عربي21:
2025-07-30@02:17:20 GMT

هل يريد العرب وقف الحرب حقا؟

تاريخ النشر: 3rd, June 2025 GMT

لماذا نكرر السؤال ونحن نعرف الإجابة؟ وقد يقول قائل إن السؤال الصحيح هو: هل يقدرون على وقفها فعلا؟

إذا نظرت إلى الأمر من منظور القدرة فإليك بعض الأرقام التي قد تكون صادمة لك وللأجيال التالية، فالعالم العربي قد اشترى أسلحة تكفي لدخوله حربا بل حروبا إقليمية واسعة وعلى كافة الجبهات مقارنة بدولة الكيان، وهي بالنسبة لي هي دولة العدوان والاستعمار الوحيدة في المنطقة وقد يكون الأمر مغايرا بالنسبة للحكام العرب الذين لا يرونها هكذا، بل إن معظم دول الخليج العربي ومعها مصر والأردن ترى جميعها أن دولة الكيان ليست العدو بل الإسلام السياسي والإخوان المسلمين تحديدا هم التهديد الاستراتيجي الأول، وبعده بمسافة زمنية طويلة قد تأتي الجمهورية الإيرانية.

عموما تعالوا نلقي نظرة على السلاح العربي المركوم عبر عقود منذ ظهور النفط في المنطقة.

1- في تقرير للكونجرس الأمريكي عن مبيعات السلاح للشرق الأوسط نشر عام 2020 بعنوان "بيع الأسلحة في الشرق الاوسط: والاتجاهات والمنظورات التحليلية للسياسة الأمريكية"، جاء فيه: "الشرق الأوسط شكل ما يقدر بنحو 35 في المئة من واردات السلاح في العالم في الفترة 2015-2019، وأن 45 في المئة من هذه الواردات كانت من أمريكا تليها روسيا بنسبة 19.3 في المئة وفرنسا بنسبة 11.4 في المئة".

2- وفق تقرير معهد "SIPRI"، وهو معهد مستقل في أبحاث التسليح تأسس عام 1966، تمثل واردات دول مجلس التعاوني الخليجي وحدها حوالي 20 في المئة من قيمة واردات السلاح في العالم في الفترة 2020-2024، بمعدل زيادة يصل إلى 4.1 في المئة عن الفترة 2015-2019.

3- السعودية وقطر والكويت في قائمة أكبر عشر دول مستوردة للسلاح في العالم، وجاء في تقرير نشر على موقع البيت الأبيض على الإنترنت بتاريخ 13 أيار/ مايو 2025: "تأكيدا على التزامنا بتعزيز شراكتنا الدفاعية والأمنية، وقعت الولايات المتحدة الأمريكية أكبر اتفاقية مبيعات دفاعية في التاريخ، ما يقرب من 142 مليار دولار، مما يوفر للمملكة العربية السعودية أحدث معدات وخدمات القتال من أكثر من 12 شركة دفاع (سلاح) أمريكية".

4- تنفق دولة الكيان الصهيوني سنويا ما يقارب 23.4 مليار دولار على الجيش والتسليح وفق تقرير معهد استوكهولم لأبحاث السلم لعام 2022، (أي حوالي 16 في المئة تقريبا من قيمة الصفقات التي وقعتها أمريكا مع الخليج العربي في أيار/ مايو 2025).

5- وفقا لموقع جلوبال فايربور لعام 2025 فإن مصر هي الدولة العربية الوحيدة التي كانت ضمن قائمة أقوى عشرين جيشا في العالم وجاء ترتيبها 19، بينما جاءت باكستان التي تعاني اقتصاديا وإيران المحاصرة في المرتبتين 12 و 16 على التوالي، بينما جاء جيش الاحتلال الصهيوني في المرتبة 15، وغابت كل دول مجلس التعاون الخليجي رغم حجم الإنفاق العسكري الذي يتجاوز 20 في المئة من مشتريات السلاح في العالم لهذه الدول.

6- في ترتيب الجيوش العربية تأتي مصر أولا، تليها السعودية (في المرتبة 24 عالميا)، ثم الجزائر (في المرتبة 26 عالميا)، ثم العراق (في المرتبة 43 عالميا)، ثم الإمارات (في المرتبة 54 عالميا) وفق تقرير لموقع الدفاع العربي.

