أحمد شعبان، شعبان بلال (أبوظبي)

أخبار ذات صلة جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية تنظم ندوة «تنظيم الإخوان المسلمين: خطاب التطرف والتضليل» أحمد بن محمد: الإعلام شريك في صناعة المستقبل

تواصل دولة الإمارات، مبادراتها الإنسانية والإغاثية لتقديم مختلف أشكال الدعم لملايين السودانيين المتضررين من النزاع المسلح، سواء النازحين داخلياً أو اللاجئين في دول الجوار.


وفي هذا الإطار، نفذت الدولة مبادرة إنسانية جديدة في تشاد لدعم اللاجئين السودانيين، عبر توزيع 3000 سلة غذائية في مخيمات دوقي، علاشا، وأبوقدام، إضافة إلى إرسال فريق طبي ميداني لتقديم الرعاية الصحية، مما أسهم في تلبية جانب أساسي من احتياجاتهم الأساسية في ظل الأوضاع الصعبة التي يعيشونها.
وتأتي المبادرة الجديدة، امتداداً لنهج الإمارات الإنساني والتنموي الذي يضع الإنسان في صميم أولوياته، وتعكس التزام الدولة الراسخ بمساعدة المتضررين من الكوارث الطبيعية والنزاعات المسلحة، خاصة في المناطق التي تشهد نزوحاً جماعياً وظروفاً إنسانية قاسية.

نهج إنساني
أوضح أستاذ العلوم السياسية والقانون الدولي، الدكتور هيثم عمران، أن المشروع الإغاثي الجديد الذي نفذته الإمارات لدعم اللاجئين السودانيين في تشاد، يجسد توجهاً إماراتياً ثابتاً نحو تحويل العمل الإنساني إلى أداة استراتيجية مهمة لدعم الاستقرار.
وذكر عمران، في تصريح لـ«الاتحاد»، أن الحدود التشادية السودانية تشهد تدفقات بشرية هائلة، بسبب الحرب الدائرة في السودان، وقد أصبحت المخيمات في شرق تشاد بؤراً لأزمة إنسانية متفاقمة، مع غياب شبه كامل للخدمات الأساسية، مؤكداً أن المبادرة الإماراتية تمثل استجابة سريعة وواقعية لاحتياجات غذائية وطبية ملحة. 
وأشار إلى أن اختيار تشاد كموقع للمبادرة الإماراتية، يحمل دلالة استراتيجية مهمة، تؤكد أن المساعدات لا تتوجه فقط إلى داخل السودان، بل تتوجه أيضاً إلى اللاجئين السودانيين في دول الجوار، مما يعكس وعياً إماراتياً بأهمية التحرك الإقليمي المتكامل، ومساندة دول الجوار التي تتحمل أعباء النزوح السوداني، لا سيما في ظل ضعف مواردها.

تخفيف المعاناة
من جهته، أشار مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، السفير صلاح حليمة، إلى أن هذه الخطوة تأتي امتداداً للدور الإنساني المتواصل الذي تقوم به الدولة في دعم الأوضاع الإنسانية والتخفيف من معاناة الشعب السوداني.
وأوضح حليمة، في تصريح لـ«الاتحاد»، أن استمرار العمليات العسكرية على الأراضي السودانية، أدى إلى تفاقم غير مسبوق في الأوضاع الإنسانية، مما يعزز من أهمية الأدوار التي تضطلع بها الدول المانحة، وفي مقدمتها الإمارات، لدعم الشعب السوداني، وتخفيف المعاناة التي يواجهها المدنيون، سواء النازحين داخلياً أو اللاجئين في دول الجوار، وعلى رأسها تشاد.
وأكد أن الإمارات تلعب دوراً واضحاً وفعالاً في مختلف مجالات دعم الشعب السوداني، مشدداً على أهمية استمرار هذا الدعم بوتيرة سريعة، بما يسهم في تقليص حجم المعاناة التي يعيشها المواطن السوداني، وتقديم يد العون لمن هم بأمس الحاجة إليها، سواء داخل السودان أو خارجه.

