اعتبر الدكتور أحمد الريسوني، الرئيس السابق للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، أن الجمهورية الإسلامية في إيران هي الدولة الأكثر تضحية ووفاء للقضية الفلسطينية في العالمين العربي والإسلامي، واصفًا دعمها للمقاومة بأنه غير مسبوق وغير موازى من أي نظام عربي أو إسلامي، بما في ذلك الأنظمة التي رفعت شعارات الثورة والقومية لعقود.



وفي مقال له أرسل نسخة منه لـ "عربي21"،  تحت عنوان "إيران الدولة الأكثر تضحية ووفاء للقضية الفلسطينية"، أشار الريسوني إلى أن العداء الغربي ـ الإسرائيلي ـ العربي لبعض الأنظمة تجاه إيران، يرتبط جوهريًا بموقفها المبدئي من إسرائيل، ورفضها للاعتراف بشرعية الاحتلال الصهيوني، فضلًا عن دورها المباشر في دعم وتسليح وتدريب فصائل المقاومة الفلسطينية.

من سفارة إسرائيل إلى سفارة فلسطين: موقف تأسيسي

استعاد الريسوني في بداية مقاله اللحظة الرمزية الفارقة عقب انتصار الثورة الإيرانية عام 1979، حين قام الزعيم الإيراني الراحل الإمام روح الله الخميني بدعوة الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات إلى طهران، ليقوم بتسليمه مفاتيح السفارة الإسرائيلية السابقة، ويحولها إلى أول سفارة فلسطينية في العالم الإسلامي.

وقال: "كانت تلك أول إشارة التقطها الساسة الغربيون، وعرفوا من خلالها أن النظام الجديد في طهران معادٍ ورافض لإسرائيل بصفة تامة".

إيران تجاوزت الشعارات.. ودخلت ميدان الفعل المقاوم

وأوضح الريسوني أن إيران الثورة لم تكتف بالدعم الدبلوماسي أو الإنساني التقليدي، بل دخلت مبكرًا على خط الدعم العسكري المباشر للمقاومة الفلسطينية، بما في ذلك التسليح والتدريب، في موقف لم تجرؤ عليه ـ حسب وصفه ـ أي دولة عربية أو إسلامية، حتى في أوج صعود الزعامات القومية كعبد الناصر وصدام حسين وبومدين والقذافي.

وأضاف أن هذا الموقف الإيراني المتمايز، هو ما جعلها عرضة لما وصفه بـ"الحروب المركّبة" التي تشنها عليها إسرائيل والغرب، وتتورط فيها أنظمة عربية بـ"التأييد أو التواطؤ".

النووي الإيراني.. الذريعة الأبرز لضرب طهران

وأشار الريسوني إلى أن تقدم إيران في مجال الصناعات النووية، وإن لم يثبت أنه يهدف إلى تصنيع السلاح، يُعتبر في العقل الغربي والإسرائيلي تهديدًا وجوديًا لأنه خارج عن السيطرة الغربية، على عكس السلاح النووي الباكستاني أو الكوري الشمالي.

وتابع: "النووي المفترض لإيران يعتبرونه موجهاً أولاً وأخيراً ضد إسرائيل… وهم مستعدون لمنعها من امتلاكه حتى بضربات نووية مبيدة!".

كل ما تتعرض له إيران سببه فلسطين

وربط الريسوني بين كل أشكال العدوان على إيران ـ عسكريًا وسياسيًا واستخباراتيًا ـ وبين مواقفها الثابتة من فلسطين، قائلاً إن الموقف الأخلاقي والصلب لإيران هو السبب الحقيقي وراء هذا الاستهداف المحموم.

وقال: "ما تواجهه إيران من حروب عسكرية وسياسية واقتصادية واستخباراتية، إنما هو بسبب مواقفها الصلبة مع فلسطين والمقاومة الفلسطينية".

دعوة للمسلمين.. هل جزاء الإحسان إلا الإحسان؟

وفي ختام مقاله، دعا الريسوني المسلمين إلى الوقوف مع إيران في وجه الحصار والاستهداف الذي تتعرض له بسبب دفاعها عن قضايا الأمة، معتبرًا أن ذلك واجب ديني وأخلاقي، وقال: "الواجب على المسلمين مساندة إيران في مواجهتها للعدوان… وهل جزاء الإحسان إلا الإحسان؟".


المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة عربية إيران الإسرائيلي موقف إيران إسرائيل حرب موقف المزيد في سياسة سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

بعد العدوان الإسرائيلي.. إعلامي عُماني يشارك يومياته في إيران ويكشف جهود سفارة السلطنة بطهران

الرؤية- غرفة الأخبار

يعكف الإعلامي العُماني المخضرم يوسف الهوتي، والموجود حاليًا في زيارة إلى إيران، على مشاركة تطورات الوضع بعد الاعتداء الإسرائيلي الغاشم الذي استهدف عدة مناطق إيرانية.
وقال الهوتي- في سلسلة تغريدات- من مدينة كلاراديشت شمال إيران إنه فوجئ بالهجوم، لكنه حرص فورًا على التواصل مع السفارة العُمانية في طهران، التي وفَّرت كل إمكانياتها لتوحيد الجهود وتنظيم عودة العُمانيين إلى وطنهم.


 

وأضاف الهوتي أن العُمانيين المتواجدين في المدن الإيرانية جميعهم بخير، وأنهم في تواصل مستمر مع السفارة العُمانية بطهران التي تعمل على خدمتهم وضمان سلامتهم، مشيرًا إلى أن الحياة اليومية في إيران طبيعية جدًا، والأسواق مفتوحة والبضائع متوفرة، وحركة المرور تسير بشكل منتظم دون أي أسباب للقلق، حسب قوله.

وأكد الإعلامي العُماني أن الشعب الإيراني يُظهر تعاطفًا كبيرًا مع السياح العُمانيين ويُقدِّم الدعم اللازم عند الحاجة، مضيفًا أن الجهات المعنية أكد مواصلة جهود الدعم حتى عودة الجميع سالمين إلى عُمان في أقرب وقت ممكن.

مقالات مشابهة

  • مؤتمر نيويورك في مهب الريح| حلم الاعتراف بالدولة الفلسطينية يتبدد على أعتاب الصراع الإيراني الإسرائيلي.. فهل يتحقق؟
  • النواب: مصر معاكم تؤسس لضمان اجتماعي مستدام لأبناء الشهداء وتؤكد وفاء الدولة لمن ضحّوا من أجل الوطن
  • أحمد موسى: إسرائيل تصعّد داخل إيران وتستهدف العلماء.. والخاسر الأكبر هو القضية الفلسطينية
  • توقعات وفاء حامد تتحقق بشأن حرب إيران وزلازل وحرائق في 2025
  • سفارة بريطانيا بالكويت تحذر رعاياها: تصعيد مفاجئ بين إيران وإسرائيل
  • الحرس الثوري الإيراني يكشف تفاصيل الهجوم الصاروخي على الأراضي الفلسطينية المحتلة
  • إيران تستخدم شاهد 129 و136 الأكثر تطوراً باستهداف إسرائيل.. تعرف عليهما
  • بعد العدوان الإسرائيلي.. إعلامي عُماني يشارك يومياته في إيران ويكشف جهود سفارة السلطنة بطهران
  • عشرات القتلى في غزة بقصف إسرائيلي.. ماكرون يعلن تأجيل مؤتمر الدولة الفلسطينية ويؤكد: الاعتراف قادم