موسم العودة إلى سوريا.. ازدحام المعابر مع تركيا وأمل بحياة جديدة بعد الغربة
تاريخ النشر: 5th, June 2025 GMT
شمال سوريا- تشهد المعابر البرية بين تركيا وشمال سوريا حركة كثيفة في أعداد العائدين السوريين، مع تزايد ملحوظ خلال الأيام الأخيرة. ويتركّز الازدحام بشكل أساسي في معبري باب الهوى وباب السلامة في ريفي إدلب وحلب شمال سوريا، حيث تسجّل طوابير طويلة للعائلات المنتظرة للعبور إلى البلاد.
ويُلاحظ أن غالبية العائدين من العائلات المقيمة في الولايات الجنوبية التركية، مثل غازي عنتاب وشانلي أورفة وأضنة، حيث تستمر الحركة بشكل يومي مع توقعات بارتفاع الأعداد خلال الأسابيع المقبلة، في حين تعمل المعابر بكامل طاقتها لتسيير حركة الدخول وتنظيم العبور.
ويرجع تصاعد أعداد العائدين السوريين من تركيا إلى عدة عوامل مجتمعة، منها حلول فصل الصيف الذي يسهل التنقل والعودة إلى الوطن، إضافة إلى تحسن الأوضاع الأمنية والاقتصادية في بعض مناطق شمال سوريا، مما يعزز فرص الاستقرار، كما يسهم انتهاء العام الدراسي في تركيا في دفع العائلات لاتخاذ قرار العودة مع بداية الإجازة الصيفية.
آمال العودة
وبالقرب من معبر "غيلفاغوز" التركي المقابل لمعبر باب الهوى الحدودي مع سوريا، أكد اللاجئ السوري العائد إلى بلاده محمد رحال (38 عاماً) أن قرار العودة كان صعبا، لكن تحسن الوضع الأمني في منطقته ودعم الجهات المحلية جعله يثق بأن المستقبل أفضل في سوريا.
إعلانوأضاف الرحال، في حديث للجزيرة نت، أن انتهاء العام الدراسي في تركيا ساعده على ترتيب أموره والعودة مع العائلة، مشيرا إلى أن أطفاله متشوقون لرؤية وطنهم الأم الذي كانوا يسمعون عنه في الأخبار ومن معلميهم الأتراك في المدرسة.
بدورها، تحدثت أم أحمد (56 عاما)، لدى انتظارها العبور إلى سوريا من معبر "باب السلامة"، عن قرارها بالعودة بعد سنوات من الغربة والبعد عن أرضها، لافتة إلى أن الحياة في تركيا أصبحت صعبة، وفرص العمل بدأت تقل جدا وسط غلاء إيجارات المنازل والمواد الأساسية.
وقالت أم أحمد للجزيرة نت: "نشعر بالأمل لما نراه من تحسن في مناطقنا في ريف حلب، ونتمنى أن نبني حياة مستقرة مجددا في بلدنا المحرر من ظلم الأسد وأعوانه الظالمين الذين أجرموا لسنوات".
أما محمود الخطيب، الذي تخرج حديثا في إحدى جامعات إسطنبول، فيقول إن حصوله على عمل مسألة صعبة جدا في تركيا، ويشعر بأنه غريب، لافتا إلى أن فرص العمل في سوريا باتت أفضل من السابق، مع التحرير ورحيل الأسد وأخيرا رفع العقوبات.
رفع الجاهزيةويشير القائمون على إدارة المعابر البرية مع تركيا شمالي سوريا إلى حركة نشطة وملحوظة تشهدها المعابر، خلال الأيام القليلة الماضية، وسط توقعات بأن يزداد أعداد العائدين إلى البلاد.
في هذا الصدد، يقول مدير العلاقات العامة في الهيئة العامة للمنافذ البرية والبحرية مازن علوش إن المعابر الحدودية مع تركيا، لا سيما باب الهوى وباب السلامة، تشهد الأسابيع الأخيرة ارتفاعا ملحوظا في أعداد السوريين العائدين إلى البلاد الذين بلغ عددهم منذ سقوط الأسد نحو 250 ألفا.
