صنعاء (الجمهورية اليمنية) - أحمد الأغبري - حذّر المبعوث الأممي الخاص لليمن، هانس غروندبرغ، أمس الخميس، في إحاطته الشهرية أمام مجلس الأمن الدولي بشأن التطورات الأخيرة في اليمن، أن هناك إجماع عام على أن التسوية التفاوضية وحدها هي القادرة على حل النزاع هناك، وتوفير الضمانات التي تحتاجها المنطقة، بما في ذلك البحر الأحمر، قائلًا: «سيكون دعم المنطقة، إلى جانب المجتمع الدولي، حاسماً في التوصل إلى حل مستدام لليمن»، حسب القدس العربي.

وحذّر من مغبة استمرار الوضع الراهن في البلاد مع ظهور مؤشرات احتمال اتساع دائرة التصعيد العسكري واستئناف الحرب الشاملة: «إن الوقت ليس في صالحنا. فالظروف قابلة للتغير بسرعة وبشكل لا يمكن التنبؤ به. ولا تزال الجبهات المتعددة في جميع أنحاء اليمن هشة، وتنذر بخطر الانزلاق نحو تجدد الاشتباكات».
كما حذّر من خطورة الوضع في مأرب: «تُعد مأرب، على وجه الخصوص، مصدر قلق في الوقت الحالي، مع ورود تقارير عن تحركات للقوات واندلاع اشتباكات بين الحين والآخر، الى جانب أنشطة متفرقة في الجبهات الأخرى في محافظات الضالع والحديدة ولحج وتعز».
لكن المبعوث الأممي لليمن قال إن مكتبه «يواصل متابعة التطورات في الجبهات، والتواصل مع المسؤولين العسكريين والأمنيين من جميع الأطراف، وتقديم بدائل تحول دون العودة إلى نزاع واسع النطاق».
وتوقف أمام تأثير التصعيد الإقليمي على صعيد خسارة بعض مكاسب هدنة 2022: «بعد اتفاق وقف الأعمال العدائية بين الولايات المتحدة وأنصار الله، قام أنصار الله بشن هجمات متعددة في الشهر الماضي على أهداف في إسرائيل، بما في ذلك مطار بن غوريون. ورداً على ذلك، شنّت إسرائيل خلال الأسابيع الماضية غارات على ميناء الحديدة وميناء الصليف ومطار صنعاء الدولي، مما أدى إلى تدمير طائرة مدنية».
يشار إلى أن الغارات الإسرائيلية الأخيرة على اليمن دمرت ثمان طائرات، منها طائرات تابعة للخطوط الجوية اليمنية، وفق مدير مطار صنعاء الدولي، واستهدفت موانئ ومصنعي اسمنت ومحطات كهرباء خلال مايو /أيار ويونيو/ حزيران.
وقال غروندبرغ: «نشهد الآن وضعاً لا يتمكن فيه اليمنيون المقيمون في مناطق سيطرة أنصار الله من السفر جواً من مطار صنعاء لتلقي العلاج في الخارج، أو لأداء فريضة الحج، أو لزيارة عائلاتهم. كان هذا أحد أهم مكاسب السلام التي حققتها هدنة عام 2022، وقد ساهم في إرساء قدر من الشعور بعودة الحياة الطبيعية بين المدنيين وأملاً بمستقبل أفضل».
كما قال المبعوث الأممي لليمن: «التقيتُ بممثلين عن كلٍّ من الحكومة اليمنية وأنصار الله، بالإضافة إلى جهات إقليمية فاعلة رئيسية مثل مصر وإيران وعُمان والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة». وأكد غروندبرغ أن «هناك إجماع عام على أن التسوية التفاوضية وحدها هي القادرة على حل النزاع في اليمن وتوفير الضمانات التي تحتاجها المنطقة، بما في ذلك البحر الأحمر».
وقال هانس غروندبرغ: «يتكامل هذا الجهد مع عملنا المستمر على وضع خارطة طريق تساعد اليمن على تجاوز انقساماته الحالية، وتؤدي إلى وقف شامل لإطلاق النار، وتدابير اقتصادية حاسمة، وعملية سياسية جامعة».
ونوه بتأثير ما اسماها الديناميكيات الإقليمية في اليمن، قائلاً: «لطالما لعبت الديناميكيات الإقليمية دوراً محورياً في تاريخ اليمن، وكذلك في مساره الحالي. وسيكون دعم المنطقة، الى جانب المجتمع الدولي، حاسماً في التوصل إلى حل مستدام لليمن».
وأشار إلى «بوادر أمل شهدها الشهر الماضي في إعادة فتح طريق الضالع، وهو طريق رئيسي يربط بين عدن وصنعاء. وأشيد مجدداً بالميسّرين المحليين في الجبهات الذين عملوا جاهدين لتحقيق ذلك».
وقال «إن الأمم المتحدة تجري حالياً أعمال استطلاعية أولية لضمان سلامة المجتمعات المستخدمة لهذا الطريق، بدعم من المجتمع المدني ومن مكتبي»؛ حاثًا «الأطراف على حماية هذا الإنجاز»، معربًا عن الأمل في «أن يُفضي ذلك إلى فتح المزيد من الطرقات»، مؤكدًا «أن اقتصاد اليمن في أمسّ الحاجة إلى خطوات إيجابية وبناءة للثقة كهذه».
وزاد مؤكدا: «ولكي يتمكن اليمن من الخروج من أزمته الاقتصادية الحالية، يتعين على الأطراف التخلي عن التوجهات ذات المحصلة الصفرية، والاتجاه نحو البراغماتية والتسوية».

