لندن – انتقد وزير الخارجية البريطاني، ديفيد لامي، امس الثلاثاء، سياسات إسرائيل وقال إنها من خلال خطابها وأفعالها، “تعزل نفسها عن أصدقائها والعالم”، مؤكدا أن سياساتها الحالية “تُضعف صورتها” أمام المجتمع الدولي.

وفي كلمة ألقاها أمام مجلس العموم البريطاني حول التطورات في إسرائيل والأراضي الفلسطينية المحتلة، انتقد لامي السماح بدخول 10 شاحنات مساعدات فقط إلى قطاع غزة المحاصر.

وقال: “هذا وضع مروّع، المدنيون في غزة يواجهون الجوع والتشريد والصدمات النفسية، وفي ظل القصف والنزوح والمعاناة، تلاشت مرة أخرى الآمال في انتهاء هذه الحرب”.

وأشار إلى أن إسرائيل منعت إدخال المساعدات إلى غزة لمدة 11 أسبوعا بعد انهيار وقف إطلاق النار.

وأضاف: “إسرائيل استهدفت المستشفيات باستمرار، وتوقفت 3 مستشفيات في شمال غزة عن العمل خلال عطلة نهاية الأسبوع”.

ومنذ بدء الحرب على قطاع غزة في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023 ، عمد الجيش الإسرائيلي إلى استهداف مستشفيات غزة ومنظومتها الصحية، وأخرج معظم مستشفياتها عن الخدمة، ما عرّض حياة المرضى والجرحى للخطر، حسب بيانات فلسطينية وأممية.

وتابع “بعد أن كان العام الماضي الأسوأ من حيث مقتل عمال الإغاثة الإنسانية، سقط المزيد من العاملين في المجال الإنساني والكوادر الطبية هذا العام”.

وأعرب الوزير البريطاني عن دعم بلاده لجهود الوساطة التي تبذلها الولايات المتحدة وقطر ومصر، مشيرا إلى تزايد الجمود الدبلوماسي بين الطرفين.

وبشأن خطط إسرائيل لتهجير سكان غزة، قال لامي: “ندخل مرحلة مظلمة جديدة من هذه الحرب”، واصفا الخطابات الصادرة عن بعض المسؤولين الإسرائيليين بأنها “متطرفة وخطيرة ووحشية ويجب إدانتها بأشد العبارات”.

وأشار إلى أن جميع الأسرى الذين تم إطلاق سراحهم حتى اليوم في غزة، جرى تحريرهم من خلال التفاوض وليس بالوسائل العسكرية، مؤكدا أن “توسيع الهجوم على غزة لن يجعل إسرائيل أكثر أمنا”.

ووسع الجيش الإسرائيلي خلال الأيام الماضية حرب الإبادة في قطاع غزة، معلنا “عملية برية في شمالي وجنوبي القطاع”.

وأضاف لامي: “معارضة توسيع الحرب التي قتلت بالفعل آلاف الأطفال لا تعني مكافأة حركة الفصائل.

وأكد أنه أبلغ المسؤولين الإسرائيليين، في لقاءات ثنائية، بأن أفعال إسرائيل “بلغت مستويات غير مقبولة”.

ولفت إلى وجود أكثر من 9 آلاف شاحنة إغاثة تنتظر على المعابر، داعيا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى إنهاء الحصار والسماح بدخول المساعدات الإنسانية.

وتواصل إسرائيل سياسة تجويع ممنهج لنحو 2.4 مليون فلسطيني بغزة، عبر إغلاق المعابر بوجه المساعدات المتكدسة على الحدود منذ 2 مارس/ آذار الماضي، ما أدخل القطاع مرحلة المجاعة وأودى بحياة كثيرين.

– اجراءات إضافية ضد إسرائيل حال واصلت عملياتها

وقال الوزير إنه “رغم كل جهودنا، تواصل الحكومة الإسرائيلية أفعالها وأقوالها المروعة”، مشددا على أن إسرائيل “أصبحت تعزل نفسها عن العالم وأصدقائها”.

وأشار إلى أن أفعال إسرائيل تقوّض صورتها، مضيفا: “بوصفي صديقا لإسرائيل ومؤمنا بالقيم التي نص عليها إعلان استقلالها، أجد ما يحدث مؤلما للغاية”.

وأوضح أن الإجراءات التي تتخذها بريطانيا ضد إسرائيل مرتبطة مباشرة بسياسات حكومة نتنياهو.

وخاطب لامي الشعب الإسرائيلي بالقول: “نحن نريد علاقة قائمة على القيم المشتركة، وصداقة متنامية بين مجتمعينا”.

