حظر وسائل التواصل الاجتماعي للأطفال في فرنسا: ما هي العقبات التي تواجه ماكرون؟
تاريخ النشر: 12th, June 2025 GMT
أعرب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن رغبته في حظر استخدام الأطفال دون 15 عامًا لمواقع التواصل الاجتماعي، مستندًا إلى حادثة طعن أودت بحياة معلمة في ضواحي باريس. غير أن تنفيذ هذا المقترح يواجه عقبات، فما هي؟ اعلان
سبق للحكومة الفرنسية اتخاذ إجراءات حمائية، مثل حظر الهواتف الذكية في المدارس، والحد من استخدام الشاشات في دور الحضانة، وإلزام منصات الإباحية بالتحقق من عمر المستخدمين، ما دفع بعض الشركات الكبرى إلى تعليق خدماتها في فرنسا الشهر الماضي.
لكن الحظر الشامل لوسائل التواصل الاجتماعي للأطفال قد يؤدي إلى صدام مع المفوضية الأوروبية ومنصات التواصل الاجتماعي. وفق تقرير لموقع "بوليتيكو".
كيف سيحصل ذلك؟يعتمد الاتحاد الأوروبي لائحة تنظيمية على مستوى التكتل تمنح المفوضية صلاحيات إشرافية على المنصات الإلكترونية الكبيرة جدًا مثل وسائل التواصل الاجتماعي الرئيسية، وتسمح بروكسل للدول الأعضاء بتحديد "سن الرشد الرقمي" بشرط أن يكون فوق 13 عامًا، مع إمكانية الوصول تحت موافقة الوالدين. لكنها لا تتبني طرح الرئيس الفرنسي، بحجة أن الحظر الشامل ليس ضمن أولوياتها، وتركز بدلًا من ذلك على إرشادات للتحقق من العمر.
في المقابل، يطالب ماكرون بنظام أوروبي موحّد، كما كان قد حذّر من أن بلاده قد تتخذ خطوات منفردة إذا لم تتحقق تعبئة أوروبية. لذلك، فإن أي قانون فرنسي في هذا الصدد قد يواجه طعنًا قانونيًا من المفوضية، حسب مراقبين.
Relatedهيئة تسوية النزاعات الأوروبية: فيسبوك يتصدر قائمة الشكاوى الخاصة بإزالة المحتوىبين الاضطرابات النفسية ووسائل الترفيه.. كيف نقيّم علاقة الأطفال بالهواتف الذكية؟ماكرون يتوعد بحظر وسائل التواصل عن القصّر دون 15 عاماً وبروكسل تترك الأمر للحكوماتصدام مع جماعات حماية الخصوصيةإلى جانب ذلك، يشير تقرير "بوليتيكو"، إلى أن باريس قد تواجه اعتراضات من جماعات حماية الخصوصية إذا قررت المضي قدمًا في مشروعها لحظر وسائل التواصل الاجتماعي على الأطفال.
ففي وقت سابق، أقرت فرنسا آلية تحقق من العمر عبر الإنترنت باستخدام نظام مزدوج التعمية، حيث يطلع مدقق العمر المستقل على بيانات الشخص دون معرفة المنصة التي يرغب في زيارتها.
وقد حاز ذلك الإجراء على موافقة هيئة حماية البيانات (CNIL)، التي اعتبرت أنه يوفر حماية كافية للخصوصية.
مع ذلك، أكدت الهيئة أن استخدام التحقق من العمر يجب أن يقتصر على سياقات محددة، خاصة عند وجود مخاطر مباشرة على القاصرين.
كما حذرت من أن توسيع نطاق التحقق من العمر ليشمل جميع المنصات قد يؤدي إلى إنشاء "عالم رقمي مغلق"، حيث يُطلب من الأفراد إثبات أعمارهم أو هويتهم بشكل متكرر. واعتبرت أن مثل هذا النهج يهدد الحقوق الأساسية، بما في ذلك حرية التعبير، ويثير مخاوف جدية بشأن الخصوصية.
تحديات للمشرعين وشركات التكنولوجياويشير التقرير إلى أن قرار ماكرون قد يُشكِّل تحديًا كبيرًا للمُشرِّعين وشركات التكنولوجيا. فقد ذكرت وزيرة الرقمنة الدنماركية كارولين ستايج أولسن أن ما يقرب من نصف الأطفال دون سن العاشرة لديهم حسابات على وسائل التواصل الاجتماعي في الدنمارك، أي أنه لا يوجد تقيّد حقيقي بالقوانين.
وفي سياق متصل، أكدت جيسيكا بيوتروفسكي، رئيسة كلية أبحاث الاتصال بجامعة أمستردام ومستشارة لشركة يوتيوب في قضايا حماية القاصرين، أنه "لا توجد بيانات" تدعم فعالية مثل هذه القرارات، مشيرة إلى أن الحظر قد يكون ضارًا، لأن القاصرين يجدون طرقًا بديلة للوصول."
