دراسة: نحو 40% من الأنهار الجليدية ستختفي بسبب أزمة المناخ
تاريخ النشر: 2nd, June 2025 GMT
توصلت دراسة إلى أن ما يقرب من 40% من الأنهار الجليدية الموجودة اليوم معرضة بالفعل للذوبان بسبب الانبعاثات المسببة لارتفاع درجة حرارة المناخ من الوقود الأحفوري. مما سيخلف آثارا عميقة في جميع أنحاء العالم.
وتوقعت الدراسة المنشورة في مجلة "ساينس" أن ترتفع الخسارة إلى 75% إذا وصل ارتفاع درجة حرارة الأرض إلى 2.
واستخدمت الدراسة 8 نماذج مختلفة للأنهار الجليدية، خضع كل منها لمعايرة من واقع التجارب. وقدّرت هذه النماذج فقدان الجليد في 200 ألف نهر جليدي حول العالم خارج غرينلاند والقارة القطبية الجنوبية في ظل مجموعة من سيناريوهات درجات الحرارة العالمية، مع ثبات درجة الحرارة لآلاف السنين.
وقال الباحثون إن الخسارة الهائلة للأنهار الجليدية من شأنها أن تؤدي إلى ارتفاع مستويات سطح البحر، مما يعرض ملايين البشر للخطر ويؤدي إلى الهجرة الجماعية، مما يؤثر بشدة على مليارات البشر الذين يعتمدون على الأنهار الجليدية لتنظيم المياه المستخدمة في زراعة الغذاء.
مع ذلك، فإن خفض انبعاثات الكربون والحد من ارتفاع درجات الحرارة إلى الهدف المتفق عليه دوليًا والبالغ 1.5 درجة مئوية من شأنه أن ينقذ نصف جليد الأنهار الجليدية.
إعلانويبدو هذا الهدف بعيد المنال بشكل متزايد مع استمرار ارتفاع الانبعاثات، لكن العلماء صرحوا بأن كل ارتفاع بمقدار عُشر درجة مئوية يتم تجنبه، سيوفر 2.7 تريليون طن من الجليد.
ووجدت الدراسة أن الأنهار الجليدية في غرب الولايات المتحدة وكندا تأثرت بشدة، حيث إن 75% منها مُقدّر لها أن تذوب. أما تلك الموجودة في الجبال العالية الباردة في سلسلتي هندوكوش وكاراكورام، فهي أكثر مرونة، لكنها ستتقلص بشكل كبير مع ارتفاع درجات الحرارة العالمية.
بخلاف الدراسات السابقة، يستخدم البحث نماذج متعددة للأنهار الجليدية لدراسة مصيرها بعد نهاية القرن. كان من المعروف بالفعل أن نحو 20% من الأنهار الجليدية محكوم عليها بالذوبان بحلول عام 2100، لكن النظرة طويلة المدى كشفت أن إجمالي خسارة الأنهار الجليدية، وهي خسارة حتمية بالفعل، تبلغ 39%.
وبالإضافة إلى ارتفاع مستوى سطح البحر، فإن فقدان الأنهار الجليدية من شأنه أن يؤدي إلى انهيار البحيرات الجليدية، مما يدمر المجتمعات الواقعة في مجرى النهر، فضلا عن فقدان النظم البيئية البرية، في حين ستعاني المناطق التي تعتمد على السياحة الجليدية أيضا.
وقال الدكتور هاري زيكولاري من جامعة بروكسل الحرة في بلجيكا، والذي شارك في قيادة البحث: "تُظهر دراستنا بوضوحٍ مؤلم أن كل جزء من الدرجة مهم. إن الخيارات التي نتخذها اليوم سيتردد صداها لقرون، وستحدد مقدار ما يمكن الحفاظ عليه من أنهارنا الجليدية".
وسيكون الوضع قاتما مع ارتفاع درجة حرارة الأرض إلى 2.7 درجة مئوية، حيث ستفقد جميع مناطق الأنهار الجليدية الرئيسية الـ19 في العالم، باستثناء 7 منها، ما لا يقل عن 80% من الأنهار الجليدية، من وسط أوروبا إلى سلسلة جبال الهيمالايا الشرقية.
إعلانمن جهتها، قالت الدكتورة ليليان شوستر، من جامعة إنسبروك بالنمسا، والمؤلفة الرئيسية المشاركة: "تُعدّ الأنهار الجليدية مؤشرات جيدة لتغير المناخ، نظرا لتكيفها على مدى فترات زمنية أطول، ويبدو وضع الأنهار الجليدية في الواقع أسوأ بكثير مما نراه في الجبال اليوم".