7- حتى لا يقول قائل بأن دولة الكيان تتفوق بسلاحها الجوي (لديها581، منها 241 مقاتلة)، أذكر هنا أن عدد الطائرات الحربية في السعودية وحدها يبلغ 917 طائرة، وفي الإمارات 551 طائرة، وقطر 251 طائرة من بينها طائرات مقاتلة، ويبلغ عدد الطائرات الحربية المقاتلة في السعودية 283؛ متقدمة على مصر التي تمتلك 238 بينما تمتلك الجزائر وقطر والإمارات والمغرب والأردن والكويت والسودان وعُمان: 102، 102، 99، 83، 44، 43، 37، 29 طائرة مقاتلة، على التوالي.

8- يبلغ عدد الجيوش العربية من ضباط وصف ضباط وجنود وضباط احتياط 2.4 مليون فرد، ويبلغ الاحتياطي 1.9 مليون فرد، بينما يبلغ عدد أفراد جيش الاحتلال الصهيوني 169 ألفا إضافة إلى 465 ألف من الاحتياط، أي أن حجم الجيوش العربية يفوق عدد الجيش الصهويني بستة إلى سبعة أضعاف تقريبا.

إذن، من ناحية القدرة فهي موجودة ومتوفرة الآن ولعشرات السنين بفضل الثروة التريليونية التي يمتلكها معظم العالم العربي، ولكن فعليا فالجيوش العربية لم تقاتل دولة الكيان من بعد حرب أكتوبر 1973، بينما احتلت دولة الكيان بيروت عاصمة لبنان عام 1982، ودمرت جنوبه على مدار عقود متتالية ولا تزال، وقصفت جنوب سوريا بعد الثورة وقصفت العاصمة دمشق، والجيوش العربية قاتلت فقط في اليمن، الدولة العربية الشقيقة، ولا تزال تقاتل ولم تعرف معنى الانتصار رغم الفارق الجبار بين إمكانات السعودية وحليفتها الامارات مقارنة بتسليح قوات الحوثي، والجيش الإماراتي يحارب إلى جانب المتمردين في السودان البعيد ولم ولن يشارك لنصرة المقاومة القريبة نسبيا.

وبعيدا عن لغة القوة والسلاح، هل يملك العرب من الوسائل السياسية والقدرات الاقتصادية والأوراق الدبلوماسية ما يكفي لدفع الكيان لوقف الحرب فورا؟ الإجابة نعم ولكن.. وضع تحت لكن ألف خط، فسوف تأتيك الإجابة في الجزء الأخير من هذا المقال.

يتفوق العرب متحدين أو على الأقل دول مجلس التعاون الخليجي ومصر والعراق على جيش الاحتلال الصهيوني، فلماذا لا يدخلون المعركة وينحازون للمقاومة الفلسطينية واللبنانية أو على الأقل يقدمون لها الدعم والإسناد العسكري اللازم بعد أن تبين عجز جيش الاحتلال عن الانتصار على المقاومة الفلسطينية بعد مرور أكثر من 18 شهرا؟

الإجابة الصحيحة بعدما رأينا بأم أعيننا ما جرى ويجري هي أن السؤال نفسه غلط أي خطأ، لماذا؟ لأننا نفترض أن هذه الجيوش عربية خالصة وهذا خطأ منهجي في التفكير، فهذه الجيوش على أرض عربية، أما القرار السياسي بدخول الحرب أو عدم دخولها فليس مكانه الجغرافيا التي توجد فيها الجيوش العربية، بل في مكان آخر كنت أظنه في واشنطن ولكن تبين لي من بعد طوفان الأقصى أن القرار في تل أبيب وأنها وحدها من يملك قرار الحرب أو القتال في العالم العربي، وأن زعيما عربيا واحدا غير قادر على تحريك معدة عسكرية من مكانها بغير إذن أو تشاور مع واشنطن وتل أبيب. ويكفي في ذلك أن نتنياهو حذر الحكام العرب مع بداية الحرب على غزة من إظهار أي دعم ليس للمقاومة بل للفلسطينيين في غزة، وأظنهم اتفقوا معه على ضرورة منح نتنياهو فرصة للقضاء على المقاومة الإسلامية تحديدا كهدف مشترك، كما جاء في كتاب وود وورد (الحرب) نقلا عن وزير خارجية أمريكا السابق أنتوني بلينكن.