المصدر: شبكة الأمة برس

إقرأ أيضاً:

غزة في قلب العاصفة.. اعتراف بدولة فلسطين يعرقل وقف الحرب ويزيد الانقسام الدولي

أوضح وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، في حوار مع إذاعة “راديو فوكس”، أن الاعتراف بدولة فلسطينية في الوقت الحالي، تحديداً خلال سبتمبر المقبل، قد يعرقل جهود التفاوض لوقف إطلاق النار في منطقة غزة.

واعتبر أن مثل هذا الاعتراف قد يؤدي إلى تصلب موقف حركة حماس، التي قد تستغل ذلك لزيادة مكاسبها في الحرب الدعائية، مما يقلل من حافزها للقبول بأي اتفاق سلام.

وأشار روبيو إلى أن إسرائيل قد قدمت تنازلات كبيرة في محادثات السلام، في حين رفضت حماس مسودة الاتفاق في نفس اليوم الذي أعلن فيه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون نيته الاعتراف بدولة فلسطين.

ولفت إلى أن التغطية الإعلامية تركز على معاناة المدنيين في غزة، لكن لا يتم تسليط الضوء على مأساة الرهائن الإسرائيليين المحتجزين في الأنفاق.

في المقابل، تعتزم عدة دول أوروبية، مثل البرتغال وبريطانيا وفرنسا، إضافة إلى كندا، الاعتراف بدولة فلسطين رسمياً في الدورة القادمة للجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر المقبل، حيث يؤكد هؤلاء القادة أن الاعتراف يأتي كجزء من التزامهم بتحقيق سلام عادل ودائم في الشرق الأوسط.

إلى ذلك، أشاد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بردود الفعل الإنسانية المتصاعدة في أوروبا إزاء الانتهاكات الإسرائيلية في قطاع غزة، مرحبًا بكل خطوة للاعتراف بدولة فلسطين.

وأكد أن تركيا ستزيد الضغط على إسرائيل لمنع تفاقم الأزمة الإنسانية، مشددًا على أهمية إيصال المساعدات ووقف العنف بحق المدنيين.

مسؤولون أميركيون: ترامب يعتقد أن نتنياهو يسعى لإطالة أمد الحرب في غزة للحفاظ على سلطته

نقلت وسائل إعلام عن مسؤولين أميركيين قولهم إن الرئيس الأميركي دونالد ترامب يعتقد أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يسعى إلى إطالة أمد الحرب في غزة، متحدياً الرغبة الدولية في إنهائها.

وفقاً لتصريحات المسؤولين لمجلة “ذي أتلانتيك”، يرى ترامب وبعض مستشاريه أن الأهداف الإسرائيلية في غزة قد تحققت، وأن نتنياهو يواصل العمليات العسكرية بهدف الحفاظ على موقعه السياسي وسلطته.

كما أشار المسؤولون إلى أن البيت الأبيض يرى أن نتنياهو يتخذ خطوات تعرقل التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.

رغم هذا، نقلت المجلة عن المسؤولين في الإدارة الأميركية أنهم لا يتوقعون أن يقوم ترامب بمحاسبة نتنياهو بشكل فعلي على هذه الخطوات.

وفي سياق متصل، صرح مسؤول كبير في البيت الأبيض لشبكة “إن بي سي” الإخبارية بأن ترامب منزعج جداً من الصور التي تظهر أطفال غزة يعانون من الجوع والمجاعة.

