الثورة نت:
2025-06-02@11:20:47 GMT

الجلّاد والضحية

تاريخ النشر: 1st, June 2025 GMT

 

الإرهاب والإجرام المطبوع يُعرف بتطابق الأقوال مع الأفعال والممارسة والسلوك؛ والمصنوع هو الذي ينتج عن التسلط والاستكبار ومنه ثلاثة أنواع، السلطة كـ(فرعون) والمال كـ(قارون) والوزارة كـ(هامان).

الإرهاب والإجرام المطبوع هو ما يميز التحالف الصهيوني الصليبي يستند إلى مرجعية دينية ويريد تطبيق تعاليمها على الأبرياء على أن ذلك إرادة الله وقوله، كذبا وزورا وبهتانا تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا.

يمارسون الإجرام والإرهاب ضد الآخرين ويتهمونهم بالإجرام والإرهاب كحرب استباقية للقضاء عليهم، يمتلكون الأسلحة المحرمة دوليا ويبيدون بها الآخرين ويهددون الأبرياء ويفاضلون بين حلفائهم، فبعضهم يسمحون له بامتلاك برنامج (نووي سلمي الإمارات) وآخر لا يسمحون له (السعودية)، فقد استغرب ترامب قائلا (لا أفهم سبب سعي دولة تمتلك كمية هائلة من مخزون النفط لامتلاك برنامج نووي مدني)، أما برنامج الكيان الصهيوني فهم من أوجدوه بعد أن أوجدوه.

طوفان الأقصى كشف الإجرام والإرهاب المطبوع والمصنوع للتحالف الصهيوني الصليبي من صهاينة (العرب والغرب)، وغيَّر الرأي العام العالمي لصالح مظلومية الأشقاء في فلسطين عامة وغزة خاصة.

معظم الأنظمة الحاكمة للغرب تبنت شعار الحرب على الإرهاب للقضاء على الإسلام، عملوا على تشويه الإسلام والمسلمين والإساءة للقرآن الكريم والرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم لإثارة حفيظة الشباب المتحمس وتقديم صورة مشوهة عنه؛ واستمرت وتيرة التحريض على كل المستويات فتحولت الأمور إلى خدمة للإسلام .

وقعت أحداث مأساوية منها ما حدث لإمام أحد مساجد باريس حينما جاء إليه أحدهم بدعوى أنه يريد تعلّم الإسلام، صلى مع الإمام واستغل لحظة سجوده بين يدي الله وبادره بأكثر من خمسين طعنة وصوّر المقتول غدرا، ولأن الضحية مسلم لم يتحرك أحد.

غزة وخلال (20) شهرا ماضية ومازالت حتى الآن تتعرض لجرائم الإبادة والتهجير القسري وهم يتفرجون ولا ينكرون، بدأوا بالتأييد ولمّا تغير الرأي العام راجعوا أنفسهم.

(رود ريغيز) استفزته الفظائع الإجرامية التي شاهد منها القليل بحكم اتساع الفضاء الإعلامي وعدم استطاعة لوبي الإجرام إخفاء كل تفاصيل تلك الجرائم، حاول أن ينفس عن مشاعره المكبوتة ضد من يعملون على نشر الأكاذيب وتزييف الحقائق بحق الشهداء والمُحاصرين في غزة، فقتل اثنين من شركاء الإجرام.

تحركت الدماء ومشاعر الإنسانية في عروقه ولم تتحرك شعرة واحدة لدى زعماء وقادة الأمتين العربية والإسلامية، فلم يستطيعوا إدانة الإجرام والإرهاب وذهبوا لإدانة المجني عليه والضحية.

الإجرام والإرهاب المطبوع والمصنوع، لديهم استعدادات خيالية في ممارسة الكذب والتضليل وتبرير الإجرام لضمان مصالحهم وتحقيق أهدافهم ولو في مواجهة العالم أجمع، لأنهم يفتقرون إلى القيم والمبادئ والأخلاق والضمير الإنساني.

يستغلون كل شيء لصالحهم ويقدمون أنفسهم على أنهم ضحايا بينما هم القتلة والمجرمون، استغلوا حادثة (الياس رود ريغيز) للتحريض على استكمال جرائم الإبادة والتهجير القسري ولانكارها في ذات الوقت؛ دمروا غزة وجعلوها مجرد اطلال وغير صالحة للعيش، وبلغ الإجرام والإرهاب أقصى درجات الخسّة والوضاعة بالتهديد والدعوة إلى إبادتها بالأسلحة النووية وبتوافق وانسجام تام بين مسؤولي الإجرام في واشنطن والكيان المحتل، فما يقوله وزير التراث اليهودي بتحريضه على استخدام السلاح النووي لإبادة الأشقاء في غزة، يقوله النائب الأمريكي (راندي فاين) “علينا ضرب غزة بالسلاح النووي كنهاية وحيدة للنزاع وللوصول إلى الاستسلام الكامل والشامل، لم نتفاوض مع الألمان ولا اليابانيين بل ضربناهم بالنووي مرتين ويجب أن يكون الأمر نفسه في غزة يجب تدميرها” ومثل ذلك يقول النائب (تيم والبرغ) “يجب علينا أن لا ننفق فلسا واحدا على المساعدات الإنسانية يجب أن نعاملهم مثل هيروشيما وناجازاكي اللتين تم انههمها بسرعة.