خطوة مقدرة
بدوره، أكد الدكتور رمضان قرني، الخبير في الشؤون الأفريقية، أن المبادرة تنطوي على دلالات إنسانية وحضارية بالغة الأهمية، على رأسها أن الإنسان، بقيمته وكرامته، يظل في صلب أولويات السياسة الإماراتية، أياً كان موقعه أو أصله أو معتقده.
وأوضح قرني، في تصريح لـ«الاتحاد»، أن الدعم الإنساني الإماراتي للشعب السوداني الشقيق لم يتوقف لحظة واحدة، رغم ممارسات «سلطة بورتسودان» العدائية، مما يُبرز ثبات النهج الإنساني للدولة، وعدم تأثره بأي اعتبارات سياسية، مؤكداً أن المبادرة الإماراتية لمساعدة اللاجئين السودانيين في تشاد تُعد خطوة مقدرة، لا سيما أن تشاد تستضيف أكبر عدد من اللاجئين السودانيين، يُقدر بنحو 3 ملايين شخص. 
ونوه بأن هذه المبادرة تجسد نهجاً مؤسسياً واستراتيجياً في السياسة الخارجية الإماراتية، يقوم على الاستمرارية والمأسسة، إذ إن الدعم الموجه للاجئين السودانيين لا يقتصر على تشاد، بل شمل أيضاً جنوب السودان، من خلال المستشفى الميداني في «مادول»، بالإضافة إلى مخيمات اللاجئين في أوغندا، وهو ما يؤكد اتساع نطاق العمل الإنساني الإماراتي، ليشمل دولاً أفريقية عدة تستضيف اللاجئين.
وقال الخبير في الشؤون الأفريقية، إن المبادرات الإماراتية تحمل أيضاً بعداً تنموياً، حيث تسهم في دعم الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي للدول المستضيفة، خاصة تلك التي تعاني تحديات اقتصادية وهيكلية كبيرة، مثل تشاد. 

دور مؤثر
بدوره، أشاد الباحث في العلاقات الدولية، محمد خلفان الصفاوي، في تصريح لـ«الاتحاد»، بالدبلوماسية الإنسانية التي تتبناها الإمارات، مما يعزز دورها الاستراتيجي والمؤثر، سواء على المستوى الإقليمي أو العالمي، مؤكداً أن الدولة ملتزمة بدعم الشعب السوداني الشقيق إنسانياً وسياسياً ودبلوماسياً، رغم العراقيل والتعقيدات التي تعترض جهودها الإنسانية والسياسية الرامية لإنهاء الأزمة السودانية.

التزام راسخ
أكد أستاذ العلوم السياسية في جامعة جورج واشنطن، الدكتور نبيل ميخائيل، في تصريح لـ«الاتحاد»، أن المبادرة الإنسانية التي نفذتها الإمارات في تشاد لدعم اللاجئين السودانيين، تأتي امتداداً لنهج الدولة الإنساني والتنموي، وتعكس التزامها بمساعدة المدنيين المتضررين من النزاعات والأزمات، خاصة في المناطق التي تشهد نزوحاً جماعياً وظروفاً إنسانية بالغة السوء.

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: تشاد الإمارات السودان الشعب السوداني أزمة السودان سلال غذائية السلال الغذائية المساعدات الإنسانية المساعدات الإماراتية المساعدات الإغاثية المساعدات الغذائية مساعدات الإمارات اللاجئین السودانیین فی تصریح لـ الاتحاد الشعب السودانی أن المبادرة دول الجوار فی تشاد

إقرأ أيضاً:

