شهدت الأيام الأخيرة تصعيدًا غير مسبوق في التوتر بين الرئيس الأمريكي السابق والمرشح المحتمل للانتخابات القادمة، دونالد ترامب، ورجل الأعمال والملياردير الشهير إيلون ماسك، الرئيس التنفيذي لشركات Tesla وSpaceX وX (تويتر سابقًا). وتحول الخلاف من تباين في الرؤى الاقتصادية إلى هجوم شخصي متبادل، ما أثار اهتمامًا عالميًا واسعًا بالنظر إلى مكانة الطرفين وتأثيرهما في السياسة والاقتصاد والتكنولوجيا.

انطلقت شرارة الخلاف عندما انتقد ماسك مشروع القانون تقدم به ترامب، والذي يُعرف باسم One Big Beautiful Bill، ويهدف إلى خفض الضرائب وزيادة الإنفاق الحكومي.
ماسك وصف الخطة بـ »الخطيرة والمبنية على وهم اقتصادي »، معتبراً أنها قد تزيد من عجز الميزانية الأمريكية وتُضعف استقرار الأسواق.

وفي رد مباشر، هاجم ترامب ماسك في خطاب علني ووصفه بـ »المتغطرس الذي فقد توازنه »، مهددًا بإلغاء جميع العقود الفيدرالية مع شركاته، وعلى رأسها SpaceX، التي تُعد شريكًا استراتيجياً لوكالة الفضاء الأمريكية ناسا.

وفي خطوة وُصفت بأنها « غير معتادة في الخطاب السياسي الأمريكي »، اتهم إيلون ماسك ترامب بمحاولة التستر على تورطه في فضائح جنسية تعود إلى علاقته المحتملة برجل الأعمال الأمريكي الراحل جيفري إبستين (Jeffrey Epstein)، والذي كان قد اتُهم بإدارة شبكة واسعة للاتجار والاستغلال الجنسي للقاصرات قبل أن يُعثر عليه ميتًا في زنزانته عام 2019 في ظروف غامضة.

وطالب ماسك بالكشف عن « سجل زوار جزيرة إبستين » – في إشارة إلى الجزيرة الخاصة التي كان إبستين يدعو إليها شخصيات نافذة من عالمي السياسة والمال – داعيًا إلى فتح تحقيقات رسمية بشأن من استفادوا من علاقاته أو تستروا على أنشطته.

من جهته دعا البيت الأبيض إلى التهدئة، مشيرًا إلى أن « الصراع بين ترامب وماسك لا يخدم المصلحة العامة ».

وسائل الإعلام الأمريكية اعتبرت أن هذه المواجهة قد تغيّر شكل الحملة الانتخابية القادمة، في ظل اتساع تأثير ماسك إعلاميًا عبر منصة X.

أسواق المال شهدت تراجعًا في أسهم شركة Tesla بنسبة قاربت 15%، مما أدى إلى خسارة ماسك ما يفوق 30 مليار دولار من ثروته، في الوقت الذي ارتفعت فيه أسهم شركات منافسة.

معلقون سياسيون رأوا أن إقحام قضية إبستين في الخطاب الانتخابي قد يفتح ملفات ظلت مغلقة لسنوات، ويؤثر على شخصيات أخرى على علاقة بالملف.

في تصريح لاحق، أكد ماسك أنه لا يعارض ترامب شخصيًا، لكنه ضد عودة أي زعيم « يخفي الحقائق ويعيد إنتاج الفساد تحت غطاء من الشعبوية »، مضيفًا: « نحتاج إلى قادة يخضعون للمحاسبة مثل باقي المواطنين، لا من يهددون خصومهم بالانتقام السياسي ».

 

 

كلمات دلالية إيلون ماسك الرئيس الأمريكي ترامب

المصدر: اليوم 24

كلمات دلالية: إيلون ماسك الرئيس الأمريكي ترامب

إقرأ أيضاً:

ديمقراطيون يطالبون بنشر ملفات قضية إبستين

اتخذ ديمقراطيون الأربعاء خطوة جديدة نحو إجبار الرئيس الأميركي دونالد ترامب على رفع الحظر المفروض على نشر ملفات التحقيق في قضية جيفري إبستين المتهم بارتكاب اعتداءات جنسية، مستندين إلى نص قديم لمواصلة الضغط في قضية تشكل مصدر إزعاج للإدارة الجمهورية.

ويواجه البيت الأبيض على نحو متزايد ضغوطا مكثفة لاتباع نهج أكثر شفافية بشأن قضية إبستين الذي توفي في سجن فدرالي عام 2019 قبل محاكمته بتهمة التآمر للاتجار بالبشر لأغراض جنسية.

وأدى موت جيفري إبستين إلى تأجيج نظريات غير مؤكدة تزعم أنه قُتل لمنع الكشف عن معلومات تتعلق بشخصيات بارزة.