طبيعة وغريزة إجرامية تريد إبادة الأبرياء والعُزل لكي تسيطر على مُقدرات الشعوب والأمم وتمحوها من الوجود، ومع ذلك لا يستطيع أحد أن يصفهم بالإجرام والإرهاب، لكن من يحتج ويكتب متضامنا مع الضحايا الأبرياء فهو عرضة للملاحقة والاعتقال والطرد، سيرسلون له ملثمين يقتادونه من الشارع ويُسجن إن كان مواطنا ويُرحَّل إن كان غير ذلك.

الإجرام والإرهاب المطبوع يشترك معظم قياداته في الجمع بين أساليب متعددة، منها الكذب والإجرام والتحريض ولا يخجلون من قول ذلك على الملأ، فوزير الخارجية الإسرائيلي (ساعر) استغل الحادثة لتسفيه رأي داعميه السابقين من قادة الدول الأوروبية الذين انكروا على الإجرام الصهيوني بشاعة إجرامه الذي لم يسبق له مثيل (مسؤولون أوروبيون ومنظمات دولية يلفقون لنا أكاذيب ارتكاب جرائم الإبادة والجرائم ضد الإنسانية وقتل الأطفال وهناك رابط مباشر بين الجريمة والتحريض المعادي للسامية والمعادي لإسرائيل)، ينكر ما يشهده العالم وما يراه بدون خجل ولا شعور بالذنب والإثم.

ما ينكره (ساعر) على الملأ أكبر وأعظم من الانكار والكذب، حتى مسؤولي الحكومة من بني جنسه يعترفون بذلك، فرئيس حزب الديمقراطيين (يا ئيير جولان) يقول: “دولتنا تشن حربا ضد المدنيين وتقتل الأطفال وتعمل على طرد وتهجير السكان”، لكنه ينفي صلتهم باليهودية وأنهم انتقاميون وبلا أخلاق ولا ذكاء وهو استدراك في غير محله .

فلسطين وغزة تتعرض لجرائم الإبادة وقادة وزعماء العالم بدأت أصواتهم تتعالى لإيقاف العار الذي سيخلفه استمرار هذه الجرائم، وقادة وزعماء العالمين العربي والإسلامي لم يستطيعوا اتخاذ موقف عملي لإنقاذ ما تبقى من غزة التي يُراد إبادتها قتلا وجوعا وعطشا؛ لأن صهاينة العرب يريدون استكمال تلك الجرائم حتى النهاية.

حرب التجويع والحصار لا تقل فتكا بالأبرياء عن جرائم الإبادة والجرائم ضد الإنسانية وأساسا لجريمة التهجير القسري وهم يفعلون ذلك لإرهاب الآخرين، فوزير الأمن المجرم (بن غفير) يريد قصف إمدادات الإغاثة وقصف مخازن الطعام حتى يموت أهل غزة جوعا وعطشا، كما أمره بذلك أعضاء الكونجرس الأمريكي وأعضاء مجلس النواب منهم (فاين -والبرغ) اللذان قدما اقتراحا بإبادة الأشقاء في غزة باستخدام الأسلحة النووية، ففاين-سخر من إرسال المساعدات الإنسانية لإنقاذهم وطالب بإيقاف دخول الشاحنات وإرسال الصواريخ ليأكلوها، لأن لديهم منها الكثير، فقد جمعوا بين الإجرام المطبوع والمصنوع ولذلك يستندون إلى تعاليم التوراة ليقولون أنهم مؤمنون .

صهاينة العرب لا يقلون إجراما وخُبثا ولؤما عن صهاينة الغرب، تشابهت قلوبهم وأعمالهم ونواياهم، فالسيسي أغلق المعابر ومنع دخول المساعدات الإنسانية وقدم مقترحا بتسليم المقاومة سلاحها مقابل إدخال المساعدات، لكنه صرّح بأن مصر ساهمت بـ 80% من حجم المساعدات المقدمة لغزة ووزير الخارجية الإماراتي (عبدالله بن زايد) صرح بأن الإمارات قدمت 42% من المساعدات الدولية وهي فرية أخرى، فالمساعدات التي أرسلت كانت عبارة عن فخاخ قاتلة لإدخال الجواسيس لصالح كيان الاحتلال من أجل الاستعانة بهم لتصفية وقتل رجال المقاومة وهو ما كشفه الكاتب الأمريكي (بوب وود ورد) في كتابه “الحرب” .

