أصبح التسول عبر الفضاء الإلكتروني قضية مثيرة للاهتمام والمناقشة، كما أضحى مشكلة اجتماعية تثير قلق مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي، والتي أوجدت حالة من «الجدل والإثارة» في صفوف الأفراد في الكثير من المجتمعات. واستغل جمع غفير من المستخدمين للبرامج التواصلية الفرصة للحصول على الفوائد المكتسبة من خلال «التسول الإلكتروني» والجلوس لساعات طويلة في مناشدة الناس بالمساعدة، مستخدمين تقنية «البث المباشر» عبر التطبيقات ذات الشهرة العالمية.
لكن مع هذا الكم الهائل من المستخدمين يوميًا، وانضمام أعداد غفيرة منهم، وأيضًا استخدامهم لبعض الأساليب المبتكرة في تضليل الجهات الرقابية، مع استمرارهم في ابتزاز الآخرين والتأثير عليهم من أجل الحصول على المال بدافع الشفقة أحيانًا، ولأغراض أخرى؛ جعل الأمر يصبح حالة من «الكرّ والفرّ».
بعض المستخدمين يتنازلون تلقائيًا عن آدميتهم وإنسانيتهم التي فُطروا عليها، من أجل الحصول على المال، فيستبيحون الحُرمات، ويعقدون حجرات البث المباشر في أماكن ذات خصوصية شخصية. لا يلتزم بعضهم بالجوانب الأدبية والأخلاقية، ولا يحفظون ألسنتهم من التلفظ بألفاظ خارجة، والقيام بحركات مشينة، بل يحاولون أيضًا تداول جولاتهم وسخافاتهم عبر تلك القنوات التفاعلية بشكل علني!
الدافع إلى كل ذلك -كما قلت سابقًا- هو الحصول على المال دون عناء أو مشقة. ومن المثير في الأمر أن بعض المتسولين على مثل هذه البرامج نجحوا في إقناع الداعمين لهم بتقديم الهدايا الثمينة والمبالغ المالية الوفيرة، فمن بث مباشر واحد، يجني بعض المستخدمين ثراءً غير معقول!
وهذا يُفسّر حالة التغيّر في حياة بعض «العابثين» ممن يفتحون «البث المباشرة» بشكل يومي، يقدمون أفكارًا مسمومة ونماذج مغلوطة عن الحياة، وأصبح هؤلاء الراغبون في الثراء السهل يخرجون إلى العلن في كل يوم مع أطفالهم وأسرهم. فالكثير منهم يدّعي «العوز والفقر» ولا يُقدّم أي محتوى هادف يمكن أن نُطلق عليه «محترم».
الكثير من «المتسولين» في بعض التطبيقات يستخدمون استراتيجيات متعددة لجذب التعاطف العام بسهولة.
ومن أخطر أنواع الاستراتيجيات المستخدمة من قِبل بعض منشئي المحتوى هو استغلال فئة كبار السن من الآباء والأمهات، وإظهارهم بشكل بائس وحزين، وذلك لكسب تعاطف الناس والحصول على المكسب المادي السريع، والدخول في جولات التحدي التي تستمر لساعات، ويتم فيها إسقاط أسس الفضيلة، وإبراز مصطلحات الرذيلة على أنها جزء من «الهرج والمرج»، أيضًا اللجوء إلى الاستعطاف المباشر من خلال الأسر والأفراد وغيرها من الحيل الذكية.
إن غرف المحادثات المباشرة أصبحت «بؤرَة ضلال وفساد» تدرّ على محاربي القيم والأخلاق الفاضلة أموالًا طائلة، ولذا فهم يستمرون في تقديم التفاهة والابتذال والسخرية، وأحيانًا الخروج عن القيم بأفعال منافية للآداب العامة، وغيرها من الأمور التي لا يجب ذكرها أو التطرق إليها هنا.
وبما أن هذه البرامج متاحة للجميع وبالمجان، وتَجلب الشهرة والمال، فإنها أصبحت «مهنة من لا مهنة له»، والبعض لا يفكر أصلًا في العمل أو التعب أو حتى تقديم محتوى يستفيد منه الآخرون، بل يهتم أكثر بالتركيز للحصول على الدعم من المتابعين، الذين يجتمعون في مكان واحد، ولأغراض مختلفة، يُنفقون ما لديهم من مال في سبيل الحصول على التفاهة تحت مسميات براقة.
