التحديات مستمرة مع إعادة ترامب تعريف دور الولايات المتحدة في الشرق الأوسط
تاريخ النشر: 21st, May 2025 GMT
ترجمة وتحرير “يمن مونيتور”
في الخطب والتصريحات التي أدلى بها خلال زيارته للمملكة العربية السعودية وقطر والإمارات العربية المتحدة الأسبوع الماضي، سعى الرئيس دونالد ترامب إلى إعادة تعريف دور الولايات المتحدة في الشرق الأوسط من كونه ضامنًا للأمن ومتدخلاً عسكريًا إلى شريك اقتصادي وتقني. خلال رحلته، أشاد ترامب بتوقيع اتفاقيات بقيمة إجمالية تصل إلى تريليوني دولار لاستثمار الدول الثلاث في الولايات المتحدة أو شراء سلع أميركية، مشددًا على أن الولايات المتحدة تسعى إلى تعاون قائم على “التجارة، وليس الفوضى.
إعادة تعريف ترامب لدور الولايات المتحدة في الشرق الأوسط تتناقض بشكل كبير مع موقف حليف رئيسي، إسرائيل، التي استفادت بشكل كبير من الدور التقليدي للولايات المتحدة كضامن أمني للمنطقة. فمن خلال عملياته العسكرية منذ هجوم حماس في 7 أكتوبر 2023، أوضح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن إسرائيل تسعى، قبل كل شيء، إلى تغيير ميزان القوى الإقليمي لصالحها والسيطرة على المناطق الاستراتيجية التي يمكن أن تشكل تهديدًا للمدنيين الإسرائيليين. ويرى نتنياهو أنه، بدلًا من التوصل إلى حلول وسط مع طهران، ينبغي على ترامب استغلال ضعف إيران وتدمير أي منشآت نووية يمكن أن تستخدمها طهران لتطوير سلاح نووي. ولم تلقَ محاولات ترامب للتواصل مع إيران خلال الزيارة استحسان القادة الإسرائيليين، خاصة بعد تأكيده أن الولايات المتحدة ليس لديها “أعداء دائمون” ووعده بتقديم تخفيف كبير للعقوبات في إطار اتفاق نووي جديد مع إيران. وفي كلمة ألقاها في قطر يوم الخميس، قال ترامب: “أريد أن تنجح [إيران]، أريدها أن تصبح دولة عظيمة” نتيجة للاتفاق الجديد. في المقابل، تخشى إسرائيل أن يؤدي تخفيف العقوبات إلى تمكين طهران من إعادة بناء “محور المقاومة” وتحقيق تغيير في ميزان القوى الإقليمي لصالحها. ومع ذلك، لاقت مبادرة ترامب ترحيبًا من القادة الذين زارهم، حيث كانوا يعملون على تحسين علاقاتهم مع إيران. ويرى قادة الخليج، مثل ترامب، أن الأولوية هي تنويع الاقتصاد والتقدم التكنولوجي، بدلًا من المجازفة بحرب إقليمية أخرى قد تجعل دول الخليج أهدافًا لانتقام طهران.
تحليل- ولي العهد السعودي يعيد ضبط البوصلة الخليجية تجاه الحوثيينأثناء زيارته، سعى ترامب أيضًا إلى تغيير دور الولايات المتحدة في المنطقة، حيث أبدى رغبة في أن تكون واشنطن شريكًا اقتصاديًا، بدلًا من مراقب ومحدد للسياسات الداخلية لقادة الشرق الأوسط. وفي خطابه الرئيسي خلال مؤتمر استثماري في الرياض يوم الثلاثاء، انتقد التدخلات العسكرية الأميركية السابقة لإزالة القادة السلطويين أو تنفيذ عمليات “بناء الدول”، قائلاً: “في النهاية، تسبب من يسمون ببناة الدول في تدمير دول أكثر مما بنوها… وكان التدخل في مجتمعات معقدة لم يكن لدى أحد حتى فهم لها.” كما أشاد ترامب في منتدى الاستثمار السعودي بالتحولات الاقتصادية الكبيرة التي شهدتها المملكة، مشددًا على أن هذا التغيير لم يكن نتيجة للتدخل الغربي أو “إلقاء المحاضرات حول كيفية العيش وإدارة شؤونكم.”
