ضرب العقيدة النووية الروسية..كم بلغت خسائر روسيا في أخطر هجوم أوكراني؟
تاريخ النشر: 2nd, June 2025 GMT
شنت أوكرانيا، يوم الأحد، واحدة من أوسع وأعنف هجماتها الجوية ضد روسيا منذ بدء الحرب، حيث استهدفت قاذفات استراتيجية بعيدة المدى قادرة على حمل رؤوس نووية داخل قواعد جوية في عمق الأراضي الروسية، بما في ذلك قاعدة "بيلايا" في سيبيريا، وذلك ضمن عملية معقدة حملت الاسم الرمزي "شبكة العنكبوت".
ووفقًا لأجهزة الأمن الأوكرانية، فقد شمل الهجوم أربع قواعد جوية عسكرية في مناطق مختلفة من روسيا، وأسفر عن تدمير أو إلحاق أضرار بنحو 41 طائرة حربية، من بينها قاذفات من طراز "تو-95" و"تو-22" وطائرات إنذار مبكر من طراز "إيه-50".
وأظهرت مقاطع فيديو نُشرت على منصات التواصل الاجتماعي، ولم يتم التحقق منها بشكل مستقل، قاذفات روسية تحترق داخل قاعدة بيلايا الجوية الواقعة قرب إيركوتسك، على بُعد أكثر من 4300 كيلومتر من جبهات القتال.
الهجوم، الذي وصفه مراقبون بـ"الأكثر جرأة منذ اندلاع الحرب"، اعتمد على استخدام طائرات مسيرة خفيفة ورخيصة التكلفة، تم تهريبها إلى داخل الأراضي الروسية وتخزينها في هياكل خشبية داخل حاويات شحن. وبحسب وزارة الدفاع الروسية، فإن الطائرات المسيّرة أُطلقت من مواقع قريبة من المطارات المستهدفة، في مؤشر على اختراق أمني كبير داخل العمق الروسي.
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أكد أن العملية كانت قيد التحضير منذ أكثر من عام ونصف، وتمت بإشراف مباشر منه. وأشار إلى أن عدد الطائرات المسيّرة المستخدمة بلغ 117، بالإضافة إلى مشاركة عدد مماثل من العناصر الذين تم سحبهم من الأراضي الروسية عقب تنفيذ المهمة.
وفي اليوم التالي للهجوم، صرح أندريه كوفالينكو، المسؤول في مجلس الأمن والدفاع الوطني الأوكراني، أن 13 طائرة على الأقل تم تدميرها بالكامل، بينما أفادت مصادر أوكرانية أخرى بأن إجمالي الطائرات التي تضررت يتجاوز 40.
من جهتها، اعترفت وزارة الدفاع الروسية باندلاع حرائق في عدد من الطائرات في منطقتي مورمانسك وإيركوتسك، لكنها لم تقدم تفاصيل دقيقة حول حجم الخسائر، في ظل صمت رسمي روسي بشأن الرد المحتمل على هذا الهجوم.
ويرى محللون أن الضربة الأوكرانية تمثل تحديًا كبيرًا للعقيدة النووية الروسية، خاصة أنها استهدفت قاذفات مخصصة لحمل صواريخ كروز ذات رؤوس نووية، ما دفع بعض الأصوات في موسكو لتشبيهها بهجوم "بيرل هاربور"، في إشارة إلى احتمال رد استثنائي من الجانب الروسي.
ورغم التوتر، واصلت روسيا هجماتها الجوية المكثفة على أوكرانيا، حيث أفادت القوات الجوية الأوكرانية بأن موسكو أطلقت، مساء الأحد، 472 طائرة مسيرة، في أكبر هجوم من نوعه منذ بدء الحرب، إلى جانب إطلاق سبعة صواريخ. وتمكنت الدفاعات الأوكرانية من إسقاط أو تحييد 382 طائرة مسيرة وثلاثة صواريخ.
© 2000 - 2025 البوابة (www.albawaba.com)
قانوني وكاتب حاصل على درجة البكالوريوس في الحقوق، وأحضر حالياً لدرجة الماجستير في القانون الجزائي، انضممت لأسرة البوابة عام 2023 حيث أعمل كمحرر مختص بتغطية الشؤون المحلية والإقليمية والدولية.
الأحدثترنداشترك في النشرة الإخبارية لدينا للحصول على تحديثات حصرية والمحتوى المحسن
اشترك الآن
المصدر: البوابة
إقرأ أيضاً:
تقرير: "شبكة العنكبوت" الأوكرانية كشفت كلفة الحرب على روسيا
كشفت صحيفة فايننشال تايمز البريطانية أن نتائج الهجوم الأوكراني بالطائرات المسيّرة خلال عطلة نهاية الأسبوع، بينت أن روسيا فقدت قاذفات قد لا تتمكن تعويضها أبدا، وأن أسطولها الجوي تلقّى ضربة موجعة قد تدفع موسكو إلى إعادة النظر في أسلوب شنّ غاراتها على أوكرانيا، إضافة إلى أن ضربات عميقة داخل الأراضي الروسية كشف كلفة الحرب الطويلة.
وأشار التقرير إلى أن صور الأقمار الاصطناعية وتحليلات الخبراء أوضحت ضخامة العملية، مضيفا أن الجرأة الأوكرانية، التي تمثلت في التخطيط السري على مدى 18 شهرا لإخفاء طائرات مسيرة داخل شاحنات بهدف ضرب قواعد جوية على بعد آلاف الكيلومترات من كييف، قابلها حجم كبير من الخسائر في صفوف سلاح الجو الروسي.
