اعترافات إسرائيلية: حماس تفرض رؤيتها والضغط العسكري في غزة فاشل
تاريخ النشر: 30th, May 2025 GMT
بعد عام وسبعة أشهر من هجوم السابع من تشرين الأول/ أكتوبر، لا يزال الاحتلال بعيد عن تحقيق أهدافه الاستراتيجية، وهو يدرك أن كل تأخير وكل تردد يُعزز حماس، ويُضعف ردعه، مما يفقده القدرة على استعادة أمنه، وتحرير محتجزيه، ضمان مستقبله.
نوعا شوسترمان-دفير الكاتب في موقع ويللا، ذكر أنه "بينما تُواصل الحكومة ترديد شعارات الحل العسكري، تُحقق حماس مكاسب سياسية، وتُجري اتصالات مباشرة مع الولايات المتحدة، وتكتسب الشرعية كعاملٍ محوري في الساحة الفلسطينية، والاحتلال الذي لم يُقدّم بديلاً سياسياً، فقد زمام الأمور، وترك تشكيل الشرق الأوسط في أيدي الآخرين".
وأضاف في مقال ترجمته "عربي21" أنه "الآونة الأخيرة شهدت أحداثاً عديدة تتجاوز الاحتلال: مفاوضات حول الاتفاق النووي بين الولايات المتحدة وإيران، وقف الحرب الأمريكية ضد الحوثيين رغم استمرار إطلاق النار على الاحتلال، ورفع العقوبات عن سوريا، وإطلاق سراح عيدان ألكسندر بوساطة أمريكية، والضغط لاستئناف المساعدات الإنسانية، وإجراء اتصالات مباشرة مع حماس من وراء ظهر الاحتلال، كلها خطوات تُشكّل صفعةً في وجه صانعي القرار الاسرائيلي".
وأكد أن "الرسالة من كل هذه التطورات واضحة ومفادها أن القرارات الاستراتيجية لم تعد تُتخذ في تل أبيب، بل في واشنطن، وصبر الأخيرة على سلوك الأولى ينفد، لأنها تسعى لاستبدال حروب الشرق الأوسط بالازدهار والاستقرار الإقليميين، ويبدو أن الاحتلال أصبح في نظر إدارة ترامب عاملاً مزعزعاً للاستقرار، ومُحفّزاً للتصعيد، وبدلاً من استغلال الإنجازات العسكرية ضد حزب الله وسوريا وإيران لاغتنام فرصة إقليمية تاريخية، وتمهيد الطريق لتطبيع العلاقات مع دول المنطقة، اعتقد الاحتلال مخطئا أن الوقت في صالحه".
وأشار إلى أن "حكومة نتنياهو تزعم أنه كلما طال أمد القتال، ازدادت هزيمة حماس، وتآكلت قوتها، وتفككت بنيتها، وقُضي على كبار قادتها، ومع انهيارها، سيتمكن من تعيين حاكم جديد في غزة مواليًا له، مما سيؤدي لتفكك السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية، وإقامة كانتونات بدلًا من كيان دولة واحدة، لكن ما يكشفه الميدان أتى بعكس ذلك تماما، فرغم تلقي حماس ضربات شديدة، لكنها أظهرت قدرة مُبهِرة على البقاء: فقد جنّدت نشطاء جددًا، وأعادت بناء الأنفاق، وعيّنت مسؤولين كبارًا جددًا، بل واستمرت باستهداف الجنود، حتى اغتيال قادتها لا يُتوقع أن يؤدي لانهيارها، لأنها تستند لسلسلة قيادة منظمة، وعلاقات عميقة مع الجمهور، وأيديولوجية قوية".
وأكد أن "مكمن الفشل الإسرائيلي الرئيسي يأتي في عدم فهمه لطموحات حماس السياسية، التي أصبحت العامل الفلسطيني المهيمن الذي يتعين على الاحتلال إجراء مفاوضات معه، ولو كان بشكل غير مباشر، لأنه كلما رفض مقترحات صفقة شاملة، وأصرّ على الخطوط العريضة التدريجية، زادت الفرص المتاحة لحماس لإظهار قوتها أمام جميع الأطراف، ومعنية بإظهار سيادتها، وتقرر من يخرج، ومتى، وكيف، حتى الأمريكيين يعطون ويأخذون أمامها، مما يمنحها ما أرادته دائمًا لنفسها وهي الشرعية كجسم ممثل للفلسطينيين".
