كيف أصاب صاروخ إيراني ملجأ إسرائيليا محصنا؟ الدويري يجيب
تاريخ النشر: 16th, June 2025 GMT
قال الخبير العسكري اللواء فايز الدويري إن الملاجئ داخل الأبراج والبنايات السكنية ليست ملاجئ محصنة، وإنما "غرف محصنة قد تقي من الشظايا، وليس من الضربة المباشرة".
وجاء حديث الدويري بعدما ذكرت القناة الـ12 الإسرائيلية أن تحقيقا أوليا كشف أن صاروخا إيرانيا أصاب ملجأ إصابة مباشرة في بتاح تكفا شرقي تل أبيب وأدى لمقتل 3 إسرائيليين.
كما قالت الجبهة الداخلية الإسرائيلية إن صاروخا باليستيا ثقيلا أصاب مباشرة الحائط بين غرفتين محصنتين في بتاح تكفا.
وأوضح الدويري -في تحليله المشهد العسكري بالمنطقة- أن الملاجئ المحصنة يجب أن تكون مستقلة خارج البنايات السكنية أو تحتها في الطابق الأرضي أو ما دون ذلك.
وأشار الخبير العسكري إلى أن الغرفة المحصنة تكون أكثر أمانا من الغرف الأخرى، و"تقي من ضربة تبعد عشرات الأمتار، لكنها لا تقي من ضربة صاروخية مباشرة".
حرائق ضخمة في مواقع في تل أبيب جراء الهجوم الصاروخي الإيراني#الأخبار pic.twitter.com/9E8Ym30u9X
— قناة الجزيرة (@AJArabic) June 16, 2025
أما بالنسبة للمواصفات الهندسية للتحصينات والملاجئ التقليدية، فإن سمك جدارها يكون مضاعفا ومصفحة بطبقات حديدية، وتكون أسقفها بسمك 120 سنتمترا.
إعلانووفق الدويري، فإن هذه المواصفات تكون في مواقع عسكرية ومنشآت منفردة وفي عمق الجبال ويتم تغطيتها بمواد الردم، و"ليست غرفة محصنة داخل البنايات مهما كانت مواصفاتها".
وتعرف الغرفة المحصنة زيادة في سمك جدرانها (30 سنتمترا وفق المقاييس الهندسية)، وكذلك تُبنى من الخرسانة المسلحة بدلا من الطوب المفرغ، وكذلك يكون سمك السقف مضاعفا، حسب الدويري.
وحال الإصابات المباشرة للأماكن المحصنة، شدد الخبير العسكري على ضرورة الحديث عن قدرة الصواريخ على الاختراق، إذ توجد صواريخ برؤوس حربية تخترق أكثر من 120 سنتمترا من الخرسانة، وهناك أيضا قنابل خارقة للتحصينات.
وأكد أن بعض الصواريخ تخترق التحصينات إذا استخدمت فيها فيوزات لديها القدرة على اختراق طبقات من الإسمنت وليست طبقة واحدة فحسب.
صور لآثار الضربات الإيرانية على تل أبيب، ووسائل إعلام إسرائيلية تتحدث عن "25 إصابة على الأقل" جراء إصابات مباشرة لمبان في المدينة#الأخبار pic.twitter.com/WTZGRIWs7w
— قناة الجزيرة (@AJArabic) June 16, 2025
بدورها، نقلت صحيفة معاريف عن المتحدث باسم الإسعاف الإسرائيلي قوله إن الملاجئ ربما لا تصمد في وجه الصواريخ.
أما مراسل الجزيرة في فلسطين محمد خيري فقال إن هناك نوعين من الملاجئ في إسرائيل، أولها ملاجئ تحت الأرض تابعة للبلديات والحكومة الإسرائيلية.
وكذلك، يوجد في المنازل الحديثة ملجأ محصن داخل المبنى نفسه، ويُبنى وفق معايير حديثة بكثير من الإسمنت لمنع وصول الصواريخ.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات
إقرأ أيضاً:
هل تملك إيران قدرة الرد على الهجوم الإسرائيلي؟ الدويري يجيب
قال الخبير العسكري والإستراتيجي اللواء فايز الدويري إن إسرائيل تواصل تنفيذ عملياتها العسكرية في العمق الإيراني بـ"حرية شبه مطلقة"، في ظل غياب أي قدرة حقيقية لدى الدفاعات الجوية الإيرانية على صد الهجمات، معتبرا أن تكرار الضربات الجوية يعكس هشاشة في المنظومات السيادية لطهران.
وأوضح الدويري -في تحليل للمشهد العسكري على خلفية الهجوم الإسرائيلي على إيران- أن نقطة الضعف التاريخية في بنية الجيش الإيراني تتمثل في سلاح الجو، سواء من حيث كفاءة الطائرات أو قدرات منظومة الدفاع الجوي، مما سهّل للطائرات الإسرائيلية تنفيذ هجماتها بأريحية عالية، دون تكبد خسائر بشرية أو مادية تذكر.
ويأتي هذا الهجوم الإسرائيلي غير المسبوق على إيران في إطار عملية عسكرية أطلقت عليها تل أبيب اسم "الأسد الصاعد"، حيث شاركت 200 مقاتلة في قصف نحو 100 هدف داخل إيران، من بينها منشآت نووية ومواقع عسكرية في طهران وتبريز وهمدان ومشهد وبوشهر.