وأوضح علوش، في حديث للجزيرة نت، أن هذا التزايد يعود إلى عدة عوامل، من أبرزها تحسّن الأوضاع المعيشية داخل بعض المناطق، وعودة الخدمات الأساسية، إلى جانب حالة من الاستقرار الأمني النسبي، وهو ما أسهم في خلق بيئة مشجعة للعودة الطوعية.
إعلانولفت علوش إلى أن الهيئة اتخذت جميع الإجراءات اللازمة لاستيعاب هذا التدفق، من خلال رفع الجاهزية الإدارية والفنية في المعابر، وتشكيل فرق متخصصة لاستقبال العائدين وتوجيههم، فضلا عن تسريع الإجراءات المتعلقة بمعاملاتهم. كما تم تخصيص فرق طبية لمتابعة الحالات الصحية، وتقديم الدعم اللازم لكبار السن والعائلات.
وختم بالقول "ننظر إلى هذه العودة كإشارة مهمة على استعادة الثقة بالمؤسسات الوطنية، ونعمل بالتنسيق مع جميع الجهات المعنية على توفير بيئة آمنة ومحفّزة لمزيد من العائدين الراغبين بالاستقرار".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: الحج حريات الحج فی ترکیا إلى أن
إقرأ أيضاً:
تركيا تبدأ تزويد سوريا بالغاز الطبيعي في 2 أغسطس
قال وزير الطاقة التركي ألب أرسلان بيرقدار اليوم الأربعاء إن بلاده ستبدأ تزويد سوريا بالغاز الطبيعي اعتبارا من 2 أغسطس/ آب، مضيفا أن أذربيجان ستشارك أيضا في التصدير عبر بلدة كلس التركية، حسبما نقلت عنه وكالة الأناضول.
وكان بيرقدار قال خلال زيارة إلى دمشق في مايو/أيار الماضي إن تركيا ستزود سوريا بملياري متر مكعب من الغاز الطبيعي سنويا، بالإضافة إلى ألف ميغاواط من الكهرباء.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2فايننشال تايمز: تعهدات أوروبا باستيراد النفط والغاز الأميركي مستحيلةlist 2 of 2مصر تتجه إلى استيراد المزيد من الغاز وتزيد المنافسة العالميةend of listربط الشبكةكما أعلن بيرقدار الشهر الماضي عن اكتمال ربط شبكة الغاز الطبيعي التركية مع الشبكة السورية، في خطوة تهدف إلى تعزيز البنية التحتية للطاقة في سوريا، ودعم جهود إعادة الإعمار.
وقال بيرقدار في الندوة الدولية التاسعة لمنظمة "أوبك" في فيينا: إن الغاز المصدر سيُستخدم بشكل رئيسي لتوليد الكهرباء، وهو ما سيسهم في زيادة ساعات التشغيل وتخفيف معاناة الشعب السوري بسبب النقص الحاد في الطاقة.
وأكد وزير الطاقة السوري محمد البشير في منشور على منصة "إكس"، أن الاتفاق مع الجانب التركي يتضمن تزويد سوريا بـ6 ملايين متر مكعب من الغاز يوميا عبر خط كيليس/حلب، بما يعادل حوالي ملياري متر مكعب سنويا.
وأضاف أن هذا المشروع سيعزز قدرات محطات توليد الكهرباء خاصة في حلب التي تضررت بشدة جراء الحرب المستمرة لـ13 عاما.
وأوضح بيرقدار أن تركيا أرسلت فرقا فنية إلى سوريا لتحديد احتياجات البنية التحتية، وتحولت الجهود إلى مشاريع ملموسة خلال الأشهر الماضية، كما بدأت تزويد حلب بـ200 ميغاواط من الكهرباء، مع خطط لتوسيع الدعم إلى 1000 ميغاواط، واستكمال خط كهرباء بجهد 400 كيلوفولت بنهاية العام.
ووقّعت سوريا مذكرة تفاهم مع أذربيجان لتوريد الغاز عبر تركيا وتنفيذ مشاريع مشتركة في الطاقة والتنقيب، ضمن مساعٍ لتعزيز التعاون الإقليمي وتوسيع مصادر تأمين الطاقة.