هل تساعد زراعة الأشجار حقا في تبريد الكوكب؟
تاريخ النشر: 2nd, June 2025 GMT
يمكن أن تُسهم إعادة زراعة الغابات في تبريد الكوكب أكثر مما كان يعتقد بعض العلماء سابقا، وخاصةً في المناطق الاستوائية. ولكن حتى لو أُعيدت زراعة كل شجرة فُقدت منذ منتصف القرن 19 فإن التأثير الكلي لن يُلغي الاحتباس الحراري الناتج عن الأنشطة البشرية، ويبقى خفض الانبعاثات أمرا أساسيا.
وفي دراسة جديدة نُشرت في مجلة "كوميونيكيشنز إيرث آند إنفيرونمنت"، أظهر باحثون في جامعة كاليفورنيا، ريفرسايد، أن استعادة الغابات إلى مستواها قبل الثورة الصناعية قد يُخفّض متوسط درجات الحرارة العالمية بمقدار 0.
تستند الدراسة إلى زيادة في مساحة الأشجار تُقدّر بحوالي 12 مليون كيلومتر مربع، وهي تُقارب تقديرات إمكانية استعادة الأشجار عالميا والبالغة تريليون شجرة. ويُعتقد أن الكوكب فقد ما يقرب من نصف أشجاره، أي حوالي 3 تريليونات شجرة، منذ بداية الثورة الصناعية.
وقال بوب ألين، عالم المناخ في جامعة "كاليفورنيا ريفرسايد" والمؤلف الرئيس للدراسة: "إعادة التحريج ليست حلا سحريا. إنها إستراتيجية فعّالة، ولكن يجب أن تقترن بخفض كبير للانبعاثات".
وبينما ركزت الدراسات السابقة بشكل كبير على قدرة الأشجار على إزالة الكربون من الغلاف الجوي، فإن هذا البحث يتضمن بُعدا بالغ الأهمية. فالأشجار تؤثر أيضا على التركيب الكيميائي للغلاف الجوي بطرق تُعزز تأثيرها المبرد.
إعلانتُطلق الأشجار بشكل طبيعي مركبات تُعرف بالمركبات العضوية المتطايرة الحيوية (BVOCs). تتفاعل هذه المركبات مع غازات أخرى لتكوين جزيئات تعكس ضوء الشمس وتُشجع على تكوين السحب، وكلاهما يُساعد على تبريد الغلاف الجوي. ولا تُراعي معظم نماذج المناخ هذه التفاعلات الكيميائية.
مع ذلك، لا تتوزع فوائد إعادة التحريج بالتساوي. فقد وجدت الدراسة أن الغابات الاستوائية تُنتج تأثيرات تبريد أقوى مع أضرار أقل. فالأشجار في هذه المناطق أكثر كفاءة في امتصاص الكربون وتُنتج كميات أكبر من المركبات العضوية المتطايرة.
كما أن تأثيرها على تعتيم السطح، الذي قد يُسبب ارتفاع درجة الحرارة بفعل الأشجار في خطوط العرض العليا يكون أقل.
خطوة نحو التعافي
وإلى جانب تأثيرها على درجة الحرارة العالمية، يمكن لإعادة التشجير أن تؤثر أيضا على جودة الهواء الإقليمي. وقد وجد الباحثون انخفاضا بنسبة 2.5% في الغبار الجوي في نصف الكرة الشمالي في إطار سيناريو الاستعادة الذي وضعوه.
أما في المناطق الاستوائية، فقد كان لزيادة انبعاثات المركبات العضوية المتطايرة تأثيرٌ متفاوت على جودة الهواء. فقد ارتبطت بتدهور جودة الهواء بناء على الجسيمات الدقيقة المرتبطة بزيادة تكوّن الهباء الجوي، بينما تحسّنت جودة الهواء بناء على قياسات الأوزون.
ويرى الباحثون أن هذه التأثيرات المحلية تشير إلى أن جهود إعادة التحريج أو غراسة الأشجار لا تحتاج إلى أن تكون ضخمة لكي تكون ذات معنى.
وقال أنتوني توماس، طالب الدراسات العليا في قسم علوم الأرض والكواكب بجامعة "كاليفورنيا ريفيرسايد" والمؤلف المشارك في الدراسة: "لا يزال بإمكان الجهود الصغيرة أن تُحدث تأثيرا ملموسا على المناخات الإقليمية. ليس بالضرورة أن يحدث التعافي في كل مكان دفعة واحدة لإحداث فرق".
إعلانيُقرّ الباحثون بأن السيناريو المُقترح في الدراسة غير مُرجّح تحقيقه. فهو يفترض إمكانية إعادة زراعة الأشجار في جميع المناطق التي كانت تنمو فيها سابقا، الأمر الذي يتطلب استصلاح مشاريع تطويرية مثل الإسكان، بالإضافة إلى الأراضي الزراعية والمراعي. وهذا يُثير تساؤلات حول الأمن الغذائي وأولويات استخدام الأراضي.
وقال ألين "هناك 8 مليارات شخص بحاجة إلى إطعامهم. علينا اتخاذ قرارات دقيقة بشأن أماكن زراعة الأشجار. أفضل الفرص تكمن في المناطق الاستوائية، ولكن هذه هي أيضا المناطق التي يستمر فيها إزالة الغابات حتى اليوم".
وخلصت الدراسة إلى نتيجة متفائلة بحذر، تشير إلى أن استعادة الغابات تشكل جزءا مهما من حل المناخ، ولكنها لا تحل محل خفض استخدام الوقود الأحفوري. وقال توماس: "تغير المناخ واقع حقيقي وكل خطوة نحو التعافي، مهما كان حجمها، تُسهم في تحقيق ذلك".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات طبيعة وتنوع
إقرأ أيضاً:
أستاذ نظم علوم الأرض: التغيرات المناخية سببت اختلال في الكوكب
أكد الدكتور هشام العسكري، أستاذ نظم علوم الأرض والاستشعار عن بُعد بجامعة تشابمان الأمريكية، أن التغيرات المناخية سببت اختلال في كوكب الأرض، مشيرا إلى أن الإنسان هو من تسبب التغيرات للمناخية، وذلك نتيجة التطور الصناعي الذي حدث.
وقال خلال لقاء له لبرنامج "الخلاصة"، عبر فضائية "المحور"، أنه لا يمكن التنبأ بحدوث الزلازل أو الأعاصير حتى يتم معرفة المسبب والمحرك الرئيسي لتلك الظاهرة.
وتابع أستاذ نظم علوم الأرض والاستشعار عن بُعد بجامعة تشابمان الأمريكية، أن الإعصار لا يتكون كأعصار، ولكن يحدث نتيجة خلل لو استمر اكثر من 24 ساعة يعمل على وجود بؤرة لو تم تكوينها سيتشكل الإعصار نتيجة الانخفاض الجوي الغير مألوف.
وأشار أن الأرض في محافظة الإسكندرية بها هبوط، مؤكدا أن بعض المناطق بها هبوط حاد، لذا قد تتسبب في حدوث بعض المظاهر الطبيعية.