ظهر حميدتي في خطابه المسجل كالمعتاد أمس و هو في حالة و اضحة من الهياج و التوتر و الغضب .
علم السودان الموضوع على يمينه كان مقلوباً و كذلك شعار الدعم السريع علي يساره كان مقلوباً أيضاً.
الزي الذي يرتديه لا يدل علي هيئة قائد فهو غير مرتب و يخلو من الشارات العسكرية على الصدر و الكتف و الرأس الذي وضع عليه عمامة غير مرتبة ليست عسكرية كما ظهرت أظافر مصنوعة و مركبة علي أصابع يده اليسرى.
لم تبارحه هواجسه الملازمة له من علي كرتي و أحمد هارون و أسامة عبد الله و البرهان و مناوي .
لا يزال حبيس الوهم المقيم عنده من أن الشمالية هي مقر الإسلاميين فهدد بأن القوة التي ستأتي لها كلها من (العساكر).
زاد هواجسه اليوم و سكن قلبه الملتاع الخوف من مصر فردد ما حكاه قبلاً عن الطائرات المصرية و لم ينس أوكرانيا التي قال إن الجيش خدعها.
حفل الخطاب بكثير من عبارات التهديد و الوعيد و كان واضحاً تهديده للمدنيين فبعد الشمالية هدد سكان الأبيض و طالبهم بالبقاء في منازلهم و إغلاق متاجرهم .
رغم زعمه أنه قد تم حشد كبير لمتحرك الصياد و تم ضم الدواعش إلا أنه وجه عبارات من التودد و الإغراء البائس لقائد المتحرك العميد درموت و وصفه بأنه بطل و ابن أبطال .
يبدو من تهديده الشديد للشمالية و الأبيض و مغازلته لدرموت أنها محاولات خداع و أن هدفهم الحقيقي هو الهجوم علي بابنوسة.
اعترافات مهمة وردت في حديثه المرتبك منها الإعتراف ببدايته للحرب و بالحجم الكبير للخسائر و أعداد الجرحى الذين وعدهم بقوله (تحملونا الآن و لا يهمكم لقدام ماشين نعمل ليكم مدن طبية) و بذل الوعود لأمهات الشهداء و أخواتهم و زوجاتهم و هو العاجز عن توفير الديات لهن كما عجز عن توفير المرتبات لأبنائهم و هم في المعارك و قد كانوا يعوضونها بأن (يشفشوا المنازل و البنوك) و اليوم عجز عن الوفاء لحشد المحاربين و شراء العمد و النظار و قد جف الضرع بعد طرد قواته من المواقع التي كانت تحتلها .
يبدو أن الخطاب كان من باب (التوجيه المعنوي) و أكثر فيه من الإستشهاد بالآيات و الأحاديث و الحث علي الثبات في القتال و التذكير بالبطولات السابقة المتوهمة و إبراز الوجه العنصري و الجهوي للحرب.
كلما بث حميدتي خطاباً مسجلاً إنهزم التمرد و تراجع و تقدمت القوات المسلحة، و قد حدث هذا قبل تحرير جبل موية و مدني و الخرطوم و القيادة العامة و القصر الجمهوري .
أمس كان نسور الجو حضوراً فبينوا أكاذيب حميدتي بإنهاء الطيران و تم قصف نيالا و عدة مواقع في كردفان .
يبدو حميدتي فاقداً للإتجاه و الهدف و كأنما هو مساق من جهات عدة إذ و رغم خسائره المتواصلة و المستمرة و هلاك العديد من قادته و جنوده فلا يزال يرمي بهم إلى الهلاك المؤكد .
راشد عبد الرحيم
إنضم لقناة النيلين على واتسابالمصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
خالد أبو بكر عن خطاب الرئيس السيسى : عبّر عن كل مصري واعٍ ومُدرك لتحديات الأمن القومي
أعرب الإعلامي خالد أبو بكر، عن تقديره الشديد لخطاب الرئيس عبد الفتاح السيسي ، الذي وجّهه إلى الشعب المصري، مؤكداً أن هذا الخطاب عبّر عنه شخصياً، كما عبّر عن كل مصري واعٍ ومُدرك لتحديات الأمن القومي.
وأضاف أبو بكر، مقدم برنامج «آخر النهار»، عبر قناة النهار، أن صدق الكلمة وارتجالها جعلاها تدخل قلوب الناس بشكل مباشر، مشيراً إلى أن المصريين تفاعلوا مع الخطاب باحترام شديد، لأنه لم يكن منسقاً أو تقليدياً، بل كان حديثاً مباشراً نابعاً من قلب رئيس يدرك خطورة المرحلة.
وتابع، أنه يتمنى من مؤسسة رئاسة الجمهورية أن تتبنّى هذه الطريقة التواصلية بشكل دائم، مقترحاً أن يُلقي الرئيس كلمة مماثلة كل 15 يوماً لتوضيح الرؤية في القضايا الكبرى، ولا سيما الأمنية منها.
وشدّد على أن حديث الرئيس حول دور مصر الشريف والمخلص في القضية الفلسطينية، ودعوته إلى إيقاف الحرب وإدخال المساعدات، يجب أن يُدرّس كأنموذج للخطاب السياسي المسؤول، الذي لا يتاجر بالقضايا، بل يعمل بصدق لحلها.