وقال ترامب إن زيارة المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف والسفير الأمريكي هاكابي إلى غزة تهدف إلى التأكد من وصول المساعدات الغذائية إلى المحتاجين هناك، معرباً عن تطلعه لسماع تقريرهما حول الوضع الميداني.

حماس تدين حرب التجويع على غزة وتطالب المجتمع الدولي بوقف المجازر وتأمين المساعدات الإنسانية

أدانت حركة “حماس” الفلسطينية بشدة ما وصفته بـ”حرب التجويع التي يمارسها الاحتلال الصهيوني في قطاع غزة”، محذرة من أن هذه الحرب تشكل خطراً مميتاً على حياة أكثر من مليوني فلسطيني.

وقالت الحركة في بيان رسمي نشر على موقعها، إن المجتمع الدولي والجهات المعنية يجب أن تتحرك بشكل عاجل لوقف هذه “المجزرة الجماعية”، وتأمين إيصال المواد الغذائية فوراً إلى جميع مناطق القطاع دون شروط، مع ضمان حماية هذه المساعدات الإنسانية.

وأكدت حماس استعدادها الكامل لاستئناف المفاوضات فور وصول المساعدات إلى مستحقيها وانتهاء الأزمة الإنسانية والمجاعة في غزة، مشددة على أن استمرار التفاوض في ظل التجويع يفقد المحادثات معناها، خصوصاً بعد انسحاب “الاحتلال” من المفاوضات الأسبوع الماضي دون مبرر، رغم قرب الأطراف من التوصل إلى اتفاق.

سلوفينيا تحظر استيراد وتصدير الأسلحة مع إسرائيل بسبب الحرب على غزة

أعلنت حكومة سلوفينيا، بقيادة رئيس الوزراء روبرت غولوب، أنها أول دولة أوروبية تحظر بشكل كامل استيراد وتصدير ونقل الأسلحة والمعدات العسكرية من وإلى إسرائيل بسبب الحرب الدائرة في قطاع غزة.

وجاء القرار استجابة للوضع الإنساني الكارثي في غزة، حيث قال غولوب: “يموت سكان غزة بسبب حرمانهم الممنهج من المساعدات الإنسانية، ويواجهون الموت تحت الأنقاض دون ماء أو غذاء أو رعاية طبية أساسية”. وأضاف أن الاتحاد الأوروبي غير قادر حالياً على التعامل مع هذه الأزمة بسبب الخلافات والانقسامات الداخلية.

وتأتي هذه الخطوة بعد اعتراف سلوفينيا بفلسطين في يونيو 2025، ومطالبها المتكررة بوقف الحرب في غزة، حيث تعاني المنطقة من مستويات غير مسبوقة من الجوع، وتحذر منظمات أممية من انتشار المجاعة وارتفاع الوفيات، خاصة بين الأطفال والمرضى وذوي الإعاقة.

وتسببت الحرب في غزة، منذ 7 أكتوبر 2023 وحتى يوليو 2025، بمقتل نحو 60 ألف فلسطيني وإصابة نحو 145 ألف آخرين، وفقاً لوزارة الصحة الفلسطينية.

مقالات مشابهة

  • موقع بريطاني: قدراتُ اليمن البحرية تكشف هشاشة الردع الغربي
  • كيف حُشِر حزب الله؟ لحظات حاسمة عن السلاح!
  • قصة يمني مع النزوح والجوع.. انتظار مؤلم لمساعدات غابت عامين
  • غزة في قلب العاصفة.. اعتراف بدولة فلسطين يعرقل وقف الحرب ويزيد الانقسام الدولي
  • اليمن: محكمة حوثية تقضي بإعدام نجل الرئيس السابق
  • واشنطن تبلغ مجلس الأمن بضرورة إنهاء الحرب الروسية الأوكرانية في هذا الوقت
  • البدريون قادمون من صنعاء ... ستكتشف السعودية كما اليمن أنها الخاسر الأكبر من مخرجات لا تفهم الجغرافيا
  • صباح غالب فقدت ولديها على جبهتي الحرب في اليمن
  • اليمن.. طلاب وأكاديميون يتظاهرون رفضا لتجويع "إسرائيل" لغزة
  • “لن نترك غزة تموت جوعاً”… مسيرات ووقفات جامعية حاشدة تجدد التفويض للمرحلة الرابعة وتفضح الصمت العربي