أكاديميون إسرائيليون يرفعون الراية السوداء احتجاجا على صمت الجامعات تجاه جرائم غزة
تاريخ النشر: 29th, May 2025 GMT
نشرت صحيفة "هآرتس" العبرية، تقريرا، لمراسلها نوا ليمونا، جاء فيه أنّ منظمة محاضري وطلاب "العلم الأسود" نشرت رسالة تنتقد مؤسسات التعليم العالي في دولة الاحتلال الإسرائيلي، التي تلعب دورا مركزيا في معارضة الانقلاب لكنها تلتزم الصمت إزاء ما يحدث في غزة.
ونقل التقرير عن محاضر في جامعة حيفا، قوله: "لا يمكننا أن نستمر في التصرف وكأن حرباً مروعة لا تجري هنا، وتؤدي إلى عمليات قتل جماعي وتضحية بالأسرى".
وبحسب المصدر العبري نفسه، فإنّ ما يُناهز 1300 محاضر في الجامعات والكليات، طالبوا رؤساء النظام الأكاديمي في دولة الاحتلال الإسرائيلي، الثلاثاء الماضي، بـ"استخدام كل ثقلهم لوقف الحرب".
إلى ذلك، انتقد المحاضرون الذين توحّدوا تحت مظلة ما يسمى بـ"الراية السوداء"، مؤسسات التعليم العالي التي لعبت دورا محوريا في معارضة الانقلاب، لكنها ظلت صامتة في مواجهة ما يحدث في غزة.
وجاء في الرسالة: "إن هذه سلسلة مرعبة من جرائم الحرب وحتى الجرائم ضد الإنسانية، كلها من صنع أيدينا" مضيفة: "لا يمكننا الادعاء بأننا لم نكن نعلم. لقد صمتنا لفترة طويلة".
وقال البروفيسور من جامعة حيفا، إيدو شاحار، إنّ: "التنظيم بدأ بلقاءات بين الطلاب والمحاضرين، حيث "خرج من بينهم صوت رعب يقول إنه من المستحيل الاستمرار على هذا النحو".
وقال شاحار: "في لحظة معينة، يدرك الناس أنه من المستحيل الاستمرار في تطبيع الوضع القائم والتصرف كما لو أن حرباً مروعة وخادعة لا تدور هنا، وتتسبب في عمليات قتل جماعي وتضحيات بالمختطفين، والغرض الوحيد منها هو النقل والتهجير".
من جهته، أوضح البروفيسور من جامعة تل أبيب، أون باراك، أنّ: "اسم العلم الأسود، تم اختياره "في محاولة للتحدث إلى المجتمع الإسرائيلي بلغته". مردفا: "إنه مصطلح مألوف لكل إسرائيلي خدم في الجيش، وله تاريخ؛ قد صاغه القاضي بنيامين هاليفي، الذي أصبح لاحقًا أحد مؤسسي حزب الليكود".
وأضاف باراك، الذي وقع أيضًا على الرسالة، أنّ: "المؤسسات الأكاديمية تلعب دوراً هاماً في إضفاء الطابع الإنساني على سكان غزة"، مشيرا في الوقت نفسه إلى أنّ: "الافتقار إلى الاهتمام من جانب كثيرين في الجمهور الإسرائيلي هو نتيجة لحملة مكثفة من نزع الصفة الإنسانية التي يجب مقاومتها".
"من خلال البحث التاريخي، يمكننا أن نتعلم أن الآثار المدمرة للمجاعة واضحة للأجيال القادمة. وستستمر المأساة التي تحدث الآن في إظهار آثارها لسنوات قادمة حتى لو توقفت الآن" وفقا لباراك.
أيضا، قالت البروفيسورة من جامعة بن غوريون، ياعيل هشيلوني دوليف، إنّ: "هناك علاقة وثيقة بين المعارضة لما حدث في غزة والقلق على الأسرى. لا يُمكن إنكار أن العنف المُوجّه نحو الخارج، تجاه سكان غزة، وغالبيتهم العظمى غير مُتورطة، يُؤثّر أيضًا على الداخل".
