كل ما تحتاج معرفته عن DeepSeek.. تطبيق الدردشة الذكي الصيني المثير للجدل
تاريخ النشر: 30th, May 2025 GMT
أصبحت شركة ديب سيك DeepSeek الصينية حديث العالم التقني مؤخرا، بعد أن تصدر تطبيق الدردشة الذكية الخاص بها قوائم متجر App Store وGoogle Play، في اختراق مفاجئ للساحة العالمية أشعل تساؤلات في وول ستريت بشأن مستقبل تفوق الولايات المتحدة في سباق الذكاء الاصطناعي.
من هي DeepSeek؟ وكيف صعدت بهذه السرعة إلى الصدارة؟- من عالم المال إلى الذكاء الاصطناعيانطلقت DeepSeek كمختبر بحثي تابع لصندوق التحوط الصيني High-Flyer Capital Management، المتخصص في التداول الخوارزمي المعتمد على الذكاء الاصطناعي، أسس الصندوق عام 2015 رجل الأعمال ليانج وينفنج، الذي بدأ رحلته في التداول أثناء دراسته في جامعة تشجيانج.
في عام 2023، أنشأ High-Flyer مختبر DeepSeek بشكل منفصل عن أعماله المالية، ليصبح لاحقا شركة مستقلة تعمل على تطوير نماذج ذكاء اصطناعي متقدمة.
ورغم الحظر الأمريكي على تصدير رقاقات الذكاء الاصطناعي المتطورة إلى الصين، تمكنت DeepSeek من تدريب نماذجها باستخدام رقاقات Nvidia H800 نسخة أقل قوة من H100 المتاحة في السوق الأمريكية.
نماذج قوية بلمسة شابةمنذ انطلاقتها، اعتمدت DeepSeek على بناء مراكز بياناتها الخاصة. وتضم الشركة فريقا شابا من الباحثين الحاصلين على الدكتوراه من أبرز الجامعات الصينية، بالإضافة إلى موظفين من خلفيات غير تقنية لتغذية النماذج بتنوع معرفي واسع.
وقد أثارت نماذجها إعجاب المتخصصين، بدءا من DeepSeek Coder وDeepSeek Chat، وصولا إلى DeepSeek V3 ونموذج "R1" المخصص للمنطق والاستدلال، وتؤكد اختبارات داخلية أن هذه النماذج تتفوق على منافسين كبار، مثل GPT-4o من OpenAI وLLaMA من Meta.
لكن هذه النماذج لا تخلو من القيود، إذ تخضع للمراجعة من قِبل الجهات التنظيمية الصينية للتأكد من توافقها مع "القيم الاشتراكية الأساسية"، ما يعني أن بعض المواضيع الحساسة محظورة في محرك الردود، مثل مذبحة تيانانمن واستقلال تايوان.
رغم هذا النجاح، لا يزال نموذج العمل التجاري لشركة DeepSeek غير واضح المعالم، فهي تطرح خدماتها بأسعار أقل من السوق أو بشكل مجاني، ولا تستقبل تمويلا استثماريا، رغم الاهتمام الكبير من صناديق رأس المال الجريء.
وتقول الشركة إنها يمكنها الحفاظ على هذا التنافس السعري، رغم تشكيك بعض الخبراء في صحة هذه الادعاءات، وتشير بيانات موقع Hugging Face إلى أن نموذج R1 لوحده تم استنساخه أكثر من 500 مرة، وبلغ عدد التحميلات أكثر من 2.5 مليون.
بين إشادة عالمية ومخاوف أمنيةرغم الإشادات التقنية بنماذجها، لم تسلم DeepSeek من الانتقادات والقيود السياسية. فقد أعلنت عدة جهات حكومية، من بينها ولاية نيويورك وكوريا الجنوبية، حظر استخدام أدوات DeepSeek على أجهزتها الرسمية، مشيرة إلى مخاوف تتعلق بالأمن القومي والدعاية.
