من يلجم جموح (نتنياهو بونابرت)..؟!
تاريخ النشر: 8th, June 2025 GMT
من اليمن حاضرة سبأ وحمير إلى بغداد أرض الرافدين، مرورا بدمشق الحاضرة السومرية، إلى بيروت لبنان، التي لقبت ذات يوم بسويسرا الشرق، ومنها إلى الخرطوم حاضرة وادي النيل، وصولا إلى طرابلس الغرب حاضرة الطوارق ودوحة “عمر المختار، وقبل كل ذلك هناك فلسطين حاضرة كنعان، وحاضنة المسجد الأقصى مسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم.
على كل هذه الامتدادات نجد بصمات الكيان الصهيوني شاهدة على غطرسة أحد أفشل قادة العدو، الذي لقب نفسه بـ«النبي يوشع» منقذ بني إسرائيل من العماليق الكنعانيبن- كما ورد في الأساطير الصهيونية- لكنه بعد عام من تفجر طوفان الأقصى تراجع الرجل ليكتفي بـ “نابليون”، لكن هناك حاجة لتذكير نتنياهو أن نابليون انتهي، وانتهى مجده منفيا في إحدى جزر البحر المتوسط، على إثر هزيمة واحدة تلقاها، بعد سلسلة انتصارات حققها، وكل انتصاراته لم تشفع له هزيمته، فكان النفي عقابا له، وهو الذي جير الثورة الفرنسية التي أسقطت الملك وأعلنت الجمهورية، لكن هذا لم يمنع نابليون من أن ينصب نفسه إمبراطورا، بعد أن أكلت الثورة أبناءها، وأعدم خطيبها وفيلسوفها روبسبير بالمقصلة داخل الجمعية الوطنية الفرنسية..
نتنياهو الذي يضع بصماته على خارطة المنطقة حالما بشرق أوسط جديد، في محاولة منه لتحقيق رغبة سلف شمعون بيريز، غير أن أحلامه تتراجع بل وتتبخر وتصبح مجرد سراب بقيعة.
إذ أن كل المعطيات تشير إلى هزيمة العدو وفشل نتنياهو في تحقيق أحلامه، رغم الدعم الأمريكي له، ورغم ما حدث في لبنان، وسوريا، وما يحدث في ليبيا، والعراق، والسودان، واليمن..
ويمكن القول إن إنجاز نتنياهو في معركة طوفان الأقصى هو انه استطاع وبجدارة إظهار كيانه على حقيقته أمام العالم، الأمر الذي أدى إلى عزل إسرائيل، في سابقة غير معهودة منذ قيام هذا الكيان على أرض فلسطين عام 1948َم.. نعم هناك تضحيات كبيرة دفعها الشعب الفلسطيني وخاصة الأشقاء في قطاع غزة الذي تم تدميره على رؤوس ساكنيه، وبعد تدمير المباني، استوطن الشعب المخيمات، ولم تسلم حتى المخيمات، من الدمار والحريق على يد الجيش، الذي قهر لأول مرة في تاريخه، ولم يقهر فقط، بل أصابته الذلة والمسكنة على يد أبطال المقاومة، الذين تصدوا بشموخ وبطولة وبسالة للجيش الأكبر والأخطر والأقوى في المنطقة، جيش مدجج بأحدث الأسلحة والقدرات العسكرية والتقنية والإسناد الدولي، ومع ذلك هزم هذا الجيش، رغم كل جرائمه..
لم يحقق جيش العدو بنك أهدافه التي أعلن عنها في أول يوم لعدوانه على قطاع غزة والمتمثل في استعادة الأسرى لدى المقاومة.. وتصفية المقاومة وتجريدها من السلاح.. والسيطرة على القطاع، وإيجاد منطقة عازلة بعمق 10 كم.. وفرض إدارة مدنية للقطاع تخضع للإدارة الصهيونية.
لم يحقق نتنياهو وجيشه أيا من أهدافه، هذه، فلا استعاد أسراه ولا جرَّد المقاومة من سلاحها ولا استطاع التحرر والخلاص من مستنقع غزة، ولم يحقق ما اسماه “النصر المطلق”..
