من قلب الصحراء التى بدأت بشائر زراعتها فى الإثمار، وقف الرئيس عبدالفتاح السيسى، رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة، يرافقه عدد من كبار رجال الدولة متأملاً مشروع استصلاح الأراضى الزراعية فى منطقة توشكى، قرب الحدود «المصرية - السودانية»، بعد بداية تنفيذ جهاز مشروعات الخدمة الوطنية للقوات المسلحة - بالتعاون مع الهيئة الهندسية للقوات المسلحة - أعمال استصلاح وزراعة 25 ألف فدان، مما أعطى «قُبلة الحياة» للمشروع الضخم.

السيسي: مصر حققت «الاكتفاء الذاتى» من الخضر والفاكهة.. و«مشروعات ضخمة» لتوفير القمح والذرة ومحاصيل استراتيجية

وكعادته، حرص الرئيس عبدالفتاح السيسى، خلال زيارته الميدانية للمشروع، يوم 15 مارس 2019، على الحديث مع المسئولين والقائمين على المشروع على كافة الأصعدة، عن العائق الأساسى الذى يحول دون التوسع فى الاستصلاح وزراعة كميات كبيرة من المحاصيل، حسبما روى مسئولو المشروع لـ«الوطن»، ليردوا بأن هناك حاجزاً صخرياً، يضم جرانيت وصخوراً صلبة يحول دون التوسع وإنشاء الترعة الفرعية رقم 4، والتى ستسهم فى استكمال استصلاح مئات الآلاف من الأفدنة بالمحاصيل التى تحقق الأمن الغذائى لمصر، مع التصدير للخارج، وذلك بناء على دراسات الجهات المعنية فى الدولة حول جودة التربة بتلك الأراضى، وإمكانية استغلالها فى الزراعة.

وبإرادة صلبة لا تلين، ذكَّر الرئيس عبدالفتاح السيسى القائمين على المشروع بالنجاح الذى حققته الدولة فى تنفيذ مدينة الجلالة، وشق «الجبل» لتنفيذ الطرق، وإقامة مدينة عالمية على أرض مصرية، لتبدأ على الفور الجهات المعنية فى تنفيذ المشروع، بالتعاون مع عدد كبير من شركات القطاع الخاص الوطنية الجادة.

وبعد قرابة 4 سنوات على التوجيه الرئاسى، شاركت جريدة «الوطن» فى جولة نظمتها إدارة الشئون المعنوية للقوات المسلحة بالتعاون مع جهاز مشروعات الخدمة الوطنية، لمشروعات استصلاح الأراضى الزراعية فى توشكى، وهى الجولة الميدانية التفقدية التى استمرت، منذ التحرك من قاعدة شرق القاهرة الجوية وإجراء الجولة الميدانية ثم العودة منها، قرابة 20 ساعة كاملة.

إحدى أهم النقاط للجولة الميدانية، كانت بتفقد مشروع إنشاء الترعة الفرعية رقم 4 فى توشكى، والتى تحققت بعد «نسف»، وتدمير الجبل، أو ما يُعرف بـ«الحاجز الصخرى»، بعد توجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسى، فى هذا الصدد.

وتُوِّجت الجولة الميدانية المستمرة لعشرات الساعات المتواصلة فى توشكى، باتصال هاتفى جمع الرئيس عبدالفتاح السيسى بالقائمين على إدارة المشروع، وعدد من المحررين العسكريين المشاركين فى الجولة الميدانية، ومن بينهم المحرر العسكرى لجريدة «الوطن».

استهل الرئيس السيسى الاتصال الهاتفى بتوجيه الشكر لوسائل الإعلام المصرية الوطنية الجادة على التعاون مع الدولة فى إبراز المجهود الضخم الذى تبذله الدولة فى تلك الرقعة الغالية من أرض الوطن، مؤكداً ضرورة نقل الجهود غير المسبوقة التى تبذلها مؤسسات الدولة المصرية لسد الفجوة الغذائية، وتحقيق الأمن الغذائى للمواطنين المصريين مع التصدير للخارج.

