ما هي خيارات إيران وإسرائيل بعد الضربات الجوية الأخيرة؟
تاريخ النشر: 13th, June 2025 GMT
أكد نائب رئيس معهد الشرق الأوسط للسياسات، والمحلل العسكري السابق في وكالة المخابرات المركزية الأمريكية لشؤون الخليج العربي، كينيث بولاك، أن حكومة الاحتلال الإسرائيلي قررت الليلة الماضية المخاطرة بالتوصل إلى حل عسكري لعقود من سعي إيران لامتلاك أسلحة نووية.
وقال بولاك في مقال نشرته مجلة "فورين أفيرز": إنه "بالنظر إلى القدرات الهائلة للجيش الإسرائيلي، قد تلحق هذه العملية ضررًا بالغًا بالبرنامج النووي الإيراني.
وأوضح أن "خيارات إيران للرد المباشر محدودة، لكن الخطر يكمن في أن إسرائيل فتحت بابًا مفتوحًا على مصراعيه: قد يكون أسوأ رد إيراني هو الأكثر احتمالًا، وهو قرار بالانسحاب من التزاماتها المتعلقة بالحد من التسلح وبناء أسلحة نووية بجدية. ومن المرجح أن يمثل احتواء هذه المشاعر على المدى الطويل التحدي الحقيقي لكل من إسرائيل والولايات المتحدة. إذا فشل الطرفان، فقد تُؤمّن المقامرة الإسرائيلية تسليح إيران نوويًا بدلًا من منعه".
واعتبر أنه "لا يزال الوقت مبكرًا جدًا في هذه المعركة الأخيرة بين إسرائيل وإيران، ومن السابق لأوانه معرفة مدة القتال أو حجم الضرر الذي سيلحقه الإسرائيليون. ومع ذلك، تواجه إيران الآن بعض القيود الكبيرة على قدرتها على الرد، أو إنهاء الحملة الإسرائيلية، أو حتى الرد عليها".
وذكر أن "مشكلة إيران الأولى هي المسافة، ومشكلتها الثانية هي دفاعات إسرائيل. وبسبب كليهما، لا تملك طهران قدرة تُذكر على استخدام قوتها الجوية ضد إسرائيل، وعلاوة على ذلك، فمع وجود حوالي 700 ميل بين العراق وسوريا والأردن، لا تستطيع إيران شن هجوم بري على إسرائيل - وهو ما سيكون بمثابة انتحار ضد الجيش الإسرائيلي الأكثر كفاءة على أي حال. وبالتالي، إذا كان هناك رد عسكري إيراني مباشر، فمن شبه المؤكد أن قوات الصواريخ والطائرات المسيّرة الإيرانية ستتحمله، والتي أثبتت محدودية قدرتها ضد الدفاعات الإسرائيلية".
وأشار بولاك إلى أن "قادة إيران ربما تعلموا من الفشل المُحرِج لمحاولات الانتقام ضد إسرائيل في نيسان/ أبريل وتشرين الأول/ أكتوبر من العام الماضي، وأن ردًا آخر كهذا سيجعلهم يظهرون في حالة أضعف، ومع ذلك، ستشعر إيران بأنها مضطرة للرد على إسرائيل، حتى لو كان ذلك من باب إظهار الكرامة فقط، ولمحاولة فرض بعض التكاليف على إسرائيل مقابل هجومها".
واعتبر "لقد عمل الإيرانيون جاهدين على تحسين قدراتهم الصاروخية والطائرات المسيّرة خلال الأشهر الماضية، وهناك تقارير تفيد بأنهم تلقوا مساعدة من روسيا، مما قد يجعلهم يعتقدون أنهم قادرون على تقديم أداء أفضل من ذي قبل. بناء على ذلك، فإن الرد باستخدام الصواريخ والطائرات المسيّرة احتمال وارد جدًا، وإن كان من الصعب الجزم ما إذا كان سيكون دفعة واحدة كبيرة، أو عدة هجمات أصغر، أو هجمات متواصلة ومتقطعة".
وأوضح "قد يكون لدى إسرائيل طائراتها وطائراتها المسيّرة الخاصة التي تبحث عن منصات إطلاق إيرانية لمحاولة منع مثل هذه الهجمات، وقد تضرب أيضًا مواقع تخزين إيرانية معروفة".
