عين ذكية تُنقذ الأرواح وتعزز الأمان داخل غرف العمليات
تاريخ النشر: 30th, May 2025 GMT
في اختراق طبي غير مسبوق، دخل الذكاء الاصطناعي إلى غرف العمليات ليلعب دور الحارس الخفي القادر على اكتشاف الأخطاء القاتلة قبل وقوعها. فقد أصبح بإمكان الأطباء، من خلال نظارات ذكية مزوّدة بكاميرات دقيقة مدعومة بالذكاء الاصطناعي، رصد أخطر الهفوات في لحظات الطوارئ، حين يصبح الخطأ مسألة حياة أو موت.
عين ذكية على وجه كل طبيب
هذا الابتكار، الذي طوّرته الباحثة الأميركية كيلي مايكلسن، يتمثل في نظارات واقية ترتديها الطواقم الطبية، وتُزوَّد بكاميرات ذكية قادرة على قراءة ملصقات الأدوية ومقارنتها قبل حقن المريض، لمنع حوادث الحقن الخاطئ التي لا تزال شائعة رغم كل أدوات السلامة الحديثة، وفقًا لتقرير نشرته NBC News.
اقرأ ايضاً.. أعين إلكترونية تقود الطريق.. نظام ذكي يمنح المكفوفين حرية التنقل بأمان
رصد أخطاء الأدوية
في بيئات الطوارئ، حيث يكون الطاقم الطبي تحت ضغط كبير والأدرينالين يتدفق، ترتفع احتمالات الوقوع في خطأ دوائي. وتشير التقديرات إلى أن واحدًا من كل 20 مريضًا يتعرض لخطأ طبي، وتُعد أخطاء الأدوية من أكثرها شيوعًا، مسببةً إصابة نحو 1.3 مليون شخص سنويًا في الولايات المتحدة، ووفاة يومية واحدة على الأقل بحسب منظمة الصحة العالمية.
رغم استخدام تقنيات مثل الباركود والترميز اللوني، لا تزال أخطاء تبديل القوارير تقع بوتيرة مقلقة، إذ يُسحب دواء من قارورة إلى محقنة تحمل ملصقًا مختلفًا، مما يؤدي إلى حقن المريض بعقار خاطئ. حادثة شهيرة في ولاية تينيسي أودت بحياة امرأة مسنّة بعد حقنها بعقار مسبب للشلل بدلًا من مهدئ، مما أثار ضجة ومحاكمة.
من هنا جاءت فكرة مايكلسن، التي وجدت أن 99% من أدوية التخدير محصورة في 10 إلى 20 نوعًا فقط، ما يسهّل تدريب نموذج ذكاء اصطناعي للتعرّف عليها بصريًا. طورت نظارات ذكية تستطيع، عبر الكاميرا، قراءة ملصقات القوارير والمحقنات ومقارنتها، فإذا رصدت تضاربًا بينهما، تصدر تنبيهًا فوريًا للطبيب. وبعد أكثر من ثلاث سنوات من التطوير والتجارب، حقق النظام دقة بلغت 99.6% في اكتشاف هذه الأخطاء في بيئات تحاكي الواقع.
اقرأ ايضاً.. حين يرى الذكاء الاصطناعي ما لا يراه الطبيب.. قفزة في تشخيص قصر النظر
تنبيه فوري للطبيب
تسعى مايكلسن حاليًا لتطوير شكل التنبيه المثالي، مرجّحة الاعتماد على تنبيهات صوتية، نظرًا لأن النظارات مثل GoPro وGoogle Glass مزودة بميكروفونات. ويقول الأطباء الذين جرّبوا النموذج الأولي إن حجمه لا يزال كبيرًا نسبيًا، لكن بمجرد تصغيره سيلقى قبولًا واسعًا.
التحديات
رغم ذلك، يحذر الخبراء من الاعتماد الكامل على التكنولوجيا، مؤكدين أنها طبقة حماية إضافية لا يمكن أن تحلّ محل التركيز البشري. كما تثار مخاوف بشأن الخصوصية، إذ يخشى البعض من أن تتحول الكاميرات الذكية إلى أدوات لمراقبة سلوك الطواقم الطبية بدلًا من دعمهم.
لكن في النهاية، يتفق الجميع على أن هذه التقنية قادرة على إحداث فرق حاسم، خاصة في اللحظات التي تكون فيها حياة المريض على المحك. فبينما يتعامل الطبيب مع ضغوط هائلة وقرارات مصيرية، تمنحه هذه النظارات الذكية بضع ثوانٍ ثمينة لإعادة التركيز، والتأكد من أن الخطوة التالية لن تكون قاتلة.