وأوضح أن "التطورات الحالية دليل على أن استراتيجية حماس تؤتي ثمارها السياسية، فإدارة ترامب تتفاوض معها، وتروج لفكرة حكومة تكنوقراط فلسطينية تمثلها، وتجدد المساعدات الإنسانية، بينما يُدفع الاحتلال للوراء، نحو اتفاقات تتناقض مع هدف "النصر الكامل"، الذي يُصرّ قادته على إمكانية تحقيقه، وبات في وضع لا يبادر، بل يتم جرّه، وبالتالي فإن إصراره على استمرار القتال سيجعله غير ذي صلة بالتغيرات الجذرية التي يشهدها الشرق الأوسط، ويجب عليه أن يفهم أن القرار ليس عسكريًا فحسب، بل سياسي بالدرجة الأولى".
موشيه بوزيلوف الكاتب في موقع ويللا، أكد أنه "بعد مرور عام وسبعة أشهر على ذلك الصباح القاسي من السابع من أكتوبر، لا تزال الدولة بعيدة عن الحسم، فلم تُهزم حماس، ولم يُحطّم وعيها، ولا تزال صورتها الوطنية، صحيح أن الجيش سجل إنجازات تكتيكية، لكن هدفه الاستراتيجي لم يتحقق بعد، وهذا ليس وضعًا خطيرًا فحسب، بل مُدمِّر، لأن الهدف الأسمى قبل أي اعتبار آخر، بما في ذلك قضية الرهائن المؤلمة والمُلتهبة، هو هزيمة حماس هزيمةً كاملةً: عسكريةً ومدنيةً وأيديولوجيةً، وهو ما لم يتحقق".
وأضاف في مقال ترجمته "عربي21" أنه "فقط بعد تحقيق هذا الهدف، وفي وقتٍ مُتزامنٍ تقريبًا، سيتسنّى الدفع بخطوةٍ تُفضي لإطلاق سراح الرهائن، وهذا ليس مجرد نظامٍ أخلاقيٍّ صحيح، بل استراتيجيٌّ ضروري، لأنه عندما يُدرك العدو الجهادي أن الاحتلال يُحجم عن التحرك لأسبابٍ دبلوماسية، فإنه يتعلم كسب الوقت، وإملاء الشروط، والحفاظ على قوته، وقد رأيتُ هذا عن كثب، آلاف المرات، حين استسلمت الدولة للضغوط الداخلية والدولية التي تُقوِّض عزيمتها".
وأشار إلى أن "تردد الحكومة في التفكير والمماطلة، وانتظار هيكل دولي وهمي يمنحها الشرعية والدعم السياسي، يجعلها تواجه برياح تهبّ بصورة عكسية بغير ما تريد، إلى أن وصلت من الرئيس دونالد ترامب، الذي لم يعد يخفي خيبة أمله من الاحتلال، ويدرك جيدًا أن الردع الذي لا يُترجم لقرار سياسي يتآكل، وكل تأخير، وكل خطوة فاترة، يعني تعزيزا عملياً لحماس، وما تعيشه الدولة حاليا هي مرحلة استنزاف ليس مقنعاً، بل بات يتسبب بتآكل الجيش والجمهور بأكمله، وقوات الاحتياط منهكة".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة عربية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية حماس غزة الفشل حماس غزة فشل دولة الاحتلال صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة صحافة صحافة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
عشرات الشهداء في غارات إسرائيلية علي القطاع .. والأمم المتحدة: سكان غزة معرّضون للمجاعة
غزة القدس "د ب أ" "أ ف ب": ارتفعت حصيلة قتلى الغارات الإسرائيلية في غزة منذ فجر اليوم إلى 20 شخصا، حسبما أفادت مصادر طبية فلسطينية.
وأفادت وكالة أنباء الصحافة الفلسطينية "صفا"، بمقتل 7 فلسطينيين وإصابة عدد آخر، في قصف إسرائيلي استهدف منزلا فجر اليوم بجباليا النزلة شمالي قطاع غزة.
وأشارت إلى مقتل فلسطينيين اثنين في قصف إسرائيلي لمركبة مدنية، في بلدة عبسان الكبيرة شرقي مدينة خان يونس، فضلا عن مقتل 3 أشخاص في قصف إسرائيلي إستهدف تجمعا للمواطنين في حي الصفطاوي شمالي القطاع.
