وداد الاسطنبولي
لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك.
ما أجمل وأروع هذه التكبيرات! وما أعمق هذا النداء الايماني الاستشعاري الذي يبدأ من القلب، ويقودنا إلى حالة من الصفاء الفكري والنفسي.
يبدأ من لحظة مغادرتنا ديارنا متوجهين إلى الله، مسافرين إليه جوًّا أو برًّا، مفارقين الأهل والأحبة والوطن، ولا ندري: أهناك عودة أم لا؟ وفي كلتا الحالتين، فإن الحاجّ فائز؛ فإن عاد، عاد كما ولدته أمه، وإن كانت منيته، فقد رحل إلى ربه خاليًا من الذنوب، مغسولًا من الخطايا.
وما إن نشرع في أداء المناسك حتى تبدأ التلبية، وترتفع الأيادي إلى من نرجوه وحده سبحانه. وهنا، يخالجنا شعور بالطمع والرجاء والوجل من الرحمان ونمضي في الرحلة خائفين، متأملين، راجين، نحمل بين أيدينا ذنوبنا ونقول: "لبيك". لكن الله أرحم بعباده، وهو الذي يفرّج همومهم، فيستجيب لندائهم، بل يقرب منهم قبل أن ينطقوا به.
أما دخول مكة، فهو دخول إلى الأمان؛ لقوله تعالى: "ومن دخله كان آمنًا". والأمان هنا يشمل كل شيء، فأنت في حرم الله.
الحج رحلة تأمل، ويا ليتنا نغادر غمرتنا وسهونا ومغريات عصرنا وتيه عالمنا الرقمي والتكنولوجي ونرحل بقلوبنا وفكرنا وتفكيرنا ولو من خلال شاشات التلفاز كيف أن أبسط الأعمال في هذا المكان العظيم تثقل الميزان عند الله. ننظر إلى الكعبة، إلى هذا البيت العتيق، إنه مشهد ليس هينًا. نسأل الله أن يرزقنا النظر إلى وجهه الكريم، والطواف بهذا البيت المبارك، ونحن على يقين أن من يحرسنا هم ملائكة الرحمة.
نشعر بعظمة ما نقوم به، ونتذكر أن هناك عينًا ترعانا كما رعت سيدتنا هاجر، وهي تعدو بين الصفا والمروة، ونحن نقتدي بخطى بيت النبوة، سائلين الله أن ينظر إلينا بعين رحمته، كما نظر إليها.
إنها آداب ما بعدها آداب، ومناسك إيمانية عظيمة. أكتب وأنا حالمة بهذا المكان، أشعر بالإيمان يملأ روحي، وأتخيل نفسي واقفة على جبل عرفات، بين الزحام، أسمع الدعوات والنداءات، وأرتجف خشوعًا. إن كان زحام الدنيا هكذا، فكيف بزحام يوم القيامة؟!
وينطق القلب طلبا للرحمة ومعاهدا الله على السمع والطاعة ومرددا مع الحجيج بل مع الكون كله،
لبيك اللهم لبيك.. لبيك لا شريك لك لبيك.
رابط مختصرالمصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
لماذا سُمي يوم التروية بهذا الاسم ؟
يوم التروية، وهو اليوم الثامن من شهر ذي الحجة، وهو اليوم الذي ينطلق فيه الحجاج إلى منى، ويحرم المتمتع بالحج، أما المفرد والقارن فهما على إحرامهما، ويبيتون بمنى اتباعا للسنة، كما يصلون في منى خمس صلوات: الظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر، وهذا الفجر هو فجر يوم عرفة.
لماذا سمي يوم التروية بهذا الاسم ؟مع أذان المغرب اليوم تبدأ ليلة يوم التروية اليوم الثامن من ذي الحجَّة، حيث ينطلق الحجاج في صباح يوم التروية إلى مشعر مِنى، ويحرم المتمتع بالحج، أما المفرد والقارن فهما على إحرامهما، ويبيتون بمنى اتباعًا للسنة، ويصلون فيها خمس صلواتٍ: الظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر، وهذا الفجر هو فجر يوم عرفة.
سُميَ يوم التروية بهذا الاسم لأن الحجاج كانوا يروون فيه من الماء من أجل ما بعده من أيام؛ قال العلامة البابرتي في "العناية شرح الهداية" وَقِيلَ: إنَّمَا سُمِّيَ يَوْمُ التَّرْوِيَةِ بِذَلِكَ؛ لِأَنَّ النَّاسَ يَرْوُونَ بِالْمَاءِ مِنْ الْعَطَشِ فِي هَذَا الْيَوْمِ يَحْمِلُونَ الْمَاءَ بِالرَّوَايَا إلَى عَرَفَاتٍ وَمِنًى.
وقيل إنه سمي بذلك لحصول التروي فيه من إبراهيم في ذبح ولده إسماعيل عليهما السلام؛ قال العلامة العيني في "البناية شرح الهداية" إنما سمي يوم التروية بذلك؛ لأن إبراهيم صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآله وسَلَّمَ رأى ليلة الثامن كأنَّ قائلًا يقول له: "إن الله تعالى يأمرك بذبح ابنك"، فلما أصبح رؤي، أي: افتكر في ذلك من الصباح إلى الرواح؛ أمِنَ الله هذا، أم من الشيطان؟ فمِن ذلك سمي يوم التروي".
معنى يوم الترويةهو اليوم الثامن من شهر ذي الحجة، وهو اليوم الذي يذهب فيه الحجاج إلى منى للمبيت بها، فقد ذكر ابن قدامة في المغني سبب تلك التسمية فقال: سمي بذلك لأنهم كانوا يرتوون من الماء فيه يعدونه ليوم عرفة. وقيل سمي بذلك لأن إبراهيم عليه السلام رأى تلك الليلة في المنام ذبح ابنه فأصبح يروي في نفسه أهو حلم أم من الله فسمي يوم التروية.
سبب تسميته بيوم الترويةقالت دار الإفتاء عبّر صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي، «فيس بوك»، أن سبب التسمية بيوم التروية يرجع لأن الحجاج كانوا يروون فيه من الماء من أجل ما بعده من أيام؛ وقال العلامة البابرتي في «العناية شرح الهداية»: «وقيل: إنما سمي يوم التروية بذلك؛ لأن الناس يروون بالماء من العطش في هذا اليوم يحملون الماء بالروايا إلى عرفات ومنى».
وأضافت أنه سمي بذلك أيضا لحصول التروي فيه من إبراهيم في ذبح ولده إسماعيل عليهما السلام؛ قال العلامة العيني في «البناية شرح الهداية»: «وإنما سمي يوم التروية بذلك؛ لأن إبراهيم صلى الله عليه وآله وسلم رأى ليلة الثامن كأن قائلا يقول له: «إن الله تعالى يأمرك بذبح ابنك»، فلما أصبح رؤي، أي: افتكر في ذلك من الصباح إلى الرواح؛ أمن الله هذا، أم من الشيطان؟ فمن ذلك سمي يوم التروية».