إسلام العبادي(أبوظبي)
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الأطباء الذكاء الاصطناعي نظارات الطوارئ الذکاء الاصطناعی
إقرأ أيضاً:
زوكربيرغ: الذكاء الاصطناعي الخارق أصبح وشيكًا
وضع مارك زوكربيرغ، الرئيس التنفيذي لشركة "ميتا"، خطته لمستقبل الذكاء الاصطناعي، وتتمحور حول منح المستخدمين "ذكاءً خارقًا شخصيًا".
في رسالة، رسم رئيس "ميتا" صورةً لما هو آتٍ، ويعتقد أنه أقرب مما نعتقد. ويقول إن فرق عمله تشهد بالفعل بوادر تقدم مبكرة.
كتب زوكربيرغ "خلال الأشهر القليلة الماضية، بدأنا نلمس لمحاتٍ من أنظمة الذكاء الاصطناعي لدينا تُحسّن نفسها. التحسن بطيءٌ حاليًا، ولكن لا يمكن إنكاره. تطوير الذكاء الخارق أصبح وشيكًا".
فما الذي يريد تحقيقه بهذا الذكاء الاصطناعي الخارق ؟
دعك من الذكاء الاصطناعي الذي يُؤتمت العمل المكتبي الممل فحسب، فرؤية زوكربيرغ وشركته "ميتا" للذكاء الخارق الشخصي أكثر عمقًا. إنه يتخيل مستقبلًا تخدم فيه التكنولوجيا نمونا الفردي، وليس إنتاجيتنا فحسب.
على حد تعبيره، ستكون الثورة الحقيقية أن "يتمتع كل شخص بذكاء خارق شخصي يساعد على تحقيق أهدافه، وخلق ما يرغب برؤيته في العالم، وخوض أي مغامرة، وأن يكون صديقًا أفضل لمن يحب، وأن ينمو ليصبح الشخص الذي يطمح إليه".
وصرح روكربيرغ "هذا يختلف عن غيره في هذا المجال ممن يعتقدون أن الذكاء الخارق يجب أن يُوجَّه بشكل مركزي نحو أتمتة جميع الأعمال القيّمة، ومن ثم ستعيش البشرية على نصيبها من إنتاجه".
اقرأ أيضا... مايكروسوفت تتيح مشاركة سطح المكتب مع مساعد ذكاء اصطناعي
ويقول زوكربيرغ إن "ميتا" تراهن على الفرد عندما يتعلق الأمر بالذكاء الاصطناعي الخارق، حيث تؤمن الشركة بأن التقدم كان دائمًا نتيجة سعي الناس وراء أحلامهم، وليس نتيجة العيش على فتات آلة خارقة الكفاءة.
إذا كان محقًا، فسنقضي وقتًا أقل في التعامل مع البرامج، ووقتًا أطول في الإبداع والتواصل. سيعيش هذا الذكاء الاصطناعي الشخصي في أجهزة مثل النظارات الذكية، ليفهم عالمنا لأنه يستطيع "رؤية ما نراه، وسماع ما نسمعه".
بالطبع، هو يعلم أن هذا أمر قوي، بل وخطير. يُقر زوكربيرغ بأن الذكاء الخارق سيُثير مخاوف جديدة تتعلق بالسلامة، وأنه سيتعين على "ميتا" توخي الحذر بشأن ما تُطلقه للعالم. ومع ذلك، يُجادل بأن الهدف يجب أن يكون تمكين الناس قدر الإمكان.
يعتقد زوكربيرغ أننا نقف الآن عند مفترق طرق. فالخيارات التي نتخذها في السنوات القليلة القادمة ستحدد كل شيء.
وحذر قائلاً: "يبدو أن ما تبقى من هذا العقد سيكون على الأرجح الفترة الحاسمة لتحديد المسار الذي ستسلكه هذه التكنولوجيا"، واصفًا إياها بالاختيار بين "التمكين الشخصي أو قوة تُركز على استبدال قطاعات واسعة من المجتمع".
لقد اتخذ زوكربيرغ قراره. وهو يُركز موارد "ميتا" الهائلة على بناء مستقبل الذكاء الخارق الشخصي هذا.
مصطفى أوفى (أبوظبي)