(1)
يصير كل شيء ممكنا بعد اللوعة (والذَّنب لا علاقة له بذلك).
(2)
في كل حُبٍّ هناك ثلاثة (مرشَّحون للزِّيادة، أو النُّقصان).
(3)
«الوعد»، و«الثِّقة»: هذا بعض ما غاب عن فلاسفة التَّاريخ الكبار (هيجل، أكبر مثال ممكن) الذين توقَّفوا كثيرا عند «السَّيرورة» و«الصَّيرورة»، وبَشَّروا بهما.
(4)
لا أحد يستطيع أن يكون شبيها بالقمر، أو ظِلا للحُب، أو الطَّريق المؤدية إلى «النَّظريات الكبرى»، أو أي من أعراض الشَّمس أو الحصباء، أو الاكتئاب والأرق المزمنين الحادَّين، أو الحزن للفراق، أو الحزن لدى اللقاء، أو الرِّيح التي تعوي في الذِّكريات.
لا أحد يستطيع كل شيء.
(5)
لن ينطلوا عليك في الشَّفاعة الموعودة، ولا يعرفون آثامك الأكثر سِرِّيَة، ولا يفقهون البوَّابات.
لكنهم الإدانة أبديَّة.
(6)
الحُبُّ انشغال باثولوجيٌّ بالآخر أكثر من محاولة الاقتراب بالذَّات من الحُب (وهذه بالضَّبط هي الكارثة التي تتجدَّد مع كل خسران).
(7)
وهل لي وطن كي أسعى إلى المنفى؟
(8)
في المتقابلات والمتعارضات، في الآباء والأمَّهات، قبل الإخوة وبعد الأخوات، وفي رحلات الطَّائرات والسيَّارات، وحوادث النُّكران.
فيما هو أكثر من ذلك.
(9)
ينبغي إيقاف الجسر أمام الشَّجرة، ويجب الانعطاف بالصَّلاة بعد الشَّجرة.
(10)
يهتفون ضد أعباء وتكاليف الطَّاغية (بالسُّرعة، أو البطء، الذي تشاء ابتسامة الطَّاغية).
(11)
السُّلوان ليس من مطامح الجثث، والتِّذكار أحياءٌ مؤجَّلون.
(12)
يتبرَّأون من الخرافات التي جاءت قبلهم، ولا يستطيعون صنع أساطير لمن سيجيء بعدهم.
(13)
يستسيغون البداهات التي ماتت قبل ولادتهم.
(14)
فليكن هذا في معلومك: العناد أسوأ الرزايا وأفضل الفضائل (لكن لشخص واحد فقط).
(15)
يا أيتها الصَّخرة: لم أعد في المرايا، ولا في العقابيل.
(16)
الليل حلقومٌ مؤجَّل، وسهو عن الانتحار.
والليل بحثٌ في الظَّلام عن إكليل الخيانات على رأس المسيح.
(17)
في يوم ما، سيحترق هذا العالم من دون الاحتياج لشمعةِ أصغر أو أكبر شَّاعر (ومن نافلة القول، من دون الاضطرار لمحاولة بطل فيلم «حنين» لأندريه تاركوفسكي في نهاية الفيلم، والبحث، والرِّحلة).
(18)
بين يديه القول والضَّرَّاء.
(19)
يغدو الحتف من سأم الرُّكام.
(20)
اليُتْمُ مأساة كبيرة، وشيء لاحق.
(21)
أصافحُ المساء بالحليب (لفرط الرَّغبة)، ومريم عند يسوع (لفرط الحنين).
(22)
يسدُّون كل هذه الأبواب العظيمة في وجه قبرٍ صغير.
(23)
في لقاءات المصادفة الشَّحيحة كثير من الزَّعتر الجاف (ويصير زعتر طازج، أو ليمون، أو عطر، أو منديل، أو نبيذ، أو أقراص مهدّئة، أو جثَّة طازجة على الشاطئ، بعد ذلك).
(24)
«مشكلتنا في إيطاليا هي أننا كلُّنا شيوعيون، وكلنا كاثوليكيُّون» (بيير باولو بازوليني).
أخشى أن هذه المشكلة موجودة في خارج إيطاليا أيضا، لكن مع استبدال «الكاثوليكيَّة» بما يناسب الزَّمن المحلي والعَقدي (مع مراعاة فارق التوقيت، بالنسبة للآخرين، طبعا).
(25)
لا أحد يشفع للضَّحايا. تجرى المحاكمات للقتلة، بعد انتهاء المذابح، ثم يذهبون إلى المتحف الوطني، أو كتب التَّاريخ، أو أحكام البراءة.
(26)
ذاكرتي عند الجرس. ذاكرتهم رهينة الحبل. والحقيقة هي ألا أحد سيتذكر الجرس ولا الحبل.
(27)
لا تُكَلِّمهم لدى الهزيع، ولا تفتح صناديق الهدايا، ولا تشحذ ذاكرتهم.
(28)
باقٍ هنا، وباقٍ هناك؛ لأن البقاء للأكثر حزن.
(29)
ليس في المخبأ قلب، ليس في الأم جَدَّة.