ويزداد الموقف تعقيدًا بسبب الخلافات بين شركات التكنولوجيا الكبرى حول من يتحمل مسؤولية التحقق من أعمار المستخدمين. إ ذ أن شركات مثل ميتا وبعض منصات الإباحية ترى أن المسؤولية تقع على مشغلي أنظمة التشغيل مثل آبل (iOS) وغوغل (Android).
في المقابل، يؤكد مالكو أنظمة التشغيل أن تطبيقات التواصل الاجتماعي هي المسؤولة عن منع المحتوى الضار من الوصول إلى القاصرين.
انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثةالمصدر: euronews
كلمات دلالية: إسرائيل دونالد ترامب غزة سوريا إيران الصراع الإسرائيلي الفلسطيني إسرائيل دونالد ترامب غزة سوريا إيران الصراع الإسرائيلي الفلسطيني فرنسا المفوضية الأوروبية إيمانويل ماكرون وسائل التواصل الاجتماعي ميتا فيسبوك إسرائيل دونالد ترامب غزة سوريا إيران الصراع الإسرائيلي الفلسطيني أحمد الشرع سياحة البرنامج الايراني النووي حركة حماس تحطم طائرة مدارس مدرسة وسائل التواصل الاجتماعی من العمر
إقرأ أيضاً:
غضب في فرنسا بعد استخدام بريجيت ماكرون عبارة جنسية مسيئة
(CNN)-- أثارت سيدة فرنسا الأولى بريجيت ماكرون غضبًا واسعًا بين المشاهير الفرنسيين والناشطات النسويات بسبب استخدامها عبارة جنسية مُسيئة لوصف متظاهرات ضد عرض كوميدي.
حضرت بريجيت ماكرون عرضًا، الأحد، للممثل الكوميدي آري أبيتان، الذي اتُهم بالاغتصاب من قبل شريكته السابقة عام 2021. وبعد تحقيق استمر ثلاث سنوات، أُسقطت القضية، وهو حكم أيدته المحاكم الفرنسية لاحقًا.
في حديث مع بريجيت ماكرون قبل العرض، تم تصويره ونشره لفترة وجيزة على الإنترنت، قال الممثل الكوميدي إنه يشعر "بالخوف" من المتظاهرين الذين يقاطعون عروضه.
ردت بريجيت ماكرون قائلة: "إذا كان هناك أي موم**ات ، فسنطردهن"، ثم ضحكت، وأصرت على أن يعدها أبيتان بعدم الحديث عن "المشكلة" في تلك الليلة، في إشارة على ما يبدو إلى الناشطات.
قاطعت ناشطات من المجموعة النسوية الفرنسية NousToutes#، ارتدى العديد منهن أقنعة تحمل صورته، عرض الممثل الكوميدي ليلة السبت.
سارعت النسويات والمشهورات الفرنسيات إلى تبني هذا التعبير المسيىء على وسائل التواصل الاجتماعي، معلنات تضامنهن مع ضحايا الاعتداء الجنسي.
نشرت الممثلة الفرنسية ماريون كوتيار، الحائزة على جائزة الأوسكار، صورة سوداء في حسابها عبر إنستغرام، كُتب عليها عبارة "أنا غبية - je suis une sale conne. وعلّقت الممثلة، التي فازت بجائزة الأوسكار عن دورها في فيلم "الحياة الوردية - La Vie en Rose" عام 2008، على الصورة قائلةً: "وأنا فخورة بذلك - et fière de l’être".
انتقدت المتحدثة باسم الحكومة الفرنسية، مود بريجون، النشطاء الذين احتجوا على عرض أبيتان خلال ظهورها على التلفزيون الفرنسي صباح الأربعاء. قالت إن تصرفاتهم تُظهر استهتارًا بقرار قضائي، مضيفةً: "هذا يُصيبني بصدمةٍ بالغة".
وعند سؤالها عما إذا كان ينبغي على بريجيت ماكرون الاعتذار عن تصريحاتها، أجابت بريجون بحزم: "لا".
وكانت شخصيات سياسية أخرى أقل تأييدًا. فقد صرّحت مارين تونديلييه، زعيمة حزب الخضر الفرنسي - لقناة BFMTV بأن تصريحات السيدة الأولى بالغة الخطورة. وقالت: "لا ينبغي لسيدة أولى أن تقول ذلك". وأضافت أنه على الرغم من إسقاط القضية، "فإن للمدافعات عن حقوق المرأة الحق في إبداء رأيهن في هذا الأمر أيضًا".
وقال الرئيس الفرنسي السابق فرانسوا هولاند لإذاعة RTL، الثلاثاء، إن كلمات بريجيت ماكرون كانت غير موفقة. وأوضح هولاند: "حتى لو كان بالإمكان انتقاد الأسلوب، فعندما يتعلق الأمر بنضال المرأة ضد العنف ضدها، لا يجوز استخدام الكلمات بهذه الطريقة".
فرنساشاهد أيضاً