نعم قتل الأطفال والنساء، ودمر المباني والطرقات، والمدارس والمستشفيات والمساجد والكنائس ومراكز الإيواء، ومقرات الأمم المتحدة، ثم اعتمد الغذاء والدواء كسلاح في معركته الفاشلة، ثم اعتمد سياسة الأرض المحروقة، وقتل ودمر كل شيء داخل القطاع حجرا كان أو بشرا، في محاولة لضرب الحاضنة الوطنية للمقاومة، والتضييق على أبناء الشعب الفلسطيني، ليدفعهم للتخلي عن المقاومة، وهذا أسلوب استعماري رخيص، لكنه لم يفلح في فلسطين..!
فشل نتنياهو وجيشه، في استعادة اسراهم، من خلال الضغط العسكري، الذي ارتد على الداخل الصهيوني بصورة أزمة مركبة، تمتد من الشارع إلى المؤسسة العسكرية، ومفاصل الأجهزة الأمنية والنطاق السياسي، ليدخل الكيان ولأول مرة في أزمة وجودية، دفعت أكثر من مليون مستوطن لمغادرة الكيان عائدين إلى أوطانهم الأصلية..!
حلم نتنياهو بـ ” التطبيع” مع دول المنطقة فشل والفضل يعود للمقاومة ولحركتي حماس والجهاد، اللتين غامرتا في تفجير معركة الطوفان، وكانت لمغامرتهما نتائج إيجابية آنية واستراتيجية، ليس لقضيتهما العادلة وحسب، بل ولكل دول المنطقة، وأيضا للمحاور الدولية الساعية إلى إحلال نظام دولي متعدد الأقطاب، وتجاوز هيمنة القطب الواحد، وهذا يعني تجريد أمريكا من الهيمنة على العالم.
نتنياهو لن يكون مصيره أقل من مصير نابليون إن لم يكن الأسوأ، على خلفية تهم الفساد التي تلاحقه وتلاحق أسرته، لدرجة انه اتخذ من الحرب طريقا للهروب من استحقاقات داخلية قد تودي به إلى السجن، وهذا الاستحقاق يضاف إلى استحقاق الهزيمة، التي يعانيها وجيشه في غزة، إضافة إلى عجزه عن إيقاف جبهة إسناد اليمن، رغم الهجوم التدميري الذي قام به على عدة مرافق خدمية في البنية التحتية اليمنية، إلا أن ضربات اليمن تشكل قلقا وإزعاجا للكيان، وضغطاً نفسياً للمستوطنين، أنه بمجرد دوي صفارات الإنذار يهرع ما بين ثلاثة إلى خمسة ملايين مستوطن للملاجئ، وتتوقف حركة الطيران، وهذا الفعل كافٍ من باب أضعف الإيمان..
معركة طوفان الأقصى لم تكن مجرد مغامرة ناجعة، بل كانت هي الربيع العربي الحقيقي، وإن كان هناك من اندفع إلى شوارع المدن العربية بحثا عن حرية وتحرر من كنف أنظمة استبدادية -كما زعموا- فإن طوفان الأقصى كانت ربيعا فلسطينيا بحثا عن حرية واستقلال ودولة وكرامة وطنية، وهذا الربيع الفلسطيني، هو ربيع العرب والمسلمين، والإنسانية وكل أحرار العالم، لأنه يواجه آخر بؤر الاستعمار الاستيطاني..
ومعلوم أنه الربيع الأكثر نجاحا، رغم التضحيات التي قدمها الشعب الفلسطيني إلا أن حرية واستقلال الشعوب لا تأتي بالأماني ولا تتحقق عن طريق الاستجداء والتوسل أو التسول من الذئاب الرحمة بالقطيع..!
وبالتالي ليس هناك من يقدر على لجم جنون نتنياهو إلا القوة والمواجهة واستنزاف قدرات العدو كما يحدث في غزة التي كانت كابوسا لأسلافه من قادة العدو، وستبقى كذلك له ولكل من قد يخلفه، حتى ينال الشعب الفلسطيني حقوقه وحريته وحقه في إقامة دولته المستقلة على تراب وطنه..
واهم من يتوقع إمكانية تحقيق السلام مع ” العدو الإسرائيلي!
لأننا أمام عدو لا يؤمن بالسلام بل ينشد ويتطلع إلى استسلام أمة، بل إلى جعل العالم بمن فيه خاضعاً بالمطلق لإرادته، ويعمل وفق رغباته، ويلبي كل مطالبه، وهذا ما نشاهده اليوم يتجلى عمليا في مواقف وتصرفات وسلوكيات العدو، ممثلا بشخص المجرم ” نتنياهو نابليون” أو “نتنياهو بونابرت” لا فرق..!