القراران السياسي والعسكري في عالمنا العربي ليس لحكام المنطقة إلا في حالة الحرب على الشعوب، هذه هي الحقيقة وإن كان البعض لا يزال يتحاشى الجهر بها، خشية تملق أو تزلف، أو لعله يأمل في أن تتغير الأحوال ويعود الحكام إلى جادة الصواب وهذا شبه مستحيل وفق المعطيات الراهنة، فمعظم حكام العرب يحكمون شعوبهم بالحديد الأمريكي والنار الصهيونية؛ من شيطنة المعارضة العربية والشعوب عموما وتشويهها ورميها بالعنف والإرهاب.

في ضوء كل ما ذكرت فإن العرب لا تنقصهم القدرة بل ينقصهم وبشدة القرار، وهو أمر نابع عن السيادة والاستقلال وهما بالتبعية أمران مفقودان في زمننا هذا. وكما ذكرت وكتبت مرارا فإن وظيفة الجيوش العربية حاليا هي مواجهة شعوبها وخصوصا الإسلاميين، حتى لا يتم إزعاج دولة الكيان بالتظاهر ضد ممارساتها غير الأخلاقية والهمجية وغير الإنسانية والفوضوية التي تفوق النازية، وعلينا أن نتوقف عن النداء على تلك الجيوش أو أولئك الحكام.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات قضايا وآراء كاريكاتير بورتريه قضايا وآراء العربي الاحتلال الجيوش الحربية غزة احتلال غزة عرب حرب جيوش قضايا وآراء قضايا وآراء قضايا وآراء قضايا وآراء قضايا وآراء قضايا وآراء مقالات مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة صحافة سياسة مقالات صحافة رياضة اقتصاد سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الجیوش العربیة جیش الاحتلال دولة الکیان فی المئة من فی المرتبة فی العالم

إقرأ أيضاً:

على بوابات ديستوبيا غزة.. انعدام المعنى العربي

تحضر مسألة الحرب كلما صعد الحديث عن إدخال المساعدات إلى قطاع غزّة، وإنقاذ سكانه من سياسة التجويع المضروبة عليهم بإحكام من إسرائيل وأمريكا؛ أمريكا صاحبة فكرة نقل عالم الـ"Dystopian" من أفلام الخيال العلمي، والأدب السياسي، وسينما ما بعد الكارثة، إلى محاولة تطبيقه في قطاع غزة، بواسطة المؤسسة المسماة "غزة الإنسانية"، وهي تجربة بدائية لفكرة "الفقاعات الإنسانية" التي تفتق عنها العقل الأمريكي/ الإسرائيلي الإجرامي، وتسربت إلى الصحافة في تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.

بعد حظر إسرائيل لـ"الأونروا"، في سبق تاريخي؛ تحظر فيه دولة عضو في الأمم المتحدة، واحدة من مؤسسات هذه الأخيرة، بدأ التفكير في تشييد محميات مسوّرة ومغلقة ببوابات ضخمة في مناطق مختارة داخل قطاع غزّة لتوزيع الغزيين عليها وحشرهم فيها، على أساس المواقف السياسية والارتباطات العائلية، بحيث يضبط الدخول إلى هذه المناطق بأدوات بيومتريّة، مثل بصمة الإصبع، والقرنية، وتحرس هذه المناطق بقوات مدرّبة، وأسلحة فتاكة، تشرف عليها شركات خاصة. وهكذا تُشترط وجبة الطعام بالموقف السياسي، وأمّا خارج هذه الفقاعات فهو عالم من الصحراء البائسة، التي تترنح فيها جوعا "حيوانات بشرية" تعطى فرصة مثالية لعمليات الصيد والقنص.

