الاكتئاب.. المرض الخفي في عصر السرعة
تاريخ النشر: 13th, October 2025 GMT
في عالمنا الراهن المتسم بسرعته وصخبه يعيش كثيرون بيننا صراعًا نفسياً داخلياً خفياً لا يحس به من حولهم، يحاولون مجاراة ظروف الحياة بتعقيداتها ومصاعبها ونفسياتهم مثقلة بصراع وآلام وجراح داخلية نفسية لا توصف، فهم مصابون بالاكتئاب ذلك المرض الخفي الذي لا يفرق بين ضحاياه بعمرٍ أو جنسٍ أو مرتبة.
الاكتئاب هو خلل مزاجي يسبب إحساساً بالحزن وفقدان الاهتمام، ويمتد أثره إلى إدراك وتفكير وسلوك الفرد، حيث يواجه المكتئب مشقة في القيام بالأنشطة الحياتية اليومية، بل إنه في حالات متأخرة قد يصل مرحلة أن الحياة لا تستحق العيش.
ومع أنه ليس معلوماً حتى اليوم السبب الواضح لإصابة البعض بالاكتئاب، إلا أن أن هناك العديد من العناصر البيوكيمائية، والوراثية والبيئية التي يمكن أن تسبب المرض، فالبنسبة للعناصرالبيوكيمائية، فقد أشار التصوير بتقنيات متقدمة إلى حدوث تبدلات فيزيائية في أدمغة المكتئبين، إلا أن ماهية هذه التبدلات ودرجة أهميتها لايزال مجهولاً، ومن الممكن أن تكون للمواد الكيمائية الطبيعية في داخل الدماغ المسماة بالناقلات العصبية اللصيقة بالمزاج دور في حدوث الاكتئاب، بجانب الاختلال الهرموني للمريض، أما العناصر الوراثية فالمرض أكثر شيوعاً لدى الأشخاص المنحدرين من أقرباء مصابين بالاكتئاب. وتتمثل العناصر البيئية في ظروف الحياة القاسية التي قد لا يمكن التكيف معها مثل رحيل شخص عزيز ومعاناة عدم الإيفاء بمتطلبات الحياة والتوتر الشديد وغيره.
علاج الاكتئاب يتمحور في العلاج النفسي كتعليم المريض طرق جديدة في التفكير والتكيف والتواصل مع الآخرين عبر طبيب نفسي مختص، وقد يلجأ الطبيب النفسي إلى طرق التنشيط السلوكي والعلاج السلوكي المعرفي والنفسي التفاعلي والعلاج بطريقة حل المشكلات، أما العلاج الدوائي فيتمثل في الأدوية المضادة للاكتئاب.، وأهم من ذلك كله الدعم الأسري للمريض ومساندته ورفع معنوياته وعدم تركه وحيداً فريسة للمرض الخفي الصامت .
إننا بحاجة لنشر الوعي ليس حول الاكتئاب فحسب وإنما عن سائر الأمراض النفسية الأخرى، فالبعض من المجتمعات العربية لاتزال توصم المكتئب بالمجنون، بل إنها توصم كل من يراجع طبيباً نفسياً بالجنون عينه، فالاكتئاب ليس خواء في الإيمان ولا نقيصة في الشخصية، وإنما هو مرض كسائر الأمراض الأخرى يحتاج منا إلى دعم المريض نفسياً واجتماعياً ليخرج إنساناً سوياً نافعاً لأهله ووطنه.
باحثة وكاتبة سعودية
المصدر: صحيفة البلاد
إقرأ أيضاً:
الكاكاو الخام يحسن المزاج ويقلل خطر الاكتئاب
أظهرت دراسة حديثة أجرتها جامعة ماستريخت في هولندا أن الكاكاو الخام يحتوي على مركبات طبيعية تساعد على تحسين المزاج وتقليل خطر الإصابة بالاكتئاب، وأكد الباحثون أن الكاكاو غني بمضادات الأكسدة، وبالأخص الفلافونويدات، التي تعزز وظائف الدماغ وتزيد من إنتاج هرمونات السعادة مثل السيروتونين والدوبامين، مما يجعله غذاءً طبيعيًا فعالًا لتحسين الحالة النفسية.
وأوضح التقرير أن تناول الكاكاو الخام يساعد على زيادة تدفق الدم إلى المخ، ما يحسن الوظائف المعرفية والتركيز، ويقلل من شعور التوتر والقلق. وأشارت التجارب السريرية إلى أن الأشخاص الذين أدمجوا الكاكاو الخام في نظامهم الغذائي بانتظام شهدوا تحسنًا ملحوظًا في المزاج، مع انخفاض في مستويات القلق والاكتئاب الخفيف مقارنة بالمجموعة التي لم تتناوله.
وأشار الباحثون إلى أن الكاكاو الخام يحتوي على مركبات كيميائية طبيعية مثل الثيوبرومين والفينيل إيثيلامين، التي تعمل على تحفيز الجهاز العصبي المركزي وإفراز الهرمونات المسؤولة عن الشعور بالسعادة، كما أوضحت الدراسة أن تناول كمية معتدلة من الكاكاو يوميًا، مثل ملعقة أو اثنتين من مسحوق الكاكاو الخام أو قطعة صغيرة من الشوكولاتة الداكنة، يمكن أن يكون له تأثير إيجابي على الصحة النفسية.
وأكد الخبراء أن الكاكاو الخام ليس فقط مفيدًا للمزاج، بل يساعد أيضًا في دعم صحة القلب بفضل محتواه من مضادات الأكسدة، التي تقلل الالتهابات وتحسن مرونة الأوعية الدموية، كما أن الكاكاو يساعد في خفض ضغط الدم وتحسين مستويات الكوليسترول، ما يجعله إضافة غذائية متكاملة للجسم والعقل.
وأوضح التقرير أن أفضل طريقة للحصول على الفوائد الصحية للكاكاو هي تناول النوع الخام أو الداكن بنسبة عالية من الكاكاو، وتجنب الشوكولاتة المعالجة والمليئة بالسكريات، لأنها تقلل من تأثير الفلافونويدات المفيدة على الجسم والدماغ.