وأوضحت: "أولئك الذين يقتلون الأمهات ويُجوّعون الرضّع في غزة يُسيئون معاملة أمهات الأسرى أيضًا، لذا، فإنّ الحل واحد، وهو وقف القتل في غزة وإطلاق سراح الأسرى"، مضيفة: "الحرب تُعرّض الأسري للخطر عمدًا، وكل من لا يُدرك ذلك يُنكر الحقيقة؛ لم يعد بإمكان أي شخص لديه ذرة من المسؤولية والإنسانية أن يُصدّق هذه الدعاية، وهو مُجبر على إدراك أن جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية تُرتكب علنًا في غزة؛ نحن في حالة انهيار أخلاقي".
وأبرزت شيلوني دوليف أنّ: "من يُعرّض الجنود للخطر هي الحكومة الإسرائيلية، وليس منتقدوها، إنها الحكومة التي ورطتهم في المحاكم الدولية، وليس المنظمات اليسارية، وهي أيضًا من تُرسلهم إلى القتل والاغتيال، ولا تُنقذهم إذا اختُطفوا". مشيرة إلى أنه: "من الضروري تغيير الشعور بالعار واللوم".
وأعربت شيلوني دوليف عن أملها في أن يتوسع الاحتجاج ليتجاوز حدود الأوساط الأكاديمية، بالقول: "آمل أن نتوقف جميعًا عن التعاون، فما دمنا نعيد الوضع إلى طبيعته ونواصل حياتنا، فلن تتوقف الحرب، وسيستمر الظلم تجاه سكان غزة والأسرى. هناك راية سوداء ترفرف فوق هذه الجرائم"، مؤكدة "أحث الناس على رفض تنفيذ أمر غير قانوني بشكل واضح".
وأوردت دوليف: "أطفال ينتظرون في طوابير للحصول على توزيع المواد الغذائية في مدينة غزة، حيث الآثار المدمرة للجوع واضحة للأجيال القادمة. إن المأساة التي تحدث الآن سوف تستمر في إعطاء إشاراتها حتى لو توقفت الآن".
تجدر الإشارة إلى أنّ: المنظمة قد أعلنت عمّا وصفته بـ"الثلاثاء الأسود" في الأوساط الأكاديمية، حيث شهدت العديد من الجامعات والكليات فعاليات احتجاجية. ووقف الطلاب والأساتذة مرتدين ملابس سوداء في صمت داخل الحرم الجامعي، وتم تعليق الأعلام السوداء على لوحات الإعلانات.
وقال المنظمون: "هذا هو أول نشاط ضد الإنكار المستمر والدعم الضمني للجرائم المرتكبة باسمنا". وفي جامعة تل أبيب، وقف العشرات من المحاضرين والطلاب في الساحة المركزية بالقرب من المكتبة وهم يرفعون الأعلام السوداء، ثم ألقوا قصائد وعقدوا نقاشا واسع النطاق.
وبحسب الصحيفة العبرية، قد لوحظ بعض التوتر عندما طالب المسؤول عن أمن الحرم الجامعي، المحتجّين بمغادرة الحرم الجامعي وإزالة اللافتات والأعلام التي علقتها، مدعيا أن تعليقها ينتهك اللوائح. وكما يظهر من مقاطع الفيديو والمحادثات مع المتظاهرين الذين كانوا هناك، جاء طالب ملفوفًا بعلم الاحتلال الإسرائيلي للساحة وهتف بشعارات عنصرية تجاه أحد الطلاب العرب، وانضم إليه محاضر يعارض المبادرة ويدفع أحد الطلاب.