كان الهدف من تصريحات ترامب الإشارة إلى أن إدارته لن تربط علاقتها بالقادة الإقليميين بمدى التزامهم بالإصلاحات السياسية الداخلية أو سجلهم في حقوق الإنسان.
رأى العديد من الخبراء أن إعلان ترامب في السعودية عن رفع العقوبات الأميركية المفروضة على سوريا، ولقائه بالرئيس المؤقت أحمد الشراعة، وهو زعيم سابق لميليشيا إسلامية، يمثل اختراقًا استراتيجيًا هامًا للولايات المتحدة وشركائها الإقليميين. واعتبر ترامب أن هذا الإعلان، الذي عارضه بعض مساعديه معتبرين أنه سابق لأوانه قبل اتضاح نوايا الحكومة السورية ما بعد الأسد، يمنح سوريا “بداية جديدة” لتعافيها اقتصاديًا من عقد من الحرب الأهلية. وأشار ترامب إلى أن قراره جاء بتأثير من ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، حيث يعتبره الزعيمان ضروريًا لبقاء سوريا كدولة. ومع ذلك، فإن العقوبات الأميركية على سوريا مفروضة بموجب العديد من القوانين، بما في ذلك قانون قيصر لحماية المدنيين. وأوضح وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو أن ترامب سيستخدم أولًا صلاحيات الإعفاء التي يوفرها قانون قيصر، لكنه أكد أن الإعفاء يجب تجديده كل 180 يومًا، مضيفًا: “في نهاية المطاف، إذا أحرزنا تقدمًا كافيًا، فإننا نرغب في إلغاء القانون، لأن جذب المستثمرين إلى بلد قد تعود عليه العقوبات بعد ستة أشهر سيكون أمرًا صعبًا.”
لكن زيارة ترامب التي ركزت على الأعمال لم تعالج كل تحديات المنطقة، خصوصًا الحرب في غزة. وكان هناك أمل واسع بأن تسهم زيارة ترامب في تحقيق وقف لإطلاق النار أو استئناف المساعدات الإنسانية للقطاع المحاصر. ومع ذلك، لم تحقق الزيارة أي تقدم واضح في هذا الاتجاه، خاصة مع استمرار الغارات الجوية الإسرائيلية والاستعدادات لهجوم بري واسع النطاق. وفي أبوظبي، أكد ترامب للصحفيين أنه يسعى إلى حل مجموعة من الأزمات العالمية، قائلًا: “ننظر في قضية غزة… يجب أن نتعامل معها. هناك الكثير من الناس يعانون من الجوع، والكثير من الأوضاع السيئة.” وعلى الرغم من الدعوات المستمرة لوقف إطلاق النار، لم يحرز الوفد الأميركي أي تقدم ملموس في هذا الملف خلال الزيارة.
إن عدم إحراز تقدم بشأن غزة منع ترامب من تحقيق طموح دبلوماسي أوسع نطاقًا للرحلة – “أمنيته الحارة” المعلنة بأن تحذو المملكة العربية السعودية حذو الإمارات العربية المتحدة والبحرين في الاعتراف بإسرائيل والانضمام إلى “اتفاقيات ابرهام”. قال المسؤولون السعوديون إنهم لن يفكروا في هذه الخطوة إلا بعد قيام دولة فلسطينية، على الرغم من أن بعض الخبراء يعتقدون أن إنهاء حرب غزة قد يلبي الشرط السعودي. وعلى الرغم من أنه لا الأمير محمد بن سلمان ولا أمير قطر الشيخ تميم أشارا إلى أنهما سينضمان قريبًا إلى اتفاقيات ابرهام، إلا أن كلا الزعيمين بدا وكأنهما يكتمان انتقاداتهما لأفعال إسرائيل في غزة، ربما من أجل عدم إثارة نقاش مفتوح حول التحالف الأمريكي مع إسرائيل أثناء زيارة ترامب.