ونوهت إلى مقتل شخصين ، في قصف إسرائيلي على مفترق الشهداء الستة بمخيم جباليا شمالي القطاع.
كما أشارت إلى مقتل شخصن في قصف إسرائيلي فجر اليوم استهدف خيمة تؤوي نازحين في شارع روني بمنطقة المواصي غرب خان يونس جنوبي القطاع.
ونوهت إلى مقتل فلسطينية وإصابة آخرين، في غارة إسرائيلية على منزل بجباليا البلد شمالي القطاع.
وأفادت بمقتل طفل بنيران قوات الجيش الإسرائيلي، في شمال غربي مدينة رفح جنوبي القطاع.
وأشارت إلى أنه تم انتشال جثة شخص بعد قصف إسرائيلي على مخيم جباليا شمالي قطاع غزة.
كما أفادت بمقتل شخص وإصابة آخرين، في قصف إسرائيلي استهدف خيمة تؤوي نازحين في منطقة الصناعة غربي مدينة خان يونس.
ونوهت إلى أن الجيش الإسرائيلي نفذ عمليات نسف لمباني سكنية، جنوبي مدينة خان يونس جنوبي القطاع.
وكان قد تم الإعلان عن مقتل 11 فلسطينيا وإصابة آخرين بجروح، فجر الجمعة، في قصف ورصاص الجيش الإسرائيلي في جباليا النزلة شمال قطاع غزة، ومدينتي خان يونس ورفح جنوبا.
وكان الجيش الإسرائيلي، قد أصدر، الليلة الماضية، "أوامر إخلاء" جديدة للمواطنين في جباليا البلد والعطاطرة في محافظة شمال غزة، وبأحياء الشجاعية والدرج والزيتون بمدينة غزة.
و الخميس، قتل 70 فلسطينيا على الأقل، بينهم أطفال ونساء، وأصيب آخرون، في قصف طائرات الجيش الإسرائيلي ومدفعيته عدة مناطق من القطاع.
ويعاني قطاع غزة أزمة إنسانية وإغاثية كارثية ومجاعة قاسية منذ أن أغلق الجيش إسرائيل المعابر في 2 مارس الماضي، مانعا دخول الغذاء والدواء والمساعدات والوقود. وبات نحو 5ر1 مليون مواطن من أصل حوالي 4ر2 مليون بالقطاع، بلا مأوى بعد أن دمرت حرب الإبادة مساكنهم.
وبحسب وكالة وفا، يرتكب الجيش الإسرائيلي منذ السابع من أكتوبر 2023 إبادة جماعية في قطاع غزة خلفت أكثر من 177 ألف قتيل وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود .
معرضون لخطر المجاعة
أعلنت الأمم المتحدة الجمعة أنّ جميع سكان قطاع غزة معرّضون لخطر المجاعة، بينما تتصاعد الضغوط على إسرائيل للسماح بإدخال المساعدات الى القطاع المحاصر.
وتواصل إسرائيل حملتها السياسية الى جانب حملتها العسكرية. إذ أعلن وزير الدفاع يسرائيل كاتس الجمعة أن إسرائيل ستبني "الدولة اليهودية الإسرائيلية" في الضفة الغربية المحتلة، بينما دعا وزير الأمن القومي الإسرائيلي اليميني المتطرّف إيتمار بن غفير إلى استخدام "القوة الكاملة" لدخول غزة.
وقال المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) ينس لايركه، إنّ "غزة هي المكان الأكثر جوعا في العالم"، مشيرا الى أن "100 في المئة من السكان معرّضون لخطر المجاعة".
ويعاني قطاع غزة وضعا إنسانيا خطيرا وسط أزمة جوع مستفحلة، رغم بدء إدخال مساعدات قليلة قبل أيام، بعد حصار إسرائيلي مطبق منذ أكثر من شهرين.
"قطرة في محيط"
وأشار لايركه إلى أن إسرائيل سمحت بدخول 900 شاحنة محمّلة بمساعدات إنسانية منذ رفع الحصار جزئيا، لكن حتى الآن لم تدخل إلا 600 شاحنة إلى منطقة التفريغ في غزة، بينما نُقلت حمولة عدد قليل منها فقط الى داخل القطاع.
