شمال سوريا- تشهد المعابر البرية بين تركيا وشمال سوريا حركة كثيفة في أعداد العائدين السوريين، مع تزايد ملحوظ خلال الأيام الأخيرة. ويتركّز الازدحام بشكل أساسي في معبري باب الهوى وباب السلامة في ريفي إدلب وحلب شمال سوريا، حيث تسجّل طوابير طويلة للعائلات المنتظرة للعبور إلى البلاد.

ويُلاحظ أن غالبية العائدين من العائلات المقيمة في الولايات الجنوبية التركية، مثل غازي عنتاب وشانلي أورفة وأضنة، حيث تستمر الحركة بشكل يومي مع توقعات بارتفاع الأعداد خلال الأسابيع المقبلة، في حين تعمل المعابر بكامل طاقتها لتسيير حركة الدخول وتنظيم العبور.

ويرجع تصاعد أعداد العائدين السوريين من تركيا إلى عدة عوامل مجتمعة، منها حلول فصل الصيف الذي يسهل التنقل والعودة إلى الوطن، إضافة إلى تحسن الأوضاع الأمنية والاقتصادية في بعض مناطق شمال سوريا، مما يعزز فرص الاستقرار، كما يسهم انتهاء العام الدراسي في تركيا في دفع العائلات لاتخاذ قرار العودة مع بداية الإجازة الصيفية.

آمال العودة

وبالقرب من معبر "غيلفاغوز" التركي المقابل لمعبر باب الهوى الحدودي مع سوريا، أكد اللاجئ السوري العائد إلى بلاده محمد رحال (38 عاماً) أن قرار العودة كان صعبا، لكن تحسن الوضع الأمني في منطقته ودعم الجهات المحلية جعله يثق بأن المستقبل أفضل في سوريا.

إعلان

وأضاف الرحال، في حديث للجزيرة نت، أن انتهاء العام الدراسي في تركيا ساعده على ترتيب أموره والعودة مع العائلة، مشيرا إلى أن أطفاله متشوقون لرؤية وطنهم الأم الذي كانوا يسمعون عنه في الأخبار ومن معلميهم الأتراك في المدرسة.

سوريون عائدون إلى بلادهم يحدوهم الأمل بمستقبل واعد بعد رفع العقوبات (الجزيرة)

 

بدورها، تحدثت أم أحمد (56 عاما)، لدى انتظارها العبور إلى سوريا من معبر "باب السلامة"، عن قرارها بالعودة بعد سنوات من الغربة والبعد عن أرضها، لافتة إلى أن الحياة في تركيا أصبحت صعبة، وفرص العمل بدأت تقل جدا وسط غلاء إيجارات المنازل والمواد الأساسية.

وقالت أم أحمد للجزيرة نت: "نشعر بالأمل لما نراه من تحسن في مناطقنا في ريف حلب، ونتمنى أن نبني حياة مستقرة مجددا في بلدنا المحرر من ظلم الأسد وأعوانه الظالمين الذين أجرموا لسنوات".

أما محمود الخطيب، الذي تخرج حديثا في إحدى جامعات إسطنبول، فيقول إن حصوله على عمل مسألة صعبة جدا في تركيا، ويشعر بأنه غريب، لافتا إلى أن فرص العمل في سوريا باتت أفضل من السابق، مع التحرير ورحيل الأسد وأخيرا رفع العقوبات.

رفع الجاهزية

ويشير القائمون على إدارة المعابر البرية مع تركيا شمالي سوريا إلى حركة نشطة وملحوظة تشهدها المعابر، خلال الأيام القليلة الماضية، وسط توقعات بأن يزداد أعداد العائدين إلى البلاد.

في هذا الصدد، يقول مدير العلاقات العامة في الهيئة العامة للمنافذ البرية والبحرية مازن علوش إن المعابر الحدودية مع تركيا، لا سيما باب الهوى وباب السلامة، تشهد الأسابيع الأخيرة ارتفاعا ملحوظا في أعداد السوريين العائدين إلى البلاد الذين بلغ عددهم منذ سقوط الأسد نحو 250 ألفا.