الحرب التي تشنها الجهات الرقابية على مثل هذه البرامج لم تأتِ من فراغ، وحملة التحذير من تجاوز الخطوط الحمراء لها ما يُبررها قانونيًّا وأخلاقيًّا. فكثيرًا ما نقرأ عن محاسبة بعض المشتغلين في مثل هذه البرامج الذين يُصدر بحقهم أحكام قضائية، وبعضهم يذهب خلف القضبان.
من المؤسف أن مثل هذه البرامج يستخدمها جميع فئات الناس، صغيرًا وكبيرًا، وقد تكون أداة سهلة للخروج عن المبادئ والأطر الإنسانية والأخلاقية في سبيل الحصول على المال.
وتبقى الحلول المقترحة، التي دعا إليها الخبراء في مجال تقنية المعلومات، هي في التعرف على دور خوارزميات المنصات الاجتماعية في انتشار ظاهرة التسول الإلكتروني، بالإضافة إلى مراجعة القوانين والسياسات المتعلقة بالتسول الإلكتروني.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: الحصول على المال
إقرأ أيضاً:
قيادي بمستقبل وطن: الجمهورية الجديدة بقيادة الرئيس تحقق أحلام المصريين
أكد شريف النسيري، الأمين المساعد لأمانة المصريين بالخارج بحزب مستقبل وطن وعضو مجلس إدارة اتحاد شباب المصريين بالخارج، أن اهتمام الرئيس عبد الفتاح السيسي بالمصريين في الخارج يُجسد روح الجمهورية الجديدة، ويعكس نهجًا راسخًا في الشمول والاحتواء، مشيدًا برسالة التهنئة التي وجّهها إلى مسلمي مصر بالخارج بمناسبة قرب حلول عيد الأضحى المبارك.
اهتمام السيسي بالمصريين في الخارجوتقدَّم النسيري بخالص التهاني إلى الرئيس السيسي، بهذه المناسبة العطرة، داعيًا المولى عز وجل أن يُعيدها على مصر، قيادةً وشعبًا، بالخير واليُمن والبركات، وعلى الأمة العربية والإسلامية بالأمن والسلام والاستقرار.
وفي تصريح صحفي له اليوم، عبّر النسيري عن تقديره للحرص الذي يُبديه الرئيس في التواصل الدائم مع أبناء الوطن داخل مصر وخارجها، قائلًا إن هذه الرسائل الداعمة تُعزّز شعور الانتماء، وتؤكد أن الدولة المصرية تحت قيادة الرئيس السيسي لا تنسى أبناءها أينما كانوا، بل تعتبرهم جزءًا لا يتجزأ من مسيرة البناء الوطني.
طفرة تنموية ومشروعات قومية كبرىوأضاف الأمين المساعد لأمانة المصريين بالخارج، أن ما تشهده مصر من طفرة تنموية ومشروعات قومية كبرى هو ترجمة لرؤية استراتيجية شاملة يقودها الرئيس السيسي لبناء دولة حديثة قوية، تمتلك أدوات النهضة وتضع المواطن في قلب أولوياتها، مشيرًا إلى أن تلك الإنجازات باتت واقعًا ملموسًا يشعر به المواطن داخل البلاد وخارجها.
كما أشاد النسيري بمسيرة الجمهورية الجديدة التي أطلقها الرئيس، مؤكدًا أنها ترتكز على أسس قوية في بناء الإنسان وتعزيز قيم الانتماء والعمل، وتحقيق العدالة الاجتماعية والتنمية المستدامة، لافتًا إلى أن المصريين بالخارج يلمسون هذه النجاحات ويشعرون بالفخر لما وصلت إليه بلادهم من استقرار ونمو في ظل تحديات إقليمية ودولية معقدة.
واختتم النسيري حديثه بتجديد العهد على مواصلة العمل تحت راية القيادة السياسية، وخدمة مصالح الوطن والمواطن، داعيًا الله عز وجل أن يحفظ مصر وشعبها وجيشها وقيادتها، وأن يُعيد عيد الأضحى المبارك على الجميع بالخير واليُمن والبركات.