وقال الرئيس السيسى، فى تصريحاته، إن مشروع توشكى بُذل فيه مجهود ضخم، وسط عمل عشرات الآلاف من المصريين لزراعة وتنمية تلك الرقعة الغالية من أرض الوطن، لكن جهودهم لم تخرج للنور قبل أن تصبح حقيقة على أرض الواقع، لافتاً إلى أن ما شاهده عدد من المحررين العسكريين خلال الزيارة، ليس سوى جزء بسيط جداً مما تبذله الدولة للتنمية، ومواصلة مسيرة العمل والإنجاز.

نستهدف الوصول بالمساحة المستصلحة والمزروعة لـ4 ملايين فدان خلال عام

وأوضح الرئيس السيسى أن الدولة المصرية تستهدف الوصول بالمساحة المستصلحة والمزروعة الجديدة فى مصر إلى 4 ملايين فدان خلال مدة لا تزيد على عام من الآن، موضحاً أن جزءًا كبيراً من البنية التحتية لتلك المشروعات تم الانتهاء من تنفيذه، ضارباً المثل بالمشروعات فى توشكى، بأنه يجرى العمل على محطات رفع المياه والترع، مع استكمال باقى التجهيزات اللوجيستية، لبدء استصلاح مئات الآلاف من الأفدنة فى هذا المشروع الوطنى المهم.

نُجهز لبدء استصلاح وزراعة مئات الآلاف من الأفدنة بتوشكى سنتوسع فى زراعة القمح بالموسم الزراعى الجديد اعتباراً من أكتوبر

وأشار الرئيس إلى أن منطقة توشكى ستشهد التوسع فى زراعة محصول القمح خلال الموسم الزراعى الجديد الذى سيبدأ خلال شهر أكتوبر المقبل.

نبذل أقصى جهد لاستكمال مسيرة الإنجاز وتحقيق نجاحات تضيف لقوة الدولة المصرية

وطالب الرئيس جموع المصريين بالاطمئنان إلى أن مصر تسير فى الطريق الصحيح، وأن رجال الدولة المصرية يبذلون أقصى جهد لاستكمال مسيرة الإنجاز وتحقيق نجاحات غير مسبوقة تُضيف المزيد من القوة للدولة المصرية فى الفترة المقبلة.

مشروعات الدولة متاحة للاستثمار فى البورصة للمصريين.. وتعاقدنا على مصنع لاستغلال جريد النخل فى صناعة الأخشاب وصناعات التمور بتوشكى

وأشار «السيسى» إلى أن كافة المشروعات الزراعية والاستصلاح التى تعمل عليها الدولة حالياً متاحة لمن يرغب فى المشاركة بها والاستثمار مع الدولة المصرية فى تنفيذها، موضحاً أنه حينما وجَّه بطرح بعض الشركات الوطنية فى البورصة المصرية، كان يرغب بوجود فرصة لشباب مصر والمواطنين بالمشاركة فى تلك المشروعات من خلال الأسهم، وتوفير الشفافية والمصداقية.

وأردف الرئيس أن المشاركة فى المشروعات القومية الكبرى ليست فقط عبر شراء أسهم فى البورصة، مضيفاً: «لو عايز تاخد ألف أو ألفين فدان.. البنية التحتية جاهزة.. وتعالى شاركنا».

وتطرق الرئيس عبدالفتاح السيسى، خلال تصريحاته لعدد من المحررين العسكريين خلال جولتهم فى «توشكى»، إلى أن الدولة مهتمة بالتصنيع الزراعى، لكن ذلك يتم عقب الاطمئنان على استقرار المنتجات، وتوفير الكميات التى تسمح بضخ استثمارات كبيرة فى تنفيذ تلك المشروعات بصورة تحقق عائداً جيداً، موضحاً أن حجم الأراضى الزراعية المستصلحة «ضخم جداً».

