كيف تضبط الرقابة العسكرية الإسرائيلية مشهد الإعلام في أوقات الأزمات؟
تاريخ النشر: 16th, June 2025 GMT
ورغم انتقادات البعض بأن هذا النهج المتشدد يتعارض مع المبادئ الديمقراطية داخل إسرائيل، يرى آخرون أنه ساعد في الحفاظ على صورة الدولة كقوة نافذة في العالم، وجعل اختراقها الاستخباراتي أكثر صعوبة. اعلان
في جميع معاركها، تعتمد إسرائيل نهجًا حذرًا في التعامل مع تغطية وسائل الإعلام للأحداث الأمنية الحساسة، فتتجنب الإفصاح عن مدى دقة الهجمات التي تتعرض لها، سواء أصابت أهدافها بدقة أو أخطأتها.
ورغم انتقادات البعض بأن هذا النهج المتشدد يتعارض مع المبادئ الديمقراطية داخل إسرائيل، يرى آخرون أنه ساعد في الحفاظ على صورة الدولة كقوة نافذة في العالم، وجعل اختراقها الاستخباراتي أكثر صعوبة.
ومنذ اندلاع المواجهة مع طهران، تصدر الرقابة العسكرية تعليمات دورية للمواطنين بوجوب منع نشر مقاطع الفيديو التي توثق مواقع سقوط الصواريخ، وتطالبهم بإغلاق كاميرات التصوير المفتوحة في محيط المواقع الاستراتيجية والعسكرية.
كما أنها فرضت قيودا على موقعين تعرضا لقصف صاروخي من ايران، حسبما نقل الإعلام العبري.
رغم ذلك، تنتشر على مواقع التواصل العبرية تسريبات من هواتف مواطنين إسرائيليين أو حتى عرب داخل الخط الأخضر، توثق أماكن سقوط الضربات الإيرانية، فيما تلتزم وسائل الإعلام العبرية الرئيسية مثل "يديعوت أحرونوت" و"تايمز أوف إسرائيل" و"يسرائيل هيوم"، وحتى صحيفة "هآرتس" الليبرالية، المعروفة بمواقفها المعارضة لحكومة بنيامين نتنياهو، بالصمت.
جلسة لتعميم الإرشادات على وسائل الإعلام الأجنبيةوقد انتقدت صحيفة "يسرائيل هيوم" بعض تغطيات وسائل الإعلام العربية، مثل قناة "الجزيرة" القطرية داخل الأراضي الإسرائيلية، بدعوى أنها "تبث مباشرة مواقع سقوط الصواريخ في إسرائيل، مخالفةً للإرشادات الأمنية".
وقد أصدر وزير الأمن القومي بيانًا مشتركًا مع وزير الاتصالات الإسرائيلي، أعلنا فيه أن السلطات تحقق في المزاعم المتعلقة ببث صور لمواقع سقوط الصواريخ الإيرانية.
وأوضح البيان أن فرق التفتيش الميدانية تأكدت من أن المصورين لا ينتمون إلى قناتي الجزيرة أو الميادين، بل إلى وسائل إعلام أجنبية أخرى. كما أشار إلى أنه لا يوجد حظر شامل على التصوير، شريطة التزام المصورين بتعليمات الرقابة العسكرية وعدم انتهاكها.
وفي السياق نفسه، طلب وزير الاتصالات عقد جلسة عاجلة مع الرقابة العسكرية، لبحث وتوضيح إجراءات تطبيق تعليمات الرقابة على مراسلي وسائل الإعلام الأجنبية الذين قد يشكلون تهديدًا لأمن الدولة.
هيئة الرقابة العسكرية داخل الجيش الإسرائيليفي عام 1953، تم تنظيم العلاقة بين الجيش ووسائل الإعلام في إسرائيل عبر إنشاء لجنة المحررين، التي منحت الصحفيين درجة من الرقابة الذاتية، مع اشتراط الحصول على موافقة عسكرية لنشر المقالات الحساسة، تحت طائلة الملاحقة والعقوبات القانونية.
Relatedكتائب حزب الله في العراق تهدد أمريكا إذا تدخلت في المواجهة بين إيران وإسرائيلدمار واسع وارتفاع في حصيلة القتلى.. استمرار التصعيد العسكري بين إسرائيل وإيرانبسبب الضربات الإيرانية... ارتفاع قياسي في طلبات الدعم النفسي داخل إسرائيلتستند الرقابة الإسرائيلية إلى قوانين الطوارئ الصادرة عن الانتداب البريطاني عام 1945، كما تحظر القوانين الإسرائيلية نشر أي مواد سرية من الأرشيف القومي قبل مرور ربع قرن على الأقل.
وينص البند 44 من القانون الأساسي على أن "جميع قرارات الحكومة واجتماعات الوزراء التي تتناول الشؤون الأمنية تُعتبر أسرارًا يمنع نشرها، إلا بعد الحصول على إذن من رئيس الوزراء أو أي شخص مخول بذلك".
كما تمنح القوانين الإسرائيلية الرقابة العسكرية في الجيش، منذ عام 1988 في ظل حالة الطوارئ، الحق في فحص المواد الصحفية قبل نشرها، خاصة إذا كانت تتعلق بأمن الدولة.