وخلال جلسة استماع في مجلس الشيوخ الأمريكي، صرح براد سميث، نائب رئيس مايكروسوفت، أن موظفي الشركة ممنوعون من استخدام أدوات DeepSeek نظرا لمخاوف تتعلق بالخصوصية.
من جهة أخرى، استضافت مايكروسوفت نماذج DeepSeek ضمن منصة Azure AI Foundry، مما يشير إلى التباين في المواقف تجاه الشركة حتى داخل الغرب نفسه.
وقد اعتبر بعض المحللين أن نجاح DeepSeek ساهم في انخفاض سهم إنفيديا بنسبة 18% مطلع 2024، كما دفع OpenAI للرد علنا بوصف الشركة بأنها "مدعومة من الدولة وتخضع لرقابتها"، وطالبت الإدارة الأمريكية بحظرها رسميا.
ما الذي ينتظر DeepSeek؟بين التقدم التقني السريع والقيود السياسية المتزايدة، يبدو مستقبل DeepSeek محفوفا بالتحديات. ومع ذلك، فإن الشركة تواصل تطوير نماذجها وتحقيق حضور لافت، وهو ما يجعلها لاعبًا لا يمكن تجاهله في مشهد الذكاء الاصطناعي العالمي.
ما هو تطبيق ديب سيك Deepseek؟
Deepseek هو تطبيق برمجي يصنف ضمن أدوات البحث المتقدمة التي تستخدم الذكاء الاصطناعي لاستكشاف البيانات على الإنترنت، يهدف التطبيق إلى تمكين المستخدمين من الوصول إلى المعلومات التي قد تكون مخفية أو صعبة الوصول، بما في ذلك محتوى غير متاح عبر محركات البحث التقليدية مثل جوجل.
يعتمد التطبيق على تقنيات متطورة في التنقيب في البيانات، ويمكنه البحث في الإنترنت العميق Deep Web، وحتى في بعض الأحيان في الإنترنت المظلم Dark Web.
كيف يعمل ديب سيك Deepseek؟يستخدم Deepseek تقنيات الذكاء الاصطناعي ومعالجة اللغة الطبيعية لتمكين المستخدمين من العثور على معلومات من مصادر غير متاحة بسهولة من خلال محركات البحث التقليدية.
يقدم التطبيق واجهة سهلة الاستخدام تمكن المستخدم من إدخال استفسارات معقدة، ثم يعرض نتائج من مواقع وبيانات قد تكون مخفية أو متاحة فقط لأغراض محدودة.
واحدة من أبرز ميزات التطبيق هي قدرته على تصنيف البيانات وفقا للموضوع، مما يسهل على المستخدمين الوصول إلى المعلومات ذات الصلة من مصادر متعددة في وقت واحد. كما يحتوي التطبيق على أدوات متقدمة لتحليل البيانات بشكل سريع وفعال.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: ديب سيك الذكاء الاصطناعي نماذج DeepSeek الذکاء الاصطناعی دیب سیک
إقرأ أيضاً:
الذكاء الاصطناعي يقلب موازين البحث في في غوغل
يُعد هذا التوسع امتدادًا للتحول الذي بدأتْه غوغل قبل عام، حين أطلقت ملخصات محادثة تحت اسم "ملخصات الذكاء الاصطناعي"، والتي تظهر بشكل متزايد في أعلى صفحة النتائج، وتحتل مكانةً أعلى من الروابط التقليدية في نتائج البحث.
وبحسب ما أعلنت غوغل، فإن نحو 1.5 مليار شخص يتفاعلون بانتظام مع هذه الملخصات، كما أصبح المستخدمون يدخلون استفسارات أطول وأكثر تعقيدًا.
وفي كلمة أمام حضور كبير في قاعة مؤتمرات قريبة من مقر الشركة في ماونتن فيو بكاليفورنيا، قال سوندار بيتشاي، الرئيس التنفيذي لشركة غوغل: "كل هذا التقدم يعني أننا دخلنا مرحلة جديدة في تطور منصتنا المبنية على الذكاء الاصطناعي، حيث تحولت عقود من الأبحاث إلى واقع يستفيد منه الناس في كل أنحاء العالم".