لكن الأهم بالنسبة لكييف، حسب التقرير، هو إثباتها قبيل مفاوضات وقف إطلاق النار في إسطنبول، أنها قادرة على تغيير قواعد اللعبة، وإيصال رسالة واضحة للكرملين مفادها أن الأهداف الواقعة في عمق روسيا أصبحت معرضة للخطر، حتى من دون استخدام أسلحة غربية.
ضربة "موجعة"
يقول مايكل كوفمان المحلل العسكري في مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي، إن الضربات الأوكرانية قلّصت قدرة روسيا على تنفيذ ضربات من مسافة بعيدة، عبر تدمير طائرات يصعب على موسكو تعويضها.
وأضاف:"قد لا يكون ذلك كافيا لوقف الغارات الروسية على أوكرانيا، نظرا لحجم أسطول القاذفات، لكنه يثبت أن مواصلة الحرب سيكلف روسيا الكثير، ليس فقط عسكريا، بل من حيث مكانتها كقوة كبرى".
واعتمدت عملية "شبكة العنكبوت" على تهريب طائرات مسيّرة إلى داخل روسيا، حيث تم نقلها داخل صناديق مموّهة على متن شاحنات إلى مواقع الإطلاق، قبل أن تُستخدم في استهداف طائرات قاذفة قادرة على حمل أسلحة تقليدية ونووية.
وأوردت الصحيفة البريطانية أن التقديرات تتفاوت حول عدد الطائرات التي أُصيبت. فقد أعلنت أوكرانيا أن أكثر من 40 طائرة تعرّضت للتدمير أو لأضرار جسيمة، فيما اعترفت روسيا فقط بتضرر "عدد من الطائرات نتيجة اندلاع حريق". أما المحللون المستقلون المعتمدون على مصادر مفتوحة، فيقدّرون العدد بما بين 10 إلى 12 طائرة.
خسائر الطائرات الاستراتيجية
وقال محللون لصحيفة "فايننشال تايمز" إن الطائرات التي تم استهدافها تمثل نحو 20% من القاذفات الروسية البعيدة المدى الجاهزة للاستخدام. وهي طائرات مصممة لتنفيذ هجمات عميقة داخل أراضي الخصم، وتحمل حمولات ثقيلة.
وأشار فابيان هوفمان، الباحث في جامعة أوسلو، إلى أن هذه الطائرات كانت من بين الأكثر جهوزية، بينما كانت غيرها تخضع للصيانة، ما يجعل خسارتها أكثر إيلاما.
أما ويليام ألبيرك، المسؤول السابق في حلف شمال الأطلسي ويعمل حاليا في مركز "ستيمسون"، فيقول إن الطائرات المستهدفة استخدمت لقصف أهداف مدنية داخل أوكرانيا، بما في ذلك خلال الموجات الأخيرة من الهجمات.
واستنادا للتقرير، فإن روسيا تواجه الآن تحديا مزدوجا: ليس فقط تقلّص عدد قاذفاتها، بل أيضا الحاجة إلى إعادة التفكير في كيفية توزيعها.
وفي السابق، كانت روسيا تعتمد على تجميع الطائرات لتنفيذ ضربات جماعية، لكن هذا قد لا يكون ممكنا بعد الآن.
ويقول ألبيرك: "إذا اضطرت روسيا إلى توزيع الطائرات لتقليل المخاطر، فستضعف قدرتها على تنفيذ هجمات كثيفة وتجاوز الدفاعات الأوكرانية، مشيرا إلى، أن موسكو قد تتخلى تماما عن محاولة تعويض هذه الخسائر، وهو أمر قد يستغرق سنوات، وربما عقودا.
ويقول أوليكسي ميلنيك، المحلل العسكري في مركز رازومكوف وضابط سابق في القوات الجوية الأوكرانية، في تصريحات نقلتها "فايننشال تايمز": "الضربة أصابت قاذفات استراتيجية لا تستطيع روسيا تصنيعها مجددا في الوقت الحالي. لقد فُقدت نهائيا".
ويضيف: "من منظور عسكري، ما حدث يُعد فشلا ذريعا، وسيتعيّن على القيادة الروسية تقديم إجابات صعبة وربما البحث عن كبش فداء".
غضب داخلي
وأثارت العملية أثار موجة غضب داخل أوساط المدونين الموالين للحرب في روسيا على تطبيق تيلغرام.
وكتب حساب "ريبار"، الذي يتابعه أكثر من 1.3 مليون شخص ويُديره مسؤول سابق في وزارة الدفاع الروسية: "تم بناء ملاجئ بدائية للطائرات التكتيكية، لكن لم يُتخذ أي إجراء لحماية الطائرات الاستراتيجية، رغم أنها لم تعد تُنتج، وأي خسارة فيها لا يمكن تعويضها".
وبين أن "الثالوث النووي" الروسي، الذي يشمل وسائل إطلاق برية وبحرية وجوية، لطالما اعتُبرت الوسائل الجوية الأضعف والأقل موثوقية، نظرا لسهولة استهدافها. وقد يؤدي هذا الهجوم إلى تسريع التوجه الروسي نحو الاعتماد الأكبر على الغواصات والمنصات البرية.