يتحدّث بعض العرب، عن خطر الحرب كلما طولبوا بفعل شيء لإغاثة الفلسطينيين. لا يقصد هؤلاء العرب، بوضع الحرب مقابل لقمة العيش؛ بيان مستوى الإجرام الأمريكي/ الإسرائيلي في توظيف التجويع في سياق الإبادة الجماعية، ولكنهم يقصدون الاعتذار لعجزهم، أو امتناعهم عن إغاثة الفلسطينيين
لم تُطبق الفكرة بهذه المثالية الإجرامية، والتي يبدو أنّها عبّرت في لحظتها عن خيال إبادي أبيض يحاول الاستثمار في المأساة الغزية؛ لاتخاذها نموذجا تجريبيّا لهندسة المجتمعات على أساس التحكم البيومتري، أو التعقب الإلكتروني، بيد أنّها دفُع بها من الولايات المتحدة، بهذا النحو الذي لا يقلّ دلالة على النخبوية النازية، والإحساس العميق بالسيادة على البشر، من خلال "مؤسسة غزّة الإنسانية"، وإن ظلت الفكرة قائمة في الخيال الإسرائيلي، وفي سجالات أصحابه، وعلى أوراقهم، من خلال ما يسمونه "مدنا إنسانية"، و"ممرات عبور إنساني"، وهي أفكار في آخر الأمر ترحب بها أمريكا، ليس فقط لأنّها تحبّ، وبنحو عاطفيّ مرضيّ غامض، أن ترى إسرائيل متفوقة وناجحة، إلى درجة أنّها -أي أمريكا- تنسب لها إنجازاتها، ولكن لأنّ أمريكا هذه دائما ما تحبّ المناطق الجديدة، التي يمكن فيها تجريب كلّ شيء، من الأسلحة، إلى تحقيق الأفكار العلمية ذات الطابع الخيالي، إلى تطوير أدوات ضبط البشر والسيطرة عليهم.

على أية حال، وبقطع النظر عن سياسات التجويع المقنن التي ترعاها أمريكا بهدف تأمين استمرار الإبادة دعائيّا، (وهنا يجب القول إن فكرة الميناء العائم، وإسقاط المساعدات من الجوّ، والمساعدات قليلة الكمية ومتباعدة الدخول، كلها تدخل في سياسات تأمين الإبادة وتغطيتها)، فإنّ فكرة من هذا النوع هي فكرة معادية جوهريّا للمعنى الإنساني، أيّ ما يميّز الإنسان من حيث الكرامة الآدمية وحرية الإرادة، وما ينبغي أن يكون عليه البشر من التساوي، ولن يكون غريبا، والحالة هذه، أن تسميها إسرائيل "إنسانية"، تماما كما تسمّي جيشها؛ جيش الدفاع، وكما تدّعي أمريكا أن حروبها الطاحنة لكرامات البشر؛ إنّما هي حروب من أجل تحرير البشر (هل يختلف هذا الادعاء الأمريكي في شيء عن وصف إسرائيل لجيشها بأنّه الأكثر أخلاقية في العالم؟!)، وكما تحاول أن تقنع نفسها في الإجابة على سؤال "لماذا يكرهوننا؟!" بالقول: "بسبب ديمقراطيتنا وحريتنا وأسلوب حياتنا"!

هذا الشرّ يتبين أكثر حينما يتحدّث بعض العرب، عن خطر الحرب كلما طولبوا بفعل شيء لإغاثة الفلسطينيين. لا يقصد هؤلاء العرب، بوضع الحرب مقابل لقمة العيش؛ بيان مستوى الإجرام الأمريكي/ الإسرائيلي في توظيف التجويع في سياق الإبادة الجماعية، ولكنهم يقصدون الاعتذار لعجزهم، أو امتناعهم عن إغاثة الفلسطينيين الجارية عليهم سياسات التجويع.

قديما كان الحديث عن التحرير العربي الحتمي في يوم ما لفلسطين، ثمّ صار الرجاء فيهم أن يدعموا نضال الفلسطينيين، ثمّ نزل ذلك إلى الأمل في أن يدعموهم سياسيّا ويسندوهم اقتصاديّا. كلّ ذلك لم يعد قائما، بالرغم من ادعاءات باهتة عن كون هدف التحالف مع إسرائيل في إطار ما يسمونه "الاتفاقيات الإبراهيمية"؛ هو دعم الفلسطينيين، (وطبعا هذه نكتة مهينة وثقيلة الدم، ونوع من التهريج المنحط). الآن، وبعد 22 شهرا من الإبادة الجماعية، لم يعد يطالبهم أحد بوقف الحرب، ولكن بإدخال الطعام. إدخال الطعام ثمنه الحرب، والعرب لا يحاربون!

