«بنت خالتها قالت لها: بلاش تروحي»، بهذه الكلمات بدأ «محمد»، شقيق «آية»، روايته عن الجريمة التي راحت ضحيتها شقيقته ذات الجنسية السودانية.. كان «محمد» ينقل حوار شقيقته مع ابنة خالتها التي كانت تحذرها، بينما كانت «آية» ترد بعزم: «ماينفعش أفضل خايفة طول عمري، لو كل واحدة خافت ماحدش هياخد حقه».
«أمي اتصدمت وقالت له: دا حرام»

«آية» التي كانت في أوائل الثلاثينيات من عمرها، أمًّا لثلاثة أطفال، أكبرهم لم يُكمل عامه العاشر، قدمت من الخرطوم قبل 9 أشهر تحلم ببيت صغير تقفل عليه بابها، وبلقمة نظيفة تُطعمها لأولادها.

. تركت زوجها هناك، وتركت الحرب وأهلها، لكنها لم تتخيل أن الحرب ستلاحقها هنا.

استأجرت شقة بسيطة في منطقة العشرين بفيصل، وبدأت من الصفر.. كما يفعل آلاف النساء القادمات من مناطق الحروب، اختلطت بجاراتها، وتعرفت على المجتمع الجديد، ومع الوقت بدأت تبنى عالمها الآمن، حتى ظهر «حسن» مالك العقار.

في البداية كان الحديث بينهم مقتصرًا على الإيجار والمصاريف الشهرية، حسب رواية «محمد»، ولم يكن هناك ما يدعو للقلق، لكن بعد شهرين، تجاوز «حسن» حدوده وقدم لها طلب زواج صريحًا.

«آية» لم تتردد في الرد بهدوء: «أنا متزوجة، وزوجى في السودان، أرجوك احترم نفسك واحترمني»، لكن «حسن» لم يحترم طلبها: «بدل ما يسكت، راح كلم أمى شخصيًا وقال لها إنه عايز يتجوزها، أمى اتصدمت وقالت له: دا حرام، البنت متجوزة، لكنه أصر وبدأ يضايقها أكثر»، قال «محمد».

كانت السيدة الثلاثينية تخاف على أطفالها أكثر مما تخاف على نفسها، فقررت الرحيل بصمت، نقلت سكنها إلى منطقة أخرى، لكن «حسن» لحق بها مدعيًا أنها مدينة له بـ4 آلاف جنيه إيجارًا متأخرًا، دفعت المبلغ على أمل أن تختفى، لكنه لم يتوقف.

بدأ يهددها صراحة، يرسل رسائل تهديد: «هقتلك، هراقبك، هشوفك فين.. بقى كابوس بيمشي على الأرض»، قال «محمد» لـ«المصري اليوم» بصوت يخنقه الحزن.

حتى بعدما غيرت مكان سكنها مرتين، استمرت الملاحقة، وفى مرة كانت تزور شقيقها في فيصل، أرسل لها «حسن» صورة له واقفًا أمام باب الشقة، لم يكتب شيئًا، لكنها كانت رسالة واضحة: «هو هيجنني، بيطاردني لحد بيتكم.. وأنا مش عارفة أعمل إيه»، نقل «محمد» كلمات أخته.

«دوري عليا»

لم تكن «آية» تشكو كثيرًا، كانت تكتم ألمها حتى لا تقلق إخوتها، كانت تهمس لابنة خالتها عما يحدث، تحاول أن تبدو قوية، وتتحدث دائمًا عن أطفالها: «ابنى البكر، وبنتى الصغيرة، والصغيرة جدًا اللى ماعدتش عمرها سنة»، لم تطلب شيئًا سوى أن يكبروا بأمان.

في يوم الحادث، اتصلت بها شقيقات «حسن» ليخبروها أنهم يريدون إنهاء الخلاف، وأنهم مستعدون للاعتذار.. كانت «آية» بطبعها مسالمة، وقالت لابنة خالتها بصوت متردد: «هاروح أشوفهم، لو اتأخرت أكتر من ساعة، دوري عليا».

لكنها لم تعد، أغلق هاتفها، وبدأت رحلة القلق. توجهت ابنة خالتها للسؤال عنها، وهناك صدمها الخبر: «آية راحت في حادثة».

في البداية، قيل إنها سقطت من الدور الـ4، وبعضهم قال إنها انتحرت، لكن الشهادات كانت مختلفة: «الناس اللى في المنطقة قالوا لنا إنه ضربها، جرها من شعرها، وسحلها حتى المنور، قالوا إن أهله بيقولوا إنها رمت نفسها، بس دا كذب، دا مش اللى حصل»، قال «محمد».