وأكد اللواء الدويري أن الضربة الإسرائيلية الأولى ركزت على شل منظومة القيادة والسيطرة الإيرانية، واستهدفت قادة عسكريين ومراكز ما يعرف اختصارا بـ"سي فور" (القيادة، التحكم، الحوسبة، والاتصالات)، مما مهد لبيئة جوية مفتوحة للطائرات الإسرائيلية لتنفيذ موجات متتالية من الضربات.
إعلان
قدرات ردع جوية
وأشار الدويري إلى أن افتقار إيران لقدرات ردع جوية فاعلة أتاح لإسرائيل هامش مناورة واسعا، إذ لم يتم تسجيل إسقاط أي طائرة أو القبض على طيارين، الأمر الذي شجع إسرائيل على توسيع نطاق الهجمات لتشمل منشآت نووية حساسة كموقعي نطنز وفوردو.
وكانت وكالة فارس قد أعلنت عن مقتل 78 شخصا وإصابة أكثر من 300 آخرين في طهران وحدها، في حين أكدت مصادر إيرانية مقتل عدد من قادة الصف الأول، بينهم قائد الحرس الثوري حسين سلامي ورئيس هيئة الأركان محمد باقري، إلى جانب 6 علماء نوويين.
وعن قدرة طهران على الرد، شكك الدويري في جدية التهديدات التي يطلقها القادة العسكريون الإيرانيون، مؤكدا أن التصريحات التي تتحدث عن "فتح أبواب جهنم" غالبا ما تكون مفرطة في التهويل ولا تُترجم إلى فعل ميداني مؤثر، على الأقل في الوقت الراهن.
وأضاف أن إيران ردت بإطلاق نحو 100 طائرة مسيرة، لكن إسرائيل أعلنت اعتراضها جميعا قبل أن تبلغ أجواءها، مشيرا إلى أن تلك المسيّرات تعد بطيئة ويسهل التعامل معها كما أثبتت التجارب السابقة في الحرب الروسية الأوكرانية.
أذرع الرد الإيراني
في المقابل، أكد الدويري أن إيران تملك أذرعا طويلة للرد، من أبرزها ترسانة صاروخية تضم صواريخ باليستية وفرط صوتية، بالإضافة إلى الطائرات المسيّرة، فضلا عن قوارب الحرس الثوري السريعة التي قد تستخدم لتعطيل الملاحة في مضيق هرمز، لكنها لم تفعّل حتى الآن.
وكان المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي قد قال إن العملية العسكرية لا تقتصر على استهداف المنشآت النووية، بل تمتد لضرب مواقع الصواريخ الباليستية، مؤكدا "استباق محاولة إيران استخدام هذه الصواريخ ودك منصاتها قبل إطلاقها".
وأشار الدويري إلى أن تل أبيب أعلنت تدمير عشرات من منصات إطلاق الصواريخ ومراكز تخزينها، في حين تقول إيران إن لديها ما تسميها "مدن الصواريخ"، وهي عبارة عن شبكات من الأنفاق تحت الأرض تحتوي على منظومات صاروخية متطورة لم تستخدم بعد.
إعلانوكانت إيران قد أعلنت عن وقوع انفجارات قرب منشأة فوردو النووية وقاعدة نوجة الجوية ومراكز عسكرية في نهاوند، في حين شُنت لاحقا هجمات جديدة على مطاري مهر آباد وبوشهر، حيث تتمركز مقاتلات الجيش الإيراني.
وبينما أكدت طهران أنها لم تنفذ هجوما حقيقيا بعد توعد القائد الجديد للحرس الثوري أحمد وحيدي بأن الرد "قادم"، في حين شدد المرشد الإيراني علي خامنئي على أن "الكيان الصهيوني سينال عقابا شديدا".
قرار التصعيد
وبحسب اللواء الدويري، فإن طهران لا تزال تمتلك وسائل متعددة للرد، لكنها حتى الآن لم تحسم قرار التصعيد، مرجحا أن يكون هناك تريث في الرد بحكم دقة الحسابات الإستراتيجية وتعقيد الموقف الإقليمي والدولي.
ورجّح أن تبقى المعركة مفتوحة على احتمالات متعددة، مشيرا إلى أن إسرائيل -وفقا لتصريحات مسؤوليها- وضعت "مصيدة محكمة" لقادة الحرس الثوري بعد أن تمكنت من استدراجهم إلى موقع واحد قبل استهدافهم بضربة مركزة.
وكان رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي تساحي هنغبي قد كشف عن خوض قتال داخل إيران، مؤكدا أن العملية ليست مقتصرة على هجمات جوية فقط، بل تشمل أعمالا ميدانية أخرى لم تُعلن تفاصيلها بعد، وقد تستمر لأيام أو حتى أسابيع.
واختتم اللواء الدويري تحليله بالتأكيد على أن مستقبل الرد الإيراني سيعتمد على مدى قدرة طهران على تجاوز الاختراقات الأمنية والعسكرية التي ألحقتها بها إسرائيل، وعلى ما إذا كانت إيران راغبة فعلا في فتح جبهة تصعيد مباشر، أم أنها ستلجأ إلى الرد عبر وكلائها في المنطقة.