أثار التساؤل حول ما إذا كانت تصريحات المسؤولين الأوروبيين والبريطانيين ذات أثر حقيقي على إسرائيل قد يدفعها للكف عن جرائمها، تفاعلا واسعا بمنصات التواصل الاجتماعي.

أم أنها مجرد تصريحات دبلوماسية لا طائل من ورائها، أو كما رأى متابعون أنه ينطبق عليها قول "كلام الليل يمحوه النهار".

وقد لفت انتباه المتابعين التغير الملحوظ في لهجة رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر تجاه إسرائيل، إذ ظهرت نبرة غير معتادة في خطابه الأخير أمام البرلمان البريطاني مقارنة بمواقفه السابقة التي اتسمت بالدعم المطلق للحكومة الإسرائيلية.

وفي السياق ذاته، صعّد وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي اللهجة بحديثه عن سلسلة من الإجراءات العملية التي اتخذتها بلاده ضد تل أبيب، في إشارة إلى تحول تدريجي في الموقف البريطاني الرسمي إزاء الممارسات الإسرائيلية.

ولم تقتصر الإجراءات البريطانية على الجانب الكلامي فحسب، فإلى جانب تعليق محادثات التجارة الحرة مع إسرائيل، فرضت بريطانيا عقوبات بحق 3 مستوطنين إسرائيليين، وبؤرتين استيطانيتين، ومنظمتين تدعمان العنف ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية، في خطوة تعد الأولى من نوعها منذ تصاعد الأحداث في المنطقة.

إعلان

ولم يكن الموقف البريطاني معزولا عن السياق الأوروبي الأوسع، إذ تزامن مع تصريحات مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس، التي تحدثت عن مراجعة اتفاقية الشراكة بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل، في إشارة إلى إمكانية اتخاذ إجراءات أوروبية جماعية قد تؤثر على العلاقات الاقتصادية والسياسية مع تل أبيب.

ما الدوافع؟

واتفق مغردون على منصات التواصل الاجتماعي حول تشكيكهم في الدوافع الحقيقية وراء تغير المواقف الأوروبية والبريطانية تجاه إسرائيل، مؤكدين أن هذه المواقف تأتي في إطار المصالح السياسية والاقتصادية وليست لأسباب إنسانية، وهو ما أبرزته حلقة (2025/5/21) من برنامج "شبكات".

كما أجمعوا على أن سلوك إسرائيل قد أصبح عبئا على حلفائها الغربيين وأن رصيدها الدولي قد تآكل بسبب ممارساتها في غزة.

وحسب المغرّد الحميري فإن رصيد الاحتلال من التعاطف الدولي قد استُنزف، وسيؤثر ذلك على علاقاتها الإستراتيجية، وكتب يقول: "كل ما يجري هو تمهيد لما هو قادم لأن ما ترتكبونه في أرض العزة قد استنزف رصيدكم بالكمال من التعاطف الدولي ووصل أيضا لعلاقاتكم الإستراتيجية مع أقرب حلفائكم، بل وأصبحت علاقاتكم عارا تلاحق أطرافها".

وفي سياق مشابه، عبر الناشط هايل عن شكه في الدوافع الإنسانية وراء المواقف الغربية بتغريدة يقول فيها: "كم هو غبي من يعتقد أن بريطانيا وغيرها من الدول تفعل ذلك لسبب ‘إنساني’، هو مجرد ضغط لمصالح وصفقات فهي المحرك الوحيد لهكذا إجراءات".

أما الناشط إماجن فيرى أن وقاحة إسرائيل في تعاملها مع حلفائها الغربيين كانت عاملا أساسيا في تغير المواقف، موضحا أن ما يحدث في غزة يفوق التصور التاريخي للإجرام، وأضاف أنه يعتقد أن السبب الرئيسي لتغير مواقف السياسة الغربية هو صلف ووقاحة إسرائيل في التعامل مع أوروبا وأميركا كصناع لها، لدرجة أنهم بدؤوا يشعرون أنها تهدد خططهم.

إعلان

في حين ربطت المغردة سنا الموقف البريطاني بصراع النفوذ الدولي الأوسع، حيث إنها ترى أن بريطانيا تعاقب إسرائيل للضغط على أميركا وكذلك باقي دول أوروبا لأنهم خائفون جدا من اتفاقات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والأميركي دونالد ترامب.

وقال المتحدث باسم الخارجية الإسرائيلية إن مفاوضات التجارة الحرة لم تكن تُحرز أي تقدم من قِبَل الحكومة البريطانية قبل إعلان تعليقها، والضغط الخارجي لن يَثني إسرائيل عن مسارها في الدفاع عن وجودها وأمنها ضد الأعداء الذين يسعون إلى تدميرها.

الصادق البديري21/5/2025

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات

إقرأ أيضاً:

بريطانيا تستدعي السفيرة الإسرائيلية لدى لندن احتجاجا على استمرار العدوان على غزة

الثورة نت/..

أعلن وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي، اليوم الثلاثاء، استدعاء السفيرة الإسرائيلية لدى لندن احتجاجا على استمرار العدوان على قطاع غزة، كاشفًا عن قرار بلاده تعليق المفاوضات مع حكومة الاحتلال الإسرائيلي بشأن اتفاق التجارة الحرة معها.

وقال لامي في كلمة أمام مجلس النواب: “استدعينا سفيرة “إسرائيل” لإبلاغها رسالة موجهة للإسرائيليين بأن استمرار الحرب في غزة يضر بعلاقاتنا مع حكومتهم”.

كما أكد تعليق المفاوضات مع الحكومة الإسرائيلية بشأن اتفاق التجارة الحرة معها.

وأضاف لامي: “علقنا مبيعات الأسلحة “لإسرائيل” التي يمكن استخدامها في غزة”.

وأردف “نريد وقف إطلاق النار في غزة والعودة إلى المسار الدبلوماسي” مؤكدا أن بلاده “ستفعل كل ما في وسعها لإنهاء الحرب في غزة”.

مقالات مشابهة

  • ترامب يعلن عن إنشاء قبة ذهبية مكلفة جدا ومغردون: لماذا تحتاجها أميركا؟
  • المنبوذون في الأرض.. هل يدير الغرب ظهره لإسرائيل ويدفعها نحو مزيد من العُزلة؟!
  • خبير عسكري: 3 عوامل دفعت إسرائيل تاريخيا لإيقاف حروبها
  • بريطانيا تعلن تعليق المفاوضات مع إسرائيل بشأن اتفاق التجارة الحرة معها
  • بريطانيا: إسرائيل تعزل نفسها عن العالم بأفعالها وخطابها
  • خطوات تصعيدية غير مسبوقة.. بريطانيا تعلق تصدير الأسلحة لإسرائيل وتفرض عقوبات على المستوطنين
  • بريطانيا تستدعي السفيرة الإسرائيلية لدى لندن احتجاجا على استمرار العدوان على غزة
  • وزير الخارجية البريطاني: تعليق المفاوضات مع الحكومة الإسرائيلية بشأن اتفاق التجارة الحرة الجديد
  • جامعة حلوان تختتم ندوة «الإعاقات وآداب التعامل معها"