وعلى الرغم من تواصل ترامب مع إيران، أطلقت حركة الحوثي حليفة طهران في اليمن، صواريخ على تل أبيب في مناسبتين على الأقل أثناء وجود ترامب في الخليج. وجاءت هذه الهجمات على الرغم من وقف إطلاق النار بين الولايات المتحدة والحوثيين الذي تم الاتفاق عليه في الأيام التي سبقت مغادرة ترامب إلى المنطقة. يوم الجمعة، وهو آخر يوم لترامب في المنطقة، ردت إسرائيل بضرب ثلاثة موانئ يسيطر عليها الحوثيون في اليمن – الحديدة والصليف ورأس عيسى. وعلى الرغم من أن التبادلات لم تشمل الولايات المتحدة، إلا أن العنف داس على رسالة ترامب بأنه يمكنه تهدئة المنطقة من خلال التفاعلات الاقتصادية والتجارية وكذلك الدبلوماسية. وبدا أن نية الحوثيين في مواصلة مهاجمة إسرائيل طالما استمر الصراع في غزة لم تحظ بمناقشة تذكر في اجتماعات ترامب مع محمد بن سلمان ورئيس الإمارات العربية المتحدة محمد بن زايد آل نهيان، قادة التحالف العربي الذي قاتل الحوثيين بنشاط من عام 2015 حتى تم الاتفاق على وقف إطلاق النار في عام 2022.
المصدر: مركز صوفان للدراسات الأمنية
يمن مونيتور21 مايو، 2025 شاركها فيسبوك تويتر واتساب تيلقرام الاحتفال بالوحدة.. مناسبة شكلية مقالات ذات صلة
الاحتفال بالوحدة.. مناسبة شكلية 20 مايو، 2025
صحيفة عبرية: الهجمات الإسرائيلية على اليمن لا تؤدي إلا إلى تقوية الحوثيين 20 مايو، 2025
أكثر من 100 منظمة إغاثة تُطلق نداء عاجلاً لإنقاذ اليمن من أزمة إنسانية مدمّرة 20 مايو، 2025
السويد تتحرك لفرض عقوبات أوروبية على وزراء إسرائيليين 20 مايو، 2025 اترك تعليقاً إلغاء الرد
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
التعليق *
الاسم *
البريد الإلكتروني *
الموقع الإلكتروني
احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.
Δ
شاهد أيضاً إغلاق أخبار محليةالمتحاربة عفوًا...
من جهته، يُحمِّل الصحفي بلال المريري أطراف الحرب مسؤولية است...
It is so. It cannot be otherwise....
It is so. It cannot be otherwise....
سلام عليكم ورحمة الله وبركاتة...
المصدر: يمن مونيتور
كلمات دلالية: وعلى الرغم من على الرغم من مع إیران فی الیمن ترامب فی بدل ا من محمد بن
إقرأ أيضاً:
مجموعة BMW الشرق الأوسط تسجّل نموّاً ملحوظاً في مبيعات النصف الأول من عام 2025
دبي - الرؤية
أعلنت مجموعة BMW الشرق الأوسط عن نتائج قوية للنصف الأول من عام 2025، محققة نمواً بنسبة 15.3% في مبيعات سيارات BMW مقارنة بالفترة نفسها من عام 2024. ويعكس هذا الأداء الاستثنائي المكانة الراسخة للعلامة في المنطقة، مدفوعاً بالطلب المستمر على طرازاتها، وكفاءة شبكة وكلائها، واستثماراتها الاستراتيجية في الأسواق الرئيسة.
وتبقى دولة الإمارات العربية المتحدة السوق الأبرز في منطقة الشرق الأوسط لناحية المبيعات التي كان لعلامات MINI، وBMW M، وBMW Motorrad حصة كبيرة منها، حيث سجّلت علامة السيارات الفاخرة زخماً ملحوظاً في مبيعات منتجاتها كافة، ولا سيما الطرازات عالية الأداء.
ورغم احتلال BMW الفئة السابعة قمة طرازات BMW الفاخرة، شهدت مبيعات BMW X7 زيادة لافتة في الأشهر الستة الأولى من العام بلغت 18.6%. وسجّلت مبيعات BMW M زخماً كبيراً، حيث نمت بنسبة 31.6% في الفترة ذاتها. أما طرازات M عالية الأداء فقد شهدت بدورها نمواً استثنائياً بلغت نسبته 46%، مما يعكس إقبال العملاء الكبير في المنطقة على تجارب القيادة المتميزة وعالية الأداء.
إلى ذلك، سجّلت BMW الفئة الخامسة أداءً قوياً أيضاً، حيث بلغت الزيادة الإجمالية في مبيعاتها منذ بداية العام وحتى يونيو 2025 الـ23.8%، مما يعزز مكانتها كطراز أساسي ضمن مجموعة سيارات السيدان الفاخرة من BMW.
