عُمان تُشعل شرارة الربط الكهربائي مع اليمن: مشروع عملاق يعيد رسم خريطة الطاقة في المنطقة!
تاريخ النشر: 4th, June 2025 GMT
في خطوة جريئة تعكس طموحاتها الإقليمية المتسارعة، بدأت سلطنة عُمان أولى مراحل مشروع استراتيجي ضخم يهدف إلى ربط شبكتها الكهربائية مع اليمن، في إطار خطة واسعة لتوسيع شبكات الطاقة العابرة للحدود.
فقد منحت الشركة العُمانية لنقل الكهرباء (OETC) عقدًا هامًا لشركة "مونينكو" العالمية، المتخصصة في هندسة الطاقة، لإعداد دراسة جدوى شاملة لمشروع الربط الكهربائي بين السلطنة واليمن.
هذه الخطوة لا تعني مجرد كابلات وأبراج، بل تمهّد لتكامل اقتصادي وأمني وطاقة يُعيد تشكيل معادلات التأثير في منطقة الخليج وشبه الجزيرة العربية.
الطاقة كجسر للتقارب يمثّل المشروع المرتقب نقلة نوعية نحو بناء منظومة طاقة مترابطة تشمل اليمن، في وقت تعمل فيه عُمان على تعزيز تعاونها مع إيران أيضًا، حيث وقّعت مذكرة تفاهم لدراسة ربط شبكتي البلدين عبر مضيق هرمز، إضافة إلى توسعة الربط الكهربائي مع شبكة مجلس التعاون الخليجي.
ووصفت شركة مونينكو المشروع بأنه "خطوة محورية" ستُسهم في تعزيز أمن الطاقة في المنطقة، وتفتح آفاقًا جديدة لتبادل الكهرباء وتحقيق التوازن في الأحمال، لا سيما مع توقعات ارتفاع الطلب في السنوات المقبلة.
شبكة عملاقة قيد الإنشاء بالتوازي مع التحركات نحو اليمن وإيران، تعمل سلطنة عُمان على تنفيذ خط كهرباء مباشر بجهد 400 كيلوفولت يربط محطة عبري بالكهرباء في عُمان بمحطة السلع في الإمارات، في مشروع ضخم بطول 528 كيلومترًا يُنتظر إنجازه في الربع الأول من عام 2027، وسيُرفع بفضله إجمالي القدرة التبادلية بين عُمان والخليج إلى 1700 ميغاواط.
نجاحات سابقة تعزز الطموح ربط عُمان بدول الخليج ليس فكرة جديدة، بل هو تطور مدروس بُني على نجاحات سابقة، منها الربط القائم مع الإمارات منذ عام 2011، والذي سجل في عام 2024 وحده تبادلًا كهربائيًا تجاوز 840 ألف ميغاواط/ساعة.
وتؤكد البيانات الرسمية أن هذا الترابط الفعال يعكس مدى القوة والدعم المتبادل في قطاع الطاقة الخليجي.
نقلة استراتيجية تتجاوز الكهرباء المشروع بين عُمان واليمن يتعدى مجرد تزويد بالطاقة، فهو رسالة سياسية واقتصادية بأن التكامل في البنية التحتية يمكن أن يكون بوابة للاستقرار والتنمية في المنطقة.
كما يفتح هذا الربط الباب أمام مشاريع مستقبلية تشمل طاقة متجددة وتوزيع ذكي ومراكز تحكم إقليمية مشتركة.
--- هل نشهد قريبًا شبكة كهرباء موحدة من الخليج إلى البحر العربي؟ عُمان تُمهّد الطريق.
المصدر: مأرب برس
إقرأ أيضاً:
عاشور: مشروع الجينوم يعيد لمصر ريادتها في العلوم الحيوية
شهد د.أيمن عاشور وزير التعليم العالي والبحث العلمي، فعاليات الاحتفال الذي نظمته أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا، بمناسبة "يوم الجينوم الثالث وإعلان مستجدات مشروع الجينوم المرجعي للمصريين وقدماء المصريين" بحضور د.محمد عوض تاج الدين مستشار رئيس الجمهورية لشؤون الصحة والوقاية، ود.حسام عثمان نائب الوزير لشؤون الابتكار والذكاء الاصطناعي والبحث العلمي، ود.حسن عبد الله رئيس جامعة إيست لندن، ود.جينا الفقي القائم بأعمال رئيس أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا، واللواء د.محمد الجوهري المدير التنفيذي لمركز البحوث الطبية والطب التجديدى للقوات المسلحة، ود.حسام عبد الغفار المتحدث باسم وزارة الصحة والسكان نيابة عن د.خالد عبد الغفار نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية البشرية ووزير الصحة والسكان، وغريغ غونزاليس مدير شركة إيلومينا في الشرق الأوسط، واللواء د.خالد عامر الباحث الرئيسي لمشروع الجينوم المصري، وأعضاء مجلس إدارة مشروع الجينوم المصري، ورؤساء وأعضاء اللجنة العلمية للمشروع، وذلك بالمتحف القومي للحضارة المصرية.