وأثار ترامب الثلاثاء مزيدا من التساؤلات حول علاقته بإبستين حين قال لصحفيين إنه اختلف مع صديقه السابق بعدما "سرق" الأخير موظفين من المنتجع الصحي في دارته في مارالاغو.

وفي وقت سابق من الشهر الحالي، أثارت وزارة العدل غضب مناصرين للرئيس بقولها إن إبستين توفي منتحرا ولم يكن لديه "قائمة عملاء"، رافضة نظريات مؤامرة حول تواطؤ مفترض لشخصيات ديمقراطية بارزة كان يروّج لها منذ سنوات قادة في حركة "جعل أميركا عظيمة مجددا" (ماغا) التي أطلقها ترامب.

ووجه زعيم الأقلية الديمقراطية في مجلس الشيوخ تشاك شومر والأعضاء الديمقراطيون في لجنة الأمن الداخلي والشؤون الحكومية، كتابا إلى وزارة العدل للمطالبة بالاطلاع على المواد بموجب نص في القوانين الفدرالية يعرف بـ"قاعدة الخمسة".

ويفرض -النص الذي أدخل قبل قرن ونادرا ما يتم تفعيله- على إدارات حكومية تقديم معلومات ذات صلة إذا طلبها 5 أعضاء في لجنة رقابة رئيسية في مجلس الشيوخ.

ولم يتضح ما إذا يمكن لمحكمة أن تأمر بتفعيل النص، لكن حتى إن فشل المسعى، تبقي خطوة الديمقراطيين الضوء مسلطا على قضية تنغص على ترامب صيفه، وتثير انقساما في صفوف الجمهوريين، مع بدء مجلس النواب عطلته الصيفية قبل يوم من الموعد المحدد لذلك تجنبا لأي تصويت على صلة بها.

ترامب يحث مناصريه على الكف عن المطالبة بنشر ملفات قضية إبستين (غيتي إيميجز)ضغوط لفرض النشر

ويحض ترامب مناصريه على الكف عن المطالبة بنشر ملفات قضية إبستين، لكن قادة ديمقراطيين في الكونغرس وبدعم جمهوري محدود، يسعون لإجراء تصويت لفرض النشر.

إعلان

والأسبوع الماضي، وافق الأعضاء الديمقراطيون في لجنة الإشراف على مجلس النواب، بدعم من بعض الجمهوريين، على توجيه مذكرة إلى وزارة العدل للاطلاع على الوثائق، لكن الطلب لم يُرسل بعد.

ويسعى مشرّعون إلى عقد جلسة استجواب لشريكة إبستين السابقة غيلاين ماكسويل التي تقضي عقوبة بالحبس 20 عاما لإدانتها بالضلوع في جرائمه.

وقال محامي ماكسويل إنها ستتحدث إلى لجنة الإشراف والإصلاح الحكومي إذا مُنحت حصانة تمنع ملاحقتها عما ستدلي به في شهادتها.

وقال متحدث باسم اللجنة "سترد لجنة الإشراف على محامي ماكسويل قريبا، لكنها لن تنظر في منحها حصانة".

ودفع سعي الديمقراطيين إلى ربط التصويت على ملفات قضية إبستين بمشاريع قوانين غير ذات صلة، رئيس مجلس النواب مايك جونسون الأسبوع الماضي إلى إعلان بدء العطلة الصيفية قبل يوم من الموعد المحدد لذلك، لمنعهم من تحقيق مرادهم.

وفي خطاب ألقاه الثلاثاء في مجلس الشيوخ، قال شومر إن "ترامب وعد خلال حملته الانتخابية بنشر ملفات قضية إبستين. لقد قطع ذاك الوعد، ولم يفِ به حتى الآن".

مقالات مشابهة

  • مميزات تطبيق XChat من إيلون ماسك.. هل يمكنه منافسة واتساب وتيليجرام؟
  • الدبلوماسية في زمن التلغرام.. رسائل نووية علنية وتهديدات متبادلة
  • إيلون ماسك يدعو دول الاتحاد الأوروبي إلى تفكيك التكتل
  • بلومببرغ: FBI أخفى اسم ترامب وشخصيات رفيعة من قضية جيفري إبستين
  • الفيدرالي الأمريكي يخفي اسم ترامب من قضية إبستين
  • الرئيس الأمريكي: علينا الحذر من التهديد النووي
  • كمبوديا ترشح الرئيس الأمريكي لجائزة نوبل للسلام
  • ما علاقة إيلون ماسك بصعود شخصيات اليمين المتشدد في أوروبا؟
  • الرئيس البرازيلي يتعهد بمواجهة العقوبات والرسوم الأمريكية
  • ديمقراطيون يطالبون بنشر ملفات قضية إبستين