خبيران: أوروبا أمام فرصة تاريخية للاستقلال العسكري والخروج من عباءة أميركا
تاريخ النشر: 6th, June 2025 GMT
اتفق خبيران في العلاقات الدولية على أن القارة الأوروبية تواجه تحدياً إستراتيجياً كبيراً في ظل سياسات واشنطن الجديدة، لكنها تملك فرصة تاريخية حقيقية لبناء قدراتها الدفاعية المستقلة إذا استطاعت استغلال هذه الضغوط إيجابيا.
فقد أجمع كل من أستاذ العلاقات الدولية الدكتور حسني عبيدي والكاتب المتخصص في الشأن الأميركي محمد المنشاوي على أن أوروبا تفتقد حالياً إلى القوة العسكرية الكافية للاستغناء عن الحماية الأميركية.
وأكد عبيدي، أن الدول الأوروبية تفتقد القوة العسكرية الكافية للتخلي عن الحماية الأميركية، خاصة من ناحية العدد، حيث وصف الإمكانيات الأوروبية في هذا الصدد بأنها ضعيفة جداً، وكذلك ضعفها الكبير في التأمين الجوي وهو ما وصفه بأنه "كارثة كبيرة".
ويتوافق هذا التقييم مع رؤية المنشاوي الذي يؤكد ضرورة الاستثمار في الدفاعات الجوية كما يريد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته.
وكانت وكالة الأنباء الألمانية قد نقلت عن مصادر مطلعة "إن الحلف يوافق على أضخم برنامج لإعادة التسلح منذ انتهاء الحرب الباردة".
وعقد وزراء الدفاع في دول الحلف اليوم الخميس، اجتماعاً بغرض التوصل إلى اتفاق بشأن أهداف القدرات الجديدة للتحالف.
إعلانوقال الأمين العام للحلف من بروكسل، إن الحلف سيزيد إنفاقه العسكري، وسيعزز إنتاجه من الأسلحة ودعمه لأوكرانيا.
وفي تصريحات قبيل اجتماع وزراء دفاع الحلف، أضاف روته، أنه يتعين على الحلف الاستثمار في الدفاع الجوي والصواريخ طويلة المدى ونظم التحكم لتأمين سلامة نحو مليار شخص يعيشون داخل حدود الحلف، وتوقع أن يتم الاتفاق اليوم على أهداف قدرات الحلف الجديدة.
فرص سابقة
وأجمع الخبيران على أن أوروبا أضاعت فرصة ذهبية للتحضير خلال العقد الماضي، حيث أوضح المنشاوي، أن الرئيس دونالد ترامب وخطابه المعادي لحلف الناتو ظهر منذ عام 2015، منذ 10 سنوات، وهو يهدد ويرى أن الحلف ليس له قيمة للولايات المتحدة.
وأضاف أن القارة الأوروبية كان لديها 10 سنوات كاملة لكي تعدل من وضعها الدفاعي وأن تزيد من ميزانيتها العسكرية.
وفي نفس السياق، أكد عبيدي أنه كان يفترض بأوروبا منذ 3 سنوات ومن بداية حرب أوكرانيا أن تفكر في مرحلة ما بعد الرئيس الأميركي جو بايدن.
ورغم هذا التقصير، أجمع الخبيران على أن أوروبا تملك الإمكانيات التقنية والصناعية اللازمة لبناء قدراتها الدفاعية.
فقد أشار المنشاوي إلى أن القارة الأوروبية قارة متقدمة صناعياً، لديها كثير من التكنولوجيات والمهارات البشرية والبنية التحتية للتصنيع، لكنها لا تستغل ذلك بالشكل الأمثل.
وهذا ما أكده عبيدي عندما تحدث عن قدرة دول، مثل بريطانيا وألمانيا وفرنسا على أن تكون في المقدمة إذا قررت الاستثمار بجدية في قطاع الدفاع، ويمكن أن تشكل الأساس الذي يمكن البناء عليه لتحقيق الاستقلال العسكري المنشود.
الضغط الأميركي كمحفز إيجابي
كما اتفق الخبيران على أن الضغط الأميركي، قد يكون مفيداً لدفع أوروبا نحو الاستقلال العسكري.
واعتبر المنشاوي، أن الضغط من الرئيس ترامب ووزير دفاعه بيت هيغسيث على الجهات الأوروبية إيجابي في دفعهم إلى رفع هذا المعدل الإنفاقي في الدفاع.
إعلانوأضاف أن تكرار ترامب لهذه المطالب علناً يهيئ الرأي العام الأوروبي أيضاً ويسهل من مهمة القادة الأوروبيين في إقناع شعوبهم لتعزيز الاستثمار في المجال الدفاعي.