أحمد بن محمد يثني على جهود الأزهر في نشر رسالة التسامح والتعايش الإنساني

دبي - وام
على هامش أعمال قمة الإعلام العربي، المقامة برعاية صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، التقى سموّ الشيخ أحمد بن محمد بن راشد آل مكتوم، النائب الثاني لحاكم دبي، رئيس مجلس دبي للإعلام، الثلاثاء، فضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، رئيس مجلس حكماء المسلمين.
ورحّب سموّه خلال اللقاء بفضيلة الدكتور أحمد الطيب، متمنياً له دوام الصحة والعافية، وأعرب عن عميق تقديره لجهود فضيلته وكذلك للدور المحوري للأزهر الشريف في نشر رسالة التسامح والتعايش الإنساني وتعزيز ثقافة احترام الآخر والتعريف بالصورة الحقيقية للدين الإسلامي الحنيف وما يدعو له من قيم سامية ورسالة سمحة جوهرها الخير والتعايش والتآلف.
وتطرّق اللقاء، الذي حضره سموّ الشيخ منصور بن محمد بن راشد آل مكتوم، رئيس اللجنة الأولمبية الوطنية، وسمو الشيخة لطيفة بنت محمد بن راشد آل مكتوم، رئيسة هيئة الثقافة والفنون في دبي، إلى الحرص الكبير الذي توليه دولة الإمارات لترسيخ القيمة الإنسانية المشتركة، وسعيها الدؤوب إلى تأصيل ثقافة التعايش والحوار الحضاري وإقرار مقومات السلم والتفاهم والتقارب على الصعيد العالمي الأشمل.
كما تناول اللقاء أهمية دور الإعلام في تأصيل القيم والمبادئ الإسلامية والعربية الأصيلة والتصدي للظواهر التي تستهدف النيل من شباب الأمة، وتدعو إلى هدم الثوابت، بما للإعلام من قوة تأثير في المجتمعات، وما يستدعيه ذلك من إعداد الكوادر الإعلامية القادرة على مواجهة مثل تلك الدعوات والظواهر الغريبة على مجتمعاتنا، وهو ما يشكل مسؤولية كبيرة على عاتق الإعلام.
من جانبه، أشاد فضيلة شيخ الأزهر الشريف بالدور الرائد لدولة الإمارات العربية المتحدة بقيادة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة 'حفظه الله'، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، على الصعيدين العربي والدولي، وإسهامات الدولة في خدمة الدين الإسلامي الحنيف، ودعم السلام والتنمية في المنطقة والعالم، في نهج يُعلي من قيمة الإنسان ويسعى إلى تحقيق رفاهه.
وثمّن فضيلته الاهتمام الذي توليه دولة الإمارات بقضايا الأمة الإسلامية امتداداً لمواقفها التاريخية في مساندة أشقائها وفي مقدمتها القضية الفلسطينية ودعم الشعب الفلسطيني الشقيق على مختلف المستويات.
حضر اللقاء، عبدالله بن محمد بن بطي آل حامد، رئيس المكتب الوطني للإعلام، رئيس مجلس إدارة مجلس الإمارات للإعلام، ومنى غانم المرّي، نائب الرئيس والعضو المنتدب لمجلس دبي للإعلام، رئيسة نادي دبي للصحافة، رئيسة اللجنة التنظيمية لقمة الإعلام العربي.

مقالات مشابهة

  • أحمد بن محمد يثني على جهود الأزهر في نشر رسالة التسامح والتعايش الإنساني
  • حكومة السوداني :الكيان الصهيوني تجاوز كلّ الاعتبارات الإنسانية والقانونية في حربه على غزة
  • الإمارات تقدم 3 آلاف سلة غذائية للاجئيين السودانيين في تشاد
  • الطبيبة آلاء النجار.. أيقونة الإنسانية التي أحرق الاحتلال أبناءها التسعة
  • الإمارات تقدم 3 آلاف سلة غذائية لدعم اللاجئيين السودانيين في تشاد
  • وباء الكوليرا يفاقم معاناة السودانيين ويعقد الوضع الإنساني
  • الإمارات تقدم 3 آلاف سلة غذائية لدعم اللاجئين السودانيين في تشاد
  • «الإمارات للتنمية المتوازنة» ووزارة الثقافة يُطلقان مبادرات لتمكين المبدعين والحرفيين
  • تقرير أممي يحذر من تفاقم الوضع الإنساني في اليمن إثر الغارات التي استهدفت موانئ الحديدة