نحن على مشارف أيام عظيمة، لحظات روحانية تتنزل فيها السكينة وتغمر الأرواح بأنوار الطمأنينة. إنها ليست أيامًا عادية تمر كما تمر بقية الأيام، بل موسم من مواسم الفرج والرحمة، أيام يتبدل فيها حال القلب، وتُغسل الذنوب، وتُفتح أبواب السماء لكل من طرقها بصدق وإخلاص.
كم من نفس تائهة وجدت طريقها في مثل هذه الأيام؟ وكم من دعوة خافتة ارتفعت في ظلمة الليل فاستُجيبت؟ قلوب ظمأى ارتوت من معين الذكر والدعاء، وأرواح أنهكتها الحياة عادت لتسكن عند باب الله، تأنس بقربه وتلتمس نوره.
فلنتهيأ لهذا الموسم كما يليق بعظمته، لا نريد أن نعيشه كما عشنا مواسم مضت، بل نريد أن نترك فيه أثرًا، أن نُسطر فيه طاعة، وأن نفتح صفحة جديدة مع الله. فلنجعل من هذه الأيام نقطة تحوّل حقيقية، نغسل فيها قلوبنا من شوائب التعلق بالدنيا، ونجعلها مهيأة للقرب من الله أكثر من أي وقت مضى.
الإلهام لا يُنتظر من الخارج، بل يُستخرج من داخلنا. هناك نور قد خبا تحت غبار العجلة والانشغال، وهذه الأيام المباركة كفيلة بأن تعيده مشتعلاً، نقيًا، مطمئنًا. لا نعلم ما يخبئه الغد، لكننا نملك اليوم، نملك هذه الفرصة الثمينة،
وما دامت الفرصة قائمة، فالرحمة أقرب مما نظن، والقبول أعظم مما نتخيل، والله أكرم وأرحم مما نتصور.
المصدر: صحيفة البلاد
كلمات دلالية: هذه الأیام
إقرأ أيضاً:
في 230 ساحة .. أبناء محافظة حجة يجددون العهد لغزة ويتوعدون العدو الصهيوني بالتصعيد
يمانيون../
في يوم غضب شعبي عارم، احتشد أبناء محافظة حجة اليوم الجمعة في 230 مسيرة جماهيرية واسعة، تلبية لنداء الواجب الإنساني والديني والوطني نصرةً للشعب الفلسطيني المظلوم في غزة، وتحت شعار: “ثباتاً مع غزة.. سنصعّد في مواجهة جريمة الإبادة الجماعية”.
وامتلأت الساحات في مركز المحافظة والمديريات بحشود جماهيرية غاضبة، تقدّمتها شخصيات قيادية أبرزها محافظ المحافظة هلال الصوفي، وأمين عام المجلس المحلي إسماعيل المهيم، ومسؤول التعبئة العامة حمود المغربي، إلى جانب فعاليات رسمية وشعبية وشخصيات مجتمعية.
وردّد المشاركون شعاراتٍ عبّرت عن براءتهم من الأنظمة العميلة، وسخطهم على الإدارة الأمريكية والكيان الصهيوني، مؤكدين أن هذه الحشود تمثّل موقفًا يمنيًا ثابتًا لا حياد فيه، يقف إلى جانب المظلومين في غزة ضد آلة القتل الصهيونية المدعومة أمريكيًا.
المشاركون عبّروا عن تأييدهم الكامل للتصعيد العسكري النوعي الذي تنفذه القوات المسلحة اليمنية، خصوصًا عمليات استهداف ميناء “حيفا” وشل الملاحة في الكيان الصهيوني، واعتبروها خطوات عملية تجسّد موقف اليمن قولاً وفعلاً.
وأكد بيان المسيرات أن الشعب اليمني، وورثة الأنصار الأوائل، يسجلون مواقف خالدة أمام الله والتاريخ، برفضهم التام أن يكونوا شهود زور على مجازر تُرتكب في وضح النهار بحق الأطفال والنساء في غزة. كما أكدوا التفويض الكامل للسيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي لاتخاذ ما يلزم من خطوات لدعم المقاومة الفلسطينية.
وأشار البيان إلى أن ما يجري في غزة هو “عار العصر الحديث”، وأن الصمت تجاهه يمثل شراكة ضمنية في الجريمة، داعياً شعوب الأمة العربية والإسلامية إلى التحرك العملي، وكسر جدار العجز، وغسل عار التخاذل الذي قد يجلب غضب الله وعقابه في الدنيا والآخرة.
كما جدد المشاركون تأكيدهم على أن تحرير فلسطين ومقدسات الأمة، وعلى رأسها الأقصى الشريف، مسؤولية شرعية وتاريخية لا يجوز التهاون فيها، وأشادوا بصمود غزة المقاوِمة رغم المحن، معتبرين أن من يبرر تخاذله بضعف الإمكانيات عليه أن يخجل من غزة التي تحارب العدو وتفشل أهدافه في أصعب الظروف.
واختتم البيان بالتأكيد على أن مسيرة النضال والمساندة ستتواصل، حتى يتحقق وعد الله، ويُرفع الظلم عن غزة، ويُكسر الحصار، ويُردع الكيان الصهيوني الغاصب.