لا تتوقف دولة الاحتلال عن خوض الصراعات متعددة المجالات في كل يوم، العسكرية منها والسياسية، وآخرها اليوم القانونية والبرلمانية، التي تشهد فيها انتكاسات لا أقل من نظيرتها في ساحات المعارك القتالية، الأمر الذي يجعلها تخسر في هذه الجبهة الدبلوماسية الحساسة، خاصة في الساحة الأفريقية.

وكشفت عضوة الكنيست تساغا مالكو من أصول أثيوبية، أن "الكنيست وجد نفسه في عين عاصفة الصراع الدولي على الرأي العام، ومن الساحات الرئيسية لهذه العاصفة كان الاتحاد البرلماني الدولي، وهو هيئة دولية تأسست عام 1889، وتضم حاليا 193 دولة، بما فيها دولة الاحتلال وعشرات الدول الأفريقية، ورغم أنه النظر إليه من الخارج على أنه إطار دبلوماسي بلا أنياب، فإن الواقع يثبت عكس ذلك، حيث تتمتع الساحة الأفريقية بإمكانات سياسية ودبلوماسية هائلة، كما أظهر بوضوح المؤتمر المنعقد الشهر الماضي في أوزبكستان".



وأضافت في مقال نشره موقع "آي سي"، وترجمته "عربي21" أنها "شاركت في المؤتمر ضمن وفد ترأسه رئيس الكنيست أمير أوحانا، ومشاركة فلاديمير بيلياك ودان إيلوز، وركزت مناقشاته على قضايا عالمية مثل تغير المناخ، ومساواة الجنسين، وحوار الأديان، وحقوق الأقليات، والتحول الديمقراطي، لكن السياق السياسي الذي عقد فيه المؤتمر، ضمن الحرب على غزة، جعل المؤتمر مسرحاً لعزل الاحتلال في الساحة الدبلوماسية".

وأشارت أن" المؤتمر شهد تقديم اقتراح من دول عربية وأفريقية، خاصة مصر والأردن وجنوب أفريقيا والجزائر، تدين الاحتلال لانتهاكه وقف إطلاق النار مع حماس، مما يكشف عن تقصير اسرائيلي في التواصل مع الدول الأفريقية، بعكس ما كان في حقبتي الستينيات والسبعينيات، حين استثمر الاحتلال بكثافة في بناء شراكات معها، بإرسال المزارعين والأطباء والمهندسين والمعلمين والدبلوماسيين، وأسفرت هذه العلاقات عن تحالفات اقتصادية وسياسية، وحتى أمنية".



وانتقدت الكاتبة "تآكل الاهتمام الاسرائيلي بأفريقيا، وتقلّص نطاق الاستثمار فيها، مما أفسح المجال لاستحواذ حكومات أخرى على هذا الفراغ الاسرائيلي، وسرعان ما ملأته الصين وإيران وحكومات أخرى معادية للاحتلال، والنتيجة أن المؤتمر شهد في جانبه السياسي محاولة وفود برلمانية معادية مثل أيرلندا والجزائر وإندونيسيا مرارًا وتكرارًا الترويج لحل الدولتين، مع تشويه صورة دولة الاحتلال".

وأشارت أن "ما شهده مؤتمر الاتحاد البرلماني الدولي في أوزبكستان دليل جديد على ضرورة النظر للساحات البرلمانية الدولية كهدف استراتيجي من الدرجة الأولى، وقد حان الوقت أمام دولة الاحتلال لاستعادة ثقة الدول الأفريقية من خلال إنشاء تحالفات بنيوية واقتصادية".

وختمت بالقول أنه "في عصر يتحدد فيه الواقع السياسي عبر الفضاءات الافتراضية، قبل إطلاق الرصاصة الأولى، فإن دولة الاحتلال ملزمة بالتواجد هناك، للدفاع عن نفسها من جهة، ومن جهة أخرى لتشكيل قواعد اللعبة، وبناء مراكز القوة والنفوذ، وضمان عدم إفساح المجال أمام أعدائها لكتابة الرواية العالمية عن الصراع الحاصل في المنطقة".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة عربية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية الاحتلال الكنيست أوزبكستان الاحتلال الكنيست أوزبكستان العدوان صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة صحافة صحافة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة دولة الاحتلال

إقرأ أيضاً:

المنفي يتلقى دعوة من ملك إسبانيا للمشاركة في مؤتمر دولي رفيع المستوى

تلقى رئيس المجلس الرئاسي، محمد المنفي، دعوتين رسميتين من كل من جلالة ملك إسبانيا، فيليب السادس، ودولة رئيس الوزراء الإسباني، بيدرو سانشيز، للمشاركة في أعمال المؤتمر الدولي الرابع لتمويل التنمية، والمقرر عقده في مدينة إشبيلية الإسبانية.

وقام بتسليم الدعوتين السفير الإسباني لدى ليبيا، سعادة خافيير سوريا، خلال لقاء رسمي جمعه بالرئيس في العاصمة طرابلس، حيث نقل تحيات القيادة الإسبانية، مجددًا تأكيد مدريد على دعمها الكامل لمسار الاستقرار السياسي وتعزيز جهود التنمية في ليبيا.

ويُعد المؤتمر المرتقب منصة دولية مهمة لتعزيز الشراكات في مجالات التنمية المستدامة، ويأتي في إطار تنامي العلاقات الثنائية بين ليبيا وإسبانيا، وحرص البلدين على دعم التعاون الاقتصادي والسياسي المشترك.

هذا وتشهد العلاقات بين ليبيا وإسبانيا تطورًا مستمرًا على الصعيدين السياسي والاقتصادي، حيث تعكس حرص الجانبين على تعزيز التعاون المشترك في مجالات متعددة، وتُعد إسبانيا شريكًا مهمًا لليبيا في دعم مسار الاستقرار السياسي وتنمية الاقتصاد، من خلال المبادرات المشتركة والمساعدات التنموية، بالإضافة إلى تعزيز العلاقات الدبلوماسية والتجارية، كما تسعى مدريد إلى توسيع التعاون في مجالات الطاقة، خاصة الغاز الطبيعي، والاستثمارات، بما يسهم في دفع عجلة التنمية في ليبيا وتحقيق مصالح الطرفين.

مقالات مشابهة

  • موريتانيا تنسحب من مؤتمر دولي رفضا لمشاركة الاحتلال.. الفلسطينيون ليسوا وحدهم‏
  • في مؤتمر دولي… مدير عام الآثار والمتاحف يؤكد ضرورة التضامن الدولي لحماية الآثار والتراث السوري
  • كركي شارك في مؤتمر العمل الدولي في جنيف.. لقاءات رفيعة لتعزيز التعاون العربي
  • حمدان بن مبارك يشهد تدريبات «الأبيض» قبل مواجهة أوزبكستان
  • مؤتمر دولي في علاج الأورام: تقدم مذهل في العلاج الإشعاعي خلال السنوات الأخيرة
  • صندوق النقد الدولي والجامعة الأمريكية بالقاهرة يختتمان أول مؤتمر إقليمي للبحوث الاقتصادية
  • اجتماع فلسطيني فرنسي بشأن تنسيق الجهود لإنجاح المؤتمر الدولي للسلام
  • المنفي يتلقى دعوة من ملك إسبانيا للمشاركة في مؤتمر دولي رفيع المستوى
  • بدعم عُماني.. مؤتمر العمل الدولي يعترف بحقوق دولة فلسطين في "المنظمة الدولية"