وضرب السيسى المثل بمصنع البطاطس نصف المقلية والمهروسة الذى تم تنفيذه وافتتاحه بمنطقة «شرق العوينات» خلال الفترة الماضية، مشيراً إلى أن تنفيذه جاء بعد استصلاح وزراعة كميات مناسبة من محصول البطاطس فى منطقة قريبة من المشروع ليتم استغلاله.

وأوضح الرئيس أن مصر لديها «اكتفاء ذاتى» تقريباً من الخضراوات والفواكه، موضحاً أن الجهد الذى تبذله الدولة فى مناطق مثل «توشكى، وشرق العوينات، والدلتا الجديدة، ومشروع مستقبل مصر» الجزء الأكبر منه يستهدف زراعة القمح، والذرة، والمحاصيل الاستراتيجية، وسد الفجوة بين احتياجات الدولة منها والمتاح، مضيفاً: «وإحنا ماشيين فى ده كويس جداً.. اطّمنوا».

وأشار «السيسى» إلى أن الدولة تعاقدت على مصنع لاستغلال جريد النخيل فى صناعات خشبية عقب التوسع فى زراعة النخيل فى توشكى، وكذلك مصانع للتمور وتغليفها، والفترة المقبلة ستشهد المزيد بإذن الله.

وأوضح الرئيس أن جهود الاستصلاح الزراعى لا تتم فى مكان واحد فقط من أرض الوطن، لافتاً إلى تنفيذ مشروع ضخم لاستصلاح وزراعة 450 ألف فدان فى شبه جزيرة سيناء، موضحاً أن 100 ألف فدان منها ستدخل الزراعة فى الموسم الزراعى المقبل، فضلاً عن مشروعات توشكى وشرق العوينات والدلتا الجديدة، واستصلاح وزراعة 60 ألف فدان فى بنى سويف.

واستطرد الرئيس: «بنحاول بكل ما هو متاح أن نستغل كل نقطة مياه موجودة لصالح مصر والمصريين فى المشروعات التى ننفذها»، موضحاً أن الدولة حريصة على الميكنة الزراعية والرى الحديث فى مشروعاتها.

وشدد الرئيس عبدالفتاح السيسى على ضرورة نقل ما شاهده «المحررون العسكريون» من طفرة تنموية وزراعية كبرى لجموع المصريين، موجهاً رسالة للشعب المصرى، قائلاً: «دى خطوة واحدة من خطوات عديدة يجب أن تنقلوها للناس، وتطمّنوا المصريين على بلدهم».

واختتم الرئيس السيسى تصريحاته، مجدداً الشكر للإعلاميين المشاركين فى الجولة الميدانية، مؤكداً أهمية دور الإعلام الوطنى الجاد فى بناء «الجمهورية الجديدة».

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: توشكى مشروع التنمية استصلاح وزراعة للقوات المسلحة الدولة المصریة الرئیس السیسى الآلاف من الدولة فى أن الدولة ألف فدان فى تنفیذ إلى أن

إقرأ أيضاً:

