جدعون ليفي للإسرائيليين: لا يغرنكم النصر الأولي فقد تندمون
تاريخ النشر: 16th, June 2025 GMT
قال الكاتب اليساري جدعون ليفي إن الإسرائيليين تستهويهم الحروب، خاصة في بدايتها، وما من حرب اندلعت إلا وتحمسوا لها باستثناء حرب أكتوب/تشرين الأول 1973.
ووفقا لليفي لم تخض إسرائيل حربا إلا وأبدت الدولة بقضها وقضيضها إعجابها بقدراتها العسكرية والاستخباراتية المذهلة، في بدايتها. وبالقدر نفسه لم تكن هناك حرب حتى الآن لم تنته بالدموع، برأيه.
وفي مقاله بصحيفة هآرتس، لجأ الكاتب إلى التاريخ القريب لتأكيد ما ذهب إليه، مستشهدا بحالة النشوة التي غمرت رئيس الوزراء الإسرائيلي مناحيم بيغن في بدايات حرب لبنان الأولى عام 1982، لكنه غادر منصبه وهو في حالة اكتئاب سريري شديد.
ليفي: ما من حرب خاضتها إسرائيل إلا وأبدت الدولة بقضها وقضيضها إعجابها بقدراتها العسكرية والاستخباراتية المذهلة، في بدايتها، وبالقدر نفسه لم تكن هناك حرب حتى الآن لم تنته بالدموع
وأشار ليفي إلى أن هناك احتمالا كبيرا أن يحدث ذلك أيضا في نهاية الحرب ضد إيران، مضيفا أنه رغم انتشاء إسرائيل في بدايتها فإن الأمر قد ينتهي بها إلى حالة اكتئاب، مثلما حدث مع بيغن.
ومضى إلى القول إن الأيام الأولى لأي حرب دائما ما تكون أجمل أيام الإسرائيليين، وأمتعها وأسعدها، ضاربا مثلا بحرب يونيو/حزيران عام 1967 ضد الدول العربية، وكيف تمكن الجيش الإسرائيلي من القضاء على 3 قوات جوية، أو كيف قتل 270 شرطي مرور في اليوم الأول من عملية الرصاص المصبوب في قطاع غزة عام 2009.
إعلان
لكنه عاد ليصف تباهي الإسرائيليين بإنجازات جيشهم وجهاز استخباراتهم (الموساد) بأنها الغطرسة نفسها دائما.
وفي يوم الجمعة الماضي -والحديث لا يزال للكاتب اليساري- كان هناك في إسرائيل من يتوقعون سقوط النظام الإيراني واستبداله بعد 100 طلعة جوية فقط.
وقال إن هذا الإحساس بالفخر "المتضخم" دائما ما يكون مصحوبا بشعور بأن الحق بجانب إسرائيل، لكن النهاية قد تكون شيئا شبيها بقصص مأساوية من الأساطير الإغريقية القديمة.
وفي ليلة الجمعة نفسها، تحول الشعور بالنشوة إلى شيء آخر بعد أن اضطر ملايين الأشخاص إلى الاندفاع نحو الملاجئ بعد انطلاق 3 صافرات إنذار بهجوم إيراني وشيك.
ومن وجهة نظر ليفي، فإن إسرائيل انساقت إلى حرب كان من الممكن تفاديها لو لم تقنع الولايات المتحدة بوقف التفاوض حول الاتفاق النووي الذي كان الرئيس دونالد ترامب سيسعد بتوقيعه، مشيرا إلى أن إسرائيل أقدمت على ذلك اعتقادا منها أنه لم يكن لديها خيار، وهو ادعاء مبتذل ومألوف، حسب وصف الكاتب.