وقال "مهما كان النهج المتبع، يبدو من غير المرجح أن يكون لهجوم صاروخي أو مسيّر آخر تأثير كبير على إسرائيل. لا تزال إسرائيل تتمتع بدفاعات صاروخية قوية، وسكانها محميون جيدًا، والذخائر الإيرانية ذات حمولات صغيرة وعدد قليل نسبيًا. حتى لو تمكنت المزيد من الصواريخ والطائرات المسيّرة الإيرانية من اختراق الدفاعات الإسرائيلية هذه المرة، فمن المرجح ألا تُلحق أضرارًا كبيرة أو تقتل عددًا كبيرًا من الناس، خاصة بالمقارنة مع ما يُحتمل أن تُلحقه الضربات الإسرائيلية بإيران".
وأشار إلى وجود "خيار آخر يتمثل في شن هجوم إلكتروني، وقد عملت إيران جاهدًا على تطوير قدراتها الإلكترونية في السنوات الأخيرة، وشنت هجمات قوية، بما في ذلك ضد إسرائيل. في صيف عام 2023، بدأت إيران بقطع الكهرباء عن المستشفيات الإسرائيلية، واستمر ذلك حتى بدأت إسرائيل بإغلاق عدد أكبر بكثير من محطات الوقود الإيرانية".
وأوضح أن "هذا يُثير الشكوك لدى الجانبين. فليس من الواضح تمامًا ما هي الأسلحة الإلكترونية التي تخفيها إيران، أو ما هي نقاط الضعف التي ربما اكتشفتها في البنية التحتية الإسرائيلية.. لكن القيادة الإيرانية لا تعرف ما هي الأسلحة الإلكترونية التي تخفيها إسرائيل، أو ما هي نقاط الضعف التي اكتشفتها في البنية التحتية الإيرانية. علاوة على ذلك، تميل إسرائيل إلى التفوق على إيران في المجال الإلكتروني، والشعب الإيراني أكثر تعاسة وعرضة للثورة من الشعب الإسرائيلي، مما قد يزيد من حذر إيران".
وأضاف أنه "على الرغم من أن إيران تُصنَّف عادة كدولة رائدة في رعاية الإرهاب، فإن أي هجوم إرهابي على إسرائيل، وبخاصة على المدى القصير، سيكون صعبًا بالقدر نفسه. فدفاعات إسرائيل المضادة للإرهاب هائلة، ولا يمكن القيام بالهجمات الإرهابية، وخاصة الكبيرة منها المدمرة، بين عشية وضحاها. إنها تستغرق شهورًا من التخطيط والاستطلاع والإعداد والتسلل. ما لم يكن لدى إيران عملية إرهابية مخطط لها منذ فترة طويلة وتحتفظ بها كاحتياط، فسيكون من الصعب أيضًا تنفيذها كرد فعل على الحملة الإسرائيلية".
وتابع "هناك احتمال شن هجوم إيراني، لطالما هددت به وخُشي منه، على صادرات النفط في الخليج، أو حتى محاولة لإغلاق مضيق هرمز. ويبدو هذا أيضًا ضعيف الاحتمال. أولًا، سيكون لهذه الخطوة تأثير هائل على أسعار النفط والاقتصاد العالمي، ومن خلالهما، على كل اقتصاد وطني، لدرجة أن إيران ستتحول بسرعة من ضحية يُتعاطف معها إلى عدو خطير في نظر معظم الدول الأخرى".
علاوة على ذلك، ورغم أن إدارة ترامب لم تفعل شيئًا لحماية صادرات النفط الخليجية من الهجوم الإيراني في ولايتها الأولى، أكد بولاك، أن "إغلاق مضيق هرمز سيشكل تهديدًا خطيرًا لصادرات النفط، لدرجة أن الولايات المتحدة والقوى الغربية الأخرى (وربما حتى الصين) ستكون شبه متأكدة من استخدام القوة لإعادة فتح طرق التصدير".
وقال "رغم أن الجيش الأمريكي قد يستغرق أسابيع دامية لسحق القوات العسكرية الإيرانية وإعادة فتح المضيق، لا يبدو أن الإيرانيين واهمون بشأن النتيجة النهائية.. وسيتعين على طهران أن تقلق من أن يقنع هذا التهديد المتهور لاقتصادات العالم واشنطن بضرورة الإطاحة بالنظام الإيراني. ولا شك أن هذا الخوف سيزداد مع عودة ترامب إلى منصبه، وهو الرئيس الأمريكي الذي أمر بقتل الجنرال الإيراني قاسم سليماني في كانون الثاني/ يناير 2020".
