يعكس العناية بضيوف الرحمن.. طريق السيل الكبير.. مسار تاريخي للحج من نجد إلى مكة المكرمة
تاريخ النشر: 24th, May 2025 GMT
يُعد طريق السيل الكبير، المعروف تاريخيًا بـ"قرن المنازل"، من أهم مسالك الحج البرية إلى مكة المكرمة، واستخدمه الحجاج القادمون من نجد وشرقي الجزيرة العربية, ويرتبط بميقات قرن المنازل، أحد المواقيت الخمسة التي حددها الإسلام.
ويمتد الطريق من الطائف متجهًا إلى مكة عبر السيل الكبير، المحطة الرئيسية التي تستضيف الميقات، ويبدأ من قمم الهدا والشفا جنوبًا، ثم ينحدر عبر الأودية حتى بلدة السيل الكبير، الواقعة على بعد (94كم) شمال شرق مكة، وعلى ارتفاع (1200م) فوق سطح البحر، ويمر الطريق بمناطق جبلية وعرة في أعلاه، ثم ينفتح في سهول منبسطة عند السيل.
ويخترق الطريق وادي قرن، رافد وادي فاطمة، الذي يمتد (45كم) من أعالي الهدا حتى بلدة السيل الكبير، ويتفرع بوادي السيل الصغير على بعد (8كم) شمال البلدة، ليُصبح لاحقًا وادي الشامية, ويتميز الوادي بانحداره الشديد ووفرة المياه أثناء الأمطار، مما جعله زراعيًا نشطًا تاريخيًا مع الميقات على الضفة الشرقية.
وورد وصف الطريق في كتب الجغرافيين والبلدانيين مثل الحربي والهمداني وابن خرداذبة، مؤكدين أنه مركز رئيسي في مسالك الحج، واختار الحجاج طريقين: الأول عبر السيل الكبير والزيمة والجموم إلى مكة، والثاني عبر عقبة كرا وعرفات إلى مكة, واعتُمد طريق قرن المنازل لسهولته مقارنة بـعقبة كرا الجبلية، بفضل الميقات الشرعي.
وشهد طريق السيل نقلة نوعية من حيث الجودة والسلامة بعد إشراف الهيئة العامة على صيانته وفق أحدث المواصفات التي تراعي سلامة مستخدمي الطرق وضيوف الرحمن الذين يقصدون مسجد ميقات السيل الكبير الحديث بتصميم معاصر يستوعب آلاف المصلين، مزود بخدمات الوضوء والمياه والسكن ومواقف الحافلات، ليصبح مركزًا خدميًا رئيسيًا خارج مكة، مدعومًا بطرق سريعة تربط الطائف بمكة وجدة والمناطق الوسطى.
ويرمز طريق السيل إلى التراث النبوي والتاريخي والجغرافي، متطورًا من مسارات رملية إلى طرق معبدة، محتفظًا بطابعه الروحي، وما زال منفذًا أساسيًا للحجاج والمعتمرين من الجهة الشرقية، مركبًا بين الماضي والحاضر.
ويقع مسجد ميقات السيل الكبير على الجهة اليمنى لطريق السيل السريع إلى مكة المكرمة، على بعد حوالي (80كم) من الحرم، جدد عام 1402هـ في عهد الملك فهد بن عبدالعزيز -رحمه الله-، ويشغل مساحة (2600م2)، ويستوعب (3000) مصلٍ، بتكلفة (76) مليون ريال، مزود بخدمات وبنية تحتية للحجاج والمعتمرين.
تحوّل يعكس العناية بضيوف الرحمن..
طريق السيل الكبير من مسارات وعرة إلى طريق ميسّر. #خدمتكم_شرف
#يسر_وطمأنينة pic.twitter.com/jtRWIGCXqY
المصدر: صحيفة عاجل
كلمات دلالية: أخبار السعودية طريق السيل الكبير العناية بضيوف الرحمن قرن المنازل طریق السیل الکبیر إلى مکة
إقرأ أيضاً:
الجيش الإسرائيلي يقصف جنوب لبنان.. و«اليونيفيل» تتعرض لهجوم بالحجارة في وادي جيلو
أعلن الجيش الإسرائيلي، الخميس، تنفيذه غارة جوية استهدفت مقر قيادة تابع لحزب الله في منطقة يحمر جنوبي لبنان، مشيراً إلى أن الموقع كان يُستخدم “تحت غطاء مبنى مدني” في ما وصفه بـ”انتهاك فاضح للتفاهمات القائمة بين إسرائيل ولبنان”، بحسب بيان رسمي.