ووفق المقال، فإن الإسرائيليين بعد اضطرارهم للدخول إلى الملاجئ 3 مرات في الليلة الواحدة ومع اقتصاد في حالة خراب ومعنويات في الحضيض، سيتساءلون عما إذا كان الأمر يستحق كل هذا العناء وما إذا كان هناك حقا خيار آخر. لكن ليفي يقول إن طرح مثل هذه الأسئلة في إسرائيل لا يبدو مشروعا الآن.
وأكد أن الفرصة الوحيدة لإنهاء هذه الحرب قريبا تعتمد إلى حد كبير على الرئيس "غريب الأطوار" في واشنطن، واصفا الحرب الحالية بأنها أخطر الحروب التي واجهتها إسرائيل على الإطلاق، وقد تندم عليها.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات ترجمات فی بدایتها
إقرأ أيضاً:
أنا أيضًا كنتُ هناك
كثيرةٌ هي النصائح التي سمعتها طوال حياتي، لكن عبارة قرأتها في كتاب جاك كانفيلد «مبادئ النجاح» كان لها الأثر الأكبر؛ صحيح أن كل المبادئ في الكتاب أثّرت فيّ تأثيرًا بالغًا، فقد نقلني هذا الكتاب من سباتٍ عميق، ومن فوضى مالية ونفسية وحياتية، إلى ما أنا عليه اليوم.
العبارة الأقوى التي غيّرت مسار حياتي، والتي قرأتها في لحظة ضعف ويأس، كانت: «أنت مسؤول مسؤولية تامة عن حياتك. أنت من أوصلت نفسك إلى ما أنت عليه الآن، بالقرارات التي اتخذتها، والخيارات التي فضّلتها. وبالتالي، أنت وحدك من يستطيع أن يغيّر هذا الواقع. توقف عن الشكوى والتذمر، وخذ زمام الأمور في حياتك».
حينها نهضتُ فعلًا. نفضتُ عني غبار الإحباط الذي كان يغطيني. أذكر أن أول قرار اتخذته هو تنظيم شؤوني المالية. كنتُ يومها غارقة في الديون، مفلسة، أقود سيارة صغيرة رغم وضعي الوظيفي، وكانت مصدر تهكّم زملائي.
لكن سبحان الله، فقد أدّى تغيير الوضع المالي إلى تغيير في أسلوب الحياة، ما منحني ثقةً بالنفس، ورفع من تقديري لذاتي، وجلب لي بهجةً وشعورًا بأنني أستطيع أن أفعل المستحيل. وهذا ما فعلته بالفعل: المستحيل. فمن فتاة خجولة مترددة، إلى مدرّبة ومتحدثة دولية ومقدمة برامج إذاعية. ومن رئيسة قسم صغير، إلى رئيسة وحدة، وممثلة لبلادي في إحدى منظمات الأمم المتحدة، ورئيسة لإحدى أكبر اللجان في جمعية من الجمعيات التابعة لها في جنيف.
كل هذا بدأ بنصيحة واحدة قرأتها في لحظة استعداد، وبقرار صغير واحد بأن أخذ زمام الأمور في حياتي. اليوم، وحتى بعد قراري بالتقاعد من عملي، أعيش أثرى أيام حياتي.
لماذا أكتب هذا الموضوع الآن؟ لأنني أعلم أن كثيرين ما زالوا قابعين هناك، في المكان الذي كنتُ فيه، ينتظرون كلمة تُوقظهم، تمامًا كما صفعتني عبارة جاك كانفيلد فأيقظتني. ولأن فتاةً أرسلت لي قبل أيام رسالة استغاثة، تطلب فيها كلمة تنهض بها، تتغلب بها على الخوف والتسويف، وتستخرج بها الطاقة الكامنة بداخلها. هذه الطاقة التي أنا على يقين بأنها قادرة، من خلالها، أن تُحدث تأثيرًا جبارًا في من حولها.
أحيانًا كل ما نحتاجه هو خطوة صغيرة، وبعدها ستنكشف لنا الطريق.
حمدة الشامسية كاتبة عُمانية في القضايا الاجتماعية