للغاية، وأن التحقيقات ستركّز على فحص معايير السلامة في الشرفات الزجاجية.
حادثة مشابهةالحادثة أعادت إلى الأذهان واقعة مشابهة شهدتها الصين في مارس/آذار الماضي، عندما نجت فتاة تبلغ من العمر 9 سنوات من الموت بعد أن سقطت من الطابق الـ25 لمبنى سكني في مدينة تانغشان بمقاطعة خبي، وهبطت على منصة في الطابق السابع. اللافت في الأمر أن الطفلة لم تفقد وعيها رغم السقوط العنيف، وكانت وحدها في المنزل لحظة وقوع الحادث.
وبحسب التقارير الصينية، فإن الطفلة فتحت النافذة بسبب شعورها بحرارة شديدة، ولم تكن تعلم أن إطار النافذة غير مثبت، مما أدى إلى انهياره بها وسقوطها معه.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات
إقرأ أيضاً:
ضوء صغير
قد يفقد القلب شيئًا من دفئه دون أن ننتبه.
ولا يحدثُ هذا فجأةً، بل بهدوء يشبه انسحاب الضوء آخر النهار. وتتسرب البرودة إلى الداخل على شكل لامبالاة: صمت طويل، أو نظرة عابرة لا ترى الألم. تمرّ اللحظات، والمواقف، وتُغلق الأبواب في وجه الشعور. شيئًا فشيئًا قد لا يكون ما يفقده القلب، ظاهرًا، لكنه حقيقي، وكأن النبض لا يعود دليلًا على الحياة، بل مجرد حركة لا تحمل أثرًا.
إن فقدان الإنسانية، لا يأتي فجأة، بل يتسلل على مهل، ويبدأ حين نتجاهل دمعة، أو نسخر من ألم، أو نغلق أعيننا عن موقف يستدعي التدخل، ويبدأ حينما تحل الراحة محل الرحمة، والتردد على التعاطف، ومع مرور الوقت، نصبح أقل شعورًا، وأقل قربًا، وأكثر برودة دون أن نلاحظ أننا نتحول إلى نسخ صلبة من ذواتنا السابقة.
في هذا العالم الرقمي المتسارع، أصبح من السهل أن نُخفي قسوتنا خلف الشاشات، أو نختزل المآسي في رموز تعبيرية، ثم نكمل يومنا وكأن شيئًا لم يحدث. ولكن الحقيقة أن كل مرة نتجاهل فيها المعاناة، نحن نفقد جزءًا صغيرًا من روحنا، ونُطفئ مصباحًا كان يضيء شيئًا طيبًا فينا.
الإنسانية لا تتطلب أن نحل مشكلات العالم، بل أن نكون حاضرين في لحظة ضعف، وأن نمد يدًا، أو نصغي لقلب، أو نمنح حضورنا بصدق. وأحيانًا كل ما يحتاجه الآخر، هو أن يشعر أن أحدهم بآلامه، ويربت على كتفه، وأن يجد فينا بعضًا من الدفء في لحظات الضعف.
قد لا نملك القدرة على تغيير العالم من حوّلنا، لكننا نملك القدرة على ألا نكون سببًا إضافيًا في قسوته، كما أننا يمكننا أن نعيد إشعال تلك المصابيح الصغيرة في دواخلنا لنضيء بها طريق من حولنا، ومن ثم نضيئ طريقنا نحن.
وهذا الضوء الصغير الذي يأتي من دواخلنا، قد ينير طريقًا لأحدهم، ويكون سببًا في خلاصه من التوهان.
fatimah_nahar@