مهما كانت إسرائيل طاغية، فإنّ كسر التجويع عربيّا ممكن، على الأقل يمكن إظهار العزيمة واتخاذ خطوات أكثر فاعلية وجدية لمحاولة كسر التجويع، وقبل ذلك وقف الإبادة، وهذا ما لا تفعله الحكومات العربية، ليس فقط لأنّ مصلحتها مشتركة مع إسرائيل لكسر المقاومة في غزةّ، ولكن أيضا لأن التفكير العربي مغلول بالقيد الإسرائيلي
وإذا قال فلسطيني: "واغوثاه" وهو يطلب منهم إغاثته بالطعام؛ فلا بدّ من سَبِّه وشتمه، واستخراج عبارات عربية كلاشيهاتية باتت تستخدم بكثرة في السنوات الأخيرة، من قبيل وصف الاستغاثة بالمزايدة. على أية حال، مجرد أن يتخيل العربي، أنّ ثمن إطعام عربيّ آخر في جواره، تجري عليه الإبادة والتجويع، هو الحرب، فهذا بمجرده، أي بمجرد الخيال؛ دالّ على انعدام المعنى من الوجود العربي في هذه المنطقة، فدول كبيرة مغرمة باختراع مقالات العظمة عن نفسها، منعدمة النفوذ والدور والتأثير، بالرغم من أنّها مرتبطة منذ عقود بالسلام مع إسرائيل، وخادمة للمصالح الأمريكية، ومن لم يكن منها متصلا علنا بإسرائيل، هو فاعل لذلك في السرّ كما هو معلوم.

ما نقوله إنّ إسرائيل لا تبيد الفلسطينيين ماديّا فحسب، ولكنها تبيد الوجود العربي من جهة المعنى. وهو أمر غير مهم للنظام السياسي العربي الراهن، لأنّه نظام أصلا لا يفكر في المعنى كي يقيم له وزنا، ولكن يبقى أنّه فعلا لا أحد يطالب العرب بالقتال، ليس فقط لأنّ جيوشهم فاقدة للقدرة على هزيمة إسرائيل، وغير مبنية لهذا الغرض، وهو ما يعود بالسؤال عن المعنى مجددا، إذ ماذا تفعل هذه الدول طوال عقود ما بعد استقلالها؟ ولكن أيضا لأن الشعوب لا تريد هذا القتال، معلوم الثمن، فالهزيمة من بعد العام 1967 هي الفكرة الطاغية على الوعي العربي، والمجتمعات العربية غير مهيئة ولا مُعدة لتقبل الحرب والتكيف معها. وقد ثبت بما يسمى ثورات الربيع العربي وما بعدها، أنّ المشكلة ليست منحصرة في الأنظمة والحكومات.

إلا أنّه وفي الحقيقة، ومهما كانت إسرائيل طاغية، فإنّ كسر التجويع عربيّا ممكن، على الأقل يمكن إظهار العزيمة واتخاذ خطوات أكثر فاعلية وجدية لمحاولة كسر التجويع، وقبل ذلك وقف الإبادة، وهذا ما لا تفعله الحكومات العربية، ليس فقط لأنّ مصلحتها مشتركة مع إسرائيل لكسر المقاومة في غزةّ، ولكن أيضا لأن التفكير العربي مغلول بالقيد الإسرائيلي، فإذا كان الإسرائيلي يريد التحكم بفلسطينيي غزة بيومتريّا، فهو يتحكم بالحكومات العربية بالإيحاء والتنويم المغناطيسي!

x.com/sariorabi

مقالات مشابهة

  • أكاذيب الكيان الصهيوني التي لا تنتهي
  • العالم ينتفض بوجه الاحتلال.. مطالبات بوقف الحرب في غزة وإقامة دولة فلسطينية مستقلة
  • على بوابات ديستوبيا غزة.. انعدام المعنى العربي
  • بروتوكول تعاون بين المحكمة العربية للتحكيم والجهاز العربي للتسويق
  • ترامب: أنقذت العالم من 6 حروب.. وسأقلل مهلة الـ 50 يوما التي منحتها لبوتين
  • “مجموعة لاهاي” تفضح المشاركة العربية في إبادة غزة
  • غزة.. مفتاح عزل الكيان الصهيوني دوليًا        
  • كاتب بريطاني: إبادة غزة كانت متوقعة نظرا لخطاب صراع الحضارات والإسلاموفوبيا لسنوات
  • طلبة دولة قطر يناقشون الهوية الثقافية في البرلمان العربي للطفل بالشارقة
  • حماس: الاتفاق كان قريبا.. والاحتلال كان يريد السيطرة على 40% من القطاع وعدم الالتزام بوقف الحرب