لصيف أكثر ذكاء.. السفر في 2025 بين ضغوط الاقتصاد وخيارات المرونة
تاريخ النشر: 12th, June 2025 GMT
يشهد العالم في صيف 2025 تحولات عميقة في أنماط السفر والترفيه، مدفوعة بتحديات اقتصادية متراكمة أثّرت على القوة الشرائية وخيارات الأفراد في الإنفاق. ومع استمرار ارتفاع أسعار الوقود والخدمات، وتزايد التضخم في قطاعات السفر، أصبحت مفاهيم "السفر الذكي" و"المرونة في التخطيط" أكثر حضورًا من أي وقت مضى. هذا التوجه لا يعكس فقط بحث الأفراد عن العروض الرخيصة، بل يعكس أيضًا تحوّلًا ثقافيا نحو تنظيم العطلات بمنطق الاستدامة والفاعلية المالية.
ومع بداية كل موسم صيفي، يتكرّس مشهد جديد من التغيرات السلوكية للمسافرين في أنحاء العالم، يتميز بالتخطيط المسبق، والبحث عن وجهات غير تقليدية، وتفضيل الأوقات غير المكتظة لتقليل النفقات.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2قروض الطلاب تزيد معدلات التعثر عن السداد في أميركاlist 2 of 2كيف يمكن لتغيير علاقتنا مع المال أن يصنع فارقا حقيقيا؟end of listوتشير الأبحاث العالمية إلى أن هذا السلوك لم يعد مقتصرًا على فئات عمرية أو اجتماعية بعينها، بل أصبح نمطًا عالميا مشتركًا يتوسع مع ازدياد الضغوط المعيشية. في هذا السياق، تقدم التقارير الحديثة خريطة أكثر دقة لاتجاهات السفر الجديدة وأساليب التحكم في الميزانية من دون التفريط بجودة التجربة.
لم يعد توقيت السفر تفصيلًا ثانويا في الخطة السياحية، بل أصبح عاملًا حاسمًا في تحديد حجم النفقات. فالمسافرون اليوم يدركون أن اختلافًا بسيطًا في يوم المغادرة أو العودة قد يُوفّر مئات الدولارات، وهو ما عزز من أهمية أدوات مقارنة الأسعار والتخطيط المبكر.
تشير بيانات سكاي سكانر إلى أن 84% من المسافرين مستعدون لتغيير يوم أو أسبوع رحلتهم من أجل تقليل التكلفة.
وبحسب بيانات سكاي سكانر يُعدّ يوم الأربعاء هو الأرخص للسفر خلال صيف 2025، بمتوسط سعر تذكرة دولية بلغ 878 دولارًا للرحلات المنطلقة من الولايات المتحدة، وأسعار أقل انطلاقا من وجهات أخرى. الأسبوع الممتد من 25 إلى 31 أغسطس/آب هو الأرخص من حيث التذاكر الدولية، بمتوسط 763 دولارًا انطلاقا من الولايات المتحدة وأسعار أقل من وجهات أخرى. إعلانتثبت هذه الأرقام أن المرونة الزمنية هي أحد أبرز أدوات التوفير الفعّالة، خصوصًا في ظل تغيرات أسعار التذاكر بين يوم وآخر بناء على الطلب والتوفر.
وبدأت الوجهات التي كانت تُعد هامشية في خارطة السياحة العالمية تفرض نفسها كخيارات أساسية بسبب قدرتها على تقديم تجارب مميزة بأسعار مقبولة. ويبحث المسافرون الآن عن أماكن لم تُستهلك سياحيا بعد، وتتمتع بهدوء نسبي وطبيعة خلابة، بعيدًا عن الزحام وغلاء العواصم، فقد:
أفاد تقرير سكاي سكانر بأن 43% من المسافرين يفكرون في زيارة وجهات لم يسبق أن وضعوها بالاعتبار سابقًا. نحو 26% يفضلون وجهات بديلة للهروب من الزحام والتكلفة. في السعودية، ارتفعت حجوزات الفنادق في مدن مثل أبها والباحة بنسبة تجاوزت 30% خلال الموسم، حسب بيانات منصة بوكـينغ.كوم. أما في مصر، فقد شهدت وجهات مثل دهب وسيوة إقبالًا متزايدًا نتيجة انخفاض التكلفة مقارنة بالمدن الكبرى. في حين في الأردن، تظهر بيانات بحث "غوغل ترافل" زيادة الاهتمام بمنطقة وادي رم كمقصد منخفض التكلفة.هذا التحول لا يعكس فقط سلوكًا ماليا، بل أيضًا رغبة في إعادة تعريف تجربة السفر بعيدًا عن الطابع الاستهلاكي.
ويشير تقرير مؤسسة "نيرد والت" إلى أن فكرة السفر في "الموسم الانتقالي" لم تعد حكرًا على الرحّالة أو المسافرين الخبراء، بل أصبحت إستراتيجية عامة يُنصح بها لتجنّب الذروة السياحية والأسعار المبالغ بها.
يوفر "موسم الكتف" الممتد في أشهر مايو/أيار ويونيو/حزيران وسبتمبر/أيلول توازنًا بين جودة الطقس وهدوء المكان وانخفاض الأسعار.
