مسؤول عسكري أمريكي يحذر من الاستهانة بقدرات اليمنيين
تاريخ النشر: 22nd, May 2025 GMT
يمانيون../
حذر مسؤول عسكري أمريكي رفيع المستوى حكومة بلاده من الاستخفاف بالقدرات العسكرية المتنامية لدى اليمنيين، مؤكداً أن اليمن يشكل تحدياً حقيقياً للولايات المتحدة في البحر الأحمر وخارجه.
وفي جلسة نقاشية عقدها مجلس العلاقات الخارجية الأمريكي في واشنطن، قال القائم بأعمال رئيس العمليات في البحرية الأميركية، جيمس كيلبي، إن القوات الأمريكية تتابع عن كثب تصرفات اليمنيين الذين أصبحوا يشكلون تهديداً ملموساً لسفن الأسطول الأمريكي، مشيراً إلى أن البعض في القيادة الأمريكية لا يقدرون هذا التحدي بالشكل المناسب.
وأضاف كيلبي: “اليمنيون ليسوا قوة كبرى مثل الصين، لكنهم يتمتعون بقدرات عسكرية متطورة جعلتهم يطاردون سفننا في المياه، وهذا يتطلب منا عدم الاستهانة بهم والتركيز على الاستعداد الكامل للتصدي لهذا التحدي”.
وحذر المسؤول الأمريكي من التوقع بأن القوات اليمنية ستظل على النهج نفسه، مشيراً إلى أن اليمنيين سيطورون تكتيكاتهم القتالية، ما يستوجب من واشنطن إعادة النظر والتأهب لمواجهة أي تغيرات في سلوكهم العسكري.
ويأتي هذا التحذير في وقت تتصاعد فيه التوترات الإقليمية، بعد إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وقف العدوان على اليمن، الذي استمر شهرين منذ مارس الماضي، في سياق دعم الكيان الصهيوني في مواجهته مع المقاومة الفلسطينية.
المصدر: يمانيون
إقرأ أيضاً:
وزير الحرب الأمريكي يعترف بفشل التدخل العسكري في اليمن .. ماذا قال ؟
يمانيون../
في تحول لافت في الخطاب الرسمي الأمريكي، أقر وزير الحرب الأمريكي “بيت هيغسيث” ضمنيًا بفشل بلاده في تحقيق أهدافها العسكرية في اليمن، مؤكدًا أن واشنطن لا تعتزم تكرار سيناريوهات كارثية كتلك التي خاضتها سابقًا في العراق وأفغانستان، مشيرًا إلى أن ما قامت به القوات الأمريكية ضد القوات المسلحة اليمنية كان – على حد زعمه – “لحماية الملاحة”.
وفي تصريح لقناة “فوكس نيوز” الأمريكية، قال هيغسيث: “إذا خصصنا وقتنا لتغيير النظام في اليمن فإننا لن نركز على المصالح الأساسية”، في إشارة واضحة إلى تبدّل الأولويات الاستراتيجية للولايات المتحدة، وتقديم ملفات كبرى كالصين وإيران على ما وصفه بـ”المعركة غير الضرورية” مع “الحوثيين”، وهو المصطلح الذي دأبت واشنطن على استخدامه في سياق إنكارها للواقع الشعبي المقاوم في اليمن.
وأضاف الوزير الأمريكي: “لم ندمر الحوثيين تمامًا”، في اعتراف ضمني بالفشل في تحقيق الهدف العسكري الأساسي من عملية “الراكب الخشن” التي أطلقتها واشنطن مطلع مارس الماضي، بهدف كبح العمليات اليمنية في البحر الأحمر وخليج عدن دعماً لغزة. لكن سرعان ما انكشفت حدود القوة الأمريكية بعد أن تكبدت قواتها خسائر مؤلمة، واضطرت إلى إعلان وقف إطلاق النار في أبريل بعد فشلها في تحجيم قدرات القوات المسلحة اليمنية أو تأمين طرق الملاحة لصالح السفن المتجهة إلى كيان الاحتلال.
هيغسيث حاول التخفيف من وطأة هذا الفشل بالقول إن الحملة الأمريكية كانت “دؤوبة” في سعيها لتحقيق الأهداف، لكنه لم يُخفِ حجم الإرباك الذي تعيشه الإدارة الأمريكية بعد فشلها في كسر إرادة صنعاء، حيث بدا التصريح أقرب إلى التبرير العلني منه إلى التقييم العسكري.
وتكشف هذه التصريحات عن تحوّل استراتيجي في السياسة الأمريكية تجاه اليمن، وهو تحوّل فرضته الوقائع الميدانية والانتصارات المتتالية التي حققتها القوات اليمنية، لا سيما في قطاع البحر الأحمر، والتي لم تفلح كل أدوات الردع الأمريكية في إيقافها أو تقليص آثارها على حركة التجارة الدولية والاقتصاد العالمي.
ويأتي تصريح الوزير الأمريكي في سياق سلسلة مؤشرات على تراجع الحضور العسكري الأمريكي في المنطقة، بفعل تصاعد كلفة المغامرات العسكرية، والرفض الشعبي العربي والإسلامي للعدوان على اليمن، إلى جانب الصعوبات الداخلية التي تواجه إدارة بايدن في الحفاظ على هيبتها في ظل اشتداد التنافس مع الصين، وتصاعد التوتر مع روسيا وإيران.
ويرى مراقبون أن هذا الاعتراف الرسمي يحمل أبعادًا أكبر من مجرد تبرير تكتيكي، فهو يعكس أيضًا مأزقًا استراتيجيًا تعانيه الولايات المتحدة في المنطقة، حيث فشلت أدواتها التقليدية من الحصار والغارات والتدخلات في فرض الهيمنة، بينما صعدت قوى محلية ذات طابع تحرري واستقلالي، كسيناريو اليمن الذي بات اليوم نموذجًا لمعادلة جديدة تقول بوضوح: “من أراد أن يمر من سواحلنا، فليدفع ثمن مواقفه السياسية”.