"خروج الجني من الزجاجة"
وأكد الكاتب أن "الرد الإيراني الأكثر تهديدًا ليس ردًا سيظهر في الساعات أو الأيام القادمة، بل على المدى الطويل. إن إيران قادرة على الانسحاب من معاهدة حظر الانتشار النووي لعام 1968، والتي تُشكل الأساس القانوني لخطة العمل الشاملة المشتركة لعام 2015، وتُعلن أنها ستبني الأسلحة النووية باعتبارها السبيل الوحيد لردع مثل هذه الهجمات "غير المبررة" على إيران، ثم تتحدى إسرائيل والولايات المتحدة ودولًا أخرى لمنعها من القيام بذلك".
وذكر أن "إيران تمتلك بالفعل ما يكفي من اليورانيوم عالي التخصيب لصنع عدة أسلحة نووية. ويُعتقد أن هذا اليورانيوم مُخزَّن في حاويات في ثلاثة مواقع مختلفة، وليس من الواضح ما إذا كانت إسرائيل ستتمكن من الحصول عليه بالكامل في الضربات العسكرية الجارية. كما تمتلك إيران كميات كبيرة من اليورانيوم الخام (المسمى "الكعكة الصفراء") التي يمكن تخصيبها إلى درجة صنع الأسلحة. يعتقد الإسرائيليون (والحكومة الأمريكية) أنهم على دراية بجميع سلاسل أجهزة الطرد المركزي العاملة في إيران، لكن الوكالة الدولية للطاقة الذرية تعتقد أن إيران قد بنت أجهزة طرد مركزي أخرى كثيرة، ولا يُعرف مكانها. وحتى لو لم تكن هذه الأجهزة جزءًا من السلاسل التشغيلية، يمكن دمجها فيها بسهولة نسبية، ويمكن لإيران بناء المزيد".
وأوضح أنه "بدون وجود مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية في البلاد لتطبيق شروط معاهدة حظر الانتشار النووي وخطة العمل الشاملة المشتركة، قد تواجه أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية والغربية الأخرى صعوبة بالغة في العثور على مواقع نووية إيرانية سرية جديدة. قد تواجه إسرائيل صعوبة في تدمير تلك المواقع حتى لو تم تحديدها، إذ من المرجح أن تُعززها إيران بما يتجاوز ما فعلته بمنشآتها الحالية".
وأشار بولاك إلى أن "مناقشات الخيارات الإسرائيلية لوقف البرنامج النووي الإيراني غالبًا ما تشير إلى الضربة الإسرائيلية عام 1981 على مفاعل أوزيراك النووي العراقي. وتزعم أسطورة تلك الضربة أن العملية أعاقت البرنامج النووي لبغداد بشكل حاسم، وأنقذت العالم من التعامل مع صدام حسين المسلح نوويًا. لكن في الواقع، وكما علم المحللون من الوثائق والعلماء العراقيين بعد حربي 1991 و2003، رد صدام بضخ موارد إضافية في برنامجه النووي، مما جعله أكثر خطورة بكثير مما كان عليه قبل العملية الإسرائيلية. ومن المرجح أنه كان سينتج قنبلة عراقية في وقت ما بين عامي 1992 و1995 لو لم تنه حرب الخليج ونظام التفتيش الذي تلاها برنامجه".
واعتبر أن "التحدي الحقيقي - لإسرائيل والولايات المتحدة وأي حكومة أخرى عازمة على منع الانتشار النووي في الشرق الأوسط - يتمثل في إيجاد سبل لمنع إيران من اتباع المسار الذي سلكه العراق عقب ضربة أوزيراك. بل إن الوضع الآن أكثر خطورة مما كان عليه آنذاك، لأن البرنامج النووي الإيراني أكثر تقدمًا بكثير، وعلماؤه أكثر دراية بكثير، وبنيته التحتية النووية أكثر كفاءة بكثير مما كانت عليه العراق عام 1981. وهذا يخلق مأزقًا لا مفر منه، حيث تكون أفضل طريقة لمنع إعادة بناء إيران هي السعي الحثيث نحو اتفاق نووي جديد مع طهران، في الوقت الذي ستكون فيه قيادة إيران أقل اهتمامًا به نظرًا لغضبها المحتمل من الهجوم الإسرائيلي. وبدون مثل هذا الاتفاق الجديد، ربما نجحت إسرائيل في إبطاء البرنامج النووي الإيراني على المدى القصير - ربما لمدة عام أو عامين - فقط لضمان تهديد إيران المسلحة نوويًا بعد ذلك بوقت قصير".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة عربية صحافة إسرائيلية الاحتلال الإسرائيلي إيران طهران البرنامج النووي إيران إسرائيل طهران الاحتلال البرنامج النووي صحافة صحافة صحافة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة البرنامج النووی الإیرانی على إسرائیل من المرجح المرجح أن على المدى على ذلک حتى لو نووی ا
إقرأ أيضاً:
إيران تهدد برد يشلّ إسرائيل خلال 48 ساعة من أي هجوم محتمل!