في مستهل اللقاء، رحب د.أيمن عاشور بجميع المشاركين في هذه الفعالية التي نحتفي فيها بإنجازات مشروع قومي طموح، وهو "مشروع الجينوم المرجعي للمصريين وقدماء المصريين"، موضحًا أن المشروع، الذي انطلق في مارس 2021 تحت رعاية السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي يمثل نواة للطب الشخصي والدقيق في مصر، وخطوة لتعزيز ريادتنا العلمية والإقليمية، مؤكدًا أن الوزارة من خلال أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا، تولت الإشراف العلمي والفني على المشروع وتنسيق جهود كافة الشركاء، مشيدًا بدور مركز البحوث الطبية والطب التجديدي للقوات المسلحة، ومثمنًا جهود جميع المساهمين منذ البداية، وعلى رأسهم د.خالد عبد الغفار نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية البشرية ووزير الصحة والسكان.
وأشار وزير التعليم العالي إلى أن الإنجازات السابقة تؤكد جدوى الاستثمار في العلم، موضحًا أن المشروع القومي للجينوم يسير على أربعة مسارات رئيسة، وهي الجينوم السكاني، وجينوم الأمراض النادرة، والجينوم الرياضي، وجينوم قدماء المصريين، فيما يجري العمل على إضافة مسار خامس لدراسة جينومات النوابغ والمبتكرين، موضحًا أننا نستهدف بحلول 2027 جمع وتحليل 25 ألف عينة لبناء أكبر قاعدة بيانات جينية للمصريين لتطبيقات عملية في التشخيص الدقيق والعلاج الشخصي والوقاية من الأمراض، مع تعزيز البنية التحتية التكنولوجية، وتدريب الكوادر الشابة، وبناء قدرات بحثية وطنية.
وأكد د.أيمن عاشور أن مشروع الجينوم المصري ليس مجرد بحث علمي، بل استثمار في صحة المصريين، واستعادة لريادة مصر في العلوم الحيوية، مثمنًا الشراكة بين الوزارات والجامعات والمراكز البحثية، وموجهًا الشكر لكل من ساهم في إنجاح المشروع ومتطلعًا لمزيد من الإنجازات تحت هذا العمل الوطني الموحد.
ومن جانبه، استعرض د.محمد عوض تاج الدين مراحل إنشاء المشروع، موضحًا أنه انطلق من المركز القومي للبحوث الطبية بأكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا، وأن الخريطة الجينية ترتبط ارتباطًا وثيقًا بواقع المجتمع واحتياجاته الصحية، مشيرًا إلى حالة الازدهار في الاهتمام بالرعاية الصحية والتعليم في عهد الرئيس السيسي، الذي منح مشروع الجينوم أولوية خاصة، ودعمه بتمويل مليار جنيه مع متابعة دقيقة لمراحله، وهو ما أسهم في تقدمه، مشيدًا أيضًا بمتابعة وزير التعليم العالي د.أيمن عاشور، وجهود مركز البحوث الطبية والطب التجديدي للقوات المسلحة في إنجاز المشروع.
ومن جانبها، أكدت د.جينا الفقي أن أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا تفخر بإطلاق مشروع "الجينوم المرجعي للمصريين وقدماء المصريين"، معتبرة إياه نقطة تحول تضع مصر في الصدارة عالميًّا في علوم الجينوم والطب الدقيق، مشددة على دور الأكاديمية في دفع التنمية من خلال مشروعات علمية تؤثر مباشرة على صحة المواطن واقتصاد الدولة، مشيرة إلى أن الأكاديمية قدمت الإشراف العلمي والفني والتمويل اللازم، مع تنسيق الجهود بين جميع الشركاء، بدءًا من مركز البحوث الطبية والطب التجديدي، مرورًا بالجامعات والمراكز البحثية، ووصولا إلى المتحف القومي للحضارة المصرية، مؤكدة أن الأكاديمية خصصت أكثر من مليار جنيه لتمويل المشروع على مدى خمس سنوات، مع خطة طموحة لتسلسل 25 ألف جينوم مصري، وإنشاء المركز الوطني للجينوم، وتطوير بنوك حيوية متقدمة، وبناء كوادر شابة مؤهلة لقيادة مستقبل الطب الشخصي في مصر.