وكان عام 2020 هو العام المرجعي للتحليل في الدراسة، إلا أن الأنهار الجليدية كانت قد فقدت كميات هائلة من الجليد قبل ذلك بسبب الاحتباس الحراري خلال القرن الماضي. لكن تحديد حجم هذه الخسارة أمر صعب نظرا لندرة البيانات التاريخية، كما يقول زيكولاري، الذي أكد أن الأنهار الجليدية كانت أكبر بكثير في عام 1850 مما هي عليه اليوم.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات تغي ر المناخ من الأنهار الجلیدیة درجة مئویة
إقرأ أيضاً:
البشر سيحولون المريخ إلى كوكب أخضر.. دراسة تؤكد
تشير دراسة جديدة إلى أن فكرة تحويل كوكب المريخ ليصبح صالحا للحياة قد لا تكون مجرد خيال علمي، بل هدف يمكن تحقيقه مع التقدم التكنولوجي الحالي.
منذ طرحها، بدت فكرة "تيرافورمينغ"، أي تعديل مناخ المريخ وبنيته ليتناسب مع متطلبات الحياة، وكأنها من قصص الخيال. لكن ورقة بحثية حديثة تدعو إلى التعامل مع هذا الطموح بجدية.
قالت إريكا ديبينيديكتيس، المديرة التنفيذية لمختبرات "بايونير لابز" والمؤلفة الرئيسية للدراسة، في تصريحات نقلها موقع Space، إن تيرافورمينغ المريخ قبل ثلاثين عاما، لم يكن مجرد تحدٍّ، بل كان مستحيلا. أما اليوم، ومع ابتكارات مثل مركبة "ستارشيب" من سبيس إكس والتقدم في علم الأحياء الصناعي، أصبح هذا الحلم أقرب إلى الواقع.
وأضافت ديبينيديكتيس أن بعض المؤيدين يرون أن زيادة الحياة في الكون أفضل من غيابها، وأن تيرافورمينغ المريخ قد يكون أول عمل من نوعه للبشرية في مجال العناية بكوكب.
الدراسة الجديدة لمنشورة في مجلة Nature Astronomy ناقشت أيضا الجوانب الأخلاقية المعقدة التي ترافق هذا المشروع الطموح، وتطرح تصورا عمليا لكيفية تنفيذ مثل هذا التحول على مراحل.
لماذا نحول المريخ؟
قال إدوين كايت، الأستاذ المشارك بجامعة شيكاغو والمشارك في الدراسة، إن البعثات الروبوتية أثبتت أن المريخ كوكب قابل للحياة، لذا فإن تحويله يمكن اعتباره أكبر مشروع لإعادة التأهيل النهائي في تاريخ البشرية.
وذكر تقرير لموقع Space، أن التحول الكامل للمريخ قد يستغرق قرونا أو حتى آلاف السنين، لكن الهدف على المدى البعيد هو خلق بيئة تسمح بوجود مياه سائلة مستقرة، وأوكسجين يمكن تنفسه، ونظام بيئي نابض بالحياة. في المراحل الأولى، قد يقتصر الأمر على نمو ميكروبات، أما في المستقبل البعيد، فقد تبنى مدن بشرية قائمة على سطح المريخ.
ماذا عن كوكب الأرض؟
يرى بعض العلماء أن تيرافورمينغ المريخ يمكن أن يعود بالفائدة على الأرض أيضا، من خلال التجارب التي تتيح لنا فهما أعمق لكيفية التحكم في البية.
تقول نينا لانزا، عالمة الكواكب في مختبر لوس ألاموس الوطني والمشاركة في الدراسة: "إذا أردنا معرفة كيفية تعديل بيئتنا الأرضية لتناسبنا نحن والكائنات الأخرى، فربما يكون من الحكمة تجربة ذلك أولا على المريخ. شخصيًا، أفضّل أن نكون أكثر حذرا عندما يتعلق الأمر بكوكبنا، فهو الموطن الوحيد الذي نملكه".
كيف يمكن تنفيذ تيرافورمينغ؟
لتحويل كوكب المريخ إلى كوكب صالح للحياة، تقترح الدراسة خطة من ثلاث مراحل:
المرحلة الأولى: استخدام تقنيات هندسية غير حيوية لتدفئة الكوكب، مثل نشر مرايا عاكسة للطاقة الشمسية، أو توزيع جسيمات دقيقة، أو تغطية السطح بمواد عازلة مثل الإيروجيل، لرفع حرارة الكوكب بما لا يقل عن 30 درجة مئوية. الهدف من ذلك إذابة الجليد الجوفي وإطلاق ثاني أوكسيد الكربون لزيادة كثافة الغلاف الجوي.
المرحلة الثانية: إدخال ميكروبات مُعدّلة وراثيا قادرة على تحمل الظروف القاسية، تبدأ بإنتاج الأوكسجين والمركبات العضوية، تمهيدا لخلق بيئة داعمة للحياة.
المرحلة الثالثة: وهي الأطول، وتشمل بناء نظام بيئي متكامل، وزيادة الضغط الجوي ومستوى الأوكسجين تدريجيًا، تمهيدًا لنمو نباتات أكثر تعقيدا، وربما تمكين الإنسان من التنفس على سطح المريخ دون أجهزة مساعدة.