حذر وزير الخارجية الإيراني الأسبق، علي أكبر صالحي، من احتمال اندلاع مواجهة عسكرية مفاجئة بين إيران من جهة، والولايات المتحدة وإسرائيل من جهة أخرى، داعياً إلى الاستعداد الكامل لأي سيناريو محتمل، حتى في حال غياب مؤشرات فورية.
وفي تصريحات نقلها الموقع الإلكتروني الإيراني “خبر اقتصاد”، شدد صالحي على أن “المباغتة من طبائع الحرب، حتى لو كانت غير عادلة”، مضيفاً: “ينبغي أن نفترض أن غداً هو يوم الحرب. الغفلة عن هذا الاحتمال خطأ كبير، والطرف الغافل يُضرب أولاً”.
وأوضح صالحي أن عنصر المفاجأة عنصر مركزي في قواعد الاشتباك، ولا يمكن انتظار قرع الطبول لإعلان التعبئة، مشدداً على أن واجب القوات الإيرانية العسكرية هو البقاء على “أقصى درجات التأهب”، بغض النظر عن المسارات السياسية.
وتزامن ذلك مع كشف مصادر إيرانية مسؤولة عن توجيه طهران تحذيراً صارماً إلى واشنطن عبر قنوات متعددة، أكدت فيه أن إيران “لن تتردد في الرد بشكل فوري وحاسم” إذا شنت إسرائيل مواجهة جديدة.
ونقلت وكالة “إيران بالعربية” عن تلك المصادر قولها إن طهران مستعدة لإطلاق صواريخ استراتيجية ثقيلة على أهداف حيوية في إسرائيل خلال أول 48 ساعة من أي تصعيد، معتبرة أن مثل هذه الضربة “كفيلة بشل الكيان الإسرائيلي بالكامل”.
من جانبه، دعا المتحدث باسم الخارجية الإيرانية الولايات المتحدة وإسرائيل إلى وقف ما وصفه بـ”العدوان العسكري الأخير” على إيران، مطالباً باحترام ميثاق الأمم المتحدة والكف عن “السلوك غير المسؤول”.
ويأتي هذا التصعيد في ظل فرض حزمة أمريكية جديدة من العقوبات شملت أكثر من 50 فرداً وكياناً إيرانياً وسفناً تجارية يُعتقد أنها تابعة لجهات مرتبطة بمسؤولين إيرانيين رفيعين، ما يُنذر بتدهور جديد في العلاقات المتوترة أصلاً بين الطرفين.
وزير الخارجية الإيراني يكشف غموضًا حول مصير 400 كجم من اليورانيوم المخصب بعد الهجوم الإسرائيلي
كشف وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، عن وجود غموض حول مصير أكثر من 400 كيلوغرام من اليورانيوم المخصب بنسبة 60%، الذي كان مخزناً في منشآت نووية تعرضت للقصف الإسرائيلي خلال الهجوم الذي شنه الأخير في يونيو الماضي.
وأكد عراقجي أن التقييمات ما تزال جارية، مشيراً إلى صعوبة الوصول إلى بعض المواقع المتضررة مما يزيد من حالة الغموض.
وفي تصريحات لوسائل إعلام غربية، قال عراقجي إنه أبلغ المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي بأن إيران قد تتخذ إجراءات لحماية المواد، لكنه لم يؤكد نقلها فعليًا قبل الهجوم.
وأوضح أن اليورانيوم ربما تعرض للتلف أو الدمار الجزئي، إلا أن التقييم النهائي لم يُستكمل بعد.
