باحث تونسي: الانفجارات البركانية الضخمة مزقت أفريقيا وأميركا الجنوبية
تاريخ النشر: 16th, June 2025 GMT
كشفت دراسة حديثة عن أدلة دامغة على أن النشاط البركاني الهائل لعب دورا محوريا في انفصال قارتي أميركا الجنوبية وأفريقيا قبل حوالي 135 مليون سنة، الأمر الذي يقدم رؤى جديدة حول العمليات الجيولوجية التي أدت إلى تفكك قارة بانغيا العظمى وتشكل المحيط الأطلسي الجنوبي.
تشير الدراسة، المنشورة في مجلة "إيرث ساينس ريفيوز"، والتي اعتمدت على مصادر متعددة لبيانات جُمعت سابقا من أميركا الجنوبية وأفريقيا وقاع المحيط، إلى أنه قبل حوالي 135 مليون سنة، ثارت كمية هائلة من الصهارة -تُقدر بأكثر من 16 مليون كيلومتر مكعب- مع بدء تباعد القارتين، وخلّفت هذه الانفجارات البركانية تكوينات صخرية بركانية واسعة، يصل سمك بعضها إلى كيلومتر واحد، وتوجد في مناطق مثل ناميبيا وأنغولا، وكذلك في قاع المحيط الأطلسي.
وفي حديث للجزيرة نت أكد الباحث التونسي الدكتور محمد منصور عبد الملك، وهو باحث جيولوجي بجامعة أوسلو والمؤلف الرئيسي للدراسة، على أهمية هذه النتائج، إذ تساعد دراسة هذه الأحداث النارية الضخمة والانكسارات القارية، في الحصول على صورة أوضح لكيفية إعادة تشكيل سطح الأرض.
ويضيف عبد الملك أن الصدع الذي تشكّل جنوب المحيط الأطلسي لم يكن مجرد حدث محلي، بل كان جزءا من إعادة تنظيم عالمية للقارات مهدت الطريق للجغرافيا الحالية، كما تُمكّن هذه الرؤى الجيولوجيين من إعادة بناء القارات العظمى القديمة والأحواض المحيطية، مما يساعد على تتبع تطور الأرض عبر الزمن.
يقترح الباحثون أن عمود الوشاح ربما كان مسؤولا عن بدء هذا النشاط البركاني، إذ يمكن أن تُسبب هذه الأعمدة البركانية ترقق قشرة الأرض وتشققها، مما يُسهّل تفكك القارات.
وعادة ما توجد البراكين قرب حدود الصفائح التكتونية التي تتدافع أو تجذب بعضها البعض بعنف، ومن المحتمل أن تثور البراكين أحيانا في منتصف هذه الصفائح، وقد تكوّن أعمدة ضخمة من الصخور المنصهرة الساخنة تُعرف باسم أعمدة الوشاح، وهي نفاثات من الصهارة تتصاعد من قرب نواة الأرض لتخترق المواد التي تعلوها.
يوضح عبد الملك للجزيرة نت أن انفتاح جنوب المحيط الأطلسي في أوائل العصر الطباشيري رافقه اندفاع صخور نارية متطفلة واسعة النطاق، تجمعت في إقليم جنوب الأطلسي الناري والتي ترتبط ارتباطا وثيقا بتصدع غرب غندوانا.
مع ذلك، وبحسب الباحث، لا تزال الآليات المسؤولة عن الإنتاجية الصهارية الزائدة غير الطبيعية وآثارها على البيئة القديمة موضع نقاش، إذ يتطلب فائض الصهارة في الحواف البركانية المتصدعة طبقة وشاح إما ساخنة بشكل غير طبيعي، وإما صاعدة بنشاط بمعدلات أعلى من معدل انتشار الصفيحة النصفي، أو خصبة بشكل غير طبيعي، أو مزيجا من هذه العوامل.
إعلانوتدعم هذه الفرضية أدلةٌ على وجود "شذوذ حراري" تحت ما كان يُعرف آنذاك بجنوب قارة بانغيا، القارة العظمى التي بدأت بالتفكك قبل 200 مليون سنة لتكوّن القارات الحالية، وكان هذا التفكك بطيئا، حيث انفصلت أميركا الجنوبية وأفريقيا قبل 135 مليون سنة، ولم تُكمل أميركا الشمالية انقسامها مع أوروبا إلا قبل 55 مليون سنة.
