لماذا نكرر السؤال ونحن نعرف الإجابة؟ وقد يقول قائل إن السؤال الصحيح هو: هل يقدرون على وقفها فعلا؟
إذا نظرت إلى الأمر من منظور القدرة فإليك بعض الأرقام التي قد تكون صادمة لك وللأجيال التالية، فالعالم العربي قد اشترى أسلحة تكفي لدخوله حربا بل حروبا إقليمية واسعة وعلى كافة الجبهات مقارنة بدولة الكيان، وهي بالنسبة لي هي دولة العدوان والاستعمار الوحيدة في المنطقة وقد يكون الأمر مغايرا بالنسبة للحكام العرب الذين لا يرونها هكذا، بل إن معظم دول الخليج العربي ومعها مصر والأردن ترى جميعها أن دولة الكيان ليست العدو بل الإسلام السياسي والإخوان المسلمين تحديدا هم التهديد الاستراتيجي الأول، وبعده بمسافة زمنية طويلة قد تأتي الجمهورية الإيرانية.
1- في تقرير للكونجرس الأمريكي عن مبيعات السلاح للشرق الأوسط نشر عام 2020 بعنوان "بيع الأسلحة في الشرق الاوسط: والاتجاهات والمنظورات التحليلية للسياسة الأمريكية"، جاء فيه: "الشرق الأوسط شكل ما يقدر بنحو 35 في المئة من واردات السلاح في العالم في الفترة 2015-2019، وأن 45 في المئة من هذه الواردات كانت من أمريكا تليها روسيا بنسبة 19.3 في المئة وفرنسا بنسبة 11.4 في المئة".
2- وفق تقرير معهد "SIPRI"، وهو معهد مستقل في أبحاث التسليح تأسس عام 1966، تمثل واردات دول مجلس التعاوني الخليجي وحدها حوالي 20 في المئة من قيمة واردات السلاح في العالم في الفترة 2020-2024، بمعدل زيادة يصل إلى 4.1 في المئة عن الفترة 2015-2019.
3- السعودية وقطر والكويت في قائمة أكبر عشر دول مستوردة للسلاح في العالم، وجاء في تقرير نشر على موقع البيت الأبيض على الإنترنت بتاريخ 13 أيار/ مايو 2025: "تأكيدا على التزامنا بتعزيز شراكتنا الدفاعية والأمنية، وقعت الولايات المتحدة الأمريكية أكبر اتفاقية مبيعات دفاعية في التاريخ، ما يقرب من 142 مليار دولار، مما يوفر للمملكة العربية السعودية أحدث معدات وخدمات القتال من أكثر من 12 شركة دفاع (سلاح) أمريكية".
4- تنفق دولة الكيان الصهيوني سنويا ما يقارب 23.4 مليار دولار على الجيش والتسليح وفق تقرير معهد استوكهولم لأبحاث السلم لعام 2022، (أي حوالي 16 في المئة تقريبا من قيمة الصفقات التي وقعتها أمريكا مع الخليج العربي في أيار/ مايو 2025).
5- وفقا لموقع جلوبال فايربور لعام 2025 فإن مصر هي الدولة العربية الوحيدة التي كانت ضمن قائمة أقوى عشرين جيشا في العالم وجاء ترتيبها 19، بينما جاءت باكستان التي تعاني اقتصاديا وإيران المحاصرة في المرتبتين 12 و 16 على التوالي، بينما جاء جيش الاحتلال الصهيوني في المرتبة 15، وغابت كل دول مجلس التعاون الخليجي رغم حجم الإنفاق العسكري الذي يتجاوز 20 في المئة من مشتريات السلاح في العالم لهذه الدول.
6- في ترتيب الجيوش العربية تأتي مصر أولا، تليها السعودية (في المرتبة 24 عالميا)، ثم الجزائر (في المرتبة 26 عالميا)، ثم العراق (في المرتبة 43 عالميا)، ثم الإمارات (في المرتبة 54 عالميا) وفق تقرير لموقع الدفاع العربي.
7- حتى لا يقول قائل بأن دولة الكيان تتفوق بسلاحها الجوي (لديها581، منها 241 مقاتلة)، أذكر هنا أن عدد الطائرات الحربية في السعودية وحدها يبلغ 917 طائرة، وفي الإمارات 551 طائرة، وقطر 251 طائرة من بينها طائرات مقاتلة، ويبلغ عدد الطائرات الحربية المقاتلة في السعودية 283؛ متقدمة على مصر التي تمتلك 238 بينما تمتلك الجزائر وقطر والإمارات والمغرب والأردن والكويت والسودان وعُمان: 102، 102، 99، 83، 44، 43، 37، 29 طائرة مقاتلة، على التوالي.
