أهم مؤشرات التعافي في بيان رئيس الوزراء، بروف كامل إدريس، الذي ألقاه من خلال التلفزيون القومي في الأول من يونيو 2025 م، هو أنه ابتدر ولايته بالتعريف بخارطة الطريق، وعرض الخطط وبرامج العمل التي ستكون أولوياته وعهدته للشعب السوداني.
هذه بداية ضرورية ومهمة، وتمثل عقد عمل وولاء مع الشعب السوداني، وتخاطب الهموم اليومية، والمشاغل المُلّحة للوطن حتى يصار للإنتخابات.
هذا السلوك يتماشى مع مبادئ الحوكمة والحكم الراشد، ومخالف للنهج السابق لمعظم الفترات غير الانتخابية والانتقالية، التي لا يعلم الناس فيها أين يُقادون، ولا إلى أيّة جهة يوجهون. فقد كان الهتاف في تلكم الفترات هو للأنا والذات، وتأليه الشخوص، لا للوطن، فنُسجت هتافات صبيانية وغوغائية، ونعيق مبهم من قبيل: “حنبنيهو” و “شكراً حمدوك” بينما الواقع على الأرض هو التدمير المنهجي للدولة، وارتهان قرارها السيادي للأجانب وسفارات دول الاستعمار الجديد، وبالتركيز على إذكاء الفرقة بين المكونات الوطنية والإقليمية والجهوية، والطعن في مقدسات الأمة وإرثها القيمي ورموزها الإجتماعية والدينية.
فأفضى ذلك لتهديد كيان الدولة، وخاصة الدعاوى المتصاعدة لحل الجيش الوطني، وتغيير الدستور، بدون استفتاء ولا انتخابات، وفرض مشروعية مزيّفة، يكون فيها الحكم الفصل لما يراه الغوغاء، ومزاج الرجرجة الدهماء، فيصدروا قوانين من برلمان مصطنع ووهمي، الأغلبية العظمى فيه محددة سلفا لهم، وبنسبة 67% ودونما انتخابات، ولا استفتاء، ولا مشورة شعبية. وذلك وفق وثيقة العار الدستوري التي أخرجوها بليل وفي غرف مغلقة، فأنتجت التجاوزات المؤسسية في إدارة الدولة، والفشل المزري الذي ارتكست فيه البلاد، بما يُرى اليوم من التقتيل والنهب والإغتصاب والتشريد، والنزوح غير المسبوق في تاريخ البلاد، ومنذ تأسيس الدولة القومية السودانية أيام السلطنة الزرقاء عام 1502م.
وكان نتاج ذلك هو الفشل الفاضح الذي اضطر رئيس وزراء الفترة الانتقالية، د. عبد الله حمدوك، لينعى أداءها عند تقديم استقالته للشعب السوداني على شاشة التلفزيون القومي في يناير 2022م، فذكر أنه لم يُقدم له برنامج، ولا خطة عمل، ولا خارطة طريق، وطوال فترة السنتين والنصف التي حكم فيها البلاد.
نأمل أن تُشكل الحكومة القادمة من وزراء تكنوقراط، وفق الرؤية والخطط المطروحة للشعب، وأن تكون مسألة المعايش، وسلطة حكم القانون والعدالة، ورد المظالم، فضلا عن الأمن، هي الأولويات المرتجاة، والتي يتعين أن يراها الجميع رأي العين، دليلا عَلَى عزيمو وجِدّية التغيير والتبديل للأفضل.
كذلك يتعين تدارك أخطاء وثيقة الناشطين، التي لم تفلح في إنشاء مجلس تشريعي منذ عام 2019م، وعلى أن يتم ذلك عبر المشورة الشعبية، والتراضي الوطني، بممثلين مبتعثين من كل ولاية، للقيام بمهام المراقبة والتشريع، والتمثيل الشعبي، الذي يُعزِّز المشروعية ويستكمل البناء المؤسسي للمشروعية السيادية، ويضع الخطوط العريضة لمرحلة التحول الديمقراطي.
د. حسن عيسى الطالب
إنضم لقناة النيلين على واتسابالمصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
رئيس الوزراء يتابع مع وزير الدولة للإنتاج الحربي ملفات عمل الوزارة
التقى الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، بمقر الحكومة بالعاصمة الجديدة اليوم، المهندس محمد صلاح الدين مصطفى، وزير الدولة للإنتاج الحربي، لمتابعة ملفات عمل الوزارة.
وأشار وزير الدولة للإنتاج الحربي إلى جهود الوزارة، خلال الفترة الماضية، رغم تعاظم التحديات العالمية، وذلك من خلال تعميق نسبة التصنيع المحلي من منتجاتها وتطوير خطوط الإنتاج وتدريب وتأهيل الكوادر البشرية بها، مؤكدًا أن الوزارة عكفت خلال الفترة الأخيرة على توطين التكنولوجيات الحديثة للتصنيع بشركاتها التابعة وتطوير المنتجات النمطية لها فضلًا عن إنتاج منتجات جديدة، سواء بالتعاون مع شركات مناظرة «داخلية/ خارجية» أو من خلال مراكز البحوث التابعة لها.
وفي ضوء ذلك، استعرض الوزير خلال اللقاء عددا من ملفات العمل المتمثلة في: مؤشرات الأداء، والمنتجات الحربية والمدنية الجديدة، والمشروعات المستقبلية.