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
هآرتس تكشف خطة نتنياهو التي سيطرحها على الكابينت بشأن غزة
قالت صحيفة هآرتس الإسرائيلية ، مساء الاثنين 28 يوليو / تموز 2025 ، إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يعتزم طرح خطة على الكابينيت الأمني والسياسي المصغّر، تقضي بضمّ تدريجي لأجزاء من قطاع غزة ، وذلك في محاولة لإبقاء وزير المالية، بتسلئيل سموتريتش، ضمن الحكومة.
وبحسب هآرتس ، تنصّ الخطة على أن تُمهل إسرائيل حركة " حماس " عدة أيام للموافقة على اتفاق لوقف إطلاق النار، وفي حال رفضها، تبدأ إسرائيل بضم مناطق من القطاع بشكل تدريجي. ووفق "هآرتس"، سيُعرض هذا المخطط على الكابينيت بعد قرار نتنياهو زيادة حجم المساعدات الإنسانية لغزة وهو القرار الذي اتُخذ رغم اعتراضات "الصهيونية الدينية" بقيادة سموتريتش.
وبحسب التفاصيل التي قدّمها نتنياهو خلال محادثاته مع وزراء في الحكومة، فإن عملية الضم ستبدأ بالمناطق الحدودية الفاصلة قطاع غزة عن مناطق الـ48 (الغلاف الداخلي الذي أحدثه الاحتلال لقطاع غزة)، ثم تمتد إلى شمالي القطاع، ولا سيما المناطق القريبة من "سديروت" و"عسقلان"، وصولًا إلى ضم القطاع بالكامل على مراحل. وادعى نتنياهو في هذه المحادثات أن "الخطة حصلت على الضوء الأخضر من إدارة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب".
ونقلت الصحيفة عن مصادر سياسية أن سموتريتش قال لنتنياهو خلال الأيام الأخيرة إنه "سيُقيّمه بالأفعال"، وإنه "سيبقى في الحكومة في هذه المرحلة إذا نُفذت خطة الضم". وفي رسالة وجّهها إلى أعضاء حزبه، كتب سموتريتش: "نحن ندفع باتجاه خطوة إستراتيجية جيدة، ولا داعي لتفصيلها الآن، وسنعرف قريبًا إن كانت ستنجح وإلى أين سنتجه". وأضاف: "لا ينبغي اتخاذ قرارات سياسية خلال الحرب. سنُقيّم الموقف بناء على النتيجة – أي حسم المعركة ضد حماس".
وحذّرت الصحيفة من أن تهديد إسرائيل بضمّ أراضٍ في غزة، بالتوازي مع دعوات العديد من الوزراء لإقامة مستوطنات في القطاع، من شأنه أن يُدخلها في صدام مباشر مع المجتمع الدولي، باستثناء الولايات المتحدة. ورجّحت "هآرتس" أن تُشعل خطوة كهذه موجة اعترافات بالدولة الفلسطينية على غرار ما قامت به فرنسا، إضافة إلى فرض عقوبات على إسرائيل.
وأشارت الصحيفة إلى أن نتنياهو لم يُبدِ حماسة في السابق لخيار الضمّ، لكنه بات مستعدًا للمضي فيه في محاولة لإنقاذ حكومته. وأبلغ وزراءه أن وزير الشؤون الإستراتيجية، رون ديرمر، قدّم الخطة لوزير الخارجية الأميركي، ماركو روبيو، وأنها "تحظى بدعم البيت الأبيض". وذكرت الصحيفة أن الرئيس دونالد ترامب، الذي يزور حاليًا أسكتلندا، لم يحضر الاجتماع.
المصدر : وكالة سوا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من الأخبار الإسرائيلية جنود إسرائيليون يرفضون العودة للقتال في غزة تفاصيل خطة الجيش الإسرائيلي الجديدة بشأن غزة نتنياهو يعقد مشاورات أمنية بشأن غزة ويُصر على "هدفي الحرب" الأكثر قراءة محمد اشتية... خيرا فعلت واستمر في فعل الخير - بقلم : د. احمد المعروف حماس : نواصل المشاورات لإنجاز اتفاق مشرّف الكشف عن هدف العملية العسكرية في دير البلح محدث: ارتفاع عدد المتوفين نتيجة التجويع في غزة إلى 20 خلال يومين عاجلجميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025