توجهت الأسرة إلى قسم شرطة بولاق الدكرور وحررت محضرًا بالواقعة، ثم نُقل الجثمان إلى مشرحة زينهم، حيث ظهرت الكدمات وآثار السحل، وبدأت الحقيقة تتكشف.

«مش عايز غير حق أختي»

محامى السفارة السودانية أكد وجود شبهة جنائية واضحة، وقال إن المجني عليها تعرضت للضرب والسحل، وأكدت الشرطة ضبط «حسن»، وكل الشهادات تؤكد أنه كان يطاردها ويتسبب لها برعب يومي، لرغبته في الزواج منها عنوة.

خفض «محمد» صوته إلى همس، وقال: «آية كانت بتهرب من الحرب، بس الحرب لحقتها هنا، في قلب الشارع، على يد واحد افتكر إنه يملكها، ماكانش معاها غير كرامتها، ولما حاولت تحافظ عليها.. قتلها».

صمت طويلًا، ثم تابع: «أنا مش عايز غير حق أختي، البنت دى ماتت وهى بتحاول تحمى ولادها، مش طالبة حاجة، بس عايز اللي قتلها يتحاسب، كانت أم بتشتغل وبتتعب عشان عيالها».

وأضاف بنبرة مخنوقة: «ابنها الكبير مش فاهم.. كل شويه يسأل: ماما راحت فين؟ وإحنا بنقول له راجعة.. بس لحد إمتى هنفضل نكذب عليه؟».

المصري اليوم

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

تأجيل نظر استئناف صاحب سايبر قتل زوجته بشبرا الخيمة على حكم إعدامه للغد

قررت الدائرة الأولي جنايات مستأنف شبرا الخيمة، برئاسة المستشار فوزي يحيي أبو زيد، وعضوية المستشارين، ضياء عبد المنعم شوقي، وحسين رشدي حسين، وأحمد شوقي عبد اللطيف، وإسلام محمد أبو النصر، وأمانة سر حلمي محمود، تأجيل نظر استئناف قضية محاكمة صاحب "سايبر"، لاتهامه بقتل زوجته بسبب خلافات أسرية بينهما، بدائرة قسم أول شبرا الخيمة بمحافظة القليوبية، وذلك لجلسة غدا الثلاثاء الموافق 14 أكتوبر، مع استمرار حبس المتهم لتلك الجلسة.

وكان قد صدر حكم بالإعدام شنقا بحق المتهم بمحكمة أول درجة، أمام هيئة الدائرة الثانية بمحكمة جنايات شبرا الخيمة، وذلك بعد ورود رد فضيلة مفتي الجمهورية وإبداء الرأي الشرعي فيما اقترفه.

وتضمن أمر الإحالة الخاص بالقضية أن المتهم "محمد ع ص"، 43 سنة، صاحب محل سايبر، لأنه في يوم 25 / 9 / 2024، بدائرة قسم أول شبرا الخيمة، محافظة القليوبية، قتل المجني عليها هند محمد محمود، زوجته، عمداً مع سبق الإصرار.

وتابع أمر الإحالة، أن المتهم عقد العزم وبيت النية على ذلك، وأعد لهذا الغرض سلاح أبيض "كتر"، وانفرد بها بغرفة نومهما، وما أن ظفر بها حتى عاجلها بطعنات متتابعة بعنقها فأرادها في الحال قتيلة، فأحدث بها الإصابات الموصوفة بتقرير الصفة التشريحية، التي أودت بحياتها علي النحو المبين بالتحقيقات، كما أحرز بغير ترخيص سلاح أبيض (كتر).



مقالات مشابهة

  • تأجيل محاكمة 64 متهًا في قضية «خلية القاهرة الجديدة الإرهابية» لـ 16 ديسمبر
  • تأجيل نظر استئناف صاحب سايبر قتل زوجته بشبرا الخيمة على حكم إعدامه للغد
  • بعد قليل.. استكمال محاكمة 64 متهًا في قضية «خلية القاهرة الجديدة الإرهابية»
  • بعد الهجوم على إيناس الدغيدي.. فيدرا تدافع عن حق النساء في الزواج: «عايزينها تموت؟» |فيديو
  • منها خدمات علاجية عبر الخط الساخن.. جهود صندوق مكافحة الإدمان في أسبوع «فيديو»
  • «فتّش عن المرأة».. ضبط المتهمين بالتعدي بالضرب على شخص بأسوان| فيديو
  • خلافات حول الميراث.. الداخلية تكشف حقيقة فيديو كسر شقة وسرقتها
  • زوج يلاحق زوجته لإسقاط حضانتها: زوجتي ملاحقة بشيكات بدون رصيد
  • لهذا السبب رفضت فردوس عبد الحميد العمل مع يوسف شاهين .. فيديو
  • بدون لوحات معدنية.. الداخلية تكشف حقيقة فيديو صاحب الموتوسيكل المسحوب