(30)
يكشفُ القمرُ العَسَس، ويَضبِطُ العَسَسُ اللصوص، ولا يأخذ العَسَسُ الواليَ ولا القاضيَ إلى السِّجن.
(31)
الأوغاد في السَّنابل، والفلَّاحون في الحقول، والعُمَّال في المصانع، والأمطار عند الرَّب، والحكايات في الطِّين.
(32)
لست واثقا من أني.
(33)
القساوسة والقدِّيسون ينتظرون عند باب المقبرة، والأموات يقيمون الصَّلوات.
(34)
يعلِّق عينيه على الشَّجرة الخرساء والباب الصدئ، وتتبعه الأحجار النَّبيلة، والطُّيور المصقولة، والأساطير المفقودة.
(35)
أستعيدكِ بالأشرعة (ولا أفهم كيف يحدث البحر).
(36)
يَخرج الهواء من جيوب معطفي، وأنا العسف.
(37)
تجيء التَّوابيت مع أكواب القهوة.
(38)
اليُتم ليس إلا قسوة صغيرة. أمَّا أن يكون لك أب وأم فذلك أقسى بكثير.
(39)
ليس الحب اضطرارا يوميَّا (لكن الفقد أسوأ تمارين كل ليلة).
(40)
الوَجَلُ أكبر من البيت. البيت أقلُّ من الانتظار. الحمامة أكبر من السَّطح. الأخت أصغر من البئر.
(41)
طاقتي في الاحتضار، امتحاني في الليل والنَّهار، حياتي في الانكسار، وأكتبُ للاندثار (من دون الحاجة إلى هذه الموسيقى الإيقاعيَّة).
(42)
أيها القمر: أبصرتك حين مررت بين السُّحب الرمادية والعذوق الصفراء. رأيتك وأنت تغرب.
أُبصرك حين لا تعود.
(43)
أيها الجندي المجهول: تعال نتقاسم ما لم يعد رغيفا للتَّماثيل.
(44)
ينعتونه بالمسامير، ولا يستقيمون في الأشجار. لا ماء في الأحبَّة، ولا صلاة في السِّنين.
(45)
كم هذا مثير للاهتمام حقَّ: القتلى صامتون، والقَتَلَة يصرخون.
(46)
كلُّ اضمحلال مسافة، وكلُّ قلب انفجار.
(47)
في كلِّ غصن ثمرة، ومحراب، وسكِّين.
(48)
-- سآخذك إلى الأبديَّة.
-- لا أريد الذهاب إلى هناك.
-- ألا تثق بالأبديَّة؟
-- لا.
-- بماذا تثق إذا؟
-- بالنِّهاية.
(49)
انتهى المهرجان. أحاطت بي جوقة من ممثلين يضحكون ويبكون حتى أركبوني سيَّارة فخمة، وقالوا: وداعا. طوال الطَّريق كنت أسمع ما يشبه النَّشيج، أو الفحيح، أو الهديل. في المطار اصطحبتني تلك الجوقة إلى طائرة مليئة بأرانب مصدورة وغربان كلٌّ منها بثلاثة أجنحة. كانت الرحلة طويلة ومرعبة، ثم جاء صوت القبطان:
«حملناه، راجعين إلى القرية
ميت يرفض أن يُدفن
قال حكيم: نمرُّ به إلى بيت الإمام،
نتركه في بيته ثلاث ليال فإذا تيقَّنَّا،
نحاول» (عبدالله السّفر، «طقوس أوليَّة لجثث لا تنتهي» مِن «يفتح النافذة ويرحل»).
(50)
يأتي الهوى بعد إغلاق النَّافذة.
عبدالله حبيب كاتب وشاعر عُماني
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: لا أحد
إقرأ أيضاً:
إغلاق 4 محلات تجارية مخالفة وإتلاف 1.5 طن مواد منتهية في حجة
الثورة نت/..
أغلق مكتب الاقتصاد والصناعة والاستثمار في محافظة حجة محلات تجارية مخالفة وأتلف موادا غذائية منتهية.
وأوضح مدير مكتب الاقتصاد والصناعة والاستثمار بالمحافظة محمود وهبان، أنه تم إغلاق أربعة محلات تجارية في مركز المحافظة ومديرية عبس، لعدم الالتزام بالأسعار، مشيراً إلى أن تحرير محاضر الضبط وعملية الإغلاق تمت بعد تنبيه وتحذير مسبق للمخالفين بالالتزام بقوائم الأسعار.
وذكر أن المواد الغذائية التي تم إتلافها تزيد عن طن ونصف من الدجاج المثلج التي تم ضبطها أثناء النزول الميداني لعدد من المحلات التجارية، إضافة إلى إتلاف كميات من السجائر المهرية ضبطها الجانب الأمني في النقاط الأمنية.. لافتا إلى أن عملية الإتلاف تمت وفقا للإجراءات القانونية.
وثمن وهبان جهود الفرق الميدانية للرقابة على الأسعار ودور الأجهزة الأمنية في مساندة الاقتصاد والصناعة والاستثمار بالمحافظة.
وأكد عدم التهاون في اتخاذ الإجراءات القانونية بحق المخالفين.. داعياً المواطنين إلى التعاون والإبلاغ عن أي مخالفات.