ومن المثير للاهتمام أن هذا الحدث البركاني الضخم قد أدى ربما إلى فترة من التبريد العالمي، على عكس الاحترار المرتبط عادة بالثورات البركانية واسعة النطاق.
يشير الباحثون إلى أن التجوية السريعة للصهارة المنفجرة ربما لعبت دورا في هذا التحول المناخي غير المتوقع.
يوضح عبد الملك للجزيرة نت أن تمركز الأقاليم النارية الكبيرة عادة ما يصاحبه انقراض جماعي، وينطبق هذا عادة على مصايد سيبيريا في نهاية العصر البرمي، والإقليم الصخري الأطلسي الأوسط في نهاية العصر الترياسي، حيث رافق تمركزها ارتفاع في درجة حرارة المناخ العالمي وانقراض جماعي كبير.
ويضيف "يمكن للانفجارات البركانية والتدفقات البركانية الهائلة، سواء كانت جوية أو تحت سطح البحر، أن تُغير نظام المحيطات والغلاف الجوي بإطلاق الغازات والجسيمات، وفي حين يُستشهد بتسرب الصهارة إلى حشوات الأحواض الرسوبية كمصدر رئيسي لانبعاثات غازات الدفيئة، فقد كان لهذه الأحداث القدرة على إحداث تحولات مناخية، إما بارتفاع درجة حرارة الكوكب أو تبريده، والتأثير على التركيب الكيميائي للمحيطات".
نافذة على الماضيلا تُلقي هذه الدراسة الضوء على القوى التي شكّلت قارات كوكبنا فحسب، بل تُبرز أيضا التفاعل المُعقد بين النشاط الجيولوجي والمناخ.
يصف الباحث التونسي دراسة الأحداث البركانية والتكتونية القديمة التي شكّلت تاريخ الأرض بأنها أشبه بتصفح صفحات كتاب لأعماق تاريخ كوكبنا، فهذه الأحداث لا تقتصر على الصخور القديمة وتدفقات الحمم البركانية، بل هي سجلات لكيفية تطور الأرض على مدى ملايين السنين، وبدراسة هذه الأحداث النارية الضخمة والانكسارات القارية، نحصل على صورة أوضح لكيفية إعادة تشكيل سطح الأرض باستمرار.
ويضيف أن فهم كيفية تشكّل أعمدة الوشاح وارتفاعها وتفاعلها مع الغلاف الصخري يُساعد العلماء على نمذجة المحرّك الداخلي الذي يُحرّك الصفائح التكتونية والنشاط البركاني وبناء الجبال.
كما تُعدّ أحداث "الصدمة المناخية" للبراكين القديمة بمثابة نظائر أساسية للتغيرات البيئية السريعة التي نشهدها اليوم نتيجة للنشاط البشري، فهي تُظهر مدى ترابط أنظمة الأرض، فالعمليات التي تنشأ عميقا تحت سطح الأرض يُمكن أن تُغيّر في نهاية المطاف الغلاف الجوي الذي يحيطنا والنظم البيئية التي تدعم الحياة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات أمیرکا الجنوبیة المحیط الأطلسی هذه الأحداث ملیون سنة عبد الملک
إقرأ أيضاً:
فلسفة خاصة لمصمم هندي في تنظيم الحفلات الضخمة وتقديم الهدايا
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- يُعتبَر مصمّم الأزياء الهندي مانيش مالهوترا بالنسبة لعيد "ديوالي" كما هي الممثّلة الألمانيّة هايدي كلوم بالنسبة لهالوين: المضيف الأمثل للحفلات التي تحضرها النجوم.
يُقيم المصمّم الهندي كل عام، مناسبة ضخمة للاحتفال بعيد ديوالي، يشارك فيها أبرز نجوم بوليوود مثل شاه روخ خان وشيلبا شيتي اللذين حضرا أحدث حفلاته.
وبفضل سمعته المميزة في تنظيم الفعاليات، تمّ توظيف مالهوترا كمدير إبداعي لزفاف أنانت أمباني، ابن أغنى رجل في الهند، ووريثة صناعة الأدوية راديكا ميرشانت. بالإضافة إلى الإشراف على ديكور المكان، صمّم أزياء العروس ووالدة العريس نيتا أمباني، فضلاً عن أزياء الضيوف في فعاليات الزفاف المختلفة، ضمنًا ابنة الرئيس الأمريكي إيفانكا ترامب ونجمتي تلفزيون الواقع الأمريكتين كيم وكلوي كارداشيان.
