السودان على حافة الانهيار الاقتصادي والفقر يهدد غالبية السكان (تقرير)
تاريخ النشر: 11th, June 2025 GMT
في أحدث تحذير دولي، كشف البنك الدولي عن استمرار تدهور الاقتصاد السوداني على نحو غير مسبوق، مؤكدًا أن البلاد تمر بواحدة من أسوأ الأزمات الاقتصادية والإنسانية في تاريخها الحديث، وذلك بعد أكثر من عام على اندلاع الحرب في أبريل 2023.
وفقًا لتقرير البنك الدولي الصادر في 10 يونيو 2025، بعنوان "العواقب الاقتصادية والاجتماعية للنزاع: رسم طريق للتعافي"، فإن الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي للسودان انكمش بنسبة 13.
قدّر التقرير أن نسبة السكان الذين يعيشون في فقر مدقع – أي بأقل من 2.15 دولار يوميًا – وصلت إلى 71% بنهاية 2024، مقارنة بـ33% فقط في عام 2022. كما ارتفعت معدلات البطالة بشكل حاد من 32% إلى 47%، ما يفاقم المعاناة المعيشية ويزيد من مستويات الهشاشة الاجتماعية.
نزوح جماعي ومجاعة وشيكةأكد التقرير أن الحرب أدت إلى أكبر موجة نزوح داخلي في العالم خلال العامين الماضيين، حيث اضطر أكثر من 12.9 مليون سوداني إلى مغادرة مناطقهم، في ظل تدهور الأوضاع الأمنية والاقتصادية. كما تم تسجيل حالات مجاعة فعلية في بعض المخيمات، خاصة في أغسطس 2024، ما يضع البلاد على شفا كارثة إنسانية.
تضخم وانهيار ماليأشار البنك الدولي إلى أن التضخم بلغ 170% في عام 2024، في ظل انهيار شبه كامل للجنيه السوداني، وتراجع الإيرادات الحكومية إلى 4.7% فقط من الناتج المحلي، مقارنة بـ10% في 2022. هذا الانخفاض الحاد في الموارد العامة قلّص قدرة الدولة على تمويل الخدمات الأساسية، بما فيها الصحة والتعليم.
الزراعة مفتاح التعافي.. ولكن
رغم حجم الكارثة، رأى البنك الدولي أن القطاع الزراعي لا يزال يشكل الأمل الأبرز في عملية التعافي، إذ يمثل 35% من الناتج المحلي ويوفر أكثر من 40% من فرص العمل. لكن التقرير أشار إلى أن الزراعة تأثرت بشدة نتيجة القتال في ولايات زراعية رئيسية مثل الجزيرة، حيث انخفض إنتاج الحبوب بنسبة 46% في عام 2023 مقارنة بالعام الذي سبقه.
خارطة طريق لإنقاذ السودان
أكد التقرير أن عودة السودان إلى مستويات ما قبل الحرب لن تكون ممكنة قبل عام 2031 على أقل تقدير، ما لم يتم إنهاء النزاع المسلح وتنفيذ إصلاحات هيكلية عميقة. وتشمل التوصيات الأساسية:
استئناف مبادرة إعفاء ديون الدول الفقيرة (HIPC).
توحيد سعر الصرف وتجنب دعم السلع بصورة غير مستدامة.
تحويل الإنفاق من المؤسسات العسكرية إلى القطاعات الاجتماعية والإنتاجية.
الاستثمار في التعليم والصحة والزراعة لإعادة بناء رأس المال البشري.
في النهاية البنك الدولي بمثابة ناقوس خطر يدعو السودانيين والمجتمع الدولي إلى التحرك السريع، فالسودان اليوم لا يواجه فقط أزمة اقتصادية، بل يقف على شفا انهيار شامل ما لم تتوقف الحرب وتُوضع خارطة طريق واضحة نحو السلام والتنمية المستدامة.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: السودان البنك الدولي الاقتصاد السوداني الحرب في السودان الانهيار الاقتصادي الفقر في السودان النزوح الداخلي المجاعة في السودان البطالة التضخم الجنيه السوداني القطاع الزراعي ازمة السودان تقرير البنك الدولي الازمة الإنسانية الناتج المحلى الإجمالي اصلاحات اقتصادية خارطة طريق التنمية المستدامة إعفاء الديون سعر الصرف الخدمات الأساسية رأس المال البشري
إقرأ أيضاً:
قصد إعداد تقرير تفصيلي وخارطة طريق..سونلغاز توفد بعثة إلى سوريا
ترأس مراد عجال، الرئيس المدير العام لسونلغاز، أشغال اجتماع استثنائي تحضيري جمعه بأعضاء الفريق الفني الذي ستوفده سونلغاز بداية من هذا الخميس إلى سوريا، وذلك للإطلاع على وضعية التموين بالكهرباء هناك، وإعداد تقرير تفصيلي وخارطة طريق تحدد من خلالها احتياجات الشقيقية سوريا في مجال الطاقة الكهربائية.
و خلال اللقاء الذي تم على مستوى المديرية العامة لسونلغاز، وبحضور أعضاء الوفد المكلف بالمهمة، حرص المسؤول الأول على سونلغاز، مراد عجال، على تقديم التوجيهات والتعليمات التي تحدد الخطوط العريضة لطريقة عمل الفريق الجزائري مشيرا بأن ملف دعم سوريا يعتبر من أوليات الدولة الجزائرية، وهو ما يفرض التزام سونلغاز بضمان التنفيذ الأمثل لتعهدات السلطات العليا للبلاد. وأن أولويات البعثة الجزائرية ستتركز مبدئيا على تقييم ، وضعية التموين بالكهرباء في سوريا. و تحديد احتياجات القطاع،إضافة إلى صياغة الحلول قريبة وبعيدة المدى في مجالات إنتاج، نقل وتوزيع الكهرباء.
وكذا ضمان التكوين للفنيين السوريين في المدارس التقنية التابعة لسونلغاز