وقال المتحدث الأممي إن هذا "مجرّد قطرة في محيط"، مشيرا الى أن مهمة توزيع المساعدات تواجه "قيودا تشغيلية جعلتها إحدى أكثر عمليات المساعدة المعوّقة ليس فقط في عالم اليوم، بل في التاريخ الحديث".
في سنغافورة، اعتبر الرئيس الفرنسي الجمعة أنّ الدول الأوروبية يجب أن "تشدّد موقفها الجماعي" ضد إسرائيل إذا لم تستجب بشكل مناسب للوضع الإنساني في غزة.
وأكد أن التحرّك ضروري "في الساعات والأيام المقبلة".
وأضاف أن الغرب يخاطر "بفقدان كل مصداقيته أمام العالم" إذا "تخلى عن غزة... وسمح لإسرائيل بأن تفعل ما تشاء"، مؤكدا في كلمة ألقاها خلال منتدى حوار شانغريلا الدفاعي "رفض المعايير المزدوجة".
كما اعتبر أن الاعتراف بدولة فلسطينية ليس "مجرد واجب أخلاقي، بل مطلب سياسي".
وعلى الأثر، ردّت إسرائيل متهمة الرئيس الفرنسي بشنّ "حرب صليبية على الدولة اليهودية".
مقترح هدنة
واستأنفت إسرائيل هجماتها على قطاع غزة في منتصف مارس بعد هدنة استمرّت ستة أسابيع، وكثّفت عملياتها العسكرية في 17 مايو، قائلة إن الهدف هو القضاء على حركة حماس وتحرير الرهائن الذين لا يزالون محتجزين في القطاع وخطفوا خلال هجوم الحركة غير المسبوق على إسرائيل والذي تسبب بحرب مدمّرة.
وحتى الآن، فشلت المفاوضات الهادفة إلى إنهاء الحرب المستمرّة منذ حوالى 20 شهرا في غزة، في تحقيق أي تقدّم.
وأعلن البيت الأبيض الخميس أنّ إسرائيل وافقت على اقتراح أمريكي جديد بشأن وقف إطلاق النار. غير أنّ حركة حماس اعتبرت أنّ المقترح "لا يستجيب لأي من مطالب شعبنا".
وردا على ذلك، دعا وزير الأمن القومي الإسرائيلي اليميني المتطرف إيتمار بن غفير إلى استخدام "كامل القوة" في قطاع غزة.
وقال عبر تطبيق تلغرام متوجها إلى رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو "بعدما رفضت حماس مرة أخرى اقتراح الاتفاق، لم تعد هناك أي أعذار".
وأضاف "يجب أن ينتهي الارتباك والتخبّط والضعف. أضعنا حتى الآن الكثير من الفرص. حان الوقت للدخول بكامل القوة، من دون تردد، لتدمير وقتل حماس حتى آخر عنصر فيها".
وأعلن البيت الأبيض الخميس أنّ الرئيس دونالد ترامب والموفد الأمريكي ستيف ويتكوف "أرسلا إلى حماس اقتراحا لوقف إطلاق النار وافقت عليه إسرائيل وأيّدته".
ولم تؤكد إسرائيل موافقتها على المقترح الجديد.
وكانت مصادر في حماس ذكرت الأسبوع الماضي أن الحركة قبلت اقتراحا أميركيا لهدنة، إلا أن الحركة أوضحت اليوم أن الاقتراح الأخير مختلف ويستجيب لمطالب إسرائيل.
وقال مصدران فلسطينيان مطلعان على المفاوضات إن المقترح الأمريكي الجديد يشتمل على هدنة لستين يوما يمكن تمديدها حتى سبعين، وإفراج حماس خلال الأسبوع الأول عن خمسة رهائن أحياء وتسعة متوفين، مقابل إفراج الدولة العبرية عن معتقلين فلسطينيين، على أن تتمّ في الأسبوع الثاني عملية تبادل ثانية تشمل العدد نفسه من الرهائن الأحياء والأموات.
أما الاقتراح الذي كانت أعلنت حماس موافقتها عليه، فينص، وفق مصدر فلسطيني، على 70 يوما من الهدنة مقابل الإفراج عن عشر رهائن على دفعتين"، خمس في الأسبوع الأول، وخمس قبل انتهاء الهدنة، وعلى أن يتزامن ذلك مع مفاوضات "حول وقف إطلاق نار دائم بضمانات أمريكية".