وقالت إحدى المحاضرات التي نظمت الاحتجاج، والتي طلبت عدم الكشف عن اسمها، إنها تعتقد أن الاحتجاج كان مفيدًا. مردفة: "هناك شعور بأن هناك سدًا قد تم اختراقه اليوم، ومن الآن فصاعدًا سيكون من المستحيل إيقافه".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة دولية الاحتلال غزة الأسرى غزة الأسرى الاحتلال الثلاثاء الاسود المزيد في سياسة سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی غزة
إقرأ أيضاً:
إدارة ترامب توقف تأشيرات الطلاب لفحص حساباتهم على مواقع التواصل
أمرت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بتجميد جدولة المقابلات الجديدة لمنح تأشيرات الدراسة للطلاب الأجانب، في خطوة أولية تمهّد لتوسيع إجراءات فحص حساباتهم على وسائل التواصل الاجتماعي.
وجاء في وثيقة دبلوماسية، حصل عليها موقع "بوليتيكو" اليوم الثلاثاء، وموقعة من وزير الخارجية ماركو روبيو، توجيه للبعثات الدبلوماسية الأميركية بعدم جدولة أي مواعيد جديدة لتأشيرات الدراسة أو التبادل الثقافي (فئات F وM وJ)، حتى صدور تعليمات لاحقة.
وحسب المذكرة فإنه "اعتبارا من تاريخه، واستعدادا لتوسيع متوقع لعمليات الفحص الإلزامي لحسابات التواصل الاجتماعي، ينبغي على الأقسام القنصلية عدم إضافة أي مواعيد جديدة لتأشيرات الدراسة أو التبادل الثقافي، حتى إشعار آخر".
وقد تؤدي هذه الخطوة إلى تباطؤ كبير في عملية إصدار تأشيرات الطلاب، ما يُنذر بأضرار مالية محتملة للجامعات الأميركية، التي تعتمد بشكل كبير على الطلاب الدوليين كمصدر دخل أساسي، خصوصا في ظل التراجع المحلي في أعداد الطلاب.
وكانت الإدارة الأميركية فرضت سابقا بعض إجراءات فحص وسائل التواصل، لكنها كانت موجّهة بشكل رئيسي ضد الطلاب الذين شاركوا في مظاهرات مناهضة لإسرائيل على خلفية العدوان على غزة، وهي خطوة أثارت انتقادات واسعة داخل الأوساط الأكاديمية والحقوقية.
إعلانولم توضح الوثيقة طبيعة المعايير التي سيتم اعتمادها في فحص محتوى وسائل التواصل الاجتماعي للطلاب، لكنها أشارت إلى أوامر تنفيذية تتعلّق بمكافحة "الإرهاب" ومعاداة السامية.
وحسب بوليتيكو فقد أعرب عدد من موظفي وزارة الخارجية الأميركية، في أحاديث غير رسمية، عن قلقهم من ضبابية التعليمات السابقة، حيث لم يكن واضحا ما إذا كانت مجرد مشاركة صورة لعلم فلسطين مثلا على منصة "إكس" قد تعرّض الطالب لمزيد من التدقيق الأمني.
وتأتي هذه الخطوة في سياق توجّه أوسع من قِبل إدارة ترامب لاستهداف الجامعات الأميركية، خصوصا الجامعات "النخبوية" مثل هارفارد، التي تتهمها الإدارة بأنها "ليبرالية للغاية"، وتتساهل مع مظاهر "معاداة السامية"، على حد وصفها.
يُذكر أن إدارة ترامب، خلال فترتي حكمه، تبنّت سياسات صارمة تجاه الهجرة والتعليم الدولي، أدّت إلى تراجع في أعداد الطلاب الأجانب، وخلقت حالة من القلق داخل الأوساط الأكاديمية بشأن حرية التعبير والمناخ السياسي داخل الجامعات.
ولم يصدر حتى الآن أي تعليق رسمي من وزارة الخارجية الأميركية، كما رفضت "الرابطة الوطنية للتعليم الدولي" (NAFSA) التعليق على التطورات.