وأكد وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، أن بلاده لا تزال قادرة على تخصيب اليورانيوم رغم الأضرار التي لحقت بمنشآتها النووية جراء الهجوم الإسرائيلي في يونيو الماضي، مشيرًا إلى أن وكالة الطاقة الذرية وافقت مؤخرًا على آلية تعاون جديدة مع طهران.
وفي مقابلة تلفزيونية، شدد عراقجي على أن “ما دام الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يطالب بوقف التخصيب بالكامل، فلن يكون هناك اتفاق”، مؤكداً أن أكثر من 400 كغم من اليورانيوم المخصب بنسبة 60% كانت موجودة أثناء تعرض المواقع النووية للقصف، وسط غموض بشأن مصيرها النهائي.
كما أشار الوزير الإيراني إلى أن وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل “تم دون شروط”، مضيفًا: “لقد توقفوا عن العدوان وتوقفنا نحن عن الدفاع… لكن كل شيء يمكن أن يُستأنف، من جانبهم أو من جانبنا. ليس على إيران فقط أن تقلق”.
وحذر عراقجي من أن “أي تفعيل للآلية الأوروبية المعروفة بـ(آلية الزناد) سيعني استبعاد أوروبا بالكامل من أي محادثات نووية مستقبلية”، مؤكدًا أن إيران لن تدخل في مفاوضات جديدة مع أطراف تتجاهل تداعيات الهجمات الأخيرة على منشآتها.
وختم بالقول: “لا يمكننا التظاهر بأن شيئًا لم يحدث… لقد تغيرت شروط التفاوض جذريًا بعد قصف منشآتنا النووية، وما كان مقبولًا سابقًا لم يعد مقبولًا الآن”.
وأشار الوزير إلى أن الهجمات الإسرائيلية خلفت أضراراً جسيمة في المنشآت النووية، لكنه شدد على أن التكنولوجيا النووية لا تمحى بالقنابل، مؤكداً امتلاك إيران للخبرة والعلماء اللازمين لإعادة البناء، رغم خسارة عدد كبير من أجهزة الطرد المركزي، ومؤكداً استمرار قدرة بلاده على التخصيب.
الخارجية الإيرانية تنفي شائعات إغلاق السفارات وتتهم “غرفة العمليات الصهيونية” بشن حرب نفسية
نفت وزارة الخارجية الإيرانية، اليوم السبت، صحة ما تم تداوله حول إغلاق بعض السفارات الأجنبية في طهران، ووصفت هذه المزاعم بأنها جزء من “حرب نفسية” تقودها ما سمّتها “غرفة العمليات الإعلامية الصهيونية”.
وقالت الخارجية في بيان نقلته وكالة “إرنا” الرسمية: “هذا النوع من الشائعات مصدره بعض حسابات التليغرام المرتبطة بالكيان الصهيوني ومنظمة المنافقين (مجاهدي خلق)، ويهدف إلى إثارة البلبلة والاحتقان داخل إيران، ولا أساس له من الصحة”.
وجاء هذا التصريح في أعقاب انتشار تقارير غير مؤكدة تحدثت عن إغلاق سفارات أجنبية في طهران، بالتزامن مع توتر أمني متصاعد بعد الضربات الإسرائيلية الأخيرة على منشآت نووية إيرانية.
حاتمي: جاهزون لأي عدوان إسرائيلي… وسنكشف بطولات حرب الـ12 يومًا في الوقت المناسب
حذّر القائد العام للجيش الإيراني، اللواء أمير حاتمي، اليوم الأحد، من استمرار التهديدات الإسرائيلية، مؤكدًا أن القوات المسلحة الإيرانية في أعلى درجات الجاهزية، وأنها ستواصل جهودها الدفاعية بكل حزم وثقة.
وفي كلمة ألقاها أمام كبار قادة القوة البرية، شدد حاتمي على أن “العدو سعى مرارًا لإلحاق الضرر بالنظام عبر مؤامرات متكررة، لكنه أدرك بعد صمود الشعب الإيراني أن حساباته كانت خاطئة، وارتكب خطأً استراتيجيًا كبيرًا”.
ووصف الكيان الإسرائيلي بأنه “عدو عنيد ذو طبيعة إجرامية”، مشيرًا إلى أن إيران، رغم الخسائر التي تكبدتها، “خرجت منتصرة من المواجهة الأخيرة بفضل تضحيات المجاهدين وصمود الشعب”.