رئيس "الغذاء والدواء" يتفقد الجاهزية الميدانية لموسم الحج


زار  الرئيس التنفيذي للهيئة العامة للغذاء والدواء الدكتور هشام بن سعد الجضعي مقر مكتب الهيئة في مكة المكرمة، والتقى منسوبو الهيئة العاملين على تنفيذ الخطط المُعَدّة لحج هذا العام، للتأكّد من جاهزية الخدمات المقدمة للحجاج خلال موسم حج 1446هـ.
وأكد معاليه على جميع مفتشي ومراقبي الهيئة خلال الزيارة أهمية مضاعفة الجهود للمساهمة في تعزيز سلامة غذاء ودواء الحجاج، مشيدًا بالأدوار التي يتولّونها في جميع المواقع والمنشآت الخاضعة لرقابة الهيئة، مشددًا على أن هذه الجهود تمثل شرفًا عظيمًا أنعم الله به علينا لخدمة حجاج بيت الله في كل عام.
واطّلع معاليه في الجولة على جهود الهيئة في تطبيق أعلى المعايير الرقابية، وتوظيف التقنيات الحديثة والذكاء الاصطناعي لمتابعة المصانع والمستودعات، وضمان جودة المنتجات المقدمة خلال موسم الحج.
وشملت الجولة زيارة مركز عمليات الحج التابع للهيئة العامة للغذاء والدواء في مكة المكرمة للاطلاع على آليات العمل القائم بما في ذلك التنسيق المستمر مع الجهات الحكومية، ومتابعة مؤشرات الأداء ودعم الفرق الميدانية أثناء جولات التفتيش التي تعتمد على تقنيات متقدمة، منها "الكاميرا الجسدية" المستخدمة في توثيق أعمال المفتشين ميدانيًا.
وتفقّد معاليه مقر الهيئة في حمى المشاعر بمجمع الدوائر الحكومية، مطلعًا على خطط المسح الميداني التي تشمل المصانع والمستودعات الغذائية، باعتبار المقر نقطة انطلاق رئيسة للفرق الرقابية الميدانية.
واستعرض منسوبو الهيئة آليات سحب العينات الغذائية، وإحالتها إلى المختبرات بهدف التحقق من سلامة المنتجات، إضافةً إلى الأنظمة الإلكترونية المتقدمة المستخدمة في هذا الجانب.
وفي إطار جولاته، زار معاليه مستشفى الطوارئ في منى، حيث التقى الرئيس التنفيذي لهيئة الصحة العامة "وقاية" الدكتور عبدالله بن رشود القويزاني، مؤكدًا أهمية التكامل بين الهيئتين لتعزيز سلامة وصحة الحجاج.
وزار معاليه المركز الوطني لإدارة الأزمات والكوارث الصحية، للاطلاع على الجهود الاستباقية التي تقدمها الجهات الحكومية في المركز، مؤكدًا أهمية الأدوار التي يقوم بها المركز في دعم الصحة العامة وضرورة تعزيز التكامل الرقابي والتنسيق بين الجهات ذات العلاقة.
وخلال الزيارات استعرض منسوبو الهيئة أدوات التحليل الذكية والتقنيات الرقابية الرقمية المستخدمة في أعمال الرصد والتفتيش ضمن منظومة رقابة تفاعلية مدعومة بالذكاء الاصطناعي، للإسهام في رفع كفاءة الأداء وتحقيق مستهدفات الصحة والسلامة خلال موسم الحج

مقالات مشابهة

  • «ذاكرة المدينة» مشروع ثقافي رقمي لترسيخ الهوية المصرية وحفظ التراث
  • رئيس "الغذاء والدواء" يتفقد الجاهزية الميدانية لموسم الحج
  • عاجل- مدبولي يتابع مشروعات تنموية وخدمية كبرى بالوادي الجديد: آلاف الوحدات السكنية وطرق جديدة لدعم التنمية المتكاملة
  • الرئيس السيسي: لدينا خطة بالتوسع في الرقعة الزراعية وزيادة الإنتاج
  • صندوق التنمية السياحي: دعم نوعي لتعزيز السياحة وبناء مستقبل واعد في منطقة عسير
  • برئاسة أبو العينين| مجموعة التنمية الاقتصادية بالجبهة الوطنية تناقش خطط الأمانات.. وتعد ورقة عمل لدعم الدولة في التنمية
  • رئيس الوزراء: الدولة المصرية تدعم العناني في انتخابات اليونسكو
  • وزيرة التنمية المحلية تشارك في مقابلات برنامج المرأة تقود للتنفيذيات
  • وفد الجمعية المصرية اللبنانية يصل بيروت ويستهل زيارته غدا بلقاء الرئيس عون
  • ثمار المتابعة الميدانية لوزير الداخلية.. البطاقة الوطنية في مدينة الكاظمية.. التعامل الجيد والإبتعاد عن الروتين