أشار مالهوترا في لقاء مع CNN، إلى أنّ الموضة الهندية تعيش لحظتها الآن، فالحرفية والتقاليد النسيجية الهندية تحظى باهتمام دولي متزايد. وقال: "قليلون من يستحقون الفضل أكثر مني، فقد حضرت حفل "ميت غالا" 2025، وصمّمت إطلالات عدد من النجمات على السجادة الحمراء. في النهاية، عندما أعرض الموضة الهندية على مستوى عالمي، أريد للناس أن يروا عمقها وفنها وقيمتها الخالدة".
خلال السنوات الأخيرة، توسّع مالهوترا ليشمل مجالات أخرى بخلاف الموضة. فبعد أن كان مصمّم أزياء أفلام بوليوود منذ التسعينيات، أطلق في الآونة الأخيرة إنتاجه السينمائي من خلال الدراما الرومانسية الهندية "Gustaakh Ishq"، التي عُرضت في دور العرض الشهر الماضي. وهناك أيضًا خط المجوهرات الفاخرة الذي أطلقته علامته في 2023.
يُعرف مالهوترا بحسه الرفيع في اختيار الهدايا. فرغم أن الذهب هو الهدية الفاخرة التقليدية خلال ديوالي، إلا أن مجموعاته من المكياج الفاخر ومنتجات العناية بالبشرة، إلى جانب سلال الهدايا التي صمّمها لمجموعة فنادق، تشكّل أمثلة على الطريقة التي يجذب بها عملاءه الهنود خلال الإنفاق المتزايد والمتنوع لمواسم العطل بمليارات الدولارات. بالنسبة له، سر الهدايا والحفلات المميزة هو ذاته سر نجاحه في عالم الموضة: السرد القصصي.
شارك مانيش مالهوترا وجهة نظره حول اختيار الهدايا واستضافة الحفلات خلال موسم العطل:
CNN: ما الأمور التي يجب أن تسأل نفسك عنها قبل شراء هدية لشخص ما؟
مالهوترا: أفكر دومًا في شخصية الفرد، ما الذي يستمتع به حقيقة، وهل تعكس الهدية اهتماماته وروحه بطريقة ذات معنى.
CNN: كيف تختار الهدايا للأشخاص الذين لا تعرفهم جيدًا؟
مالهوترا: أعود دومًا إلى شيء خالد وبسيط: الأزهار. أحبها كثيرًا، فهي أنيقة ومدروسة ومثالية لكل المناسبات. عندما لا أكون متأكدًا من ذوق شخص ما، أجد أن باقة ورود جميلة هي الهدية الأنسب، وتُدخل البسمة على وجوه الناس، فالأزهار لا تخطئ أبدًا.
CNN: وما هي أفضل هدية لا تكلف شيئًا؟
مالهوترا: الوقت. لا يكلف شيئًا لكنه يحمل كل المعاني. سواء كان من خلال الجلوس لإجراء محادثة صادقة، أو التواجد الكامل مع الآخرين، أو مجرد الحضور في اللحظات المهمة، فالوقت لا يُقدّر بثمن، وفي عالم يسير بسرعة، يبقى الوقت الشيء الوحيد الذي لا يمكن شراؤه، وهو ما يُحدث فرقًا حقيقيًا في حياة الناس.
CNN: هل لديك أي تقاليد أو طقوس حول العطل؟
مالهوترا: خلال ديوالي، أقيم حفلة سنوية أصبحت تقليدًا يجمع أحبائي وأصدقائي تحت سقف واحد. الجو مليء بالفرح والدفء والموسيقى والطعام اللذيذ، وتُعد فرصة للاتصال والاحتفال والامتنان، وأعتبرها من أهم تقاليدي السنوية.
CNN: وإذا كنت تحتفل مع أحبائك حول طاولة، ما أهم عناصر هذا الاحتفال؟
مالهوترا: بالنسبة لي، لا يكتمل الاحتفال من دون الطعام! أحب أن تكون الطاولة غنية وجذابة، فالأطباق الشهية تمتلك قدرة سحرية على جمع الناس معًا، وإشعارهم بالراحة والضحك، وتشجيعهم على البقاء لفترة أطول.
الهندأزياءتصاميمموضةنشر الجمعة، 12 ديسمبر / كانون الأول 2025تابعونا عبرسياسة الخصوصيةشروط الخدمةملفات تعريف الارتباطخيارات الإعلاناتCNN الاقتصاديةمن نحنالأرشيف© 2025 Cable News Network. A Warner Bros. Discovery Company. All Rights Reserved.