يمر العمل الانساني بالبلاد بكثير من التحديات والتعقيدات لحساسية الأمر خاصة وأنه يتعلق بشراكات دولية وإقليمية عبر المنظمات العاملة في المجال وتوصيل الإغاثة للنازحين في مناطقهم وما يتطلب ذلك من إجراءات حكومية كما انه يرتبط ارتباطا مباشرا بالأمن القومي وسيادة البلاد.ولأهمية الأمر أعطت الدولة اهتماما خاصا لهذا الملف وسخرت كل آلياتها لتسهيل عمل المنظمات الإنسانية الدولية ووكالات الأمم المتحدة العاملة في البلاد وعددها 80 بدءا من منح التأشيرات لموظفي تلك المنظمات مرورا بفتح المعابر وإصدار التصاريح واذونات التحرك لمناطق النازحين.

ولأهمية الملف الإنساني قام مجلس السيادة بإنشاء مستشارية خاصة بالعمل الطوعي والانساني لمساعدة المفوضية في أداء عملها وباعتبارها الذراع التنفيذي و أسندت رئاستها للفريق ركن الصادق اسماعيل.واستضاف المنبر الدوري لوكالة السودان للأنباء رقم 26 الثلاثاء مؤتمرا حول الموجهات العامة للمساعدات الإنسانية بالبلاد، بحضور كل من الفريق الصادق اسماعيل ومفوض العون الإنساني سلوى ادم بنية والسفير كمال بشير مدير إدارة السلامة والشئون الإنسانية بوزارة الخارجية بجانب مشاركة مدراء المنظمات الدولية للعمل الإنساني والممثلة المقيم للأمين العام للأمم المتحدة بالبلاد كالمنت سلامي.إغاثة دون تمييز:واكد مستشار مجلس السيادة التزام الدولة بتوصيل المساعدات الإنسانية لكافة النازحين والمحتاجين دون تمييز عرقي أو ديني أو سياسي وأشار إلى أن الدولة قامت بفتح المعابر والمسارات حتى التي هي خارج سيطرتها ونبه إلى تمديد العمل بمعبر ادري لمدة 3 لشهر من مايو إلى اغسطس.مناطق أكثر حوجة:وطالب الصادق المنظمات الإنسانية بضرورة العمل الجاد على إيصال المساعدات الإنسانية خاصة إلى عدد من المناطق بولايتي شمال دارفور وجنوب كردفان لأنها أكثر حوجة وتعاني من نقص في الغذاء والدواء ومعينات الايواء.وقال الصادق إنه لمساعدة مفوضية العون الإنساني أنشأت قيادة الدولة استشارية لمجلس السيادة واللجنة الوطنية للطوارئ وان هذه الأجسام تعتبر الذراع التنفيذي للمفوضية لمساعدتها في تنفيذ مهامها منوها إلى أن اللجنة تضم في عضويتها عددا من الوزارات والجهات ذات الصلة بالعمل الإنساني.الالتزام بالقانونوأوضح الصادق التزام السودان بالقانون الدولي والإنساني بحكم عضويته بالامم المتحدثة بجانب التنسيق مع الشركاء الدوليين في توصيل الإغاثة لكافة المحتاجين بالبلاد دون اعتراض أو تمييز.مؤكدا التزام الحكومة السودانية بتذليل كافة العقبات التي تعترض طريق المنظمات الدولية وتسهيل الإجراءات الخاصة بالتأشيرات والتصاريح واذونات التحرك.حياد المنظماتوارسلت مفوض العون الإنساني عدة رسائل الى المنظمات الدولية مفادها أهمية الحياد في العمل الانساني والعدل في توزيع الإغاثة لكافة النازحين بمناطقهم دون تفرقة أو تحيز خاصة مناطق شمال دارفور وجنوب كردفان باعتبارها أكثر المناطق حوجة للإغاثة وضرورة أن تصل الإغاثة لاي مواطن سوداني تضرر من الحرب في أي منطقة كانت خاصة وأن الأمر يعتبر مسؤلية كبيرة مؤكدة عدم اعتراضهم أو عرقلتهم لوصول الإغاثة للمتأثرين.تجاوز حصار الفاشر:وعززت رسالتها بتجاوز شاحنات الإغاثة التي تأتي من دولة تشاد عبر معبر ادري لمدينة الفاشر المحاصرة قرابة العام ومعسكري زمزم وأبو شوك وتحط الشاحنات رحالها بمدينة الفولة. بولاية غرب كردفان الواقعة تحت سيطرة المليشيا المتمردة معتبرة الأمر بالتجاوز التام وعدم تطبيق تلك المنظمات لشعارها المرفوع وهو الحياد في العمل الإنساني واكدت ان الدولة على استعداد تام لتسهيل كافة الإجراءات وفق الضوابط والقوانين الدولية واحترام سيادة الدولة.شراء الدخن:وقالت سلوى أنهم قاموا بشراء كميات كبيرة من الدخن، وطالبت المنظمات بإدخال تلك المواد الغذائية الى موطني مدينة الفاشر خاصة أنهم في امس الحاجة لها.