احتفلت شركة التكنولوجيا الأمريكية “غوغل” بالذكرى العاشرة لإطلاق خدمة الصور “Google Photos” عبر الإعلان عن إطلاق أداة تحرير جديدة متقدمة تعتمد على تقنيات الذكاء الاصطناعي، في خطوة تعزز قدرات المستخدمين الإبداعية وتوسع من نطاق الخدمة التي يستخدمها أكثر من مليار شخص حول العالم.

والأداة الجديدة، التي تحمل اسم “Reimagine and Auto Frame”، كانت سابقاً مقتصرة على هواتف “بيكسل” الذكية التابعة لغوغل، لكنها أصبحت الآن متاحة لشريحة أوسع من مستخدمي أجهزة أندرويد، على أن تصل إلى أجهزة “آي أو إس” لاحقاً هذا العام.

تحرير بصري بذكاء غير مسبوق

تعتمد خاصية “Reimagine” على الذكاء الاصطناعي التوليدي لتعديل الصور بشكل إبداعي عبر أوامر نصية، مما يتيح للمستخدم مثلاً استبدال سماء قاتمة بأخرى زرقاء صافية أو إعادة تشكيل الخلفيات بطريقة ذكية دون المساس بالعناصر الأساسية في الصورة، أما خاصية “Auto Frame”، فتقدم طرقاً مبتكرة لإعادة تأطير الصور من خلال القص، التوسيع، أو حتى استخدام الذكاء الاصطناعي لتوليد أجزاء جديدة من الصورة لملء الفراغات، ما يجعل الصور أكثر تنسيقاً وتكاملاً بصرياً.

كل أدوات التحرير في مكان واحد

تقول “غوغل” إن أدوات التحرير الجديدة تهدف إلى تجميع كل إمكانات تعديل الصور في مكان واحد، مع تقديم اقتراحات ذكية مبنية على تحليل الصورة. ويمكن للمستخدم الآن النقر على أجزاء محددة من الصورة للحصول على تعديلات تلقائية مثل تحسين الإضاءة أو إزالة عناصر غير مرغوب فيها، كما تقدم ميزة “تحسين الذكاء الاصطناعي” تعديلات مركبة بضغطة واحدة تشمل وضوح الصورة وتناسق الألوان.

مشاركة ذكية وعملية

إضافة إلى أدوات التحرير، أعلنت “غوغل” عن ميزة جديدة لتسهيل مشاركة الصور عبر رموز الاستجابة السريعة (QR Codes)، حيث أصبح بإمكان المستخدمين إنشاء رموز لألبومات الصور ومشاركتها مع الآخرين لعرضها أو المساهمة فيها، ويُنتظر أن تُستخدم هذه الميزة على نطاق واسع في المناسبات الاجتماعية، مثل حفلات الزفاف أو الرحلات الجماعية.

التوسّع يبدأ هذا الشهر

ستبدأ غوغل بإطلاق الميزات الجديدة على مراحل لأجهزة أندرويد اعتباراً من يونيو، مع وعود بإتاحتها لمستخدمي iOS لاحقاً خلال العام، وتأتي هذه الخطوة ضمن استراتيجية غوغل لتعزيز مزايا “Google Photos” وتحويله من مجرد تطبيق لتخزين الصور إلى منصة إبداعية شاملة مدعومة بالذكاء الاصطناعي.

وبهذا التحديث، تواصل “غوغل” إعادة تعريف تجربة الصور الرقمية، مستفيدة من قدراتها في الذكاء الاصطناعي لتقديم أدوات مبتكرة تمنح المستخدمين حرية أكبر في سرد قصصهم البصرية بأساليب فنية لا تحتاج إلى خبرة مسبقة في التصميم أو التعديل.

المصدر: عين ليبيا

كلمات دلالية: الذكاء الاصطناعي تحرير الصور ذكاء اصطناعي غوغل غوغل كروم الذکاء الاصطناعی

إقرأ أيضاً:

البشر يتبنون لغة الذكاء الاصطناعي دون أن يشعروا

في ظاهرة تبدو كأنها خرجت من قصص الخيال العلمي، كشفت دراسة حديثة أن البشر بدؤوا بالفعل تبني أسلوب لغوي يشبه إلى حد كبير أسلوب الذكاء الاصطناعي التوليدي مثل تشات جي بي تي.

هذا التحول الصامت، الذي رصده باحثون في معهد "ماكس بلانك لتنمية الإنسان" في برلين، لم يقتصر على المفردات فحسب، بل امتد إلى بنية الجمل والنبرة العامة للحديث، مما يثير تساؤلات عميقة حول مستقبل اللغة والتنوع الثقافي في عصر هيمنة الآلة ومنطقها في التفكير.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2"كل ما نريده هو السلام".. مجتمع مسالم وسط صراع أمهرة في إثيوبياlist 2 of 2سيرة أخرى لابن البيطار بين ضياع الأندلس وسقوط الخلافةend of list تسلل إلى حواراتنا اليومية

اعتمدت الدراسة، التي لم تنشر بعد في مجلة علمية وتتوفر حاليا كنسخة أولية على منصة (arXiv)، على تحليل دقيق لمجموعة ضخمة من البيانات اللغوية، شملت ما يقرب من 360 ألف مقطع فيديو من منصة يوتيوب الأكاديمية و771 ألف حلقة بودكاست. وقام الباحثون بمقارنة اللغة المستخدمة في الفترة التي سبقت إطلاق" تشات جي بي تي" في أواخر عام 2022 وما بعدها، وكانت النتائج لافتة.

