صدى البلد:
2025-06-06@01:25:20 GMT

سميحة أيوب.. رحلة مسرحية ثرية بالبصمات الخالدة

تاريخ النشر: 4th, June 2025 GMT

في الثالث من يونيو 2025، غيّب الموت قامة فنية شامخة، ورمزًا من رموز الإبداع المسرحي في العالم العربي، وهي الفنانة القديرة سميحة أيوب، عن عمر ناهز 93 عامًا، بعد مسيرة فنية ثرية امتدت لعقود طويلة، قدّمت خلالها ما يزيد عن 170 عملًا مسرحيًا، إلى جانب عشرات الأفلام والمسلسلات التلفزيونية، تاركة وراءها إرثًا فنيًا نادرًا ومؤثرًا في وجدان أجيال من عشاق المسرح والدراما.

قفزة نوعية جديدة.. عقار مناعي يعالج سرطان الرأس والرقبة| تفاصيليقاوم العلاج ويهدد الحياة.. تحذير عالمي من «فطر» يتواجد بالمستشفيات| تفاصيلبصمة خالدة في المسرح المصري والعربي

تميزت سميحة أيوب بحضور مسرحي طاغٍ، وموهبة أصيلة مزجت بين العمق الفني والثقافة الواسعة.

 لم تكن مجرد ممثلة تؤدي أدوارها، بل كانت تتقمص الشخصيات بصدقٍ واحترافٍ، فاستحقت عن جدارة لقب "سيدة المسرح العربي"، تألقت في أعمال مأخوذة عن كبار الأدباء والمفكرين، محليين كانوا أو عالميين، وجسّدت شخصيات نسائية صعبة ببراعة نادرة.

رحلة مسرحية مع عمالقة الأدب

قدّمت الفنانة الراحلة عددًا من الأعمال المأخوذة عن نصوص أدبية ومسرحية لكبار الكتّاب، تركت فيها بصمة لا تُنسى، نذكر منها:

الأيدي الناعمة (1954)

مسرحية من تأليف توفيق الحكيم، تناولت آثار الثورة وتأميم الممتلكات، مركّزة على أهمية العمل والعلم بوصفهما أساسَي النهوض بالمجتمعات، وقد تختلف المسرحية عن الفيلم المأخوذ عنها في المضمون، لكنها تحتفظ بالرسالة الجوهرية نفسها.

تلميذ الشيطان (1960)

مسرحية مقتبسة عن رواية "تابع الشيطان" للأديب الإنجليزي جورج برنارد شو، وقدمت نقدًا لاذعًا للمجتمع بأسلوب ساخر وذكي، حيث مزجت بين الواقع والتسلية في عمل فني راقٍ.

العباسة (1963)

مأخوذة عن مسرحية كتبها عزيز أباظة عام 1947، تروي قصة العباسة أخت هارون الرشيد، التي ارتبط اسمها تاريخيًا بنكبة البرامكة، وتُعد من الأعمال الدرامية الرفيعة التي تجسّد صراعات السياسة والعاطفة في العصر العباسي.

كوبري الناموس (1964)

من تأليف سعد الدين وهبة، تعكس المسرحية الواقع الريفي والسياسي في مصر من خلال رمزية اجتماعية ثرية، وتُعد من أبرز الأعمال التي جمعت بين النقد الاجتماعي والبعد السياسي.

سكة السلامة (1964)

عمل كوميدي فلسفي من تأليف سعد الدين وهبة، جسّدت فيه سميحة أيوب نموذجًا إنسانيًا وسط مجموعة من الركاب التائهين في الصحراء، في رحلة رمزية تحمل دعوة للتوبة والمراجعة الذاتية.

مصرع كليوباترا (1968)

مسرحية شعرية من تأليف أحمد شوقي، تناولت صورة كليوباترا الملكة الوطنية، في مواجهة التشويه الذي ألصقه بها المؤرخون الغربيون، وقدمت سميحة أيوب شخصية كليوباترا بقوة وكرامة.

العمر لحظة (1974)

مسرحية مستوحاة من رواية يوسف السباعي، تدور أحداثها خلال حرب الاستنزاف، وتُعد تحية للأبطال من الجنود المصريين الذين سطروا بطولات خالدة في التاريخ الحديث.

أنطونيو وكليوباترا (1976)

عن النص العالمي لشكسبير، جسّدت فيه دور كليوباترا، الملكة التي جمعت بين الحب والدهاء السياسي، في عمل مأساوي يعكس التناقضات الإنسانية في أبهى صورها.