الذكاء الاصطناعي يُعيد تشكيل سلوك المستخدم
وعلى الرغم من توقعات سوندار بيتشاي وفريق الإدارة في غوغل بأن ميزة "النظرة العامة للذكاء الاصطناعي" ستزيد من عمليات البحث والنقر على الروابط، إلا أن الواقع لم يكن على هذا النحو حتى الآن، بحسب بيانات شركة BrightEdge المتخصصة في تحسين محركات البحث.
وأظهرت دراسة حديثة أجرتها الشركة انخفاضًا بنسبة 30% في معدلات النقر على نتائج بحث غوغل خلال العام الماضي، مشيرة إلى أن السبب الرئيسي هو اكتفاء المستخدمين بالمعلومات المقدمة عبر الملخصات الذكية دون الحاجة للنقر على الروابط.
ويُعد قرار إتاحة "وضع الذكاء الاصطناعي" على نطاق واسع بعد فترة اختبار قصيرة دليلًا على ثقة غوغل في دقة التكنولوجيا وعدم انتشار المعلومات المضللة عبرها، وهو ما يعكس أيضًا وعي الشركة بالمنافسة الشديدة التي تواجهها من أدوات بحث أخرى مدعومة بالذكاء الاصطناعي مثل ChatGPT وPerplexity.
الصعود السريع للذكاء الاصطناعي يُعيد رسم خريطة المنافسة
برز الصعود السريع لبدائل الذكاء الاصطناعي كمصدر اهتمام رئيسي في الإجراءات القانونية التي قد تؤدي إلى اضطرار غوغل إلى إعادة هيكلة أجزاء من إمبراطوريتها على الإنترنت، بعد أن أعلن قاضٍ فيدرالي أمريكي أن محرك بحث الشركة يمثل احتكارًا غير قانوني.
وأفاد إيدي كيو، المدير التنفيذي لشركة Apple، خلال شهادته في المحاكمة مبكرًا هذا الشهر، بأن عمليات البحث عبر غوغل من خلال متصفح Safari على iPhone انخفضت، نتيجة تحول المستخدمين إلى بدائل تعتمد على الذكاء الاصطناعي.
وأشارت غوغل إلى التغيرات الناتجة عن صعود الذكاء الاصطناعي كسبب رئيس لضرورة إجراء تعديلات طفيفة فقط على آلية عمل محرك بحثها، مشيرة إلى أن هذه التكنولوجيا تعيد تشكيل المشهد التنافسي بشكل جذري.
لكن على ما يبدو، فإن الاعتماد المتزايد لغوغل على الذكاء الاصطناعي حتى الآن ساعد محرك بحثها في الحفاظ على مكانته كبوابة رئيسية للإنترنت، وهو العامل الرئيسي الذي يجعل قيمتها السوقية ضمن شركتها الأم ألفابت تصل إلى تريليوني دولار (1.8 تريليون يورو).
وبحسب بيانات جمعها موقع onelittleweb.com، بلغ عدد زيارات غوغل الشهرية خلال العام المنتهي في مارس الماضي 136 مليار زيارة، أي ما يعادل 34 ضعف الزيارات الشهرية لموقع ChatGPT البالغة أربعة مليارات زيارة.
وعند سؤال "وضع الذكاء الاصطناعي" الخاص بغوغل من قبل صحفي في وكالة أسوشيتد برس، عما إذا كان اعتماد الذكاء الاصطناعي قد يؤثر سلبًا على محرك البحث، أكد أن ذلك غير محتمل، مشيرًا إلى أنه قد يعزز مكانة الشركة أكثر.
ورد "وضع الذكاء الاصطناعي": "نعم، من المحتمل جدًا أن يجعل هذا الوضع شركة غوغل أقوى، خاصةً في مجال الوصول إلى المعلومات والتأثير على الإنترنت". وحذّرت الميزة أيضًا من أن الناشرين على الويب قد يواجهون انخفاضًا في الزيارات القادمة من نتائج البحث.