وأضاف البيان أن الجيش اتخذ “خطوات لتقليص احتمال إصابة المدنيين” قبل تنفيذ الضربة، متهماً حزب الله بـ”استغلال السكان للترويج لأنشطة إرهابية”، ومؤكداً عزمه على مواصلة العمليات لإزالة ما سماه “التهديدات على دولة إسرائيل”.
في المقابل، نفت وسائل إعلام لبنانية صحة التقارير الإسرائيلية حول شن حملة برية في جنوب لبنان، مؤكدة أن العمليات اقتصرت على تفجيرات محدودة نفذها الجيش الإسرائيلي في محيط جبل بلاط وبعض المناطق القريبة، بينها منزل في بلدة كفركلا.
وكانت وسائل إعلام عبرية قد زعمت الأربعاء أن الجيش الإسرائيلي نفذ “عمليات خاصة” داخل الأراضي اللبنانية، دمر خلالها بنى تحتية ومخازن أسلحة لحزب الله في منطقتي اللبونة وجبل بلاط، في حين لا تزال هذه الرواية محل تشكيك من الجانب اللبناني.
وتزامنت هذه التطورات مع تحركات دبلوماسية مكثفة في بيروت، حيث استقبل الرئيس اللبناني جوزيف عون المبعوث الأمريكي توم باراك، وسلّمه ما وصفه بيان رئاسة الجمهورية بـ”أفكار لبنانية لحل شامل”، بينما عبّر باراك عن رضاه إزاء الرد اللبناني، واصفاً إياه بـ”المتزن”.
ويأتي هذا التصعيد الميداني على وقع استمرار التوتر على الحدود، رغم دخول اتفاق وقف إطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل حيز التنفيذ منذ 27 نوفمبر2024، بعد فتح الحزب ما وصفها بـ”جبهة إسناد لغزة”، ورغم الاتفاق، لم تستكمل إسرائيل انسحابها من 5 مواقع استراتيجية جنوب لبنان كما كان مقرراً مطلع هذا العام.
اليونيفيل تدين اعتداء مدنيين على دورية أممية في وادي جيلو وتطالب بمحاسبة المعتدين
أفاد المتحدث باسم قوات حفظ السلام الدولية في جنوب لبنان (اليونيفيل)، أندريا تيننتي، أن مجموعة من المدنيين اعترضت صباح الخميس طريق دورية أممية في منطقة وادي جيلو، أثناء تنفيذها مهمة مخططة سلفاً بالتنسيق مع الجيش اللبناني، ضمن إطار القرار الأممي 1701.
ونقلت صحيفة “الأنباء” اللبنانية عن تيننتي أن “الوضع بدأ هادئاً، لكنه سرعان ما تطور بعدما أقدم عدد من الأفراد على رشق الجنود الأمميين بالحجارة”، مما اضطر القوة إلى استخدام قنابل دخان لتفريق الحشود والدفاع عن النفس، قبل تدخل الجيش اللبناني الذي تمكن من السيطرة على الموقف سريعاً.
وأكد المتحدث أن قوات اليونيفيل مخولة بالتحرك بشكل مستقل في مناطق عملها جنوب لبنان، مشدداً على أن “أي اعتداء على عناصرها يشكل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي”، داعياً السلطات اللبنانية إلى تقديم المعتدين للعدالة.
وشدد تيننتي على أن البعثة ستواصل تنفيذ مهامها بموجب القرار 1701، ورصد أي انتهاكات بشفافية، تماشياً مع التفويض الممنوح من مجلس الأمن الدولي وتحت إشراف الحكومة اللبنانية.
وكان الرئيس اللبناني جوزيف عون قد أكد مؤخراً، خلال لقائه وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي، أن الجيش اللبناني سيعزز انتشاره جنوباً ليصل إلى 10 آلاف عنصر، مشدداً على أن لا وجود لأي قوى مسلحة في الجنوب سوى القوات الأمنية الشرعية وقوات الأمم المتحدة، في تأكيد واضح على الالتزام بالقرار 1701.