النائبة الفرنسة ريما حسن لإسرائيل: السفينة حنظلة ستبحر قريبا إلى غزة
تاريخ النشر: 13th, June 2025 GMT
باريس- وسط إجراءات أمنية وحضور إعلامي وجماهيري كثيف، وصلت النائبة الفرنسية من أصول فلسطينية ريما حسن إلى مطار شارل ديغول رواسي في باريس أمس الخميس، بعد أيام من احتجاز قوات الاحتلال الإسرائيلي لها.
واعتُقلت ريما على متن السفينة "مادلين" مع ناشطين آخرين صباح الاثنين الماضي، أثناء مشاركتهم في "أسطول الحرية" المتجه إلى قطاع غزة لكسر الحصار الإسرائيلي عنه وإيصال المساعدات الإنسانية.
وبينما أثار خبر اعتراض السفينة أسئلة معلقة عن حدود الدور الأوروبي، لا تزال علامات الاستفهام تحوم حول ما إذا كانت المؤسسات الرسمية ستترجم دعم القضية الفلسطينية إلى مواقف سياسية حقيقية، أم إنها ستكتفي بمشاهدة القوارب الصغيرة وهي تُصادر، واحدا تلو الآخر، وبالصوت والصورة.
وفي كلمة ألقتها في ساحة الجمهورية بباريس، ذكرت ريما حسن -عضوة البرلمان الأوربي عن حزب "فرنسا الأبية" اليساري- تفاصيل اعتقالها واعتراض القوات البحرية الإسرائيلية السفينة "مادلين" في المياه الدولية.
واحتجاجا على ظروف احتجازها، رفضت ريما التوقيع على أوراق الترحيل، معلنة إضرابها عن الطعام في الزنزانة التي أمضت داخلها بضعة أيام في الحبس الانفرادي.
وقالت وهي ترتدي كوفية فلسطينية "رفضنا التوقيع على وثيقة تُثبت دخولنا الأراضي الإسرائيلية بشكل غير قانوني. ومن ثم فإن ما حدث يُعد اختطافا، كما أُعدنا قسرا بينما كانت وجهتنا قطاع غزة تحديدا".
إعلانوعن أيام الاعتقال التي قضتها، أضافت "تذكرت السجناء السياسيين الفلسطينيين سواء من خلال الاعتقال الإداري أو عبر كامل الترسانة الاستعمارية المستخدمة في إسرائيل ضد الفلسطينيين والناشطين، كما تذكرت جورج عبد الله الذي يجب إطلاق سراحه".
وتابعت "لم نختبر شيئا يُقارن بما يمر به الشعب الفلسطيني لكننا شعرنا بالإذلال الاستعماري والاضطهاد وانتهاك الحقوق"، مؤكدة أن ناشطي أسطول الحرية العشرة والصحفيين الفرنسيين اللذين كانا على متنه قد "اختطفوا في المياه الدولية" من إسرائيل، على بُعد 185 كيلومترا من ساحل غزة.
وفي ما يتعلق بظروف الاعتقال، قال الطبيب بابتيست أندريه الذي شارك في رحلة مادلين "قضيت وزملائي 18 ساعة داخل السفينة، مع حوالي 15 جنديا إسرائيليا على سطحها، يوجهون بنادقهم نحونا لمدة 18 ساعة متواصلة".
وتابع الطبيب المقيم في مستشفى تيمون بمرسيليا أنهم عانوا سوء المعاملة من الإسرائيليين، وشمل ذلك الحرمان من النوم وقيودا على الوصول إلى الماء والطعام، وخاصة "التواصل مع محامياتنا الفلسطينيات اللواتي تعرضن للتحرش والإهانة، وكان من المستحيل القيام بعملهن في ظروف طبيعية".
واليوم، بعد عودة طاقم "مادلين" من خلف جدران سجون الاحتلال، لا يبدون كناشطين عاديين، بل نساء ورجال كسروا الصمت وكتبوا شهادات موثقة ضد دولة باتت تخشى حتى القوارب الصغيرة التي تحمل مساعدات إنسانية.