رقابة تشمل مواقع التواصلمع تطور وسائل الإعلام، تطورت الرقابة العسكرية لتشمل المواقع الإلكترونية ومنصات التواصل الاجتماعي، حيث أبرمت اتفاقيات مع كبرى شركات التواصل الاجتماعي العالمية مثل فيسبوك وتويتر (إكس حاليا) ، بهدف حذف أو حظر أي محتوى تعتبره مضرًا بـ(إسرائيل)، ومع أن منصة تيلغرام تعتبر أكثر تساهلًا في هذا الصدد، تفيد تقارير بأن الرقابة العسكرية الإسرائيلية قد تدخلت في بعض الحالات لإغلاق قنوات موجودة على المنصة.
المواطنون العرب ونشر المعلومات الحساسةوبينما يلتزم المواطنون اليهود في إسرائيل إلى حد كبير بتعليمات الرقابة العسكرية، يظهر المواطنون العرب ميلاً أكبر للتمرد، مما يجعلهم أكثر عرضة للعقوبات في هذا السياق.
وفقًا لمركز بيو للأبحاث، وهو مؤسسة أمريكية مستقلة، يميل المواطنون العرب في إسرائيل إلى نشر أو مشاركة محتوى يتعلق بالقضايا السياسية أو الاجتماعية بشكل متكرر أكثر من اليهود الإسرائيليين (28% مقابل 20%). ومع ذلك، فإن اليهود أكثر احتمالًا بحوالي الضعف مقارنة بالعرب لنشر محتوى خاصًا بحرب إسرائيل وحماس (20% مقابل 11%).
ويشير نحو ربع العرب الإسرائيليين (24%، وهي النسبة الأكبر بين المستطلعين) إلى أنهم لا ينشرون أو يشاركون محتوى عن الحرب على الإطلاق، في حين تبلغ هذه النسبة 6% فقط بين اليهود الإسرائيليين.
ومنذ أكتوبر الماضي، اعتقلت السلطات الإسرائيلية العشرات من المواطنين العرب بسبب منشوراتهم على وسائل التواصل الاجتماعي المرتبطة بالحرب. كما تعرض عدد كبير منهم لإجراءات تأديبية في أماكن العمل والمدارس بسبب ما نشروه عبر الإنترنت، وفقًا لمنظمات حقوقية مقرها إسرائيل.
انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثةالمصدر: euronews
كلمات دلالية: إسرائيل إيران الحرس الثوري الإيراني هجمات عسكرية صواريخ باليستية دونالد ترامب إسرائيل إيران الحرس الثوري الإيراني هجمات عسكرية صواريخ باليستية دونالد ترامب رقابة الحرس الثوري الإيراني صواريخ باليستية إسرائيل هجمات عسكرية وسائل التواصل الاجتماعي إسرائيل إيران الحرس الثوري الإيراني هجمات عسكرية صواريخ باليستية دونالد ترامب النزاع الإيراني الإسرائيلي بنيامين نتنياهو البرنامج الايراني النووي حروب سياحة ثوران بركاني الرقابة العسکریة وسائل الإعلام فی إسرائیل
إقرأ أيضاً:
الأكاديمية العسكرية تحتفل بتخرج الدورة التدريبية الرابعة لأعضاء الرقابة الإدارية
نظمت الأكاديمية العسكرية المصرية ، مراسم تخرج الدورة التدريبية الرابعة لأعضاء هيئة الرقابة الإدارية بعد إنتهاء فترة تأهيلهم.
بدأت المراسم بمناقشة بحث تخرج الدورة والذى أظهر مدى ما وصل إليه الخريجون من مستوى تعليمى راقي خلال فترة دراستهم بالأكاديمية ، كما تم عرض الموقف التدريبى للخريجين وإعلان نتيجة إنتهاء الدورة ، تلى ذلك عرض فيلم تسجيلى عن الدورة تناول مراحل الإعداد والتنفيذ بدءاً من إستقبال الدارسين ومروراً بالتدريب التخصصى وفقاً لأحدث الأساليب العلمية بالمنشآت التعليمية بالقوات المسلحة.
وألقى أقدم الدارسين كلمة، وجه خلالها الشكر للقوات المسلحة على تنفيذ هذه الدورة التى ساهمت فى إكسابهم الوعى الصحيح والمعرفة المستنيرة، بما يمكنهم من خدمة الوطن فى الأماكن التى سيكلفون بالعمل بها.
وقدم الوزير عمرو عادل رئيس هيئة الرقابة الإدارية، خلال كلمته الشكر للقيادة العامة للقوات المسلحة على ما تبذله من جهود مخلصة فى تأهيل وتدريب الدارسين وفقاً لأعلى درجات الإنضباط الذاتى والتأهيل العلمى الراقى ليكونوا خير قدوة فى كافة الأماكن التى يشغلونها.
كما ألقى الفريق أشرف سالم زاهر مدير الأكاديمية العسكرية المصرية، كلمة قدم خلالها التهنئة للخريجين ، متمنياً لهم التوفيق فى حياتهم العملية، مشيراً إلى حرص القوات المسلحة على توفير كافة الإمكانيات اللازمة لإكساب الخريجين الخبرات العلمية والعملية التى تؤهلهم لأداء مهامهم على أكمل وجه.
وإختتمت الفعاليات بتبادل الدروع وتكريم أوائل الدورة .
حضر المراسم عدد من قيادات الأكاديمية العسكرية المصرية وهيئة الرقابة الإدارية.
يأتي ذلك فى إطار حرص القوات المسلحة على التعاون المثمر مع مختلف الوزارات والهيئات بالدولة لإعداد وتأهيل الكوادر البشرية فى كافة التخصصات.