وأوضحت د.جينا الفقي أن ما تحقق حتى الآن خطوة مهمة نحو المستقبل، مؤكدة أن ما نراه اليوم هو بداية طريق يمكن كل مواطن من الحصول على علاج دقيق وفق بصمته الجينية، ويضع مصر في موقع ريادي للعلوم الحيوية في إفريقيا والشرق الأوسط، مشيدة بجهود العلماء والباحثين والشركاء، وموجهة الشكر لوزير التعليم العالي د.أيمن عاشور على دعمه الكبير ومتابعته المتواصلة لمشروع الجينوم، مؤكدة استمرار الأكاديمية في دعم هذا المشروع لتحقيق رؤية مصر 2030 وبناء جمهورية جديدة قائمة على العلم والمعرفة.
ومن جانبه، أكد اللواء د.محمد الجوهري المدير التنفيذي لمركز البحوث الطبية والطب التجديدى للقوات المسلحة أن مشروع الجينوم هو مشروع عملاق يرعاه السيد رئيس الجمهورية، وتقوده وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، وينفذ بشراكة ناجحة بين أكاديمية البحث العلمي ومركز البحوث الطبية والطب التجديدي بالقوات المسلحة، الذي يحتضن المشروع على أرض الواقع، موضحًا أن المشروع يرتكز على أربعة محاور رئيسة: (الجينوم السكاني، جينوم الأمراض النادرة، الجينوم الرياضي، وجينوم القدماء المصريين)، وقد أثمرت هذه الجهود عن نشر أبحاث في مجلات عالمية مصنفة Q1، مع مخرجات واعدة ستظهر تباعًا، مشيدًا بالدور الكبير في بناء كوادر مصرية شابة داخل المركز، موجهًا الشكر لوزير التعليم العالي د.أيمن عاشور، والعلماء والأساتذة في اللجنة العلمية للمشروع والمركز، ومؤكدًا أن المشروع سيقدم نتائج ستثري المعرفة الطبية في مصر.
ومن جانبه، أكد د.حسام عبد الغفار في كلمته نيابة عن د.خالد عبد الغفار أن مشروع الجينوم المصري يمثل إنجازًا وطنيًا سيغير وجه الطب في مصر، كأول خريطة جينية للمواطن المصري، وأحد أبرز مشروعات الجينوم عالميًّا، موضحًا أن المشروع يتيح تطبيق الطب الدقيق لتحديد الأدوية والجرعات الأنسب لكل مريض، والكشف المبكر والوقاية من الأمراض المزمنة والخطيرة، والقضاء على الأمراض الوراثية النادرة، إضافة إلى توطين صناعة الدواء وفق الاحتياجات الجينية للمصريين، وتعزيز مكانة مصر العلمية عالميًا بقاعدة بيانات ضخمة، مؤكدًا أن المشروع ليس مجرد بحث علمي، بل استثمار في صحة الشعب المصري وخطوة تاريخية نحو طب المستقبل، مستشهدًا بتصريح الرئيس السيسي: "المشروع ليس لجيلنا، بل هدية مصر للأجيال القادمة".
ومن جانبه، أكد اللواء د.خالد عامر الباحث الرئيسي لمشروع الجينوم المصري، سعادته بالمشاركة في حفل "يوم الجينوم الثالث" احتفالا بمرور أربع سنوات على إطلاق المشروع المرجعي للمصريين وقدماء المصريين، الذي أولاه السيد الرئيس السيسي اهتمامًا خاصا ووضعه على رأس المشاريع البحثية، موجهًا الشكر لوزارة التعليم العالي وأكاديمية البحث العلمي ومركز البحوث الطبية والطب التجديدي للقوات المسلحة، وكافة الجهات المشاركة من وزارات وجامعات ومراكز بحثية ومنظمات مجتمع مدني، مشيرًا إلى أن المشروع يهدف لدراسة الشفرة الجينية للشعب المصري لدعم الطب الشخصي والدقيق، مؤكدًا أن المرحلة الأولى شملت دراسة عينة ممثلة بالتعاون مع شركة إيلومينا، وتمت دراسة استرشادية قوامها 1024 عينة، تشمل الأمراض النادرة وسرطان الكبد، وجار نشر نتائجها، مؤكدًا أن المشروع لم يقتصر على إنشاء مختبرات، بل أسس ذاكرة وراثية لمصر، وفتح آفاقًا لمستقبل الطب، مشددًا على أهمية تحويل النتائج إلى تطبيق عملي في المستشفيات.
وعلى هامش الفعالية، عرض فيلم وثائقي عن مشروع الجينوم المصري، وأقيمت حلقة نقاش بعنوان (من الرؤية إلى التنفيذ، خارطة طريق الجينوم المصري).