من جانبه، أكد عبيدي أن على أوروبا أن تشكر الرئيس ترامب بسبب موقفه المعادي للحلف، لأنها دعوة لها لأن تعتمد على نفسها.
وأكد المنشاوي، أن إدارة ترامب تتعامل مع الأمن الأوروبي وفق منطق تجاري بحت، حيث أوضح أن ترامب رجل صفقات يتعامل مع كل القضايا العالمية والقضايا الخاصة للولايات المتحدة كصفقة تجارية.
التركيز على الصين
واتفق المنشاوي وعبيدي على أن الولايات المتحدة لا تعتبر روسيا التهديد الأكبر، بل تركز على الصين.
وبحسب المنشاوي فإن الولايات المتحدة ترى روسيا دولة متراجعة عسكرياً وتكنولوجياً، ولذلك فإن الأولوية لدى إدارة ترامب هو التركيز على الصين.
وأضاف أن اقتصاد روسيا بالنسبة للولايات المتحدة لا يتعدى اقتصاد ولاية أوهايو أو إنديانا، فهي دولة متوسطة الحجم.
وهذا ما أكده عبيدي عندما تحدث عن رغبة أميركا في توحيد أوروبا ضد ما تصفه بـ"الخطر الصيني".
قمة لاهاي
كما أجمع الخبيران على أهمية قمة لاهاي المقبلة كنقطة تحول محتملة، وتوقع المنشاوي، أن يحضر الرئيس ترامب القمة على عكس التوقعات، ولم يستبعد أن يوجه ترامب خلال القمة رسائل قوية جداً للقادة الأوروبيين.
ومن جانبه، رجح عبيدي أن تقدم أوروبا عرضاً كبيراً أو عرضاً مغرياً للإدارة الأميركية، وأن تقوم كذلك بثورة عسكرية بتبني سياسات طموحة جداً، واعتبر أن هذه القمة ستكون بمثابة اختبار حقيقي لجدية الالتزامات الأوروبية الجديدة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: الحج حريات الحج على أن
إقرأ أيضاً:
إسبانيا وفرنسا.. ليلة تاريخية بـ9 أهداف تكسر الأرقام في دوري الأمم الأوروبية
لم تكن مواجهة إسبانيا وفرنسا في نصف نهائي دوري الأمم الأوروبية مجرد مباراة عابرة، بل كانت أمسية كروية استثنائية دخلت تاريخ البطولة من أوسع أبوابه، سواء من حيث المتعة والإثارة أو من خلال الأرقام القياسية غير المسبوقة التي سجلت خلالها.
المباراة انتهت بفوز إسبانيا بنتيجة 5-4 في واحدة من أكثر المواجهات جنونًا، لتُصبح الأعلى تهديفًا في تاريخ المسابقة، وفقًا لما أوردته شبكة "أوبتا" للإحصائيات. فلم يسبق أن شهدت بطولة دوري الأمم الأوروبية تسجيل 9 أهداف في مباراة واحدة، مما جعل هذه المواجهة لحظة فارقة في سجل البطولة.
انهيار فرنسي تاريخيمن جهة أخرى، سجلت فرنسا رقمًا سلبيًا لم تعرفه منذ أكثر من 50 عامًا، حيث استقبلت شباكها 5 أهداف في مباراة واحدة لأول مرة منذ 12 مارس 1969، عندما تلقت خسارة قاسية أمام إنجلترا بخماسية نظيفة. هذه النتيجة المؤلمة عكست حجم الارتباك الدفاعي الذي عانى منه "الديوك" أمام المد الهجومي الإسباني.
هجوم فرنسي عنيف وصمود إسباني مقلقورغم الفوز التاريخي، فإن المنتخب الإسباني واجه ضغطًا هجوميًا هائلًا من نظيره الفرنسي، إذ تلقى 24 تسديدة على مرماه خلال اللقاء. ووفقًا لـ "أوبتا"، يُعد هذا الرقم الأعلى الذي يتلقاه منتخب إسبانيا منذ تولي لويس دي لا فوينتي مهام تدريب الفريق، وهو ما يكشف عن بعض الهشاشة الدفاعية التي قد تحتاج إلى معالجة قبل المواجهة النهائية.
تأهل مثير ومواجهة منتظرةوسط كل هذه الأرقام واللحظات المثيرة، تمكن "لاروخا" من اقتناص بطاقة التأهل إلى نهائي دوري الأمم الأوروبية، حيث سيضرب موعدًا مع المنتخب البرتغالي في مواجهة منتظرة على اللقب.