وأكد أن الحرب الإسرائيلية على غزة “ألحق ضررا بالعلاقات الثنائية”، مضيفا: “كما قال رئيس الوزراء (كير ستارمر)، إذا واصلت إسرائيل عملياتها العسكرية ومنعت دخول المساعدات، فسنرد بشكل أكبر”.

وشدد على دعم بلاده لحل الدولتين باعتباره السبيل الأمثل لتحقيق السلام الدائم، منتقدًا في الوقت ذاته الانتهاكات الإسرائيلية في الضفة الغربية.

وقال: “هذا الحل يتعرض للتقويض في غزة من خلال الهجمات، وفي الضفة الغربية من خلال الاحتلال والاستيطان بدعم من الحكومة الإسرائيلية”.

وأكد أن عدد التصاريح التي تمنحها إسرائيل لإقامة مستوطنات في الأراضي الضفة تزايد، وأن العنف الذي يلجأ إليه المستوطنون وصل إلى ذروته.

ولفت إلى أن بريطانيا سبق أن فرضت عقوبات على مستوطنين إسرائيليين ينهبون أراضي الفلسطينيين، مؤكدا على فرض بلاده عقوبات جديدة في هذا الإطار.

وفي وقت سابق الثلاثاء، أعلن لامي تجميد مفاوضات اتفاقية تجارة حرة جديدة مع إسرائيل وهدد بـ”خطوات إضافية”؛ جراء “الوضع المتدهور” في الأراضي الفلسطينية المحتلة.

ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، تواصل إسرائيل حرب إبادة جماعية واسعة ضد فلسطينيي قطاع غزة، بما يشمل القتل والتدمير والتجويع والتهجير القسري، متجاهلة كافة النداءات الدولية وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.​​​​​​​

وخلفت تلك الإبادة التي تدعمها الولايات المتحدة أكثر من 175 ألف فلسطيني بين قتيل وجريح معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، بجانب مئات آلاف النازحين.

 

الأناضول

المصدر: صحيفة المرصد الليبية

كلمات دلالية: قطاع غزة من خلال إلى أن

إقرأ أيضاً:

صحيفة: إسرائيل وسعت التعاون العسكري مع 6 دول عربية خلال الحرب على غزة

أفادت صحيفة “واشنطن بوست” نقلا عن مصادرها بأن إسرائيل قامت بتوسيع التعاون العسكري في اتصالات غير معلنة مع 6 دول عربية خلال السنوات الثلاث الأخيرة.

وأشارت الصحيفة إلى أن وثائق سرية للقيادة المركزية للقوات المسلحة الأمريكية (سينتكوم)، اطلعت عليها، تدل على أن إسرائيل وسعت التعاون مع تلك الدول رغم انتقادات الدول العربية للعملية الإسرائيلية في قطاع غزة.

وحسب المصادر، فإن الوثائق تشير إلى أن “التهديد الإيراني” كان العامل الرئيسي لتكثيف الاتصالات بين إسرائيل والدول المذكورة.

وذكرت الصحيفة أن عسكريين رفيعي المستوى من إسرائيل والدول الست عقدوا خلال السنوات الثلاث الأخيرة عددا من اللقاءات بوساطة الولايات المتحدة.

وأشارت إلى أن المشاورات كانت سرية وجرى بعضها في مواقع عسكرية أمريكية. وجرى الحديث خلال أحد اللقاءات عن “التصدي للتهديدات المرتبطة بالأنفاق تحت الأرض”، حسب الصحيفة.

وقالت “واشنطن بوست” إن الوثائق كانت متعلقة بالقضايا الأمنية في المنطقة، لكنها لم تهدف إلى إقامة “تحالف جديد”.

المصدر: “واشنطن بوست”

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • بريطانيا مستعدة لـمراقبة وقف إطلاق النار في غزة ونزع سلاح حماس
  • معاريف: إسرائيل ترفض مشاركة تركيا بـالقوة الإقليمية التي ستدخل غزة
  • صحيفة: إسرائيل وسعت التعاون العسكري مع 6 دول عربية خلال الحرب على غزة
  • من هي المرأة الحديدية التي غيرت بريطانيا؟
  • هاشم: الرسالة التي أرادت إسرائيل إيصالها وصلت
  • الحكومة الإسرائيلية: مروان البرغوثي ليس جزءا من صفقة التبادل
  • الحكومة الإسرائيلية: سيتم إطلاق سراح المحتجزين الـ20 دفعة واحدة
  • وزير الخارجية يثمن الجهود الأممية الداعمة لحماية المدنيين الفلسطينيين
  • رغم توقّف الغارات على غزة.. مظاهرات في عواصم أوروبا تدعو لمحاسبة إسرائيل ووقف تسليحها
  • 6 دول عربية كثفت التعاون العسكري سريا مع إسرائيل خلال الحرب على غزة