من جهة أخرى، حققت BMW الشرق الأوسط نمواً استثنائياً في مبيعات الشركات والمبيعات الخاصة بزيادة بلغت 38.5% في النصف الأول من العام مقارنةً بالفترة ذاتها من العام السابق. وشكّل مؤتمرBMW الإقليمي لمبيعات الشركات الذي عُقد في سلطنة عُمان في الربع الثاني من هذا العام محطة مهمة بالنسبة إلى المنطقة، حيث مهّد الطريق لاستمرار نموّ الأعمال.
ومن جهتها، واصلت MINI مسارها التصاعدي، مسجّلةً نمواً بنسبة 20% خلال الفترة ذاتها من عام 2024. وبرزتMINI Countryman كالطراز الأكثر مبيعاً للعلامة حيث استحوذ على 40% من حصة المبيعات الإجمالية، كما سجّلت طرازات John Cooper Works (JCW) الرياضية زيادة في المبيعات بلغت 63%، ما يشكّل 14% من إجمالي مبيعات MINI.
إلى ذلك، نمت مبيعات دراجات BMW Motorrad بنسبة تقارب الـ20% في النصف الأول من عام 2025 مقارنةً بالفترة ذاتها من عام 2024. وتعكس هذه الزيادة الملحوظة مدى جاذبية العلامة التجارية، والإقبال المتزايد على الدراجات النارية في المنطقة، والتزام الشركة بتوفير تجارب استثنائية للعملاء.
وتعكس هذه النتائج الإيجابية نجاح الاستراتيجية المعتمدة في تطوير شبكة وكلاء BMW واستثمارهم في مرافق حديثة، ما يعزز كفاءة الأداء على امتداد المنطقة. وتشهد مجموعة BMW الشرق الأوسط تحوّلاً تدريجياً نحو هوية Retail.Next الجديدة، التي تضع تجربة العميل في صميم أولوياتها، من خلال بيئة عرض مفتوحة ومرنة مصمّمة لتعزيز الراحة في كل مرحلة، من الشراء وحتى خدمات ما بعد البيع. ويتيح هذا المفهوم العصري للعملاء تجربة سلسة تجمع بين الحلول الرقمية المتطورة والتفاعل الشخصي داخل صالات عرض BMW وMINI ذات التصميم الحديث والجذاب، بما يلبّي تطلعاتهم واحتياجاتهم الفردية.
وتبقى خدمات دعم العملاء ركناً أساسياً من نجاح BMW في المنطقة، حيث سجلت مجموعة BMW الشرق الأوسط زيادة بنسبة 7% في خدمات العملاء في النصف الأول من عام 2025 مقارنةً بالفترة ذاتها من العام الماضي. وفي هذا الإطار، اختار 76% من عملاء BMW الذين يمتلكون سيارات تصل أعمارها إلى 10 سنوات، صيانتها لدى شبكة الوكلاء المعتمدين، ما يعكس فعلياً ولاء العملاء وثقتهم المستمرة.
ونجحت مجموعة BMW الشرق الأوسط في تعزيز تجربة العملاء من مالكي سيارات BMW بفضل منصة ConnectedDrive، ومبادرة Proactive Care لعلامتي BMW و MINI، وبرنامج Relax. We Care. وتبقى العلامة رائدة في المنطقة لناحية توفير خدمة صيانة مريحة وخدمات ممتازة بعد البيع، بفضل تعدّد طرق التواصل الرقمي بينها وبين العملاء.
وفي هذا السياق، صرّح كريم-كريستيان حريريان، المدير الإداري لمجموعة BMW الشرق الأوسط، قائلاً: "رغم التحديات التي تشهدها المنطقة، حافظنا على التزامنا الراسخ تجاه عملائنا من محبّي BMW، وMINI، وBMW Motorrad ، وواصلنا تقديم تجربة تليق بتوقعاتهم. وأنا سعيد بما حققناه من نمو لافت في مبيعات طرازات M، ولا سيما الفئات عالية الأداء، ما يعكس العلاقة المتينة التي تجمع عملاءنا بعلامتنا، خاصة عند الحديث عن سيارات مثل M5 ومؤخراً M5 Touring الجديدة. وبهذه المناسبة، أود أن أعرب عن بالغ امتناني لشركائنا من الوكلاء على تفانيهم، ولعملائنا على ثقتهم المستمرة، ونتطلع معاً إلى مواصلة هذا الزخم الإيجابي في النصف الثاني من عام 2025."