أظهر تقرير سكاي سكانر أن 33% من المسافرين يخططون للسفر خارج موسم الذروة. نسبة 42% من المسافرين بين 18 و24 عامًا يفضّلون السفر في مايو/أيار أو سبتمبر/أيلول. إعلانوتؤكد هذه البيانات أن كسر النمط التقليدي للسفر خلال يوليو/تموز وأغسطس/آب لم يعد مغامرة، بل أصبح قرارًا مدروسًا للحد من التكاليف.
العودة إلى الداخل السياحي ليست تراجعًا عن طموحات السفر، بل تعبيرًا عن وعي مالي وتقدير للموارد المحلية. كثير من العائلات والأفراد وجدوا في السياحة الداخلية بديلًا جذابًا، خاصة مع توفير الحكومات البنية التحتية السياحية لعروض منافسة.
تشير بيانات بوكـينغ.كوم إلى ارتفاع نسب الحجز داخل الدول بنسبة وصلت إلى 40% خلال صيف 2025. السياحة الداخلية في السعودية ومصر والأردن باتت خيارًا واقعيا، خصوصًا في ظل الدعم الحكومي لبعض المبادرات المحلية. في السعودية، سجلت مدينة صلالة في سلطنة عمان ارتفاعًا كبيرًا في الطلب من السوق الخليجية عبر "فلاي ناس" و"فلاي أديل". في الأردن، ارتفعت حجوزات الإقامة المحلية في عجلون وجرش بنسبة 28% خلال شهر يونيو/حزيران، بحسب بيانات محلية نقلها موقع "هلا أخبار".هذا النمط لا يخفف الضغط المالي فقط، بل يعيد تعريف معنى "الاكتشاف" و"الاستجمام" داخل إطار جغرافي مألوف.
السفر الذكي يبدأ من التخطيطلم يعد السفر مسألة عفوية، بل أصبح أشبه بمشروع يتطلب دراسة وتخطيطًا. فالمسافرون اليوم يستخدمون تطبيقات مقارنة الأسعار، ويتابعون العروض المبكرة، ويستغلون النقاط البنكية وبرامج الولاء، وكلها أدوات توفر لهم مئات الدولارات من دون التنازل عن جودة التجربة.
ويشير تقرير صادر عن "نيرد والت" في أبريل/نيسان 2025 إلى أن 91% من المسافرين يخططون لاستخدام إستراتيجيات لتقليل النفقات، مثل الحجز المسبق، واستخدام النقاط البنكية، واختيار أيام سفر أرخص. ووفقًا لتحليل ديلويت في تقرير "ترندات السفر"، تقلّص متوسط ميزانية السفر السنوية بنسبة 13% عن العام الماضي. كما أن 35% من المسافرين لم يقرروا بعد وجهاتهم الصيفية، وهم بانتظار العروض والفرص التوفيرية. إعلانوالمفارقة أن الوعي المالي لا يُقلل من متعة السفر، بل يمنحها طابعًا أكثر اتزانًا ومسؤولية، بحسب ديلويت.
وفي ضوء البيانات والتحولات المذكورة، يمكن القول إن صيف 2025 يمثل نقطة تحول في ثقافة السفر العالمية. فالتوفير، والمرونة، والاكتشاف الواعي هي مفاتيح الموسم، ويمكن تلخيص أبرز التوصيات في ما يلي:
اختيار توقيت الرحلة بعناية لتقليل التكلفة، مع التركيز على منتصف الأسبوع. استكشاف الوجهات الأقل شهرة والموسمية لتجربة نوعية بتكلفة معقولة. التفكير الجدي في الوجهات الداخلية، خصوصًا مع توفر بنية تحتية متنامية. استخدام أدوات التخطيط الرقمي والعروض المصرفية لتقليص الفاتورة النهائية.المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: الحج حريات من المسافرین صیف 2025 إلى أن لم یعد
إقرأ أيضاً:
ارتفاع في حركة المسافرين عبر مطار الفجيرة الدولي خلال عيد الأضحى
شهد مطار الفجيرة الدولي (FJR) ارتفاعا ملحوظا في أعداد المسافرين خلال فترة عيد الأضحى.
وسجل المطار زيادة في الطلب على الرحلات المتجهة إلى الهند، المالديف، بانكوك، نيبال، جاكرتا، سريلانكا وبنجلادش.
وأسهمت البنية التحتية الحديثة وسهولة الإجراءات وسرعة الوصول من مختلف إمارات الدولة في تعزيز جاذبية المطار لدى المسافرين.
وأكد الكابتن إسماعيل محمد البلوشي، المدير العام لمطار الفجيرة الدولي أن هذا الإقبال يعكس ثقة المسافرين في خدمات المطار، مشيراً إلى استمرار التعاون مع شركات الطيران، مثل «إنديجو»، لتوسيع شبكة الوجهات المباشرة.
ولفت إلى الأثر الإيجابي لحركة السفر المتزايدة على الاقتصاد المحلي، من خلال دعم قطاعات الضيافة والسياحة، مؤكدا التزام المطار بتقديم تجربة سفر سلسة ومتكاملة، خصوصاً خلال مواسم الذروة مثل الأعياد والعطل المدرسية.