 

ترجيحات بتصاعد عدد العائدين مع حلول فصل الصيف (الجزيرة)

 

وأوضح علوش، في حديث للجزيرة نت، أن هذا التزايد يعود إلى عدة عوامل، من أبرزها تحسّن الأوضاع المعيشية داخل بعض المناطق، وعودة الخدمات الأساسية، إلى جانب حالة من الاستقرار الأمني النسبي، وهو ما أسهم في خلق بيئة مشجعة للعودة الطوعية.

إعلان

ولفت علوش إلى أن الهيئة اتخذت جميع الإجراءات اللازمة لاستيعاب هذا التدفق، من خلال رفع الجاهزية الإدارية والفنية في المعابر، وتشكيل فرق متخصصة لاستقبال العائدين وتوجيههم، فضلا عن تسريع الإجراءات المتعلقة بمعاملاتهم. كما تم تخصيص فرق طبية لمتابعة الحالات الصحية، وتقديم الدعم اللازم لكبار السن والعائلات.

وختم بالقول "ننظر إلى هذه العودة كإشارة مهمة على استعادة الثقة بالمؤسسات الوطنية، ونعمل بالتنسيق مع جميع الجهات المعنية على توفير بيئة آمنة ومحفّزة لمزيد من العائدين الراغبين بالاستقرار".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: الحج حريات الحج فی ترکیا إلى أن

إقرأ أيضاً:

المرور في تركيا يدخل مرحلة جديدة: غرامات بالالاف وسحب الرخص لأشهر

أعلن وزير الداخلية التركي علي يرلي كايا عن حزمة جديدة من العقوبات الصارمة بحق مرتكبي مخالفات المرور، في تصريحات أدلى بها خلال مشاركته في بث مباشر على قناة خبرترك، حيث كشف عن تفاصيل “العهد الجديد في المرور” قبيل عيد الأضحى المبارك.

 عقوبات صارمة للمخالفات الخطرة
قال الوزير يرلي كايا إن التعديلات الجديدة في قانون المرور تشمل 36 مادة، وقد تم تمريرها من لجنة العدل في البرلمان، ومن المنتظر عرضها على الجمعية العامة بعد العيد.

وأوضح أن العقوبات الجديدة تستهدف المخالفات التي تسبب أكبر عدد من الوفيات والإصابات، مثل:

السير في الاتجاه المعاكس:
في الطرق أحادية الاتجاه: 10 آلاف ليرة
في الطرق الداخلية المزدوجة: 20 ألف ليرة
في الطرق السريعة: 90 ألف ليرة + سحب الرخصة 60 يومًا

القيادة الاستعراضية (مَقص):
غرامة 90 ألف ليرة
سحب الرخصة 60 يومًا
حجز المركبة 60 يومًا

إغلاق الطرق بالاحتفالات أو الرقص في الأنفاق والجسور:
غرامة 180 ألف ليرة
سحب الرخصة 60 يومًا
حجز المركبة 60 يومًا

النزول من السيارة بنية الاعتداء أو الشجار:
غرامة 180 ألف ليرة
سحب الرخصة

عدم إعطاء أولوية المرور لسيارات الإسعاف أو الإطفاء:
غرامة 46 ألف ليرة
سحب الرخصة 30 يومًا
حجز المركبة 30 يومًا
تكرار المخالفة مرتين خلال 5 سنوات يؤدي إلى سحب الرخصة نهائيًا

اقرأ أيضا

زلزال خفيف يضرب إسطنبول

مقالات مشابهة

  • موسم حج تاريخي بالأرقام: الكشف عن إجمالي أعداد الحجاج لموسم 1446هـ
  • "الإحصاء": 1,673,230 إجمالي أعداد الحجاج لموسم 1446
  • المرور في تركيا يدخل مرحلة جديدة: غرامات بالالاف وسحب الرخص لأشهر
  • السماح بعبور المسافرين عبر المعابر الحدودية مع تركيا طيلة أيام العيد
  • تركيا: البوادر الأوليّة لقرارات رفع العقوبات عن سوريا بدأت تظهر
  • بعد موسم محبط.. مهاجم ليفربول يرحب بالعودة إلى إيطاليا
  • كييزا يرحب بالعودة إلى إيطاليا بعد موسم محبط مع ليفربول
  • مطار القاهرة يختم موسم سفر الحجاج واستعدادات مكثفة لرحلات العودة الأسبوع القادم
  • اختتام موسم سفر الحجاج من مطار القاهرة واستعدادات مكثفة لرحلات العودة