وأفادت وسائل إعلام محلية بأن ركابا آخرين كانوا على متن الطائرة نفسها التي أقلَّت ريما من القدس إلى باريس خرجوا مرتدين العلم الإسرائيلي، ردا على الناشطين الذي كانوا في انتظار ريما بمطار رواسي.
وفي ساحة الجمهورية، شارك وفدٌ مكون من 12 نائبا من حزب "فرنسا الأبية"، بينهم زعيمه جان لوك ميلانشون وتوماس بورت، وإريك كوكريل، ولويس بويار، وصوفيا تشيكيرو.
إعلانوأشادت ريما حسن بدعم الحزب لفلسطين، قائلة "إنها العائلة السياسية التي دافعت عن القضية الفلسطينية، متحملة كل مخاطر الشيطنة والاضطهاد وتعرض البعض لهجمات شخصية".
ووسط هتافات الحضور، لفت الناشط البيئي ريفا سيفرت فيار إلى أن طاقم السفينة أراد إيصال هدية بسيطة إلى أهالي غزة؛ "قليل من الأرز والدقيق والمساعدات الطبية، وكثير من الحب. وندرك أنه عندما نقوم جميعا بعمل رمزي، فإنه يتجاوز الرمزية، ويصبح بمعنى قوي".
وأردف يقول إنه ربما تُصوّب عليهم عدسات الكاميرات اليوم، لكن يجب التركيز على غزة قبل كل شيء، ولبنان والضفة الغربية، "ويجب ألا ننسى أننا جميعا مسؤولون، إنه خطؤنا لأننا سمحنا للنماذج التوسعية بالتجذر في مجتمعاتنا، وهي نماذج ضارة وقائمة على العنصرية".
ومن المتوقع ترحيل آخر راكبين فرنسيين كانا على متن سفينة "مادلين"، وهما باسكال موريراس المولود في مرسيليا، ويانيس محمدي الصحفي في صحيفة "بلاست"، اليوم الجمعة.
المبادرات مستمرةووجهت ريما حسن في كلمتها أمام آلاف المتظاهرين رسالة إلى دولة الاحتلال، مؤكدة أن مبادرات كسر الحصار لن تتوقف: "لدي كلمة واحدة أقولها لإسرائيل: السفينة التالية جاهزة للإبحار قريبا، وستُسمى حنظلة، وسيكون هناك ما يلزم من السفن لكسر هذا الحصار".
وقالت إن تحركهم كان رمزيا، ولكنه سياسي بامتياز، ويهدف أولا إلى إيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة، بقدر ما استطاعوا على متن سفينة "مادلين"، ولكن أيضا أرادوا إدانة الحصار وكسره.
وذكرت النائبة ريما أن عائلتها طُرِدت من فلسطين عام 1948 ولم تستطع العودة قط، مضيفة "قبل أن أنتقل بين زنزانتين في الأيام الماضية، تمكنت من قطف غصن زيتون وزهرة صغيرة، وسأحتفظ بهما حتى يتمكن اللاجئون الفلسطينيون من العودة إلى ديارهم، وزراعة أشجار الزيتون، واحتضان أرضهم بكل ما فيها من معنى".
إعلانوتأتي مشاركة هؤلاء الناشطين ضمن قافلة "أسطول الحرية"، وهي مبادرة مدنية دولية تريد كسر الحصار البحري المفروض على غزة منذ عام 2007، وتسعى سنويا إلى إيصال المساعدات الإنسانية.
من جانبه، أشار الطبيب بابتيست أندريه إلى احتفاظه بتذكارين من رحلته على متن السفينة "مادلين"، الأول هو قطعة صغيرة تذكارية من القارب لا يتجاوز طولها بضعة سنتيمترات.
