جريدة زمان التركية:
2025-07-07@06:58:57 GMT

النقد بلا رد

تاريخ النشر: 23rd, May 2025 GMT

دانيال حنفي

القاهرة (زمان التركية)- لماذا نهتم بالتعليق على كل نقد يختلف معنا أو لا يعجبنا؟ ولماذا لا نترك هذا النقد الذي لا يعجبنا يروح إلى حال سبيله، دون أن نستثمر فيه طاقة كبيرة سلبية، لا مبرر لها، ولا ناتج منها سوى الإساءة إلى الصورة العامة؟

إن النقد البنّاء لا عيب فيه – بصرف النظر عن وجهته أو موضوعه محلّ الاهتمام – إذ لا يمكن لإنسان أو جهة ما أن تتقن كل شيء، أو أن تصل إلى الكمال.

ولا يمكن لإنسان أن ينجح في كل شيء. فالأصل في النقد ليس هو التجريح – بفرض حسن النيّة طبعًا – وإنما محاولة المشاركة في الرؤية، والمساعدة في الحل، وفي تحقيق التحرك الجماعي نحو الأمام.

والتحرك نحو الأمام هو مسؤولية الجميع، ومسؤولية جميع مكونات الدولة، وليس مسؤولية مكون واحد، أو فرد واحد، أو جهة وحيدة. لأن التفرّد بالعمل الجماعي وبالمسؤولية الجماعية ظلم للنفس قبل أن يكون ظلمًا للأطراف أو للمكونات المستبعدة من المشاركة في الرؤية أو للمجتمع، لأنه يحمّل الإنسان فوق طاقته من المسؤوليات.

لا أحد يعيش للأبد، ولا يوجد من يملك كل زوايا المشهد في كل وقت وفي كل حين. والناس، كلٌّ يرى الأمور بلون مختلف ومن زاويته؛ ولذلك، تظلّ هناك آراء مختلفة وآراء معارضة دائمًا، وفي كل الأحوال تقريبًا.

وليست الآراء المعارضة أو الناقدة على حق في كل الأحوال، ولكن الأمر لا يتعلق بصواب الرأي أو خطئه، وإنما يتعلق برغبة الناس في التعبير عن آرائهم أو قناعاتهم. فقناعات الناس تعني – بالنسبة إليهم – شيئًا من القيمة، حتى ولو كانت في الحقيقة غير ذات جدوى ولا تستحق النظر مطلقًا.

فهكذا هم الناس في كل بلاد الدنيا: البعض ذو شأن، والبعض بسيط لكنه ذو رأي وذو لسان. والكثيرون ذوو عقل، والبعض لا يتمتعون إلا بقليل من العقل والحكمة، ولكنهم يصرّون على التحدث، وعلى الزجّ بأنفسهم فيما لا يفقهون فيه، بزعم ممارسة حقوقهم في التعبير عن الرأي.

والحياة لا تنتظر المشتغلين بالشجار والاختلاف في طريقها إلى الأمام، وإنما تواصل مسيرتها في هدوء ورزانة، برفقة الأشخاص المشتغلين بالعمل، والتفاهم، والتعاون، وتقدير الحياة والوقت.

وقد كانت الثورات، والحروب، والانقلابات، والمآزق الكبرى بسبب الكبت، وبسبب القهر والتسلّط الذي تراكم لينفجر في لحظة ما دون حدود تردعه أو تلجمه. ولم تكن الأزمات والنكبات بسبب حرية الرأي، أو مشاركة الناس، أو نقدهم لقرار ما، أو لسياسة ما في محيطهم.

فالمنع، والهجوم اللاذع، وتوجيه الإهانات لأحد، هي تجسيد لاهتمام زائد من ناحية، ومن ناحية أخرى تستفزّ غضب الكثيرين بلا داعٍ، حتى أولئك الذين لا يهتمون عادةً بشيء مما يدور حولهم، سوى ما يعنيهم بصفة خاصة ولصيقة.

Tags: النقد

المصدر: جريدة زمان التركية

كلمات دلالية: النقد

إقرأ أيضاً:

الرئيس الروسي يدعو دول مجموعة البريكس لاستخدام العملات الوطنية

وجه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين دعوة إلى مجموعة دول البريكس التي عُقدت قمتها اليوم الأحد في البرازيل إلى استبدال عملة النظام الليبرالي العتيق بالعملات الوطنية. 

ودعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى ضرورة تعدد الأقطاب بالعالم،وعدم السير نحو القطب الأوحد الذي تهيمن عليه الولايات المتحدة الأمريكية في رسم خريطة العالم السياسية بوقت سابق عندما شن العملية الروسية الخاصة ضد أوكرانيا. 

وأسست روسيا خلال فترة الحرب مع أوكرانيا مجموعة البريكس الاقتصادية من أجل خلق نظام اقتصادي عالمي جديد موازي للنظام السائد الآن، الذي يديره صندوق النقد الدولي، وتفكر دول البريكس في إنشاء بنك يجمعهم على المستوى الدولي موازي لصندوق النقد،وتكون الدول الرئيسية في البريكس الصين وجنوب إفريقيا والهند، وبعض دول العالم الأخرى التي تسعى للإنضمام لمؤسسة الاقتصادية الجديدة.

طباعة شارك الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مجموعة دول البريكس العملة استبدال نظام الليبرالي العتيق

مقالات مشابهة

  • الرئيس الروسي يدعو دول مجموعة البريكس لاستخدام العملات الوطنية
  • اليمنيون يحيون ذكرى استشهاد الأمام الحسين عليه السلام
  • بريكس تقترح إصلاح صندوق النقد وإنهاء الهيمنة الأوروبية
  • صندوق النقد الدولي يفاجئ مصر بقرار جديد ويؤجل صرف دفعة مالية
  • في قضية حنتوس إلى جانب أنصار الله.. وتضليل الرأي العام لن يدوم كالعادة!!
  • فعاليات نسائية في سنحان وهمدان بذكرى استشهاد الأمام الحسين
  • المتحدث باسم الخارجية الإيرانية: الرأي العام الإيراني غاضب حاليا لدرجة أن لا أحد يجرؤ على الحديث عن المفاوضات والدبلوماسية
  • موسكو: الغرب “يشيطن” صورة روسيا لتهيئة الرأي العام لصراع عسكري محتمل ضدها
  • علماء العراق: القضية اليمنية مغيبة عن الرأي العام واغتيال "حنتوس" أنموذجا لجرائم التمييز الطائفي
  • متى يحق للمرشح التنازل عن ترشحه في الانتخابات؟.. أعرف الرأي القانوني