عُمان تتقدم في المؤشرات العالمية وسط إشادة دولية
تاريخ النشر: 31st, May 2025 GMT
من النادر أن يصادف القارئ، وسط صخب الأخبار الاقتصادية العالمية، نموذجا اقتصاديا يتقدم بعيدا عن العناوين المدفوعة أو الحملات الإعلامية الصاخبة التي تتصدر نشرات الاقتصاد الدولي. النموذج العُماني يبدو أحد هذه الاستثناءات الهادئة، التي تكتب قصتها خارج دوائر التهويل الإعلامي، ولكن بعمق محسوب، وبتصميم تريده وتُهندسه القيادة السياسية في البلاد، التي جعلت من الملف الاقتصادي شغلها الشاغل.
ورغم أن سلطنة عُمان، بقيادة حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم، حفظه الله ورعاه، تضطلع بأدوار سياسية إقليمية معقدة وحساسة، فإن أولوية الإصلاح الاقتصادي المحلي لم تغب عن اشتغالات جلالة السلطان منذ اليوم الأول لتوليه مقاليد الحكم. هذه الرؤية لم تكن في يوم من الأيام حبيسة الخطابات أو السياقات اللغوية ولكن نتائجها باتت تفرض نفسها على الجميع وبدأت تجد طريقها بشكل واضح إلى التقارير الدولية المرموقة وكذلك المؤشرات العالمية المعنية بمختلف الجوانب الاقتصادية.
ففي اليوم نفسه، أصدر المكتب الوطني للتنافسية تقريره السنوي الذي كشف عن قفزات نوعية لسلطنة عُمان في مؤشرات دولية رئيسية، شملت الأداء البيئي، والحرية الاقتصادية، وجاهزية الشبكات الرقمية، والحكومة الرشيدة، بالتوازي مع إشادة البنك الدولي بالإصلاحات الاقتصادية العُمانية واعتبارها نموذجا يُحتذى به في مسارات التنويع الاقتصادي وتحقيق الاستدامة.
هذا التزامن في الاعتراف الدولي لم يكن صدفة إنما هو انعكاس مباشر لرؤية شاملة تشكلت في «رؤية عُمان 2040»، والتي لم تكن منذ انطلاقها وثيقة شكلية، بل خريطة طريق نُفّذت بخطى واثقة. ونستطيع أن نرى بوضوح تام عملية تحول هيكلي مدروس في سلطنة عمان بدءا من تطوير رأس المال البشري إلى تحفيز البحث والابتكار، ومن إعادة هيكلة الجهاز الحكومي إلى خلق بيئة استثمارية مستقرة وحديثة، ومن تطوير البنية الأساسية إلى تحفيز الاقتصاد غير النفطي. هذه العملية عميقة جدا وحساسة جدا ولكنها تجري في عُمان بكثير من الهدوء لأنها وسط عملية تطوير وإصلاح جذرية تشهدها سلطنة عمان في ظل رؤية عاهل البلاد المفدى لعمان الجديدة.
تكمن أهمية تقدم عُمان في المؤشرات العالمية والإشادة الأممية التي تحصل عليها من مؤسسات عالمية مرموقة في أن المستثمر الأجنبي، كما المؤسسات المالية الدولية، لا يتخذ قراراته من فراغ أو دعاية، بل ينظر إلى المؤشرات التفصيلية: جودة التشريعات، وكفاءة المؤسسات، وصرامة الحوكمة، حرية السوق، والجاهزية الرقمية. وقد جاءت مؤشرات 2024 لتؤكد أن عُمان أصبحت مقصدا جاذبا وجديرا بالثقة، ومن هنا تبدو أهمية هذه المؤشرات وأهمية أن نقف معها طويلا.
التحولات التي تشهدها عُمان بحاجة إلى خطاب اقتصادي جديد، لا يُمجّد المنجزات بل يبنى عليها. خطاب يتحدث بلغة الأرقام، ويخلق مناخا من الثقة والاستباقية، يُمكّن القطاع الخاص من أخذ زمام المبادرة، ويحثّه على التحول من دور المراقب إلى شريك فاعل، لا يطالب بالدعم فحسب، بل يقدّم حلولا وابتكارات تُعزز مكانة عُمان في سلاسل الإنتاج والتصدير. ويستطيع أن يولد فرص عمل مناسبة للعمانيين وتحويلهم بالتعاون مع الجهات الحكومية المختصة إلى جزء أساسي من قصة نجاح الاقتصاد العماني وليس عبئا ماليا كما يروج البعض.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: مان فی
إقرأ أيضاً:
جوف تتقدم وميدفيديف يودّع كندا للتنس
لندن (رويترز)
أخبار ذات صلةانتفضت كوكو جوف المصنّفة الأولى في بطولة كندا المفتوحة للتنس، لتبلغ دور الستة عشر، بينما ودّع دانييل ميدفيديف بطل أميركا المفتوحة السابق، منافسات الرجال على يد الأسترالي أليكسي بوبيرين.وعدّلت جوف المصنّفة الثانية عالمياً تأخرها بمجموعة لتهزم الروسية فيرونيكا كوديرميتوفا 4-6 و7-5 و6-2، في مباراة استغرقت ساعتين ونصف الساعة. وقالت بطلة فرنسا المفتوحة «كانت مباراة صعبة». وأضافت: «أبليت بلاءً حسناً من الناحية الذهنية، خاصة في الإرسال. كنت ألعب ضد منافسة ترسل بشكل جيد للغاية. السعادة لا تسعني بهذا التأهل». وصعقت الأوكرانية ديانا ياستريمسكا منافستها الأميركية إيما نافارو المصنّفة الثامنة بالفوز عليها 7-5 و6-4، بينما خرجت الروسية ميرا أندريفا المصنّفة الرابعة من البطولة بخسارتها 7-6 و6-4 أمام الأميركية مكارتني كيسلر. وتغلبت المصنّفة التاسعة إيلينا ريباكينا من كازاخستان على الرومانية جاكلين كريستيان 6-صفر و7-6. وفي منافسات الرجال، أطاح أليكس ميكلسن بالمصنّف الثالث لورنسو موسيتي 3-6 و7-6 و6-4 في مباراة مثيرة بالدور الثالث. وتعافى اللاعب الأميركي المصنّف 26 من بداية بطيئة، ليطلق وابلاً من الضربات القوية ويضغط على منافسه الإيطالي. وتوالت المفاجآت، إذ خرج ميدفيديف المصنّف العاشر من البطولة على يد بوبيرين المصنّف 18، بعد الخسارة 5-7 و6-4 و6-4، بينما اضطر الألماني ألكسندر زفيريف المصنّف الأول في البطولة للعودة من تأخره بمجموعة، ليهزم الإيطالي ماتيو أرنالدي 6-7 و6-3 و6-2 ويحقق فوزه 500 في بطولات المحترفين. وتغلب النرويجي كاسبر رود المصنّف الثامن على البرتغالي نونو بورجيس 7-5 و6-4، بينما تخطى هولجر رونه المصنّف الخامس عقبة ألكسندر مولر بالفوز عليه 6-2 و6-4، وفاز فرانسيسكو سيروندولو على مواطنه الأرجنتيني توماس إتشيفيري 6-3 و6-4.