الخديوي (1993)

مسرحية شعرية كتبها فاروق جويدة، تناولت قضايا سياسية واجتماعية حساسة بأسلوب شعري راقٍ، وقدّمت فيه سميحة أيوب أداءً شعريًا مميزًا جمع بين الإحساس والإلقاء.

أثرها في الثقافة العربية

لم يكن تأثير سميحة أيوب مقتصرًا على خشبة المسرح، بل امتد إلى الحراك الثقافي المصري والعربي، فقد مثّلت صوتًا نسائيًا قويًا في زمن كان الحضور النسائي فيه محدودًا، وأسهمت في ترسيخ مكانة المسرح كمنبر للتنوير والتعبير عن قضايا المجتمع.

رحيل الجسد وبقاء الأثر

برحيلها، فقد المسرح العربي أحد أعمدته الراسخة، لكن أعمالها ستظل تُعرض وتُذكر، وستبقى مثالًا يُحتذى به في الالتزام الفني والعمق الثقافي، كانت سميحة أيوب أكثر من فنانة، كانت معهدًا قائمًا بذاته، يحمل رسائل الفن النبيل، ويمثل روح المسرح الحقيقية.

طباعة شارك سميحة أيوب الفنانة سميحة أيوب المسرح المسرح المصري المسرح العربي

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: سميحة أيوب الفنانة سميحة أيوب المسرح المسرح المصري المسرح العربي سمیحة أیوب من تألیف

إقرأ أيضاً:

القومي للمرأة ينعى سيدة المسرح العربي القديرة سميحة أيوب

ينعى المجلس القومي للمرأة، برئاسة المستشارة أمل عمار، وجميع عضواته وأعضائه ونائبته، ببالغ الحزن والأسى، الفنانة القديرة سميحة أيوب، سيدة المسرح العربي، التى وافتها المنية صباح اليوم.

وقد أعربت المستشارة أمل عمار عن عميق حزنها لرحيل قامة فنية كبيرة، وصاحبة رحلة عطاء عظيمة ومتميزة ، أثرت خلالها الساحة الفنية بأعمال خالدة شكلت علامات بارزة في تاريخ الفن المصري والعربي، و كانت رمزًا من رموز الإبداع النسائي، ونموذجًا للمرأة المصرية المثقفة التي ساهمت في تشكيل الوعي الثقافي والفني عبر عقود من الزمن ، واستطاعت أن تحجز لنفسها مكانة رفيعة في قلوب الجماهير، بما قدمته من أدوار عظيمة وراقية في المسرح والتلفزيون والسينما، وبما تمتعت به من حضور طاغٍ وثقافة واسعة ورؤية فنية واعية حملت على عاتقها مسؤولية الارتقاء بالفن، مؤكدة على أن العظيمة سميحة أيوب سوف رحلت بجسدها فقط ولكن سوف يظل اسمها وتاريخها العظيم دائمًا رمزاً للصدق الفني والانتماء لقضايا الوطن والإنسان.

ويتقدم المجلس القومي للمرأة بخالص التعازي الى أسرة الفقيدة وجمهورها ومحبيها في مصر والوطن العربي، داعيًا المولى عز وجل أن يتغمدها بواسع رحمته، وأن يُلهم أهلها وذويها الصبر والسلوان.

طباعة شارك سيدة المسرح العربي سميحة أيوب المجلس القومي للمرأة القومي للمرأة أمل عمار

مقالات مشابهة

  • وفاة نجمة المسرح العربي سميحة أيوب
  • وفاة سيدة المسرح العربي سميحة أيوب بعد تاريخ فني حافل
  • وفاة سميحة أيوب.. مهرجان بورسعيد ينعى سيدة المسرح العربي
  • وفاة "سيدة المسرح العربي" سميحة أيوب عن 93 عاما
  • القومي للمرأة ينعى سيدة المسرح العربي القديرة سميحة أيوب
  • رحيل سيدة المسرح العربي.. مصر تودّع الفنانة سميحة أيوب عن 93 عاماً
  • موعد ومكان جنازة سيدة المسرح العربي الفنانة سميحة أيوب
  • وداعا سيدة المسرح العربي.. الموت يغيب سميحة أيوب عن عمر ناهز 93 عاما
  • وفاة سيدة المسرح العربي الفنانة سميحة أيوب