وأشار إلى أن “العداء الدولي لإيران نابع من تمسكها بهويتها وسعيها نحو التقدم العلمي”، مؤكّدًا أن الجيش الإيراني يعزز باستمرار قدراته الاستخباراتية والعملياتية، وسـ”يكشف في الوقت المناسب عن بطولات الحرب الأخيرة التي استمرت 12 يوما”، على حد تعبيره.
وخصّ اللواء حاتمي القوة البرية بدور حاسم في المواجهة، مشيدًا بنجاحها في حماية الحدود ومنع الخروقات الأمنية، مع تجديد الالتزام برفع الكفاءة القتالية والدفاع عن سيادة البلاد.
وزير التجارة الباكستاني: العالم الإسلامي يفخر بانتصار إيران على “إسرائيل” وتعزيز التعاون الاقتصادي بين طهران وإسلام آباد
أكد وزير التجارة الباكستاني جام كمال خان، اليوم الأحد، أن العالم الإسلامي يفتخر بانتصار إيران على “إسرائيل” في يونيو الماضي، مشيدًا بصمود طهران في مواجهة التهديدات.
جاءت هذه التصريحات خلال لقائه مع وزير الصناعة والمناجم والتجارة الإيراني محمد أتابك، حيث شدد الجانبان على ضرورة تعزيز التعاون الثنائي بين البلدين، وفقًا لوكالة أنباء “فارس” الإيرانية.
وأعلن الوزير الباكستاني استعداد بلاده لتوسيع علاقاتها الاقتصادية مع إيران، مقترحًا تطوير الشراكات التجارية مع دول مثل تركيا وآسيا الوسطى وروسيا.
من جانبه، اقترح الوزير الإيراني تخصيص “يوم تجاري” خلال الزيارات رفيعة المستوى لتعزيز التنسيق الاقتصادي بين البلدين.
واتفق الطرفان على توسيع التعاون في مجالات الزراعة، تربية الحيوانات، الطاقة، والخدمات اللوجستية عبر الحدود، مع التأكيد على تسريع اجتماعات اللجنة الاقتصادية المشتركة، والدخول في مرحلة جديدة من الشراكة الاستراتيجية.
وتأتي هذه التصريحات بالتزامن مع زيارة رسمية للرئيس الإيراني مسعود بزشكيان إلى باكستان، حيث استقبله رئيس الوزراء شهباز شريف في إسلام آباد، وسط فعاليات رمزية من بينها غرس شجرة وزيارة لضريح الشاعر محمد إقبال في لاهور، ويتوقع أن يلتقي بزشكيان خلال الزيارة كبار المسؤولين الباكستانيين إلى جانب الجالية الإيرانية في البلاد، في إطار تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين.
قائد الجيش الإيراني: قدراتنا الصاروخية والمسيّرات في أعلى جاهزيتها والعدو الصهيوني لم يحقق أهدافه
أكد القائد العام للجيش الإيراني، اللواء أمير حاتمي، أن القدرات الصاروخية والطائرات المسيّرة الإيرانية لا تزال بكامل جاهزيتها القتالية، مشدداً على استمرار تطوير الصناعة الدفاعية والتكنولوجيا العسكرية رغم التحديات.
وخلال لقائه مع قادة القوة البرية للجيش، وصف حاتمي الكيان الصهيوني بأنه “عدو عنيد”، وقال إن الحرب التي استمرت 12 يوماً كشفت عن جانب من “جرائم العدو بحق الشعب الإيراني”، على حد تعبيره.
وأضاف: “رغم استشهاد عدد من القادة والعلماء والمواطنين، فإننا انتصرنا بفضل صمود شعبنا وبسالة مجاهدينا، وأفشلنا مخططات العدو وأوقعنا به خسائر كبيرة”.
وأشار حاتمي إلى أن المعارضة الدولية المتصاعدة ضد إيران تعود إلى “تمسكها بهويتها الدينية والوطنية وسعيها الدؤوب للتطور العلمي”، مؤكداً أن القوة البرية تطورت بشكل لافت في مجالات الجاهزية القتالية والاستخبارات، وأن تفاصيل بعض العمليات الناجحة للقوات الجوية والبحرية ستُكشف لاحقاً.
آخر تحديث: 3 أغسطس 2025 - 16:33