وضمن مؤشرات الأداء، استعرض الوزير إجراءات الحوكمة التي تشمل «إنشاء كيان للتدبير الموحد للإنتاج الحربي - ترشيد المصروفات - التصرف في المخزون الراكد - التصرف في الكهنة - الاستغلال الأمثل للأراضي الفضاء والهناجر غير المستغلة بالشركات - العمل بنظام الورديات - الإدارة الجيدة للمحفظة المالية - تعديل اللائحة الخاصة بالهيئة والشركات - دمج إحدى الشركات المتعثرة».
وفي الإطار ذاته، استعرض المهندس محمد صلاح الدين مصطفى عدد الشركات الرابحة، موضحا أن هذا العدد شهد زيادة ملحوظة من 5 شركات في عام 2020/2021، إلى 13 شركة في 2023/2024، ثم إلى 17 شركة في عام 2024/2025. كما شهد إجمالي الأرباح المحققة زيادة مستمرة أيضا منذ عام 2020/2021 وحتى عام 2024/2025. وحقق أيضا إجمالي الإيرادات زيادات كبيرة منذ عام 2019 وحتى 2025. وتطرق الوزير كذلك إلى المؤشرات الخاصة بالتصدير.
وبشأن المنتجات الحربية والمدنية الجديدة، استعرض وزير الدولة للإنتاج الحربي عددا من المنتجات الحربية الجديدة، ومنها «راجمة الصواريخ المتعددة ردع 300 - المركبة سينا إصلاح ونجدة 806 - المدفع الثنائي المضاد للطائرات عيار 23 مم المحمل على عربة بيك أب - الهاوتزر 155 مم 52 عيار K9A1 - الذخيرة 155 مم 52 عيار - «الجرار 59 - ATC» - راجمة الصواريخ رعد 200 - المركبة المدرعة سينا 200 - ألواح الصلب المدرع - الهاون 82 مم - 120 مم - قاذف القنابل السداسي».
وفيما يتعلق بالمنتجات المدنية الجديدة، سلط الوزير الضوء على إنتاج الطلمبات الغاطسة، التي يتم إنتاجها بقدرات «30، و37، و45» ك وات، بالتعاون مع شركة النيل العامة للمقاولات، مشيرا إلى أنه تم الاعتماد من الهيئة القومية لمياه الشرب والصرف الصحي، حيث تم إنتاج عدد 27 طلمبة من أصل 30 في المرحلة الأولى، كما تم توريد عدد 3 طلمبات لشركة مياه الشرب والصرف الصحي بمطروح، وفي الوقت نفسه تم توقيع عقد مع شركة المقاولون العرب لتوريد 4 طلمبات، بالإضافة إلى عدد 4 طلمبات لصالح محطة رفع صرف صحي بقنا. ويتم حاليا التفاوض مع الهيئة القومية لمياه الشرب على توريد عدد 12 طلمبة لصالح 3 محطات رفع صرف صحي.
وفيما يخص خط إنتاج العربة الكيوت «بديل التوك توك»، تحدث وزير الدولة للإنتاج الحربي عن توطين صناعة العربة الخفيفة «كيوت» بالتعاون مع إحدى الشركات الهندية، حيث تم توقيع عقد مع الشركة يتم تنفيذه على مرحلتين، حيث يتم في المرحلة الأولى التجميع بإجمالي 2800 عربة/ سنويا، بمعدل 250 عربة شهريا، ثم المرحلة الثانية، التي فيها سيتم تصنيع مشترك بإجمالي عدد يتراوح بين «20: 30» ألف عربة، بمعدل 2500 عربة/ شهريا بنسبة تصنيع 45% محلي، لافتا إلى أن إجمالي ما تم إنتاجه حتى الآن 990 عربة.
كما تطرق الوزير لخط إنتاج الأتوبيسات الكهربائية، مشيرا في هذا الصدد إلى تصميم وانتاج أتوبيس مصري للنقل الجماعي يعمل بالطاقة النظيفة لتحفيز الاقتصاد الأخضر، بالتعاون مع شركة MCV، حيث تم الانتهاء من إنتاج وتوريد عدد 110 أتوبيسات لصالح محافظتي القاهرة والإسكندرية، كما تم التعاقد على توريد عدد 100 أتوبيس كهربي ترددي BRT لصالح شركة الاتحاد العربي للنقل البري والسياحة «سوبر جيت»، وتم التوريد بالكامل.
وفيما يتعلق بتحويل الأتوبيسات السولار لتعمل بالغاز الطبيعي، أشار الوزير إلى أنه تم تحويل 648 أوتوبيسا من أصل 2262 أوتوبيسا للعمل بالغاز الطبيعي، لصالح هيئة النقل العام بكل من القاهرة والإسكندرية.
وحول الملف الأخير المتعلق بالمشروعات المستقبلية، تحدث الوزير عن عدد من المشروعات التي تشمل: منظومة المخلفات البديلة الصلبة، المحركات الكهربائية، ومحطة استخلاص المياه من الهواء. وأوضح أنه بالنسبة لخط تدوير المخلفات الصلبة، فقد تم الانتهاء من تصميم الخط واعتماده من استشاري وزارة البيئة، كما تم الانتهاء من تصنيع الخط بشركات الإنتاج الحربي بطاقة إنتاجية 40 طن/ ساعة.
اقرأ أيضاًمدبولي يجتمع بقيادات المجموعة الاقتصادية لبحث آليات التنسيق وتعزيز الاستقرار الاقتصادي
رئيس الوزراء يستعرض عدداً من ملفات عمل «مركز المعلومات» الداعمة لجهود الدولة التنموية
رئيس الوزراء يُتابع إجراءات منع تهريب السلع والبضائع في المنافذ