كما شددت مفوض العون الإنساني على ضرورة عدم الخلط بين العمل الإنساني والسياسي، مشددة على ان هدفهم الاول والاخير هو إيصال الدعم لاي مواطني سوداني محتاج بغض النظر عن مناطق تواجده.العراء التام:تضيف سلوي أن عدد 515 الف نزحوا من معسكر زمزم الي الفاشر وانهم في العراء التام نتيجة لاستمرار انتهاكات المليشيا من قتل واغتصاب واختطاف بجانب نزوح 48600 من معسكر ابو شوك إلى طويلة معظمهم غادروا إلى منطقة الطينة التشادية فضلا عن نزوح 75 الف من مدينة النهود بولاية غرب كردفان إلى منطقة ود الحليو ونزوح 175 الف آخرين من النهود إلي منطقة عيال بخيت. فضلا عن نزوح 70 الف من مدينة الخوي و90 الف من كازقيل الابيض و60 الف من منطقة البركة.زيادة ميزانية الصليب الاحمر:وأعلن نائب رئيس البعثة الدولية للصليب الاحمر بالسودان خضر الطري عن ان البعثة تعمل على زيادة نسبة المساعدات الإنسانية للسودان بنسبة مقدرة تلبي الاحتياجات. فيما رحبت المفوضة سلوى بالخطوة التي وصفتها بالايجابية وأنها من الاخبار السارة داعية المنظمات العاملة في الحقل الإنساني ان تحذو حذو الصليب الاحمر وتطرق مدير المنظمة لخطط عملهم وبرامجهم بالسودان.إشادة بالمنظمات:فيما أشادت سلوى بعدم مغادرة المنظمات الإنسانية للبلاد وصمودها رغم المهددات الأمنية ومسيرات المليشيا المتمردة التي تستهدف البنى التحتية والمرافق الاستراتيجية بجانب الأعيان المدنية ونقلت شكرها لهم على تمسكهم بالعمل في تلك الظروف وأجواء الحرب.تسهيل دخول المساعدات:ونقل السفير كمال بشير مدير ادارة السلام والشؤون الانسانية بوزارة الخارجية التزام الدولة بتسهيل دخول المساعدات الانسانية وفق ضوابط وقوانين العمل الانساني عبر الآليات المنظمة، مشيرا الى التزام الدولة بتمديد فتح معبر ادري لثلاث اشهر، مما يؤكد التزام الدولة بضمان دخول المساعدات للمحتاجين، ودعا السفير كمال المانحين للايفاء بالتزاماتهم تجاه تقديم المساعدات الانسانية.ايقاف الدعم الدولي:ونادى السفير المنظمات والمجتمع الدولي الى التفاعل وادانة الانتهاكات المروعة والواسعة التي ترتكبها مليشيا الدعم السريع في دارفور ومعسكرات النزوح فى زمزم والصالحة وقرى الجموعية والعديد من المناطق، الى جانب استهدافها الممنهج للمنشآت الخدمية ومرافق الكهرباء والمياه، والمستشفيات والمدارس.واضاف يجب ان تتوقف الدول التي تدعم المليشيا بالسلاح، مبينا ان تدفق السلاح هو سبب انتهاكات الدعم السريع ضد المدنيين واسهمت في معاناتهم.ضعف الاستجابة:واشار السفير كمال الى ضعف الاستجابة للمنظمات في تقديم المساعدات حيث تعتذر بانها خفضت من تمويل المشروعات، بينما تزداد طلبات التأشيرات في وقت كان فيه من المأمول ان تصل فيه المنظمات لكل المحتاجين في كل مكان.وشدد السفير على المنظمات بإدانة الانتهاكات التي ترتكبها المليشيا في مناطق وجودها والتي ادت الى تدهور كبير في حالتها الانسانية، مشيرا الى ان الاوضاع تتحسن فيها بشكل ملحوظ بعد استعادة سيطرة الجيش عليها.الضغط على المليشيا:داعيا المجتمع الدولي والمنظمات الى الضغط على المليشيا للالتزام بالقانون الانساني.وناشد المنظمات للاهتمام بالمناطق التي تستضيف النازحين من انتهاكات الدعم السريع، والى تقديم مساعدات في مجال المياه والكهرباء والصحة وان تسرع الخطى في تقديم خدماتها.سونا إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: المساعدات الإنسانیة العون الإنسانی التزام الدولة السفیر کمال الف من

إقرأ أيضاً:

الإمارات: الحرب في السودان بلا منتصر والإغاثة يجب أن تتدفق دون عوائق

أكدت وزيرة دولة في الإمارات لانا نسيبة أولوية تنفيذ هدنة إنسانية في السودان بشكل فوري، وركّزت على ضرورة بناء مسار واضح يقود نحو وقف دائم لإطلاق النار ثم انتقال منظم إلى حكومة مدنية مستقلة تضع البلاد على طريق الاستقرار.