8- يبلغ عدد الجيوش العربية من ضباط وصف ضباط وجنود وضباط احتياط 2.4 مليون فرد، ويبلغ الاحتياطي 1.9 مليون فرد، بينما يبلغ عدد أفراد جيش الاحتلال الصهيوني 169 ألفا إضافة إلى 465 ألف من الاحتياط، أي أن حجم الجيوش العربية يفوق عدد الجيش الصهويني بستة إلى سبعة أضعاف تقريبا.
إذن، من ناحية القدرة فهي موجودة ومتوفرة الآن ولعشرات السنين بفضل الثروة التريليونية التي يمتلكها معظم العالم العربي، ولكن فعليا فالجيوش العربية لم تقاتل دولة الكيان من بعد حرب أكتوبر 1973، بينما احتلت دولة الكيان بيروت عاصمة لبنان عام 1982، ودمرت جنوبه على مدار عقود متتالية ولا تزال، وقصفت جنوب سوريا بعد الثورة وقصفت العاصمة دمشق، والجيوش العربية قاتلت فقط في اليمن، الدولة العربية الشقيقة، ولا تزال تقاتل ولم تعرف معنى الانتصار رغم الفارق الجبار بين إمكانات السعودية وحليفتها الامارات مقارنة بتسليح قوات الحوثي، والجيش الإماراتي يحارب إلى جانب المتمردين في السودان البعيد ولم ولن يشارك لنصرة المقاومة القريبة نسبيا.
وبعيدا عن لغة القوة والسلاح، هل يملك العرب من الوسائل السياسية والقدرات الاقتصادية والأوراق الدبلوماسية ما يكفي لدفع الكيان لوقف الحرب فورا؟ الإجابة نعم ولكن.. وضع تحت لكن ألف خط، فسوف تأتيك الإجابة في الجزء الأخير من هذا المقال.
يتفوق العرب متحدين أو على الأقل دول مجلس التعاون الخليجي ومصر والعراق على جيش الاحتلال الصهيوني، فلماذا لا يدخلون المعركة وينحازون للمقاومة الفلسطينية واللبنانية أو على الأقل يقدمون لها الدعم والإسناد العسكري اللازم بعد أن تبين عجز جيش الاحتلال عن الانتصار على المقاومة الفلسطينية بعد مرور أكثر من 18 شهرا؟
الإجابة الصحيحة بعدما رأينا بأم أعيننا ما جرى ويجري هي أن السؤال نفسه غلط أي خطأ، لماذا؟ لأننا نفترض أن هذه الجيوش عربية خالصة وهذا خطأ منهجي في التفكير، فهذه الجيوش على أرض عربية، أما القرار السياسي بدخول الحرب أو عدم دخولها فليس مكانه الجغرافيا التي توجد فيها الجيوش العربية، بل في مكان آخر كنت أظنه في واشنطن ولكن تبين لي من بعد طوفان الأقصى أن القرار في تل أبيب وأنها وحدها من يملك قرار الحرب أو القتال في العالم العربي، وأن زعيما عربيا واحدا غير قادر على تحريك معدة عسكرية من مكانها بغير إذن أو تشاور مع واشنطن وتل أبيب. ويكفي في ذلك أن نتنياهو حذر الحكام العرب مع بداية الحرب على غزة من إظهار أي دعم ليس للمقاومة بل للفلسطينيين في غزة، وأظنهم اتفقوا معه على ضرورة منح نتنياهو فرصة للقضاء على المقاومة الإسلامية تحديدا كهدف مشترك، كما جاء في كتاب وود وورد (الحرب) نقلا عن وزير خارجية أمريكا السابق أنتوني بلينكن.
القراران السياسي والعسكري في عالمنا العربي ليس لحكام المنطقة إلا في حالة الحرب على الشعوب، هذه هي الحقيقة وإن كان البعض لا يزال يتحاشى الجهر بها، خشية تملق أو تزلف، أو لعله يأمل في أن تتغير الأحوال ويعود الحكام إلى جادة الصواب وهذا شبه مستحيل وفق المعطيات الراهنة، فمعظم حكام العرب يحكمون شعوبهم بالحديد الأمريكي والنار الصهيونية؛ من شيطنة المعارضة العربية والشعوب عموما وتشويهها ورميها بالعنف والإرهاب.