الانحدار الذي وصل إليه حال هؤلاء المجرمين من قادة التحالف الصهيوني الصليبي، يؤكد أن المسألة ليست فئة أو طائفة أو حزباً كما هو حال النازية أو الفاشية، بل نهج أنظمة ولوبي يتجاوز الأماكن والأقطار ليشمل العالم بأسره وغزة ليست سوى ساحة من ساحات المواجهة ولذلك تكالب عليها شذاذ الآفاق من كل مكان يقاتلون في صفوف الإجرام وتكالبت عليها الأمم التي تدعي احتكارها قيم الحضارة والإنسانية، لكن الأمور سارت عكس ذلك بفضل صمود الأبطال هناك .

حادثة فردية وعفوية استغلها الإجرام والإرهاب ليبرر جرائمه وإجرامه، (فترامب) الذي أرسل الصواريخ والقنابل وكل أشكال الدعم أدان الحادثة، أما “نتن ياهو” فقد وصفه بالإرهاب والبشاعة والخساسة بينما إبادة أكثر من ستين ألفا معظمهم من الأطفال والنساء وتدمير قطاع غزة لا يعني له شيئا، قال الله تعالى ((قد بدت البغضاء من أفواههم وما تخفي صدورهم أكبر قد بينا لكم الآيات إن كنتم تعقلون))ال عمران 118.

 

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

الأمم المتحدة: الكارثة الإنسانية بغزة في أسوأ حالاتها منذ بداية الحرب

قالت الأمم المتحدة، إن الكارثة الإنسانية بقطاع غزة في أسوأ حالاتها منذ بداية حرب الإبادة الجماعية التي تشنها إسرائيل منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023.

وأضاف المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دوجاريك، خلال مؤتمر صحفي، مساء أمس: "زملاؤنا في مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) أفادوا بأن الكارثة في غزة في أسوأ حالاتها منذ بدء الحرب".

وتطرق إلى إخلاء إسرائيل لمستشفى العودة في شمال غزة، واستمرار عمليات التهجير القسري من القطاع، حيث بلغ عدد المهجرين نحو 200 ألف شخص خلال الأسبوعين الأخيرين.

اقرأ أيضا/ بينهم الأونروا .. الأمم المتحدة تسعى لخفض 20% من موظفيها

وأوضح دوجاريك، أن الأمم المتحدة وشركاءها يواصلون تقديم الدعم الإنساني للمدنيين المحتاجين في غزة رغم القيود الإسرائيلية المشددة على إدخال المساعدات، مضيفا أن الحاجة للمساعدات الإنسانية وصلت مستويات غير مسبوقة مع حظر إدخال المساعدات منذ 80 يوما.

وأشار إلى أن الكميات المحدودة من المساعدات التي تدخل للقطاع لا تكفي لدعم 2.1 مليون شخص بحاجة ماسة إليها.

المصدر : وكالة وفا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من آخر أخبار فلسطين إسرائيل تمنع وصول وفد وزاري عربي لرام الله لبحث حرب غزة وحل الدولتين وفد وزاري عربي رفيع المستوى يصل رام الله الأحد المقبل تفاصيل اجتماع حماس مع الجبهة الشعبية "القيادة العامة" الأكثر قراءة الأمم المتحدة: مؤتمر حل الدولتين فرصة حاسمة لرسم مسار لا رجعة فيه نحو السلام الجيش الإسرائيلي يقتحم نابلس ويعتقل ثلاثة شبان البرلمان العربي يطالب بموقف دولي موحد لوقف الحرب على غزة استطلاع: 80% من الشعب الألماني يرون بعدوان الاحتلال على غزة غير مبرر عاجل

جميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025

مقالات مشابهة

  • الأونروا في غزة: آلية توزيع المساعدات الإنسانية لا تلبي الاحتياجات وإمداداتنا جاهزة
  • الأونروا: وقف مجاعة غزة ممكن.. والاحتلال يمنع 90% من المساعدات الإنسانية
  • الأونروا: مساعدات غزة لا تتناسب مع حجم المأساة الإنسانية
  • الأمم المتحدة: الكارثة الإنسانية بغزة في أسوأ حالاتها منذ بداية حرب الإبادة
  • الأمم المتحدة: الكارثة الإنسانية بقطاع غزة في أسوأ حالاتها منذ بداية الحرب
  • الأمم المتحدة: الكارثة الإنسانية بغزة في أسوأ حالاتها منذ بداية الحرب
  • الأمم تصف الكارثة الإنسانية في قطاع غزة بالأسوأ منذ بدء الحرب
  • "مؤسسة غزة الإنسانية" تحت المجهر الإسرائيلي.. من يُموّلها؟
  • لغز محير حتى في إسرائيل.. من يُموّل مؤسسة غزة الإنسانية؟