بقلم: كمال فتاح حيدر ..
يشتكي معظم الناس من أمراضهم، ويتذمر البعض من تردي أوضاعهم المعيشية، أما أنا فمازالت أعاني من بداوتي وشهامتي القروية المفرطة، ومن اندفاعي بقوة نحو مساعدة الناس حتى لو لم يطلبوا مني المساعدة. .
منذ سنوات وانا أمارس العطاء الدائم بلا وعي، وبلا فرامل، وبلا كوابح حتى استنزفوني واستغلوني بلا رحمة، ثم تركوني منفياً مستبعداً هائما على وجهي خلف جدران الجحود والنكران.
كنت أسرف في العطاء حتى طحنتني أنيابهم الجشعة. فكم من سخي صار هشيماً، وكم من رحيم صار رجيماً. .
اغلب الظن ان ما يحدث معي هو استحقاق تأديبي وليس عقوبة، ربما لكي أعيد النظر بطريقة تفكيري، واستفيق من غفلتي، واتوقف عن تكرار اخطائي. لا شك ان بعض الصفعات تُعيدني إلى وعيي أكثر من ألف نصيحة. .
لم افهم التعايش الآمن مع الناس في غاباتهم المظلمة إلا بعدما صرت ارى وجوههم على حقيقتها. . كلما فهمت الواقع أكثر تضاءل تعداد من أثق بهم. .
الإفراط في العطاء يعلم الناس إستغلالك، والإفراط في التسامح يعلم الناس التهاون في حقك، والإفراط في الطيبة يجعلك تعتاد الإنكسار، والإفراط في الإهتمام بالآخرين يعلمهم الاتكال عليك. . فكم من طباع جميلة انقلبت على أصحابها بسبب الإفراط فيها. .
المشكلة الأخرى انني اكتشفت متأخراً أن كثرة الاختلاط تفقد المرء هيبته، وتجعله مألوفاً مستهلكاً، فقررت ان احتفظ بالكثير من نفسي لنفسي. .
لن أقضي ما تبقى من عمري عارضاً نفسي للناس منتظرا من يعجب بيَّ، ويثني عليَّ، فقيمتي ليست في الآخرين، ولا تُقاس برأيهم، قيمتي بداخلي أنا. وثقتي بذاتي تحييني ملكاً. .
لن أنسى من كان بجانبي عندما احتجته، ولن أنسى من تخلّى عني وخذلني ولم يسأل عني، ففي الحالتين هناك بصمة لا تُنسى أبداً. .
ليس لدي طاقة للعتاب، ولا للمجاملة بعد الآن، ولا للحقد والكراهية، ولا لأي شيء. لقد انتهى رصيد المشاعر الطارئة. .
كلمة اخيرة: لا تتعاملوا مع أحد على انه مصدر امان. معظم الناس مؤذين ولكن بطرق مختلفة. .
المصدر: شبكة انباء العراق
كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات
إقرأ أيضاً:
دراسة: مرض نفسي يهدد الرجال المولودين في هذه الأشهر
كشفت دراسة حديثة أجراها باحثون في جامعة كوانتلن البوليتكنيك في كندا أن الرجال المولودين في فصل الصيف هم الأكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب مقارنة بالمواليد في فصول أخرى من السنة.
وقد هدفت الدراسة إلى التحقيق في العلاقة بين موسم الولادة واحتمالية تعرض الأفراد لأعراض الاكتئاب والقلق في مرحلة البلوغ.
وشملت العينة 303 مشاركين، منهم 106 رجال و197 امرأة، بمتوسط عمر 26 عامًا، من خلفيات متنوعة من سكان فانكوفر، وتوزعوا عرقيًا بشكل رئيسي بين جنوب آسيويين (31.7%) وبيض (24.4%) وفلبينيين (15.2%).
وطُلب من المشاركين ملء استبيانات PHQ-9 الخاصة بالاكتئاب وGAD-7 الخاصة بالقلق، مما أتاح للباحثين تصنيف الأشخاص الذين يلبون المعايير الطبية لهذه الحالات النفسية الشائعة.
وقُسمت تواريخ الميلاد حسب المواسم: الربيع (مارس-مايو)، الصيف (يونيو-أغسطس)، الخريف (سبتمبر-نوفمبر)، والشتاء (ديسمبر-فبراير). وأظهرت النتائج أن 84 بالمئة من المشاركين عانوا من أعراض اكتئابية، فيما بلغ معدل أعراض القلق 66 بالمئة.
وأشارت الدراسة إلى أن تأثير الموسم على القلق غير واضح، لكن موسم الميلاد له دور في احتمالية الإصابة بالاكتئاب، حيث كان عدد الرجال المولودين في الصيف الذين يعانون من درجات مختلفة من الاكتئاب على مقياس PHQ-9 أعلى مقارنة بالمواليد في الفصول الأخرى.
ورغم محدودية الدراسة التي اعتمدت على عينة صغيرة ومحددة من طلاب الجامعات الشباب، فإنها تفتح الباب أمام بحوث أعمق لفهم العوامل البيولوجية الخاصة بالجنس والتي قد تربط بين الظروف التطورية المبكرة مثل التعرض للضوء ودرجة الحرارة وصحة الأم أثناء الحمل، وبين الصحة النفسية لاحقًا.