الجدل حول تركيا يقسّم أوروبا إلى معسكرين
تاريخ النشر: 27th, May 2025 GMT
كشفت صحيفة “تركيا” أن انضمام تركيا رسميًا إلى برنامج الدفاع الجديد التابع للاتحاد الأوروبي، والذي تبلغ ميزانيته 150 مليار يورو، قلب موازين القوى في القارة الأوروبية.
وأقرّ الاتحاد الأوروبي صندوق الدفاع الجديد تحت اسم SAFE، والذي يهدف إلى تعزيز قدرات الدفاع الجماعي ضد التهديدات المحتملة.
وبحسب تقرير الصحيفة الذي تابعه موقع تركيا الان٬ فإن دمج تركيا في التعاون الدفاعي الأوروبي أثار ردود فعل واسعة على المستويين العسكري والاقتصادي، فيما تسبب بحالة من القلق في كل من اليونان وقبرص الجنوبية.
وفي حين سعت اليونان إلى استبعاد تركيا من المشاريع الدفاعية الأوروبية، قوبلت هذه الجهود بالرفض في بروكسل. وقال الأمين العام لحلف الناتو مارك روته في رسالة واضحة لرئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس:
“تركيا تمتلك قدرة إنتاج دفاعي تعادل 30 ضعف فرنسا، وهي رائدة في الأنظمة غير المأهولة، وشريك حاسم للولايات المتحدة في الذخائر. لا يمكننا تجاهل هذه الحقيقة”.
اهتمام الصحافة اليونانية بالتغطية التركية
بدورها، سلّطت صحيفة “كاثيميريني” اليونانية الضوء على التغطية التركية للموضوع، مشيرة إلى أن الصحف التركية أبرزت تصريحات ميتسوتاكيس، ووصفتها بأنها تمثل ازدواجية في المعايير من قِبل أوروبا. وخصّت الصحيفة التركية “تركيا” بالإشارة، مؤكدة أن أنقرة ترى هذه التصريحات انعكاسًا لمعايير مزدوجة في التعامل الأوروبي.
اقرأ أيضاتركيا تفرض غرامة على الركاب المستعجلين في مغادرة الطائرات
الثلاثاء 27 مايو 2025ما الذي حدث؟
المصدر: تركيا الآن
كلمات دلالية: تركيا الأمن الأوروبي الاتحاد الأوروبي الدفاع الأوروبي العلاقات التركية اليونانية اليونان
إقرأ أيضاً:
تحت رحمة المناخ| الأمن الغذائي الأوروبي في مهب التغيّر البيئي .. الكاكاو والقهوة والقمح في دائرة الخطر
بينما ينشغل العالم بالأزمات السياسية والاقتصادية، ثمة تهديد صامت يتسلل إلى موائدنا اليومية تغيُّر المناخ وفقدان التنوّع البيولوجي.
تقريرٌ جديد صادر عن "مؤسسة المناخ الأوروبية" يسلّط الضوء على تداعيات هذه الأزمة البيئية المتفاقمة على أمن الغذاء في أوروبا، محذّرًا من أن ستة من أهم المواد الغذائية التي تستوردها دول الاتحاد الأوروبي، أبرزها الكاكاو والقمح والقهوة، مهدّدة بشكل غير مسبوق.
تشير البيانات الواردة في التقرير إلى أن أكثر من نصف واردات الاتحاد الأوروبي من الأغذية الأساسية، مثل القمح والذرة والأرز والكاكاو والقهوة وفول الصويا، تأتي من دول تعاني من هشاشة بيئية وضعف في القدرة على التكيّف مع التغيرات المناخية.
وعلى وجه الخصوص، فإن واردات الكاكاو والقمح والذرة – التي تشكّل جزءًا كبيرًا من استهلاك السوق الأوروبية – تُستورد في ثلثيها من دول لا تزال تحتفظ بتنوّع بيولوجي نسبي، لكنه مهدّد بالتآكل. وتكمن الخطورة هنا في أن تلك الدول غالبًا ما تفتقر إلى الموارد المالية والمؤسسية لمواجهة تداعيات المناخ.
القهوة والكاكاو... مستقبل مجهول للمذاق العالميتُمثّل صناعة الشوكولاتة في الاتحاد الأوروبي أحد أبرز القطاعات المتأثرة. فالاتحاد يُعدّ أكبر منتج ومُصدِّر للشوكولاتة في العالم، وتُقدَّر قيمة هذه الصناعة بحوالي 44 مليار يورو. إلا أن المكوّن الرئيسي للشوكولاتة، الكاكاو، يأتي بنسبة 97% من دول ذات مرونة مناخية منخفضة أو متوسطة، مثل ساحل العاج وغانا والكاميرون ونيجيريا.
تشير كاميلا هيسلوب، المؤلفة الرئيسية للتقرير، إلى أن هذه التهديدات "ليست افتراضية أو بعيدة"، بل تنعكس بالفعل في تذبذب سلاسل التوريد، وضغوط على الأسعار، وتهديد لوظائف عديدة في قطاع الصناعات الغذائية.
المناخ والسكرلم تقتصر الضغوط البيئية على الكاكاو فحسب، بل طالت أيضًا أسعار مدخلات أخرى، مثل السكر، الذي شهد بدوره ارتفاعًا مدفوعًا بالتغير المناخي، مما تسبب فيما يشبه الضرر المزدوج لصُنّاع الشوكولاتة والمنتجات الغذائية الحسّاسة بيئيًّا.
ووفقًا لتحليل حديث صادر عن وحدة الطاقة والاستخبارات المناخية (ECIU)، فقد ارتفعت أسعار الشوكولاتة بنسبة 43% خلال السنوات الثلاث الماضية، ما أدّى إلى ظهور "علامات استفهام" واضحة على أرفف المتاجر الكبرى، حيث بات المستهلك يلاحظ تراجع الكميات وارتفاع الأسعار.
أزمة عالمية في طبقنا اليوميأصبح من الواضح أن تغيُّر المناخ لم يعد قضية بيئية فقط، بل تحوّل إلى تهديد حقيقي لأمن الغذاء والاقتصاد العالمي. وما لم تتخذ أوروبا خطوات جادّة لدعم الدول المورِّدة في بناء قدراتها المناخية والحفاظ على تنوّعها البيولوجي، فإن مستقبل العديد من المنتجات الأساسية، من فنجان القهوة الصباحي إلى قطعة الشوكولاتة، سيكون على المحك.