في ضوء كل ما ذكرت فإن العرب لا تنقصهم القدرة بل ينقصهم وبشدة القرار، وهو أمر نابع عن السيادة والاستقلال وهما بالتبعية أمران مفقودان في زمننا هذا. وكما ذكرت وكتبت مرارا فإن وظيفة الجيوش العربية حاليا هي مواجهة شعوبها وخصوصا الإسلاميين، حتى لا يتم إزعاج دولة الكيان بالتظاهر ضد ممارساتها غير الأخلاقية والهمجية وغير الإنسانية والفوضوية التي تفوق النازية، وعلينا أن نتوقف عن النداء على تلك الجيوش أو أولئك الحكام.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات قضايا وآراء كاريكاتير بورتريه قضايا وآراء العربي الاحتلال الجيوش الحربية غزة احتلال غزة عرب حرب جيوش قضايا وآراء قضايا وآراء قضايا وآراء قضايا وآراء قضايا وآراء قضايا وآراء مقالات مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة صحافة سياسة مقالات صحافة رياضة اقتصاد سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الجیوش العربیة جیش الاحتلال دولة الکیان فی المئة من فی المرتبة فی العالم
إقرأ أيضاً:
غالية العنزي بطلة تحدي القراءة العربي في الكويت
فازت الطالبة غالية ناصر العنزي، بلقب بطلة تحدي القراءة العربي في دورته التاسعة على مستوى دولة الكويت، في ختام تصفيات شارك فيها 213771 طالباً وطالبة من 835 مدرسة تحت إشراف 1515 مشرفاً ومشرفة.
جرى تتويج الطالبة غالية ناصر من الصف العاشر في مدرسة أم حبيب بنت العاص التابعة لمنطقة العاصمة التعليمية، خلال الحفل الختامي للدورة التاسعة من التظاهرة القرائية الأكبر من نوعها باللغة العربية على مستوى العالم، الذي شهدته الكويت العاصمة، بحضور المستشار حمد المنصوري القائم بالأعمال في سفارة دولة الإمارات لدى الكويت، ومريم العنزي الوكيل المساعد لقطاع التنمية التربوية والأنشطة في وزارة التربية الكويتية، ومديري عموم المناطق التعليمية، وعدد كبير من المسؤولين والتربويين في قطاع التربية والتعليم، إضافة إلى أولياء أمور الطلاب والطالبات.
كما جرى خلال الحفل تتويج فاطمة سالم محسن من منطقة الجهراء بلقب «المشرفة المتميزة»، ومدرسة أبرق خيطان المتوسطة من منطقة خيطان بلقب «المدرسة المتميزة»، فيما أحرزت الطالبة رشا سلمان الخلف من الصف السابع في مدرسة النور التابعة لمنطقة السالمية المركز الأول في فئة أصحاب الهمم.
وضمت قائمة العشرة الأوائل الذين صعدوا إلى التصفيات النهائية على مستوى دولة الكويت، إلى جانب الطالبة غالية ناصر العنزي كلاً من حمود زيد العدواني من الصف الثاني عشر في ثانوية الأصمعي - بنين التابعة لمنطقة العاصمة، ورقية عقيل شهاب من الصف الحادي عشر في ثانوية 25 فبراير بنات (حولي)، وعدنان منصور العتيقي من الصف الحادي عشر في أكاديمية الموهبة (العاصمة)، وفاطمة علي محمد من الصف التاسع في مدرسة النجاة (التعليم الخاص).
كما ضمت القائمة شروق محمد حسين من الصف التاسع في مدرسة السفر (التعليم الخاص)، وسارة مشاري المطيري من الصف السادس في معهد الفروانية (التعليم الديني)، ويوسف شريف حامد من الصف الحادي عشر في ثانوية فهد الدويري بنين (حولي)، وحوراء مشعل الخالدي من الصف التاسع في مدرسة صفية المتوسطة للبنات (العاصمة)، وهبة الله أمين علي من الصف الثاني عشر في معهد الفروانية (التعليم الديني).
أكد المهندس سيد جلال الطبطبائي وزير التربية في دولة الكويت، أن الإقبال المتزايد من طلبة الكويت على المشاركة في تصفيات تحدي القراءة العربي، يعكس ما تحظى به المبادرة من تقدير واسع، ويجسد في الوقت ذاته اهتمام دولة الكويت، على المستويين الرسمي والمجتمعي بترسيخ ثقافة القراءة والاعتزاز بلغة الضاد في نفوس النشء.
وقال الدكتور فوزان الخالدي مدير إدارة البرامج والمبادرات في مؤسسة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية إن المشاركة الكويتية مثلت جزءاً أساسياً من رحلة نجاح تحدي القراءة العربي منذ إطلاقه في العام 2015.