أما الثاني، فهو أحد الرسومات التي كان يحملها بين يديه "كنا نود إيصالها إلى غزة بعد أن قام برسمها أطفال من جميع أنحاء العالم، وهذه الرسمة التي أحتفظ بها كُتب عليها جملة بسيطة جدا: المطر ينزل من السماء، لا القنابل".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: الحج حريات الحج ریما حسن على متن ت ریما
إقرأ أيضاً:
تحالف أسطول الحرية يعلن خططًا لتوسيع رحلات كسر حصار غزة عام 2026
#سواليف
أعلن تحالف #أسطول_الحرية عن خطة توسّع هي الأكبر منذ تأسيسه قبل أكثر من 15 عامًا، تشمل مضاعفة مشاريع #كسر_الحصار البحري المفروض على قطاع #غزة خلال عام 2026، وذلك في ختام اجتماعاته السنوية التي احتضنتها العاصمة الإيرلندية دبلن بين 5 و8 ديسمبر/كانون الأول 2025.
وشارك في الاجتماعات مندوبون من الحملات الوطنية الأعضاء، ولجان التحالف المركزية، وممثلو شبكات تضامن دولية من أوروبا وأمريكا الشمالية وأفريقيا وأستراليا ونيوزلندا، بهدف تقييم موسم الإبحار لعام 2025 ووضع رؤية موسّعة للتحركات البحرية والبرية في العام المقبل.
وقال التحالف إن اجتماعات دبلن جاءت في وقت يشهد فيه قطاع غزة ظروفًا إنسانية “بالغة القسوة”، إذ تستمر إسرائيل ـ وفق تعبيره ـ بـ”انتهاك” وقف إطلاق النار، مع استمرار القيود المشددة على دخول المساعدات الأساسية، بما يشمل الخيام والبطانيات والمستلزمات الطبية وحليب الأطفال.
مقالات ذات صلةوحذّر المشاركون من أن مئات الآلاف من النازحين يواجهون مخاطر حقيقية في ظل شتاء قارس يفاقم نقص المأوى والمواد الإغاثية، مؤكدين أن الوضع الإنساني “لا يمكن احتماله”.
ويضم تحالف أسطول الحرية، الذي انطلق عام 2010، نحو 18 حملة وطنية، أبرزها اللجنة الدولية لكسر الحصار، ومنظمة IHH التركية، ومجموعات تضامن من أوروبا وأمريكا الشمالية وجنوب أفريقيا وأستراليا.
وتمكّن التحالف خلال الأعوام الماضية من إطلاق عشرات القوارب بهدف تحدّي الحصار البحري على غزة، من بينها سفن “مادلين” و”حنظلة” و”الضمير” التي أبحرت خلال موسم 2025.
وقال المجتمعون إن هذه الجهود ستشهد توسعًا “غير مسبوق” في 2026 عبر زيادة عدد السفن المشاركة، وتوسيع الشراكات الدولية، وتنظيم تحركات متزامنة في مختلف دول العالم.
وتزامن اجتماع دبلن مع صدور قرار مجلس الأمن رقم 2803، الذي اعتبره التحالف “خطوة خطيرة قد تُضعف القانون الدولي وتعيد إنتاج وصاية دولية على غزة”، محذّرًا من أن القرار لا يعزز الحقوق الفلسطينية ولا يساهم في إنهاء معاناة سكان القطاع.
وشهد الاجتماع انضمام مبادرتين دوليتين بارزتين إلى جهود التحالف خلال عام 2025، هما مبادرة “أسطول الصمود العالمي” ومبادرة “ألف مادلين إلى غزة”، ما رفع عدد القوارب المشاركة هذا العام إلى مستوى غير مسبوق.
وناقشت المبادرتان مع قيادة التحالف خططًا مشتركة لتوسيع الإبحار عام 2026، بما في ذلك: زيادة عدد السفن المشاركة، توسيع المشاركة الشعبية والدولية، تنسيق فعاليات ضغط وتضامن في مختلف القارات، تعزيز انخراط البرلمانيين والنقابات ومؤسسات المجتمع المدني
واختتم التحالف اجتماعاته بالتأكيد أن غزة “بحاجة إلى جهد عالمي مضاعف”، وأن عام 2026 سيشهد أوسع حملة دولية لكسر الحصار منذ انطلاق أسطول الحرية، بمزيج من التحرك البحري والضغط السياسي والإعلامي، إلى جانب تعبئة جماهيرية عبر العالم.