لاحظ الفريق البحثي زيادة حادة في استخدام ما أطلقوا عليه "كلمات جي بي تي"، وهي مفردات يفضلها النموذج اللغوي، مثل "delve" (يتعمق)، "meticulous" (دقيق)، "realm" (عالم/مجال)، "boast" (يتباهى/يتميز)، و"comprehend" (يستوعب). هذه الكلمات، التي كانت نادرة نسبيا في الحوار اليومي العفوي، شهدت طفرة في الاستخدام. على سبيل المثال، ارتفع استخدام كلمة "delve" وحدها بنسبة 48% بعد ظهور تشات جي بي تي.

وللتأكد من هذه "البصمة اللغوية"، قام الباحثون باستخلاص المفردات التي يفضلها النموذج عبر جعله يعيد صياغة ملايين النصوص المتنوعة. ووجدوا أن استخدام هذه الكلمات في كلام البشر المنطوق ارتفع بنسبة قد تصل إلى أكثر من 50%، مما يؤكد أن التأثير لم يقتصر على النصوص المكتوبة، بل امتد إلى المحادثات اليومية.

 تغير في الأسلوب والنبرة

المفاجأة الكبرى في الدراسة لم تكن في المفردات فحسب، بل في النبرة الأسلوبية العامة. لاحظ الباحثون أن المتحدثين بدؤوا يتبنون أسلوبا أكثر رسمية وتنظيما، وجملا أطول، وتسلسلا منطقيا يشبه إلى حد كبير المخرجات المنظمة للذكاء الاصطناعي، بعيدا عن الانفعالات العفوية والخصوصية اللغوية. هذه الظاهرة تعني أننا نشهد مرحلة غير مسبوقة: البشر يقلدون الآلات بطريقة واضحة.

إعلان

يصف الباحثون ما يحدث بأنه "حلقة تغذية ثقافية مغلقة" (closed cultural feedback loop)؛ فاللغة التي نعلمها للآلة تتحول، بشكل غير واع، إلى اللغة التي نعيد نحن إنتاجها.

يقول ليفين برينكمان، أحد المشاركين في الدراسة: "من الطبيعي أن يقلد البشر بعضهم بعضا، لكننا الآن نقلد الآلات"، في مشهد يؤكد تحول الذكاء الاصطناعي إلى مرجعية ثقافية قادرة على التأثير في الواقع البشري.

تآكل التنوع اللغوي

رغم الطابع الطريف الذي قد تبدو عليه هذه الظاهرة، فإن الدراسة تحمل في طياتها تحذيرا جادا حول مستقبل التنوع الثقافي واللغوي. يلفت الباحثون الانتباه إلى أن اعتمادنا المفرط على أسلوب لغوي موحد، حتى لو بدا أنيقا ومنظما، قد يؤدي إلى تآكل الأصالة والتلقائية والخصوصية التي تميز التواصل الإنساني الحقيقي.

وفي هذا السياق، يحذر مور نعمان، الأستاذ في معهد "كورنيل تك"، من أن اللغة عندما تكتسب طابع الذكاء الاصطناعي قد تفقد الآخرين ثقتهم في تواصلنا، لأنهم قد يشعرون بأننا نسعى لتقليد الآلة أكثر من التعبير عن ذواتنا الحقيقية.

تشير الدراسة إلى أن ما بدأ كأداة للمساعدة في الكتابة والبحث قد تحول إلى ظاهرة ثقافية واجتماعية مرشحة للتوسع. فإذا كان الإنترنت قد أدخل على لغتنا اختصارات تقنية مثل "LOL"، فإن ما يحدث اليوم هو انعكاس مباشر لعلاقة أعمق وأكثر تعقيدا بين الإنسان والذكاء الاصطناعي.

وتؤكد هذه النتائج أن اللغة ليست مجرد كلمات، بل هي مرآة للسلطة الثقافية ومنبع للهوية. ومع تحول الذكاء الاصطناعي إلى جزء من هذه السلطة، فإن تبنينا لأسلوبه قد يعني أننا، وبشكل غير محسوس، نفقد جزءا من شخصيتنا وهويتنا اللغوية الفريدة في ساحة معركة هادئة تكتب فيها فصول جديدة من تاريخ التواصل البشري.

مقالات مشابهة

  • حوارٌ مثيرٌ مع الذكاء الاصطناعي
  • هل تنفجر معدلات النمو الاقتصادي في زمن الذكاء الاصطناعي؟
  • "إل جي" تطلق "QNED EVO" 100 بوصة بتقنيات حديثة
  • ماسك يخطط لإعادة إطلاق تطبيق Vine بتقنيات الذكاء الاصطناعي
  • روبوتات الذكاء الاصطناعي تتقدم بخجل… وغوغل يواصل الهيمنة
  • بذكاء اصطناعي متطور.. غوغل تقدم مرشد الويب لتحسين نتائج البحث
  • أثر الذكاء الاصطناعي على إنتاجية المبرمجين: نتائج متباينة تكشفها دراسة حديثة
  • الجدل الاقتصادي في شأن الذكاء الاصطناعي 1/5
  • فيديو.. مباراة تنس بلا نهاية بين روبوتات غوغل لتدريب الذكاء الاصطناعي
  • البشر يتبنون لغة الذكاء الاصطناعي دون أن يشعروا