وأوضحت نسيبة خلال مؤتمر صحفي أن الإمارات تجري مشاورات منتظمة حول الصراع المروع في السودان، واعتبرت أن قرار البرلمان الأوروبي دعم جهود الوساطة يشكّل خطوة تدعم المسار الدبلوماسي، ولفتت إلى أن وزراء الخارجية الأوروبيين شددوا في ختام اجتماعهم الأخير على أن الهدنة الإنسانية الفورية تشكّل شرطًا أساسيًا للانتقال إلى تسوية دائمة، وأكدت أن الإمارات تنسق باستمرار مع الشركاء الأوروبيين حول شروط التهدئة.

وأشارت إلى أن بيان المجموعة الرباعية الصادر في سبتمبر يمثل خطوة تاريخية نحو وقف القتال وإنهاء الحرب الأهلية بين الطرفين المتنازعين، وبيّنت أن البيان رسم خريطة طريق واقعية لخفض التصعيد، واعتبر أن السودان لا يجب أن يكون مستقبلُه رهينةً لجماعات متطرفة أو دولةً هشة يجد فيها الإرهابيون ملاذًا، وركّزت على أن الحكومة المدنية المستقلة هي المسار الوحيد نحو سودان آمن ومستقر.

وفي سياق متصل، أكد المستشار الدبلوماسي لرئيس دولة الإمارات أنور قرقاش أن الهدنة الإنسانية واستمرار المساعدات دون عوائق يشكّلان ضرورة ملحة، واعتبر أن الحرب الدائرة في السودان لا تحمل لأي طرف فرصة لتحقيق نصر، وكتب في منشور عبر منصة إكس أن الإمارات تتعهد بتقديم 550 مليون دولار لدعم الفئات الأكثر ضعفًا حول العالم وتركّز في السودان على ضمان وصول المساعدات واستمرارها دون عرقلة.

وأضاف قرقاش أن الحرب لا يمكن كسبها وأن الوقت حان لإنهاء الحسابات القاسية المرتبطة بخفض المساعدات الإنسانية، واعتبر ذلك رسالة مباشرة إلى الأطراف التي تواصل عرقلة وصول الإغاثة.

وحمّلت وزيرة دولة لشؤون التعاون الدولي في الإمارات ريم الهاشمي الأطراف المتحاربة في السودان وهي الجيش وقوات الدعم السريع والميليشيات المتحالفة معهما مسؤولية الهجمات المتكررة على المدنيين وتعطيل الممرات الإنسانية، واعتبرت أن تلك الانتهاكات تزيد معاناة السكان وتدفع الأوضاع نحو مزيد من التدهور.

وذكرت التقييمات الإنسانية الحديثة أن أكثر من ثلاثين مليون شخص في السودان يحتاجون إلى مساعدة عاجلة أو حماية، وأشارت إلى أن قرابة اثني عشر مليون شخص نزحوا منذ اندلاع القتال في أبريل 2023 ووجد السودان نفسه أمام أكبر أزمة نزوح في العالم.

مقالات مشابهة

  • خبراء في الشؤون الأفريقية لـ«الاتحاد»: تدهور خطير للأوضاع الإنسانية في السودان
  • شبكة المنظمات الأهلية في غزة: الاحتلال دمّر نحو 90% من المساكن والبنية التحتية والكارثة الإنسانية تتفاقم
  • «رواد الطفولة الإنسانية 2025».. الأوقاف تؤكد: الطفولة جوهر البناء الإنساني واستثمار المستقبل
  • “يونيسف” تحذر من تفشي الأمراض بين أطفال غزة وتدعو لتكثيف المساعدات الإنسانية
  • غوتيريش والصفدي يبحثان دعم الأونروا في ظل الكارثة الإنسانية بغزة
  • الصفدي وغوتيريش يؤكدان دعم الأردن المستمر لوكالة “الأونروا” في مواجهة الأزمة الإنسانية في غزة
  • “قداسة البابا “: من الأسرة يخرج القديسون وهي التي تحفظ المجتمع بترسيخ القيم الإنسانية لدى أعضائها
  • الإمارات: الحرب في السودان بلا منتصر والإغاثة يجب أن تتدفق دون عوائق
  • ثاندر يحقق فوزه السادس عشر تواليا في الدوري الامريكي للسلة
  • 300 ألف أسرة متضررة.. منخفض جوي يفاقم الكارثة الإنسانية بغزة